التواب
التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...
عن عِمْرَانَ بن الحُصَينِ رضي الله عنهما أنَّ النبيّ ﷺ عَلَّمَ أبَاهُ حُصَيْنًا كَلِمَتَيْنِ يَدْعُو بهما: «اللهم ألهمني رُشْدِي، وَأَعِذْنِي من شر نفسي».
[ضعيف.] - [رواه الترمذي.]
علم النبي ﷺ حصينًا رضي الله عنه هذا الدعاء مما يدل على أهميته فأمره ان يقول: "اللهم ألهمني رشدي" فالرشد هو كمال الهدى والصلاح، فمن أعطاه الله تعالى الرشد فقد وفقه لكل خير وسلم من كل المعاصي والمهلكات ، لقوله تعالى: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾. وأمره النبي ﷺ أن يقول في دعائه: "وأعذني من شر نفسي"، لأن العبد إذا وفقه الله تعالى للرشد فقد تمنعه نفسه أو لا تحبب له عمل الخيرات، فأمره النبي ﷺ بأن يستعيذ من شر النفس حتى يتلذذ العبد بطاعة ربه، ويقبل على الخيرات بقلب مطمئن، وبنفس منشرحة.
ألهمني | ألهم من الإلهام ، وهو أن يلقي الله في النفس أمرًا يبعثه على الفعل أو الترك. |
أعذني | أجرني واحفظني من شرها. |
رشدي | من الرشد : الهدى والاستقامة على طريق الحق مع تصلب فيه. |
من شر نفسي | من شرور نفسي وأهوائها ، المؤدية إلى الهلاك في الدنيا ، والطرد من رحمة الله في الآخرة. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".