البارئ
(البارئ): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (البَرْءِ)، وهو...
عن أنس رضي الله عنه قال: «كان النبي ﷺ إذا دخل الخَلاء وضَع خَاتَمَه».
[ضعيف] - [رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي والنسائي.]
كان النبي ﷺ إذا أراد دخول الخلاء أخرجه من أُصبعه ووضعه قبل أن يدخل الخلاء، والتعبير بالفعل عن إرادته سائغ كقوله -تعالى-: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ). [النَّحل : 98] يعني: إذا أردت قراءة القرآن، فاسْتَعِذ بالله. والحكمة أن خاتمه كان منقوشًا عليه: "محمد رسول الله"، كما في البخاري؛ ولهذا كان النبي ﷺ يضعه قبل دخوله محل قضاء الحاجة. ولا شك بأن دخول الخلاء بشيء فيه ذكر الله -تعالى- أو أسمائه وصفاته مكروه عند العلماء رحمهم الله إلا إذا كان دخوله به لحاجةٍ كخَشية سرقته أو نسيانه، فلا بأس أن يدخل به الخلاء، لكن عليه أن يَخفيه فيجعله في جَيْبِه، وإن كان خَاتمًا فإنه يُديره ويجعل ذِكْر الله -تعالى- داخل كَفِّه، وهذا الاستثناء مبنيٌّ على قاعدة: أنَّ الكراهة تزول مع الحاجة.
الخَلاء | المكانُ الخَالي، ويُراد به المكانُ المُعَدُّ لقضاء الحَاجة. |
خَاتَمَه | حَلْقةٌ ذات فَصٍّ من غيرها، فإن لم يكن بها فصٌّ فهي فَتْخَة. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".