البحث

عبارات مقترحة:

العفو

كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...

الرءوف

كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...

الفتاح

كلمة (الفتّاح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من الفعل...

الشافعي –رحمه الله -

الأهداف

التعرف على سيرته، ومعرفة مكانته العلمية والفقهية. التعرف على عبادته، وزهده، وورعه.

المقدمة

قال النبي : «إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر» [سنن الترمذي : 2682](الشافعي– رحمه الله -):

لماذا الحديث عنه

كونه إمام أحد المذاهب الفقهية الأربعة المتبوعة، إليه ينسب (المذهب الشافعي). كونه مؤسس علم أصول الفقه. كونه من العبَّاد الصالحين.

المادة الأساسية

(الشافعي رحمه الله) هو : محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف. يلتقي الشافعي مع الرسول في جَدِّه عبد مناف، فالإمام الشافعي (رحمه الله) قرشي أصيل. كنيته : أبو عبد الله. مولده : وُلِد بغزَّة في شهر رجب سنةَ 150هـ، ولما مات أبوه انتقلت به أمُّه إلى مكة؛ لئلا يضيع نَسَبُه، ثم تنقَّل (رحمه الله) بين البلاد في طلب العلم.
صفاته : كان الإمام الشافعي (رحمه الله) رجلًا طويلًا، حسن الخلق، محببًا إلى الناس، نظيف الثياب، فصيح اللسان، شديد المهابة، كثير الإحسان إلى الخلق، وكان يستعمل الخضاب بالحمرة عملًا بالسنة، وكان جميل الصوت في القراءة.
طلبه للعلم ورحلاته العلمية : أتم حفظ القران وعمره سبع سنين، وحفظ - وهو ابن ثلاث عشرة سنة تقريبا - كتاب الموطأ للإمام مالك ورحلت به أمه إلى المدينة ليتلقى العلم عند الإمام مالك، فلازمه ست عشرة سنة حتى توفى الإمام مالك سنة 179 هجرية. رحل إلى بغداد واتصل بمحمد بن الحسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة وقرأ كتبه وتعرف على علم أهل الرأي. فجمع بين المدرستين : مدرسة المدينة والحجاز ومدرسة العراق. ثم عاد بعدها إلى مكة وأقام فيها نحوا من تسع سنوات لينشر مذهبه من خلال حلقات العلم التي يزدحم فيها طلبة العلم في الحرم المكي ومن خلال لقائه بالعلماء أثناء مواسم الحج. وتتلمذ عليه في هذه الفترة الإمام أحمد بن حنبل. ثم عاد مرة أخرى إلى بغداد سنة (195 هجرية)، وكان له بها مجلس علم يحضره العلماء ويقصده الطلاب من كل مكان. مكث الشافعي سنتين في بغداد ألَّف خلالها كتابه (الرسالة) ونشر فيها مذهبه القديم ولازمه خلال هذه الفترة أربعة من كبار أصحابه وهم أحمد بن حنبل، وأبو ثور، والزعفراني، والكرابيسي. ثم عاد الإمام الشافعي إلى مكة ومكث بها فترة قصيرة غادرها بعد ذلك إلى بغداد سنة (198هجرية) وأقام في بغداد فترة قصيرة ثم غادر بغداد إلى مصر. قدم مصر سنة (199 هجرية) تسبقه شهرته وكان في صحبته تلاميذه الربيع بن سليمان المرادي، وعبدالله بن الزبير الحميدي، فنزل بالفسطاط ضيفا على عبد الله بن عبد الحكم وكان من أصحاب مالك. ثم بدأ بإلقاء دروسه في جامع عمرو بن العاص فمال اليه الناس وجذبت فصاحته وعلمه كثيرا من أتباع الإمامين أبي حنيفة ومالك. وبقي في مصر خمس سنوات قضاها كلها في التأليف والتدريس والمناظرة والرد على الخصوم. وفي مصر وضع الشافعي مذهبه الجديد وهو الأحكام والفتاوى التي استنبطها بمصر وخالف في بعضها فقهه الذي وضعه في العراق، وصنف في مصر كتبه الخالدة التي رواها عنه تلاميذه. وقد بلغت شهرته الآفاق، وانتشر علمه، وكثر أتباعه.
فقهه وأصول مذهبه : دوَّن الشافعي الأصول التي اعتمد عليها في فقهه، والقواعد التي التزمها في اجتهاده في رسالته الأصولية "الرسالة " وطبَّق هذه الأصول في فقهه، وكانت أصولا عملية لا نظرية، ويظهر هذا واضحا في كتابه "الأم " الذي يذكر فيه الشافعي الحكم مع دليله، ثم يبين وجه الاستدلال بالدليل وقواعد الاجتهاد وأصول الاستنباط التي اتبعت في استنباطه، فهو يرجع أولا إلى القرآن وما ظهر له منه، إلا إذا قام دليل على وجوب صرفه عن ظاهره، ثم إلى سنة رسول الله حتى الخبر الواحد الذي ينفرد راوٍ واحدٌ بروايته، وهو ثقة في دينه، معروف بالصدق، مشهور بالضبط.
وهو يعد السنة مع القران في منزلة واحدة، فلا يمكن النظر في القرآن دون النظر في السنة التي تشرحه وتبينه، فالقرآن يأتي بالأحكام العامة والقواعد الكلية، والسنة هي التي تفسر ذلك، فهي التي تخصص عموم القران، أو تقيد مطلقه، أو تبين مجمله. وكذلك من أصول مذهبه الإجماع، والقياس، وقول الصحابي.
من سماته – رحمه الله -: 1 /سعة علمه وفقهه : لقد عُرف الإمام الشافعي بالنجابة والذكاء والعقل منذ أن كان صغيرًا، وشهد له بذلك الشيوخ من أهل مكة؛ قال الحميدي : "كان ابن عيينة، ومسلم بن خالد، وسعيد بن سالم، وعبد المجيد بن عبد العزيز، وشيوخ أهل مكة يصفون الشافعي ويعرفونه من صغره، مقدمًا عندهم بالذكاء والعقل والصيانة، لم يُعرف له صبوة ". وقال الربيع بن سليمان - تلميذ الشافعي وخادمه وراوي كتبه -: "لو وُزِن عقل الشافعي بنصف عقل أهل الأرض لرجحهم، ولو كان من بني إسرائيل لاحتاجوا إليه ".
2 /تقواه وورعه وعبادته : وكما كان الإمام الشافعي (رحمه الله) إمامًا في الاجتهاد والفقه، كان كذلك إمامًا في الإيمان والتقوى والورع والعبادة؛ فعن الربيع قال : "كان الشافعي قد جزّأ الليل ثلاثة أجزاء : الثلث الأول يكتب، والثلث الثاني يصلي، والثلث الثالث ينام ". وكان رحمه الله لا يقرأ قرآنًا بالليل إلا في صلاة، يقول المزني : "ما رأيت الشافعي قرأ قرآنًا قَطُّ بالليل إلا وهو في الصلاة ".ثناء العلماء عليه : قال عنه أحمد بن حنبل : (كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للبدن، فهل ترى لهذين من خَلَفٍ، أو عنهما مِن عِوَض؟ !)قال أبو عبيد القاسم بن سلام : «ما رأيت رجلاً أعقل من الشافعي.
وقال أبو ثور : كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي رضيَ الله عنه وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني القرآن، ويجمع قبول الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة؛ فوضع له كتاب الرسالة، قال عبد الرحمن : (ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو الله للشافعي فيها). عن يحيى بن سعيد القطان أنه قال : إني لأدعو الله عز وجل للشافعي في كل صلاة، أو في كل يوم. وفاته رحمه الله: توفي بالقاهرة سنة أربعة ومائتين بعد مرض ألمَّ به، رحمه الله.
انتشار مذهبه : انتشر مذهبه في كل من : مصر والسودان، وفي بلاد الشام، وفي العراق، وفي الحجاز وتهامة والأحساء وعسير، وفي اليمن، وفي البحرين، وفي جنوب عمان، وانتشر في بلاد فارس وخراسان وما وراءهما، وفي كردستان وأرمينية والقوقاز وتركستان الشرقية، وانتشر في جنوب شرق آسيا والهند، وفي المناطق الأفريقية الشرقية. رحم الله الإمام الشافعي رحمة واسعة، وجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة، مع النبيِّين والصِّدِّيقين والشهداء والصالحين، وحسُن أولئك رفيقًا.

ماذا نفعل بعد ذلك

نعرف للشافعي– رحمه الله - مكانته في الإسلام، وفضله. نقتدي به، ونتمثل سيرته، ونعلمها أبناءنا، ومن تحت أيدينا. ننشر سيرته في العالمين. نترحم عليه، وندعو الله أن يجزيه عنا وعن الإسلام والمسلمين خيرا.

الآيات


الأحاديث النبوية

عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي قال: «مَنْ سَلَكَ طَريقا يَبْتَغي فيه عِلْما سَهَّل الله له طريقا إلى الجنة، وإنَّ الملائكةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتها لطالب العلم رضًا بما يَصنَع، وإنَ العالم لَيَسْتَغْفِرُ له مَنْ في السماوات ومَنْ في الأرض حتى الحيتَانُ في الماء، وفضْلُ العالم على العَابِدِ كَفَضْلِ القمر على سائِرِ الكواكب، وإنَّ العلماء وَرَثَة الأنبياء، وإنَّ الأنبياء لم يَوَرِّثُوا دينارا ولا دِرْهَماً وإنما وَرَّثُوا العلم، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بحَظٍّ وَافِرٍ».
شرح الحديث وترجماته
[حسن.] - [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والدارمي وأحمد.]
*تنبيه: بذرة مفردة