التعريف

التعريف لغة

المباح: مشتق من (بوح)، ومعناه يدل على سعة الشيء وبروزه وظهوره، فالبوح جمع باحة، وهي عرْصَة الدار، ومن هذا الباب إباحة الشيء، تقول: أبحتك الشيء، أي: أحللته لك، والمباح: خلاف المحظور. انظر: "الصحاح" الجوهري (1 /357)، "مقاييس اللغة" لابن فارس (1 /315)

التعريف اصطلاحًا

المباح: «ما خير الشارع فيه بين الفعل والترك من غير اقتضاء ولا زجر». "البرهان" (1 /108). فالمباح: لا يلحقه مدح ولا ذم من حيث هو، فلا يقع بفعله إثم ولا أجر، وكذلك الترك، كأكل اللحم والدجاج. ويطلق المباح على ثلاثة أمور: الأول: ما صرح فيه الشرع بالتسوية بين الفعل والترك. الثاني: ما سكت عنه الشرع، فيقال: استمر على ما كان، وتسمى البراءة الأصلية، أو الإباحة العقلية. الثالث: ما جاز فعله، استوى طرفاه أو لا. انظر: "البحر المحيط" للزركشي (1 /366)، "شرح الكوكب المنير" لابن النجار (1 /428).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

التضمن، فالمباح أمره واسع، لم يقع فيه تضييق، إن شاء فعله، وإن شاء تركه. انظر: "مقاييس اللغة" لابن فارس (1 /315)

أمثلة

المباح أمثلته كثيرة؛ إذ هو الأصل في الأشياء، ومن ذلك: الأطعمة مباح أكلها ما لم يرد نهي، كأكل السمك، ولحم الغنم، ومن الأمور المباحة: المشي وممارسة الرياضة، والنوم، وركوب السيارات، وغيرها.

مسائل وتنبيهات

طرق معرفة المباح: 1- النص على التخيير بين الفعل والترك، كقوله لمن سأله عن الوضوء من لحم الغنم: «إن شئت فتوضأ، وإن شئت فلا تتوضأ» أخرجه مسلم (360). 2- نفي الإثم والمؤاخذة، كرفع الحرج، ونفي الجناح، ومن الأمثلة: قوله ﷺ للسائل في حجة الوداع: «افعل ولا حرج». 3- النص على الحل، كقوله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ﴾ [البقرة: 187]. 4- كون الفعل مسكوتًا عنه؛ فإن الأصل في الأشياء المنتفع بها الحل، كالانتفاع بوسائل الحياة المعاصرة، كالهواتف والسيارات، وغيرها. انظر: "البحر المحيط" للزركشي (1 /367)، "أصول الفقه" للسلمي (ص: 53).