المجيب
كلمة (المجيب) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أجاب يُجيب) وهو مأخوذ من...
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه: أن النبي ﷺ قال: «ليس لابن آدم حقٌّ في سِوَى هذه الخِصال: بيتٌ يسكنُه، وثوبٌ يُواري عَوْرتَه، وجِلْفُ الخُبزِ والماء».
[ضعيف.] - [رواه الترمذي.]
في هذا الحديث -مع ملاحظة ضعفه- حث للمسلم على الاقتصار على حد الكفاية في هذه الحياة الدنيا من بيت يسكنه وخبز وماء يسدان جوعته, وثوب يستر ما يحتاج إلى ستر جسمه وكمال مظهره, وما سوى ذلك فهو من حظوظ النفس لا من حقوقها. وهذا حث للإنسان على عدم الانشغال الزائد بالمال الذي يمكن أن يكون سببًا في صده عن عبادة الله -تعالى-.
ليس لابن آدم حق | أي ما يستحقه الإنسان لاحتياجه إليه في الاتقاء من الحرّ والبرد وستر بدنه وسد جوعته. |
الخصال | جمع خَصلة, وهي الصفة المتأصلة في النفس. |
يواري | يستر. |
عورته | التعبير بمواراة العورة مبالغة في الاكتفاء بالضروري. |
الجِلْف | الخبز ليس معه إِدام, وقيل: غليظ الخبز. وقال الهروي: المراد به هنا وعاء الخبز، كالجَوالِق والخُرْجِ من الأواني. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".