البحث

عبارات مقترحة:

الخالق

كلمة (خالق) في اللغة هي اسمُ فاعلٍ من (الخَلْقِ)، وهو يَرجِع إلى...

الأكرم

اسمُ (الأكرم) على وزن (أفعل)، مِن الكَرَم، وهو اسمٌ من أسماء الله...

المقدم

كلمة (المقدِّم) في اللغة اسم فاعل من التقديم، وهو جعل الشيء...

الجزع

الجَزَعُ أحدُ أمراضِ القلوب، يعترضُ لإنسان لضعفِ إيمانه بالله وبقضائه وقدره، وقد يؤدّي بصاحبه إلى الانتحار الذي يجعلُ صاحبه من أهل النّار، فعلى المسلم أن يقوّي إيمانه بالله، ويملأ قلبه بذكره، ليتجنّب هذه الآفة.

التعريف

التعريف لغة

الجَزَع: مصدرُ قولِهِم: جزع يجزع جزعًا، وهو مأخوذٌ من مادَّةِ (ج ز ع) الّتي تدلّ على الانقطاع، والجزع نقيض الصّبر؛ لأنّ فيه انقطاع المنّة عن حمل ما نَزَل، والوصفُ من ذلك جازع وجَزَع وجَزِع، فإذا كثر ذلك منه قيل جَزوع وجَزَّاع، والجَزوع في قوله تعالى: ﴿إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً﴾ [ المعارج: 20]، هو الّذي لا صبر عنده إذا مسّه الشّرّ، ويقال: أجزعه إذا أزال جزعه، ومن ذلك ما جاء في الحديث: لمّا طعن عمر رضي الله عنه جعل ابن عبّاس رضي الله عنهما يجزّعه. انظر: " مقاييس اللغة " لابن فارس (1 /453)، "لسان العرب" لابن منظور (8 /47).

التعريف اصطلاحًا

الجزعُ: حزنٌ يصرف الإنسان عمّا هو بصدده، ويقطعه عنه قهرًا ، وهو أبلغ من الحزن. انظر "التوقيف على مهمات التعاريف" (ص125)، "المفردات " للأصفهاني (ص90)، "الكليات " للكفوي (ص354) وقال الجاحظ: «الجزعُ: خلق مركّب من الخرق والجبن». "تهذيب الأخلاق " للجاحظ (ص34).

الفروق

الفرق بين الجزع و رقة القلب

- الجزعَ ضعف في النّفس وخوف في القلب، يمدّه شدّة الطّمع والحرص، وينشأ من ضعف الإيمان بالقدر. - أمّا رقّة القلب فإنّها من الرّحمة، وقد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أرقّ النّاس قلبًا، وأبعدهم من الجزع. - فرقّة القلب رأفةٌ ورحمة، وجزَعُه مرضٌ وضعف، فالجزع حال قلبٍ مريض بالدّنيا، قد غشيه دخان النّفس الأمّارة فأخذ بأنفاسه، وضيّق عليه مَسَالك الآخرة، وصار في سجن الهوى والنّفس، وهو سجن ضيّق الأرجاء، مظلم المسلك، فانحصار القلب وضيقه يجعله يجزع من أدنى ما يصيبه، ولا يحتمله، فإذا أشرق فيه نور الإيمان واليقين بالوعد وامتلأ من محبّة الله وإجلاله رَقَّ، وصارت فيه الرّأفة والرّحمة، فتراه رحيمًا رفيقَ القلب بكلّ ذي قربى ومسلم، يرحم النّملة في جحرها، والطّير في وكره، فضلًا عن بني جنسه فهذا أقرب القلوب من الله تعالى. انظر "الرّوح " لابن القيم (ص226).

الأدلة

القرآن الكريم

الجزع في القرآن الكريم
1-قال تعالى ذامّاً صفة الجزع : ﴿إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ﴾ [ المعارج: 19- 23 ] 2- قال ابن كثير عند قوله تعالى: ﴿ وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً ﴾ [يونس: 12]: «يخبر تعالى عن الإنسان وضجره وقلقه إذا مسّه الضّرّ ﴿وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ﴾ [فصلت: 51] أي كثير، وهما في معنى واحد، وذلك لأنّه إذا أصابته شدّة قلق لها، وجزع منها، وأكثر الدّعاء عند ذلك فدعا الله في كشفها ورفعها عنه». " تفسير ابن كثير" (2 /410).

السنة النبوية

الجزع في السنة النبوية
1-الجزَعُ شرٌّ يكونُ في قلبِ الرّجل : عن عمرو بن تغلب: «أَتى النبيَّ مالٌ فأعْطى قَوْمًا ومَنَعَ آخَرِينَ، فَبَلَغَهُ أنَّهُمْ عَتَبُوا، فَقالَ: إنِّي أُعْطِي الرَّجُلَ وأَدَعُ الرَّجُلَ، والذي أدَعُ أحَبُّ إلَيَّ مِنَ الذي أُعْطِي، أُعْطِي أقْوامًا لِما في قُلُوبِهِمْ مِنَ الجَزَعِ والهَلَعِ ، وأَكِلُ أقْوامًا إلى ما جَعَلَ اللَّهُ في قُلُوبِهِمْ مِنَ الغِنى والخَيْرِ منهمْ عَمْرُو بنُ تَغْلِبَ، فَقالَ عَمْرٌو: ما أُحِبُّ أنَّ لي بكَلِمَةِ رَسولِ اللَّهِ حُمْرَ النَّعَمِ». أخرجه البخاري (7535). 2- يُعاقبُ اللهُ عزَّ وجلَّ من يُقابل الابتلاء بالجَزَع : عن محمود بن لبيد الأنصاري: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «إذا أحبَّ اللهُ قومًا ابتلاهُم، فمَن صبَر فله الصَّبرُ، ومن جَزِعَ فلهُ الجزَعُ». أخرجه أحمد (23633) 3- خاف أبو طالب أن يُتّهمَ بالجزَع فأدّى به إلى عدمِ الإيمانِ بالله: عن أبي هريرة: قالَ رسولُ اللَّهِ صلّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ لعمِّهِ: «قل: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ أشْهدْ لَكَ بِها يومَ القيامَةِ، قالَ: لولا أن تعيِّرني بِها قريشٌ إنَّما يحملُهُ عليْهِ الجزعُ لأقررتُ بِها عينَكَ». أخرجه مسلم (25). 4- والجزَع يجعلُ العبدَ يقتُلُ نفسه وهذا يجعله من أهل النّار: عن جندب بن عبدالله: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: كان فيمن قبلَكم رجلٌ به جُرْحٌ فجزِعَ. فأخذ سِكِّينًا فجزَّ بها يدَهُ، فما رقَأَ الدمُ حتى مات، فقال اللهُ: بادََرَني عبدِي بنفْسِهِ، فحرَّمْتُ عليه الجنةَ. أخرجه البخاريّ (3463) عن سهل بن سعد الساعدي: «أنَّ رَجُلًا مِن أعْظَمِ المُسْلِمِينَ غَناءً عَنِ المُسْلِمِينَ ، في غَزْوَةٍ غَزاها مع النبيِّ ، فَنَظَرَ النبيُّ فَقالَ: مَن أحَبَّ أنْ يَنْظُرَ إلى الرَّجُلِ مِن أهْلِ النّارِ فَلْيَنْظُرْ إلى هذا فاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ، وهو على تِلكَ الحالِ مِن أشَدِّ النّاسِ على المُشْرِكِينَ، حتّى جُرِحَ، فاسْتَعْجَلَ المَوْتَ، فَجَعَلَ ذُبابَةَ سَيْفِهِ بيْنَ ثَدْيَيْهِ حتّى خَرَجَ مِن بَيْنِ كَتِفَيْهِ، فأقْبَلَ الرَّجُلُ إلى النبيِّ مُسْرِعًا، فَقالَ: أشْهَدُ أنَّكَ رَسولُ اللَّهِ، فَقالَ: وما ذاكَ قالَ: قُلْتَ لِفُلانٍ: مَن أحَبَّ أنْ يَنْظُرَ إلى رَجُلٍ مِن أهْلِ النّارِ فَلْيَنْظُرْ إلَيْهِ وكانَ مِن أعْظَمِنا غَناءً عَنِ المُسْلِمِينَ ، فَعَرَفْتُ أنَّه لا يَمُوتُ على ذلكَ، فَلَمّا جُرِحَ اسْتَعْجَلَ المَوْتَ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقالَ النبيُّ عِنْدَ ذلكَ: إنَّ العَبْدَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أهْلِ النّارِ وإنَّه مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ويَعْمَلُ عَمَلَ أهْلِ الجَنَّةِ وإنَّه مِن أهْلِ النّارِ، وإنَّما الأعْمالُ بالخَواتِيمِ». أخرجه البخاري (6607).

أقوال أهل العلم

لا تجزعنّ لخطب ما به حيل*****تغني وإلّا فلا تعجز عن الحيل وقدر شكر الفتى لله نعمته*****كقدر صبر الفتى للحادث الجلل أبو بكر بن المقري اليماني هامش الترغيب والترهيب للمنذري (4 /53).

الأضرار والمفاسد

1- سوء الظّنّ بالله وعدم الثّقة به سبحانه. 2- انتفاء كمال الإيمان. 3- عدم الرّضا بالمقدور وعجزه عن فعل المأمور. 4- استحقاق العذاب في الآخرة. 5- قلق النّفس واضطرابها. 6- الجزع يشقى به جلساؤه ويملّه أقرباؤه. "نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم" ل مجموعة من المؤلفين (9 /4357)

وسائل الاجتناب

- لقد أوضحَ القرآنُ الكريمُ علاجَ هذه الأمور القلبيّة، كما في قوله سبحانه: ﴿إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ [ المعارج: 19- 23 ]، فأوضح بجلاء لا ريب فيه أنّ الصلاة تقي صاحبها هذه المشاعر القلبيّة، يقول ابن بطّال: المراد من الآيات الكريمة إثبات خلق الله تعالى للإنسان بأخلاقه من الهلع والصّبر، والمنع والإعطاء، وقد استثنى الله المصلّين الّذين هم على صلاتهم دائمون، لا يضجرون بتكرّرها عليهم. - وذكرُ الله عزّ وجلّ، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرّعد: 28 ] - وإضافة إلى الصّلاة والذّكر، فإنّ الرّضا بقضاء الله- عزّ وجلّ- والتّذرّع بالصّبر الجميل ممّا يساعد على التّخلّص من هذه الأمور ونحوها. انظر: "فتح الباري " لابن حجر (13 /520)، "نضرة النعيم في مكارم الرسول الكريم " لمجموعة من المؤلّفين(4357/9)