الرحمن
هذا تعريف باسم الله (الرحمن)، وفيه معناه في اللغة والاصطلاح،...
عن أبي موسى الهلالي، عن أبيه، أن رجلا كان في سَفَرٍ، فَوَلَدَتِ امرأته، فَاحْتُبِسَ لَبَنُهَا، فجعل يَمُصُّهُ وَيَمُجُّهُ، فدخل حَلْقَهُ، فأتى أبا موسى، فقال: حُرِّمَتْ عليك، قال: فأتى ابن مسعود، فسأله؟ فقال: قال رسول الله ﷺ: "لا يُحَرِّمُ من الرَّضَاعِ، إلا ما أَنْبَتَ اللَّحْمَ، وَأَنْشَزَ الْعَظْمَ".
[ضعيف.] - [رواه أبو داود وأحمد.]
أفاد الحديث أن رجلًا ولدت امرأته إلا أن اللبن لم ينزل لتطعم ولدها، فجعل زوجها يمص ثديها رجاء أن ينزل اللبن فدخل في حلقه وابتلعه فخشي أن يحصل بذلك تحريم، فأفتاه بذلك أبو موسى رضي الله عنه، فلما جاء إلى ابن مسعود رضي الله عنه أخبره بما علمه من رسول الله ﷺ، وهو أن الرضاع المؤثر ما كان له تأثير في نمو الولد ونبات لحمه، وهو الرضاع قبل الفطام، فدل الحديث على أن الرضاع المعتبر شرعًا هو ما قوى العظم وشدّه وأنبت اللحم، فَكُسِيَ به العظم، ولا يكون هذا إلاَّ في حال الصغر.
يمصه | يقال: مصَّ اللبن يمصُّه مصًّا: رشفه وشربه شربًا رقيقًا، مع جذب نَفَسٍ. |
يمجه | المَجُّ : طرح المَاء من الْفَم. |
الرضاع | مص اللبن الَّذي ثاب عن حمل من ثدي المرضعة. |
أنبت اللحم | نشأ عليه اللحم، وربا، وزاد. |
أَنْشَزَ العظم | إنشاز العظام معناه: نموها، وارتفاعها في الجسم. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".