البحث

عبارات مقترحة:

السيد

كلمة (السيد) في اللغة صيغة مبالغة من السيادة أو السُّؤْدَد،...

الجواد

كلمة (الجواد) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعال) وهو الكريم...

البصير

(البصير): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على إثباتِ صفة...

الخيانة

الأهداف

أن يدرك خطورة هذه الكبيرة العظيمة. أن يتعرف على العقوبة والآثار المترتبة على الخيانة. أن يوضح أسبابها وأنواعها وخطورتها، ومضارها.

لماذا الحديث عنه

لأنها من الكبائر، الموبقات. لأنها صفة ذميمة دنيئة، تدل على دناءة من يتصف بها.

المادة الأساسية

(تعريف الخيانة): لغةً : الغدر، وهي ضد الأمانة، واصطلاحا : كتم الشرِّ للغي، وإظهاره عن طريق مّا. (حكم الخيانة، وأدلة تحريمها): حرام؛ بل كبيرة من كبائر الذنوب. قال الله تعالى : ﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾ [الأنفال : 58].
عن أبي سعيد رضي الله عنه، عن النبي قال : «لكلِّ غادرٍ لواء عند استِه يوم القيامة»، وفي رواية : «لكلِّ غادر لواءٌ يوم القيامة، يُرفع له بقدر غدره، ألَا ولا غادر أعظم غدرًا من أمير عامَّة». [رواه مسلم ] (أسباب الخيانة): 1 /الحسد. 2 /الطمع في المال أو المنصب. 3 /الجهل. 4 /التكبر.
(أنواع الخيانة): 1 /الخيانة القولية : تكون عن طريق إفشاء سر الصديق أو الأهل أو المؤسسة أو الدولة للغير دون إذن أو مصلحة، وقد ذم الإسلام ذلك؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله : «إنَّ مِن أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة : الرجل يُفْضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشرها سرَّها»، وفي رواية : «مِن أشرِّ الناس» [رواه مسلم ]. 2 /الخيانة الفعلية : وتكون بالضرب، أو السجن، أو نهب الأموال، أو السرقة، أو القتل، أو بوضع السم في الطعام.
في صحيح مسلم عن أنس : أن امرأة يهودية أتت رسولَ الله بشاة مسمومة، فأكل منها، فجيء بها إلى رسول الله ، فسألها عن ذلك، فقالت : «أردتُ لأقتلك»، قال : «ما كان الله ليسلِّطكِ على ذلك»، قالوا : «ألا نقتلها؟»، قال : «لا»، «فما زلتُ أعرفها في لهوات رسول الله ».
[رواه مسلم ] 3 /الخيانة الإشارية : وأنواعها كثيرة، منها : إشارة باليد أو بالعين أو باللسان أو بتحريك الرأس أو الشفتين؛ ففي غزوة بني قريظة اشتد الحصار عليهم، فطلبوا من رسول الله أنْ يبعث إليهم أبا لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه ليستشيروه، فأذن له، فلما وصل إليهم قام إليه الرجال والنساء والأطفال يبكون في وجهه؛ فرقَّ لهم، وقالوا : «يا أبا لبابة، أترانا ننزل على حكم محمد؟»، قال : «نعم»، وأشار بيده إلى حلقه : إنه الذبح، فعَلم الصحابي الجليل أنَّه خان الله والرسول؛ فذهب إلى المسجد النبوي ثم ربط نفسه إلى عمود من عُمُده، وقال : «لا أبرح حتى يتوب الله عليَّ»، فتاب الله عليه ونزل قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال : 27]. [رواه ابن حبان ] 4 /الخيانة الكتابية : وتكون عن طريق كتابة الرسائل في إفشاء سر الصديق أو الأهل أو المجتمع أو الدولة؛ طمعًا أو حسدًا أو خوفًا.
5 /الخيانة السكوتية؛ فالسكوت عن الحق خيانة، خصوصًا في وقت الحاجة إليه، سواءٌ في أمور دينية أو دنيوية، قال تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ [البقرة : 159]. 6 /الخيانة التسجيلية؛ كتسجيل صوت أخيك أو قومٍ أثناء المناجاة دون إذنٍ، ونشره عند الناس. 7 /الخيانة التصويرية؛ كنشر صورة أخيك؛ وذلك من أجل الفضح أو الإهانة. (مواطن الخيانة): كثيرة، ومنها : 1 /خيانة الله عز وجل الذي خلقك وتعبد غيره، وتأكل رزقه، وتمشي في أرضه ثم تعصِيه، وتفتري عليه ما لم يقُله، فهذه هي الخيانة الكبرى. 2 /خيانة الرسول ، وهي الافتراء عليه. 3 /خيانة العلماء، وهي نقل كلام من كتابه ونسبته إلى نفسك، أو تأويل كلام من محاضراته، وغرضك إهانته أو تُهمته أو تشويه سمعته لدى الناس كذبًا وافتراءً. 4 /خيانة الوالدين لأبنائهم، وهي عدم تسميته تسمية حسنة، أو تربيته تربية إسلامية، أو تعليمه تعاليم الدين. 5 /خيانة الولد والديه، وهي عقوقهما بعدما أحسنا إليك في الصِّغَر أو الكِبَر، أو ترك الدعاء لهما بعد موتهما. 6 /خيانة الزوجين بعضهما بعضًا، وهي عدم القيام بالواجب الذي عليه. (خطورة الخيانة): لها آثار سلبية على الفرد والمجتمع؛ لأنها تفرِّق بين الأحبة، وتقطع الأرحام، وتشعل نيران الفتنة بين الأسر والقرى والدول.
عقوبة الخائن : 1 /أنه منافق، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله قال : «آية المنافق ثلاث : إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان».
[رواه البخاري ] 2 /أنها فعلة مذمومة؛ كان الرسول يستعيذ منها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله كان يقول : «اللهم إني أعوذ بك من الجوع؛ فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة؛ فإنها بئست البطانة». [رواه أبو داود ] 3 /أن صاحبها حقير في مجتمعه.
(حكم الخائن): يرجع الأمر إلى القاضي؛ إن كان ما فعله يستحق القتل قُتل، وإن كان السجن أو الضرب فُعل، وإن كان العفو عُفي عنه، كما فَعَل الرسول بأبي لبابة وحاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنهما. (من مضار الخيانة): تسخط الله عزّ وجلّ على العبد. داء وبيل إذا استشرى بالإنسان جرّده من إنسانيّته وجعله وحشًا يهيم وراء ملذّاته. من علامات النّفاق. طريق موصل إلى العار في الدّنيا والنّار في الآخرة. أسوأ ما يبطن الإنسان. خيانة المجاهد في أهله أعظم جرما من خيانة غير المجاهد. انتشار الخيانة في المجتمع من علامات اضمحلاله وهو علامة من علامات السّاعة. انتشار الغلول والرّشوة والمطل والغشّ لأنّها كلّها من الخيانة.

ماذا نفعل بعد ذلك

أن نجتنب هذا الخلق الدنيء، والصفة المذمومة. أن نستحضر مراقبة الله تعالى، وننتصر على أنفسنا وأهوائنا بزيادة الإيمان بالله – جل في علاه -. أن نقدم المصلحة العامة للأمة على أي مصلحة أو نفع شخصي. أن نتفكر في نتائج هذا الأمر الذي تعافه الفطر السليمة.

الآيات


﴿ﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ
سورة الأنفال

﴿ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪ
سورة الأنفال

الأحاديث النبوية

عن أبي هريرة-رضي الله عنه مرفوعاً: «اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بِئْسَ الضَّجِيعُ، وأعوذُ بِكَ منَ الخِيَانَةِ، فَإنَّهَا بِئْسَتِ البِطَانَةُ».
شرح الحديث وترجماته
[حسن.] - [رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه.]
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً: «إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِندَ الله مَنزِلَةً يَومَ القِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفضِي إِلَى المَرْأَةِ وَتُفْضِي إِلَيه، ثُمَّ يَنشُرُ سِرَّهَا».
شرح الحديث وترجماته
[صحيح.] - [رواه مسلم.]
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبيِّ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- أَنَّهُ قَالَ: «الخَاِزنُ المسلم الأمين الَّذِي يُنْفِذُ ما أُمِرَ بِهِ فَيُعْطِيهِ كَامِلاً مُوَفَّراً طَيِّبَةً بِهِ نَفسُهُ فَيَدْفَعُه إلى الَّذِي أُمِرَ لَهُ بِهِ، أَحَدُ المُتَصَدِّقِين». وفي رواية: «الذي يُعطِي مَا أُمِرَ به».
شرح الحديث وترجماته
[صحيح.] - [متفق عليه.]
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: حَدَثَنا رسول الله حدِيثَين قَد رَأَيتُ أَحَدَهُما وأنا أنتظر الآخر: حدثنا أنَّ الأمَانة نَزَلَت في جَذر قُلُوب الرِّجال، ثمَّ نزل القرآن فَعَلِموا مِن القرآن، وعَلِمُوا مِن السُنَّة، ثمَّ حدَّثنا عن رفع الأمانة، فقال: «يَنَامُ الرَّجُلُ النَّومَة فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثلَ الوَكْتِ، ثُمَّ يَنَامُ النَّومَةَ فَتُقبَض الأَمَانَة مِن قَلْبِه، فَيَظَلُّ أَثَرُها مِثل أَثَر المَجْلِ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلى رِجْلِكَ فَنَفِطَ، فَتَرَاهُ مُنْتَبِراً وَلَيس فِيه شَيء»، ثم أَخَذ حَصَاةً فَدَحْرَجَه على رجله «فَيَصبَح النَّاس يَتَبَايَعُون، فَلاَ يَكَاد أَحَدٌ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ حَتَّى يُقَال: إِنَّ فِي بَنِي فُلاَن رَجُلاً أَمِيناً، حَتَّى يُقَال للرَّجُل: مَا أَجْلَدَهُ! مَا أَظْرَفَه! مَا أَعْقَلَه! وَمَا فِي قَلبِه مِثْقَالُ حَبَّة مِن خَرْدَل مِنْ إيمان»، ولَقَد أتى عَلَيَّ زَمَان وما أُبَالي أَيُّكُم بَايعت: لئِن كان مُسلِمًا لَيَرُدَنَّه عَلَيَّ دِينه، وَإِن كان نصرانيا أو يهوديا ليَرُدنَّه عَلَيَّ سَاعِيه، وأَمَّا اليوم فَمَا كُنت أَبَايِعُ مِنكُم إِلاَّ فُلاَنا وفُلاَناً».
شرح الحديث وترجماته
[صحيح.] - [متفق عليه.]
*تنبيه: بذرة مفردة