اللطيف
كلمة (اللطيف) في اللغة صفة مشبهة مشتقة من اللُّطف، وهو الرفق،...
كون الإنسان غير رقيق، ولا مملوك لغيره، وهي ضد العبودية، والرق . ومن أمثلته حرمة استرقاق الحر بغير سبب شرعي، وجاء في الحديث : "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة؛ رجل أعطى بي، ثم غدر، ورجل باع حراً ،فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً، فاستوفى منه، ولم يعطه أجره . " البخاري : 2114.
ما يثبت للإنسان على غيره، ويقرر به الشرع، أو القانون سلطة، أو تكليفاً، تحقيقاً لمصلحة معينة
الحرية هي الحق في أن تعمل ما يبيحه القانون. مونتسيكيو
الحرية هي الحياة، لكن لا حرية بلا فضيلة. فكتور هوجو
(حفظُ الدِّين) أهَمُّ ضرورةٍ من الضرورات الخمس، ومعناها: تثبيتُ أركان الدِّين وأحكامِه، والحرصُ على أدائها، وعدمِ التهاون بها، ونَبْذِ كلِّ ما يعارض الدِّينَ.وقد نصَّتِ الكثيرُ من الآيات والأحاديث على أهمية (حفظِ الدِّين)، ودلَّت على أن تضييعَه يؤدي إلى تضييعِ المصالح جميعها.ويكون (حفظُ الدِّين) من جانبينِ: * جانب الوجود: وذلك بالمحافظة على ما يُقِيمُ أركانَه.* جانب العدم: بدَرْءِ الفسادِ الواقع أو المتوقَّع عليه.
(حفظُ العقل) أحدُ (الضَّرورات الخمس)، ويُقصَد به: حفظُ عقولِ الناس من أن يدخُلَ عليها خَلَلٌ؛ لأن دخولَ الخلل على العقل يؤدي إلى فسادٍ عظيم.وقد جاءت نصوصٌ كثيرة في الكتاب والسُّنة تؤكد أهميةَ العقل، وضرورةَ الاعتناء به، ومَنْعَ كلِّ ما يؤدي إلى اختلاله، كما دل على ذلك الإجماعُ، والعقل.و(العقلُ) مناطُ التكليف، وبه يُصبِح الإنسان محاسَبًا على عمله، وهو الطريقُ الموصل إلى الحقِّ والصواب، واختلالُه يتعدى الشخصَ ليُؤثِّرَ في المجتمع.وقد شرَع الإسلامُ ما يَحفَظ (العقلَ) من جانب الوجود: بالحثِّ على التفكُّر، وإعمال العقلِ بالعلم والمعرفة.ومن جانب العَدَم: بتشريع حدِّ الخمر، ومعاقبة مَن يتناول مُخدِّرًا أو مُسكِرًا.
(حفظُ النَّسْلِ) أحدُ (الضرورات الخمس)، ويقصد به: التناسُلُ والتوالد لإعمار الكون، وقد اهتم الإسلامُ بـ(حفظ النسل) اهتمامًا كبيرًا؛ وذلك لأنه الأصلُ في استبقاء العنصر البشري، وحَثَّ على (حفظ النسل) ووسائلِه في نصوصٍ كثيرة في القرآن، والسُّنة، ودل على ذلك الإجماعُ والعقل.وقد حافَظ الإسلامُ على (النسل) من جانبين: * جانب الوجود: بالحضِّ على الزواج، والترغيب فيه.* جانب العدم: بتحريم الزِّنا، وكل ما يؤدي إليه؛ لِما فيه من تهديدٍ للوجود الإنساني.
(حفظُ المال) أحدُ (الضرورات الخمس)، ويُقصَد به: حفظُ أموال الأمَّة من الإتلاف، ومن الخروج إلى أيدي غيرِ الأمة بدون عِوَض، وحفظُ أجزاء المال المعتبَرة عن التَّلف دون عِوَض.وقد اعتنت الشريعةُ الإسلامية بـ(حفظ المال) عنايةً كبيرة، ونصت على ذلك في نصوصٍ كثيرة من الكتاب والسُّنة؛ وذلك لارتباطِ الكثير من المصالح الدُّنيوية والأُخروية بـ(حفظ المال). وقد جعلت الشريعةُ الإسلامية المالَ ثمرةَ السعي المشروع للإنسان، وباعثَ نشاطه الحيوي؛ فكان بذلك قِوَامَ حياته الفردية، والمالُ في حياة الأفراد ليس مِلْكيةً خالصة لهم؛ وذلك لتعلُّق حقِّ الأمة به، وهو حقُّ الله في أموالهم.وقد حافظت الشريعةُ عليه من جانبين: * جانب الوجود: وذلك بالحثِّ على العمل، والتجارة، والبيع، والاستثمار.* جانب العدم: بإيجابِ حدِّ السرقة، والضمانِ في تَلَفِ الأموال، وغير ذلك.
(حفظُ النفس) أحدُ (الضرورات الخمس)، ويأتي في المرتبة الثانية بعد (حفظ الدِّين)، ويراد به: حفظُ الأرواح من التَّلف؛ أفرادًا وعمومًا، وقد دلت نصوصٌ كثيرة من الكتاب والسُّنة على أهمية (حفظ النفس)، وشرَع الإسلامُ من الوسائل ما يحميها من جانب الوجود: بتحقيقِ ما يَضمَن بقاءها في الاستمرار؛ كتوفيرِ المأكل والمشرب، ومن جانب العدم: بحمايةِ الذات الإنسانية وأجزائها من التَّلف.
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".