السيد
كلمة (السيد) في اللغة صيغة مبالغة من السيادة أو السُّؤْدَد،...
عن أبي يَعلى شَدَّاد بن أوس رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «الكَيِّسُ من دَانَ نفسه، وعمل لِمَا بعد الموت، والعاجزُ من أتْبَعَ نفسه هواها وَتَمنَّى على الله».
[ضعيف.] - [رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد.]
يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث أن الكيس من قهر نفسه وأخضعها لحكمة عقله وشريعة ربه فهو يحاسبها على كل ما تفعل وما تترك، أما العاجز المقصّر في الواجب فهو ذلك الذي ينقاد لهواه، فنفسه أسيرة شهواته، ويزيده حمقًا تمنيه على الله الأماني الكاذبة، فهو يعلل نفسه بعفو الله ومغفرته وسعة رحمته. وهو حديث ضعيف لكن معناه ثابت في الكتاب والسنة، كقوله تعالى: (وقل اعملوا) (وتوكل على الله) (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة).
الكيس | العاقل الحازم. |
دان نفسه | حاسبها. |
عمل لما بعد الموت | يعني عمل للآخرة. |
العاجز | التارك لما يجب فعله بالتسويف. |
الهوى | ميل النفس إلى الشهوة. قيل سمّي بذلك؛ لأنه يهوي بصاحبه في الدنيا إلى كل داهية، وفي الآخرة إلى الهاوية. |
الأماني | هي ما يتخيله الإنسان فيرجو وقوعه من لذائذه وشهواته وبعبارة أخرى ما يتمناه الإنسان. |
تمنى على الله | الفوز في الآخرة. |
من أتبع نفسه هواها | أي جعلها تابعة لما تهواه مؤثرة لشهواتها معرضة عن صالح الأعمال. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".