البحث

عبارات مقترحة:

الغفار

كلمة (غفّار) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (غَفَرَ يغْفِرُ)،...

الوارث

كلمة (الوراث) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَرِثَ يَرِثُ)، وهو من...

العزيز

كلمة (عزيز) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وهو من العزّة،...

الغضب

الغضبُ خلقٌ ذميم، يُفقد صاحبه السيطرة على نفسه وجوارحه، لذا تواترت الأحاديث في النّهي عن الغضب لما له من أثر سلبيّ على الفرد والمجتمع، فعلى الإنسان أن يروّض نفسه على ترك هذا الخلق كيفما كان.

التعريف

التعريف لغة

الغَضَب: ضد الرضا. والغضبة: الصخرة الصلبة. قالوا: ومنه اشتق الغضب، لأنه اشتداد السخط. يقال: غضب يغضب غضبًا، وهو غضبان وغضوب. انظر: "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس (4 /428)، و"تاج العروس" لمرتضى الزبيدي (3 /485).

التعريف اصطلاحًا

- الغضب: هو ثوران دم القلب لقصد الانتقام. انظر: "تاج العروس" لمرتضى الزبيدي (3 /485)، و"مفردات ألفاظ القرآن الكريم" للراغب الأصفهاني. -وقال الجرجاني «الغضب: تغير يحصل عند غليان دم القلب ليحصل عنه التشفي للصدر». "التعريفات" للجرجاني (ص 209). - وقيل: «هو غليان دم القلب طلبًا لدفع المؤذي عند خشية وقوعه، أو طلبًا للانتقام ممن حصل له منه الأذى بعد وقوعه». "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1 /396). - يقول أبو حامد الغزالي: «ومن أشدِّ البواعث على الغضب عندَ أكثرِ الجُهَّال: تسميتُهم الغضبَ شجاعةً، ورجُوليَّة، وعزَّةَ نفس، وكبرَ همَّة، وتلقيبُه بالألقاب المحمُودة غباوةً وجهلًا، حتى تميلَ النفسُ إليه، وتستحسنَه، وقد يتأكَّد ذلك بحكاية شدة الغضب عن الأكابر في معرض المدح بالشجاعة، والنفوس مائلة إلى التشبه بالأكابر، فيهيجُ الغضب إلى القلب بسببه. وتسمية هذا عزَّة نفسٍ وشجاعة جهل، بل هو مرضُ قلبٍ، ونقصانُ عقل، وهو لضعف النفس ونقصانِها». "إحياء علوم الدين" للغزاليّ (5 /615).

الفروق

الفرق بين الغضب و السخط

الغضب يكون من الصغير على الكبير، ومن الكبير على الصغير. والسخط لا يكون إلا من الكبير على الصغير، يقال: سخط الأمير على الحاجب، ولا يقال: سخط الحاجب على الأمير ويستعمل الغضب فيهما. والسخط إذا عديته بنفسه فهو خلاف الرضا، يقال رضيه وسخطه، وإذا عدَّيتَه بعلى فهو بمعنى الغضب، تقول: سخط الله عليه، إذا أراد عقابه. "الفروق اللغوية" لأبي هلال العسكري (ص 386).

الفرق بين الغضب و الغيظ

الفرق بين الغضب والغيظ : أن الإنسان يجوز أن يغتاظ من نفسه، ولا يجوز أن يغضب عليها، وذلك أن الغضب إرادة الضرر للمغضوب عليه، ولا يجوز أن يريد الإنسان الضرر لنفسه، والغيظ يقرب من باب الغم. "الفروق اللغوية" لأبي هلال العسكري (ص 391).

الفرق بين الغضب و الاشتياط

الفرق بين الغضب والاشتياط: أن الاشتياط خفة تلحق الإنسان عند الغضب، وهو في الغضب كالطرب في الفرح، وقد يُستعمل الطرب في الخفة التي تعتري من الحزن، والاشتياط لا يستعمل إلا في الغضب، ويجوز أن يقال: الاشتياط سرعة الغضب. "الفروق اللغوية" لأبي هلال العسكري (ص 54).

الأدلة

القرآن الكريم

الغضب في القرآن الكريم
الغضب في غير حق مذموم جدًا، وهو مفتاح شر للدخول في كثير من الآثام فعلى المسلم أن يروّض نفسه على الابتعاد عن الغضب قال تعالى : ﴿ إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [ الفتح : 26 ] فالله سبحانه وتعالى ذم الكفار بما تظاهروا به من الحمية الصادرة عن الغضب الباطل، ومدح الله المؤمنين بما أنزل الله عليهم من السكينة.

السنة النبوية

الغضب في السنة النبوية
1-أوصى النبي بترك الغضب، فهو أساس كل قرار طائش يرتكبه الإنسان، فعن أبي هريرة: أنَّ رَجُلًا قالَ للنبيِّ : أوْصِنِي، قالَ: «لا تَغْضَبْ». فَرَدَّدَ مِرارًا، قالَ: «لا تَغْضَبْ». أخرجه البخاري (6116). قال الخطابي: «معنى قوله: «لا تَغْضَبْ» اجتنب أسباب الغضب، ولا تتعرض لما يجلبه». "فتح الباري" لابن حجر (10 /520). 2- جعل النبي كتمان الغضب وتمالك الأعصاب من صفات الشدة في الرجال، فعن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ليسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ، إنَّما الشَّدِيدُ الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ. صحيح البخاري (6114). و عن أنس بن مالك: أنَّ النبيَّ مرَّ بقومٍ يَصطرعونَ فقال: ما هذا؟ قالوا: فلانٌ ما يُصارعُ أحدًا إلا صرعَهُ، قال: أفلا أدلُّكمْ على من هو أشدُّ منه؟ رجلٌ كلمَهُ رجلٌ فكظمَ غيظَهُ، فغلبَهُ، وغلبَ شيطانَهُ، وغلبَ شيطانَ صاحبِهِ. "فتح الباري" لابن حجر (10 /535). ضبط النفس عن الاندفاع بعوامل الغضب بطولة لا يستطيعها إلا الأشداء أقوياء الإرادة، والمؤمنون أقوياء الإيمان، فليس من السهل إذا غضب الإنسان أن يضبط نفسه ويكظم غيظه، ويكف عن الانتقام ممن أغضبه أو غاظه. "الأخلاق الإسلامية وأسسها" لعبد الرحمن حبنكة الميداني. (2 /329).

أقوال أهل العلم

«جمع في قوله لا تغضب خير الدنيا والآخرة، لأن الغضب يؤول إلى التقاطع ومنع الرفق، وربما آل إلى أن يؤذي المغضوب عليه، فينتقص ذلك من الدين» البَيْضاوي ابن التين
«لعله لما رأى أن جميع المفاسد التي تعرض للإنسان إنما هي من شهوته ومن غضبه، وكانت شهوة السائل مكسورة، فلما سأل عما يحترز به عن القبائح نهاه عن الغضب الذي هو أعظم ضررًا من غيره، وأنه إذا ملك نفسه عند حصوله كان قد قهر أقوى أعدائه» عُمَر بن عبد العَزِيز "فتح الباري" لابن حجر (10 /520).
«قد أفلحَ مَنْ عُصِمَ من الهوى، والغضب، والطمع» الحسن البَصْري "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1 /368).
«أربعٌ من كُنَّ فيه عصمه الله من الشيطان، وحرَّمه على النار: مَنْ ملك نفسَه عندَ الرغبة، والرهبة، والشهوةِ، والغضبِ» ابن أَبي رَبَاح "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1 /368).
«ما أبكى العلماءَ بكاء آخرِ العمرِ من غضبة يغضبُها أحدُهُم فتهدِمُ عملَ خمسين سنة، أو ستين سنة، أو سبعين سنة، وربَّ غضبة قد أقحمت صاحبها مقحماً ما استقاله» "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1 /374).

الأضرار والمفاسد

- تظهر آثار الغضب على الإنسان في أخلاقه وجسمه، فتراه في أسوأ حالاته، وتظهر من أخلاقه السيئة التي طالما كتمها، ولا يعلم بها إلا الله تعالى فتتشوه صورته أمام الآخرين، فترى لسانه ينطق بما لم تسمع منه، وترى احمرار وجهه وشراسة خلقه، والتي هي أشبه بمظاهر السباع، وترى يدَه تمتدُّ بالضرب أو القتل، فإن لم يستطع ترى أثر ذلك على نفسه بشق ثيابه وخدش جسمه أو الإضرار به، بل إن آثاره تتعدى لتصل إلى الجماد فتراه يحطم ما حوله، هذا غير ما يورثه الغضب من الحقد والغل والتي هي من خبائث الأخلاق. انظر "موسوعة الأخلاق" الدرر السّنية (2 /388).

وسائل الاجتناب

1- أن يذكر الله عزّ وجلّ فيدعوه ذلك إلى الخوف منه ويتذكر أن بطش ربه شديد وبطش العبد لا يقارن ببطش رب العباد، ويبعثه الخوف منه على الطّاعة له فعند ذلك يزول الغضب، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ﴾ [الكهف: 24] ، قال عكرمة: يعني إذا غضبت. 2- أن يتفكّر في الأخبار الواردة في فضل كظم الغيظ والعفو والحلم والاحتمال، فيرغب في ثواب ذلك، فتمنعه شدّة الحرص على ثواب هذه الفضائل عن التّشفّي والانتقام، وينطفيء عنه غيظه. وهذا الوسيلة وسيلة ترغيب، بينما الوسيلة السابقة وسيلة ترهيب، فمن كتم غضبه بإحدى الطريقتين فبها ونعمت، والجمع بينهما أفضل. 3- أن يخوّف نفسه بعقاب الله تعالى، وهو أن يقول: قدرة الله عليّ أعظم من قدرتي على هذا الإنسان، فلو أمضيت فيه غضبي، لم آمن أن يمضي الله- عزّ وجلّ- غضبه عليّ يوم القيامة فأنا أحوج ما أكون إلى العفو. 4- أن يحذّر نفسه عاقبة العداوة والانتقام وتشمير العدوّ في هدم أغراضه والشّماتة بمصائبه، فإنّ الإنسان لا يخلو من المصائب وهذا ما يعرف بتسليط شهوة على غضب، ولا ثواب عليه إلا أن يكون خائفًا من أن يتغيّر عليه أمر يعينه على الآخرة، فيثاب على ذلك. 5- أن يتفكّر في قبح صورته عند الغضب، وأنّه يُشبه حينئذٍ الكلب الضّاري، والسّبع العادي، وأنّه أبعد ما يكون مجانبة لأخلاق الأنبياء والعلماء الفضلاء في أخلاقهم. يقول الغزالي: «ومن آثار هذا الغضب في الظاهر تغير اللون، وشدة الرعدة في الأطراف، وخروج الأفعال عن الترتيب والنظام، واضطراب الحركة والكلام، حتى يظهر الزبد على الأشداق، وتحمر الأحداق، وتنقلب المناخر، وتستحيل الخلقة، ولو رأى الغضبان في حالة غضبه ‌قُبح ‌صورته لسكن غضبُه حياء من ‌قبح ‌صورته، واستحالة خلقته، وقُبح باطنه أعظم من قبح ظاهره، فإن الظاهر عنوان الباطن، وإنما قبحت صورة الباطن أولًا ثم انتشر قبحها إلى الظاهر ثانيًا، فتغير الظاهر ثمرة تغير الباطن فقس الثمرة بالمثمرة». 6- أن يعلم أنَّ غضبَه إنّما كان من شيء جرى على وفق مراد الله تعالى، لا على وفق مراده هو، فكيف يكون مراد نفسه أولى من مراد الله تعالى. 7- أن يتذكّر ما يئول إليه الغضب من النّدم ومذمّة الانتقام. 8- أن يتذكّر أنّ القلوب تنحرف عنه وتحذر القرب منه فيبتعد الخلق عنه فيبقى وحيدًا فريدًا، فإنّ ذلك جدير بأن يصرف الغضب عنه. 9- أن يتحوّل عن الحال الّتي كان عليها، فإن كان قائمًا جلس، وإن كان جالسًا اضطجع، وعليه أن يتوضّأ أو يستنشق بالماء. 10- ومما يُعينُ على التخلص من الغضب لمن ابتلي به، أنَّ يعود إلى الله، وأنْ يلتجىء إليه دائماً بالعبادة والدعاء وقراءة القرآن، ومن أدرك فضيلة الحلم أبعده ذلك عن كثير من معرّات النفوس. ومن وقع في الغضب فعليه أنْ يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فقد روى مسلم (2610) من حديث سليمان بن صرد رضي الله عنه، قال: اسْتَبَّ رجلان عند النَّبيِّ فجعل أحدهما تحمرّ عيناه وتنتفخ أوداجه، فقال رسول الله : «إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» فقال الرجل: وهل ترى بي من جنون؟ 11- أن يذكر ثواب العفو وحسن الصّفح فيقهر نفسه على الغضب. 12- أن يذكر انعطاف القلوب عليه وميل النّفوس إليه، فلا يرى إضاعة ذلك بتنفير النّاس منه ويكفّ عن متابعة الغضب. انظر "كتاب نضرة النعيم في مكارم الرسول الكريم"(5078/11)، " أدب الدنيا والدين" للماوردي (250، 252)، "إحياء علوم الدين" للغزالي (3 /173-175)، و" مختصر منهاج القاصدين" (180- 181)، "حرمة المسلم على المسلم" ماهر الفحل.

مسائل متعلقة

أقسام الغضب

الغضب ينقسم إلى قسمين: غضب مذموم وغضب ممدوح. 1- الغضب المذموم: فالغضب المذموم هو الذي نُهي عنه وذُم في الأحاديث التي وردت وهو خلق سيئ. «لأنه يخرج العقل والدين من سياستهما، فلا يبقى للإنسان مع ذلك نظر، ولا فكر، ولا اختيار». "مختصر منهاج القاصدين" لابن قدامة (ص 232). 2-الغضب المحمود: الغضب المحمود هو أن يكون لله عز وجل عند ما تنتهك حرماته، والغضب على أعدائه من الكفّار والمنافقين والطّغاة والمتجبّرين، وقد ذكر القرآن ذلك للرّسل الكرام في مواضع عديدة، ووردت أحاديث كثيرة تدل على أن النبي كان يغضب لله عز وجل. قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [التوبة: 73] قال الكلاباذي في قوله تعالى حكاية عن موسى: ﴿مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي﴾ [طه: 92 - 93] قال: «فكانت تلك الحدة منه والغضب فيه صفة مدح له لأنها كانت لله، وفي الله كما كانت رأفة النبي ورحمته في الله ولله، ثم كان يغضب حتى يحمر وجهه، وتذر عروقه لله وفي الله، وبذلك وصف الله تعالى المؤمنين بقوله: ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [الفتح: 29] وفي الله، وبذلك وصف الله تعالى المؤمنين بقوله: ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [الفتح: 29]، وقال تعالى: ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ [المائدة: 54]». "معاني الأخبار" للكلاباذي (ص 358).