البحث

عبارات مقترحة:

الرءوف

كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...

العليم

كلمة (عليم) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

اللطيف

كلمة (اللطيف) في اللغة صفة مشبهة مشتقة من اللُّطف، وهو الرفق،...

المظفر قطز –رحمه الله -

الأهداف

التعرف على قيادته، وعبقريته في الجهاد. التعرف على عبقريته، ودوره العظيم في معركة عين جالوت الفاصلة في التاريخ الإسلامي. التعرف على عبادته، وزهده، وورعه.

المقدمة

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد : 7]. (المظفر قطز – رحمه الله -):

لماذا الحديث عنه

كونه من أعظم القادة في التاريخ الإسلامي. كونه قائد عسكر المسلمين في معركة عين جالوت الفاصلة في التاريخ الإسلامي. لأن استقراء التاريخ أمر ضروري لتعرف الأمة كيف انتصر السلف؛ ليسير على الطريق الخلف.

المادة الأساسية

(المظفر قطز – رحمه الله -) هو : محمود بن ممدود وهو من بيت مسلم ملكي. وهو ابن أخت جلال الدين الخوارزمي. . ملك الخوارزميين المشهور، والذي قاوم التتار فترة وانتصر عليهم ثم هُزِمَ منهم، وفرَّ إلى الهند، وعند فراره إلى الهند أمسك التتار بأسرته فقتلوا بعضهم واسترَقّوا بعضهم.
وكان محمود بن ممدود أحد أولئك الذين استرقَّهم التتار، وأطلقوا عليه اسمًا مغوليًّا هو قطز، وهي كلمة تعني الكلب الشرس، ويبدو أنه كانت تبدو عليه من صغره علامات القوة والبأس، ثم باعه التتار في أسواق الرقيق في دمشق واشتراه أحد الأيوبيين، وجاء به إلى مصر، ثم انتقل من سيد إلى غيره حتى وصل في النهاية إلى الملك المعز عز الدين أيبك ليصبح أكبر قواده. لقبه : سيف الدين قطز. (نشأته): قطز رحمه الله كبقية المماليك نشأ على التربية الدينية، والحمية الإسلامية، وتدرب منذ صغره على فنون الفروسية وأساليب القتال، وأنواع الإدارة، وطرق القيادة. . فنشأ شابًّا فتيًّا أبيًّا محبًّا للدين معظمًا له قويًا جلدًا صبورًا. . فإذا أضفت إلى ذلك كونه ولد في بيت ملكي، وكانت طفولته طفولة الأمراء وهذا أعطاه ثقة كبيرة بنفسه، فإذا أضفت إلى ذلك أن أسرته هلكت تحت أقدام التتار وهذا -بلا شك - جعله يفقه جيدًا مأساة التتار.
(قطز في الحكم): وجد قطز أن السلطان الطفل مشغول باللهو عن أمور الحكم، وأن بعض أمراء المماليك يستغلون ذلك في التدخل في أمور الحكم، وجاء ذلك مع قدوم رسل التتار يهددون مصر بالاجتياح؛ فقام بعزله بعد موافقة العلماء، وأعلن نفسه سلطانًا على مصر. بدأ قطز حكمه بمواجهة معضلة خطيرة، وهي صد التتار المتوحشين القادمين لغزو مصر بعدما أسقطوا الخلافة الإسلامية، ودمَّروا بغداد، واجتاحوا الشام.
لم يكن قطز يستطيع صدَّ التتار بجيشٍ متشعب الولاءات بين الأمراء الذين يبحثون عن مصالحهم، ولا بشعب لاهٍ عن الجهاد وتبعاته؛ لذا بدأ بتنفيذ خطة محكمة سدَّد الله فيها خطاه؛ إذ بدأ بحشد جهود العلماء المخلصين من أجل بث روح الجهاد في نفوس الشعب، واضطلع سلطان العلماء العز بن عبد السلام بعِظم هذه المهمة، ومعه عدد من العلماء الأجِلاّء الذين تحفظ لهم الأمة مكانتهم.
ولم يكن للشعب أن يتبع خطوات العلماء ما لم يكن الحاكم نفسه يفعل ذلك، وقد كان قطز نِعْم الحاكم الذي يوقر العلماء، ويطيعهم؛ لذا لمّا أراد فرض ضريبة على الشعب لتجهيز الجيش، وأفتى العز بن عبد السلام بعدم الجواز إلا بعد أن يُخرِج الأمراء ما عندهم من أموالهم وأموال نسائهم وجواريهم؛ كان قطز أول مَن نفَّذ تلك الفتوى على نفسه، ثم طبقها على بقية الأمراء بالقوة. ولكن. . لا بد للجيش من أمراء أكْفاء يقودون الجنود وهم مقتنعون بالهدف والغاية؛ لذا عمل قطز على تجميع الصفوف وتوحيدها، كما أخذ يُحمِّس الأمراء للجهاد في سبيل الله.
(قطز والثأر من التتار): تراصَّ الجميع خلف قطز : شعبًا وأمراءً وعلماءً؛ فبدأ التجهيز العسكري للمعركة، وفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة 658هـ، وبشروق الشمس أضاءت الدنيا على فجرٍ جديد انبثق من سهل عين جالوت؛ إذ التقى الجيشان : المسلم والتتري، وقاتل قطز رحمه الله قتالاً عجيبًا.
وبعد توكلٍ على الله جل وعلا، وخطة ذكية من قطز أثبت بها تفوقه على خصمه كتبغا قائد جيش التتار ونائب هولاكو كتب الله – جل وعلا - النصر للمسلمين، وبدأت الكفة -بفضل الله - تميل من جديد لصالح المسلمين، وارتد الضغط على جيش التتار، وأطبق المسلمون الدائرة تدريجيًّا على التتار، وكان يومًا على الكافرين عسيرًا. . وقُتِل كتبغا بيديْ أحد قادة المسلمين.
ووصل التتار الفارُّون إلى بيسان (حوالي عشرين كيلو مترًا إلى الشمال الشرقي من عين جالوت)، ووجد التتار أن المسلمين جادّون في طلبهم، فلم يجدوا إلا أن يصطفوا من جديد، لتدور موقعة أخرى عند بيسان أجمع المؤرخون على أنها أصعب من الأولى، وقاتل التتار قتالاً رهيبًا، ودافعوا عن حياتهم بكل قوة، وبدؤوا يضغطون على المسلمين، وكادوا أن يقلبوا الأمور لمصلحتهم، وابتلي المؤمنون، وزُلزلوا زلزالًا شديدًا، وكانت هذه اللحظات من أحرج اللحظات في حياة القوات الإسلامية، ورأى قطز -رحمه الله - كل ذلك. . فانطلق يحفز الناس، ويدعوهم للثبات، ثم أطلق صيحته الخالدة : واإسلاماه، واإسلاماه، واإسلاماه. قالها ثلاث مرات، ثم قال في تضرع : "يا الله !! انصر عبدك قطز على التتار. .!!"، ما إن انتهى من دعائه وطلبه -رحمه الله - إلا وخارت قوى التتار تمامًا. .وقضى المسلمون تمامًا على أسطورة الجيش الذي لا يقهر. . وأُبِيدَ جيش التتار بكامله، وانتصر الجيش الإسلامي العظيم، ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾ [آل عمران : 126].
(وفاة سيف الدين قطز رحمه الله): كان مقتل سيف الدين قطز بعد معركة عين جالوت بخمسين يوم فقط، وقد اتفق المؤرخون على أن قطز قتل وهو في طريق عودته من دمشق إلى القاهرة في منطقة تسمى الصالحية.

ماذا نفعل بعد ذلك

نعرف لسيف الدين قطز– رحمه الله - مكانته في الإسلام، وفضله. نعرف له فضله في الجهاد، ونشر الإسلام , ودوره العظيم في معركة عين جالوت الفاصلة في التاريخ الإسلامي، وصدّه لجيوش التتار، وإبادتهم. نترحم عليه، وندعو الله أن يجزيه عنا وعن الإسلام والمسلمين خيرا. يكون قدوة لشبابنا في هذا الزمن الذي عزت فيه القدوات.

الآيات


﴿ﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ
سورة محمد

﴿ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ
سورة آل عمران

الأحاديث النبوية

*تنبيه: بذرة مفردة