الْغَضَبُ

الْغَضَبُ


الفقه التربية والسلوك أصول الفقه
تَغَيُّرٌ في الجسم يَحْصُل عِنْدَ غَلَيَانِ دَمِ الْقَلْبِ طلباً للتَّشَفِّي . ومن أمثلته تحريم قضاء القاضي، وهو غضبان . ومن شواهده قول النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : "لاَ يَقْضِيَنَّ حَكَمٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ، وَهُوَ غَضْبَانُ ." البخاري :7158.
انظر : بدائع الصنائع للكاساني، 7/9، بداية المجتهد لابن رشد، 2/355، التعريفات للجرجاني، ص :209.

المعنى الاصطلاحي :


تَغَيُّرٌ في النَّفْسِ عند غَلَيانِ الدَّمِ يَحْمِلُها على الرَّغْبَةِ في البَطْشِ والاِنْتِقامِ.

الشرح المختصر :


الغَضَبُ: شُعورٌ انْفِعالِيٌّ وتَغَيُّرٌ نَفْسِيٌّ يَحْصُلُ معه غَلَيانٌ في دَمِ القَلْبِ بِشَهْوَةِ الاِنتِقامِ مِن غيرِهِ، وإِرادَةِ الإضْرارِ بِهِ؛ لِيَحْصُلَ عنه الشِّفاءُ لِلصَّدْرِ، وقد يُصاحِبُهُ أَصْواتٌ وبُكاءٌ واحْمِرارٌ لِلْوَجْهِ ونَحْو ذلك. ولِلْغَضَبِ ثَلاثُ دَرَجاتٍ: 1- أن يَحْصُلَ للإنْسانِ مَبادِئُ الغَضَبِ وأَوائِلُهُ بِحيُ لا يَتَغَيَّرُ عليه عُقْلُهُ ويَعْلَم ما يَقول. 2- أن يَسْتَحْكِمَ الغَضَبُ بِصاحِبِهِ ويَشْتَدَ بِهِ فهو قد تَعَدَّى مَبادِئَهُ ولم يَنْتَهِ إلى آخِرِهِ. 3- أن يَبْلُغَ بِهِ الغَضَبُ نِهايَتَهُ فَيُزِيلُ عَقْلَهُ فلا يَعْلَمُ ما يَقولُ حتَّى يَصِيرَ كالمَجْنونِ. وينْقَسِمُ الغَضَبُ أيضاً باعتِبارٍ آخَرَ إلى قِسْمَيْنِ: 1- غَضَبٌ محْمودٌ: وهو الذي يكون عند انْتِهاكِ حُرُماتِ اللهِ، كالغَضَبِ عند رُؤْيَةِ شَخْصٍ يَفْعَلُ مَعْصِيَةً. 2- غَضَبٌ مَذْمومٌ: وهو ما كان لأَجْلِ الدُّنيا، ونُصْرَةِ النَّفْسِ، وطلَبِ الانتِقامِ، ونحوِ ذلك. ومِمّا ينبغي أن يُعلَمَ أنَّ الغَضَبَ بهذا المعنى إنَّما هو مُخْتَصٌّ بِالمَخْلوقِ، وأَمَّا الخالِقُ تعالى فليس غَضَبُهُ كغَضَبِ المَخْلوقاتِ.

التعريف اللغوي :


الغَضَبُ: الغَيْظُ وشِدَّةُ السُّخْطِ، يُقال: غَضِبَ عَلَيْهِ، يَغْضَبُ: إذا سَخِطَ واغْتاظَ، ورَجُلٌ غَضْبانُ وغَضُوبٌ، وامْرَأَةٌ غَضْبَى، والمُغاضِبُ: الذي يَغْضَبُ لِأَجْلِ غَيْرِهِ، وضِدُّه: الرِّضا. وأَصْلُ الغَضَبِ: القُوَّةُ والشِّدَّةُ، يُقال: غَضِبَ المَطَرُ، أي: اشْتَدَّ وقَوِيَ، ومِنْهُ الغَضْبَةُ، وهي: الصَّخْرَةُ الصَّلْبَةُ. والغَضَبُ عند المَخْلوقِ: تَغَيُّرٌ يَحْصُلُ عند غَلَيانِ دَمِ القَلْبِ لِيَحْصُلَ عنه طَلَبُ الانْتِقامِ، وسُمِّيَ غَضَبًا؛ لِشِدَّتِهِ على النَّفْسِ، وشِدَّةِ صاحِبِهِ.

التعريف اللغوي المختصر :


الغَضَبُ: الغَيْظُ وشِدَّةُ السُّخْطِ، يُقال: غَضِبَ عَلَيْهِ، يَغْضَبُ: إذا سَخِطَ واغْتاظَ، وضِدُّه: الرِّضا. وأَصْلُ الغَضَبِ: القُوَّةُ والشِّدَّةُ. والغَضَبُ عند المَخْلوقِ: تَغَيُّرٌ يَحْصُلُ عند غَلَيانِ دَمِ القَلْبِ لِيَحْصُلَ عنه طَلَبُ الانْتِقامِ.

إطلاقات المصطلح :


يَرِد مُصْطلَح (غَضَب) في الفِقْهِ في عِدَّة مواضِع، منها: كتاب العِتْقِ، باب: عِتْق العَبْدِ، وفي كتاب القَضاءِ، باب: مَوانِع القَضاءِ عند الكَلامِ على الحالاتِ التي لا يَقْضِي القاضِي فيها. ويَرِد في كتاب الجامع للآداب، باب: تَزْكِيَة النَّفْسِ، وباب: آفاتُ اللِّسانِ، وباب: آداب الدَّعْوَةِ إلى اللهِ، وغَيْر ذلك. ويرِد أيضاً بِهذا المعنى في العَقِيدَةِ، باب: تَوْحِيد الأُلوهِيَّةِ عند الكَلامِ على مَوانِعِ التَّكْفِيرِ. ويُطلَق في عِلمِ العَقِيدَةِ، باب: توحيد الأَسْماءِ والصِّفاتِ عند الكلامِ على صِفَةِ الغَضَبِ؛ وهي صِفَةٌ فِعْلِيَّةٌ ثابِتَةٌ للهِ تعالى حقيقة كما يَلِيْقُ بِكَمالِهِ وجَلالهِ دون تَمْثِيلٍ أو تَكيِيفٍ أو تَعْطِيلٍ أو تَأْوِيلٍ، وأمّا إرادَةُ العِقابِ والانْتِقامِ فهو أَثَرُ الغَضَبِ ولازِمُهُ، وليس هُما الغَضَبُ.

جذر الكلمة :


غضب

المراجع :


العين : (4/396) - تهذيب اللغة : (8/56) - مقاييس اللغة : (4/428) - المحكم والمحيط الأعظم : (5/411) - مختار الصحاح : (ص 227) - لسان العرب : (1/648) - التعريفات للجرجاني : (ص 162) - الكليات : (ص 671) - دستور العلماء : (3/6) - معجم لغة الفقهاء : (ص 332) - القاموس الفقهي : (ص 275) - إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان : (ص 38) - جامع العلوم والحكم : (1/396) - الذريعة إلى مكارم الشريعة : (ص 354) - مختصر منهاج القاصدين : (ص 233) - الفروق اللغوية : (ص 54، و ص 386) - الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة : (2/457) - حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح : (ص 409) -