الرحمن
هذا تعريف باسم الله (الرحمن)، وفيه معناه في اللغة والاصطلاح،...
عن معقل بن يسار رضي الله عنه مرفوعاً: «ما من عبد يَسْتَرْعِيْهِ الله رَعِيَّةً, يموت يوم يموت, وهو غاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ؛ إلا حرَّم الله عليه الجنة».
[صحيح.] - [متفق عليه.]
في حديث معقل بن يسار هذا التحذير من غش الرعية، وأنه: (ما من عبد يسترعيه الله رعية): أي يفوض إليه رعاية رعية: وهي بمعنى المرعية، بأن ينصبه إلى القيام بمصالحهم ويعطيه زمام أمورهم، والراعي: الحافظ المؤتمن على ما يليه من الرعاية وهي الحفظ. (يموت يوم يموت وهو غاش) أي خائن (لرعيته) المراد يوم يموت وقت إزهاق روحه، وما قبله من حالة لا تقبل فيها التوبة؛ لأن التائب من خيانته أو تقصيره لا يستحق هذا الوعيد. فمن حصلت منه الخيانة في ولايته، سواء كانت هذه الولاية عامة أو خاصة؛ فإن الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم توَعَّده بقوله: (إلا حرم الله عليه الجنة) أي إن استحل أو المراد يمنعه من دخوله مع السابقين الأولين.
يَسْتَرْعِيْهِ | يفوّض إليه رعايتها، بأن يكون أميرًا أو واليًا عليها. |
رَعِيَّةً | الرعية هم عامة الناس الخاضعون للأمير ونحوه. |
غاشّ | خائن لا يقوم بمصالحهم. |
إلا حرم الله عليه الجنة | حرم عليه دخول دار النعيم العظيم مع الفائزين أول الأمر أو حرمها عليه مطلقا إن استحل غش وخيانة المسلمين. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".