عن عمر رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «ليس عَلَى مَن خَلْف الْإِمَامِ سهو، فإن سها الإمام فَعَلَيْهِ وعلى من خلفه السَّهْوُ، وإن سها من خلف الإمام فليس عليه سَهْوٌ والإمام كافيه».
[ضعيف، كما في الإرواء، وفي السلسة الضعيفة أنه موضوع.] - [رواه الدارقطني والبيهقي.]
شرح الحديث :
يبين الحديث أن المأموم إذا سها خلف الإمام فليس عليه شيء، بعكس الإمام فإنه إن سها فعليه وعلى من خلفه السجود للسهو. والحديث لا تصح نسبته لرسول الله ﷺ، والمعنى الذي تضمنه يستدل له بحديث: (إنما جعل الإمام ليؤتم به)، وهو معنى صحيح.
فوائد من الحديث :
-
أنَّ الإمام يتحمل عن المأموم السهو، فإذا سها المأموم دون إمامه، فليس على المأموم سجود السهو، وقد حكاه ابن المنذر إجماعًا، وأصول الشريعة تؤيد هذا الحكم؛ ذلك أنَّ المأموم يتابع إمامه، حتى إنَّ المتابعة تقدم على الإتيان بالتشهد الأول، وجلسته إذا تركهما الإمام.
-
يدل على أنَّ سهو الإمام يوجب السجود على المأموم، ولو لم يَسْه المأموم، أو كان سهو الإمام فيما لم يدركه المأموم، فيسجد؛ لعموم قوله: "فإذا سجد، فاسجدوا"، وقد حكاه ابن المنذر إجماعًا؛ ذلك أنَّ الائتمام يوجب على المأموم متابعة الإمام والاقتداء به، ولأنَّ النقص الذي طرأ على صلاة الإمام يلحق صلاة المأموم.
-
أنَّ الإمام يتحمل سهو المأموم مطلقًا، سواء دخل المأموم معه من أول الصلاة، أو فاته شيء منها.
-
وفيه بيان أهمية مقام الإمام ومرتبته، وأنَّها لا تجوز مخالفته والاختلاف عليه، ولذا فإنَّ كثيرًا من الأعمال الواجبة يتركها المأموم؛ مراعاة لإمامه والاقتداء، فلينتبه الذين أولعوا بمسابقة الإمام، وعدم التقيد بمتابعته؛ فإنَّهم لا وحدهم صلوا، ولا بإمامهم اقتدوا.
-
في هذا تنبيه من الإمامة الصغرى على الإمامة الكبرى، وهي الولاية العامة من تحريم الاختلاف على ولاة الأمور وعصيانهم وشقاقهم، والخروج عليهم، ومخالفة أوامرهم بالمعروف، فقد قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ}، [النساء: 59] وقد جاء في البخاري (7053) ومسلم (1849) عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من كرِهَ من أميرهِ شيئًا، فليصبر؛ فإنَّه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبرًا، فمات عليه، إلاَّ ماتَ ميتة جاهلية".
-
والأحاديث في الباب كثيرة..
المراجع :
سنن الدارقطني، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرون، ط1، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، 1424هـ.
سنن البيهقي الكبرى، أحمد بن الحسين أبو بكر البيهقي، مكتبة دار الباز - مكة المكرمة، 1414 – 1994، تحقيق: محمد عبد القادر عطا.
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة، للألباني، ط1، دار المعارف، الرياض، 1412 هـ.
توضيح الأحكام من بلوغ المرام، لعبدالله بن عبد الرحمن البسام، مكتبة الأسدي، مكة، ط الخامسة 1423هـ.
إرواء الغليل، للألباني، المكتب الإسلامي، 1405.
مفردات ذات علاقة :
ترجمة هذا الحديث
متوفرة باللغات التالية