البحث

عبارات مقترحة:

الوكيل

كلمة (الوكيل) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (مفعول) أي:...

الخلاق

كلمةُ (خَلَّاقٍ) في اللغة هي صيغةُ مبالغة من (الخَلْقِ)، وهو...

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

حينما نمثل الإسلام

العربية

المؤلف عبد الله الواكد
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الدعوة والاحتساب
عناصر الخطبة
  1. بعض جوانب جمال الإسلام .
  2. نظرة الكفار للمسلمين وتشويه بعض المسلمين لجمال الإسلام .
  3. واجب المسلمين تجاه تشويه بعض المسلمين لجمال الإسلام .

اقتباس

الإسلامُ جوهرةٌ ثمينةٌ، ودرةٌ عتيقةٌ، يرى الناسُ جمالهَا من جوانبَ عديدةٍ، ففي جوهرةِ الإسلامِ الأخلاقُ والمعاملاتُ والعلاقاتُ والعباداتُ والاعتقادُ، وأولُ ما يرى الكافرُ من دينِنا هو الأخلاقَ والمعاملاتِ، فهي البوابةُ الأولى لهذا الدينِ.

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي زَيَّنَنَا بِالإِيمَانِ، وَكَرَّهَ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، دَعَا إِلَى الشَّرْعِ الْمُنِيرِ، وَحَذَّرَ مِنَ الْفِتَنِ وَالتَّكْفِيرِ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَأُوصِيكُمْ -عِبَادَ اللَّهِ- وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر: 18].

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: الإسلامُ جوهرةٌ ثمينةٌ، ودرةٌ عتيقةٌ، يرى الناسُ جمالهَا من جوانبَ عديدةٍ، ففي جوهرةِ الإسلامِ الأخلاقُ والمعاملاتُ والعلاقاتُ والعباداتُ والاعتقادُ، وأولُ ما يرى الكافرُ من دينِنا هو الأخلاقَ والمعاملاتِ، فهي البوابةُ الأولى لهذا الدينِ، قالَ تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ) [آل عمران: 159] هذا الكلامُ قالَهُ ربُّ العالمينَ لأفضلِ الخلقِ نبيِّهِ محمدٍ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- فكيفَ بمنْ دونَهُ؟ لا يمكنُ أنْ يكونَ هذا الدينُ العظيمُ الذي كسى الأرضَ وغمرَ شعوبَها بشآبيبِ الرحمةِ والسلامِ، لا يمكنُ أنْ يتجردَ منْ تلكَ القيمِ اللامعةِ على كسائِهِ المهيبِ، كيفَ يكونُ دينٌ بلا أخلاقٍ ولا رحمةٍ ولا معاملةٍ حسنةٍ؟ قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: "إنما بُعثتُ لأتممَ مكارمَ الأخلاقِ".

كانَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ أفضلَ الناسِ أخلاقاً، وأحسنَهُم معاملةً، وأوفرَهُم رغبةً في دخولِ الناسِ في دينِ اللهِ.

لَقَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- بِرِسَالَةٍ عَظِيمَةٍ؛ تُحَقِّقُ للأمةِ الْخَيْرَ وَالسَّعَادَةَ، وَتَكْفُلُ لَها السَّلاَمَ وَالْوِئَامَ، وَالرَّاحَةَ وَالاِطْمِئْنَانَ، وحملَ هذهِ الرسالةَ العظيمةَ أصحابُهُ من بعدِهِ ثم التابعونَ ومن تبعَهُم بإحسانٍ، ففتحوا الديارَ ومصَّروا الأمصار، ونشرُوا هذهِ الرسالةَ العظيمةَ في مشارقِ الأرضِ ومغاربهِا، وحفظَ اللهُ بهم الكتابَ والسنةَ، ودرسَ اللهُ بهم غياهبَ الشركِ والضلالِ، وصارَ الأمرُ في هذا الزمانِ إلينا.

فنحنُ أمةُ محمدٍ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- ونصيبنُا من هذا الميراثِ العظيمِ هو دعوةُ الناسِ لدينِهِ، وتعليمُهُم شَرعَهُ، حينما نمثِّلُ الإسلامَ بأخلاقِنا وتعامُلِنا ورحمتِنا وشفقتِنا، حينَها نكونُ دعاةً لدينِ اللهِ، بل ومن طلائعِ أهلِ الدعوةِوأشدِّها جذباً لهذا الدينِ العظيمِ.

أيها المسلمون: امرأةٌ يهوديةٌ في فرنسا في الآونةِ الآزفةِ أرسلتْ رسالةً إلى إمامِ مسجدٍ هناكَ، فقالتْ لهُ: أنا امرأةٌ يهوديةٌ ولكنني لستُ متعصبةً ضدَّ الإسلامِ ولكنني قرأتُ في كتبكُم أن نبيَّكم محمداً -صلى اللهُ عليه وسلمَ- كانَ لهُ جارٌ يهوديٌّ، فمرِضَ هذا الشابُ اليهوديُّ، فعادَهُ رسولُكم -صلى اللهُ عليه وسلمَ-، وقالَ له: "أسلمْ"، فأسلمَ ذلكَ الشابُ، ثم قالتْ: إنَّ رسولَكُم لم يناقشْ ذلكَ الشابُ ولم يذكرْ لهُ محاسنَ الإسلامِ، إنما قالَ لهُ: "أسلمْ" فأسلمَ، أتدري لماذا أسلمَ بهذهِ السرعةِ؟ فأجابتْ قائلةً: لأنهُ كانَ يرى من الرسولِ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- أموراً كثيرةً بحكمِ أنهُ جارُه، حملتهُ هذهِ الأمورُ على أن يبادرَ للإسلامِ، ثم قالتْ هذه اليهوديةُ لإمامِ المسجدِ: ونحنُ نريدُ أنْ نرى منكم شيئاً يدعونا إلى دينِكُم لنُسلمَ، فما الذي رأى مناَّ غيرُ المسلمينَ في التعاملِ والأخلاقِ والصدقِ والرحمةِ؟ ألا يجدرُ بنا أنْ نحملَ هذهِ الرسالةَ العظيمةَ ونُبَلِّغُها ولو بأخلاقِنا؟

دعُوا غيرَ المسلمينَ يرونَ مناَّ أخلاقَ الأنبياءِ، واللهِ إنهُ يوجدُ بيننَاَ ونحنُ مسلمونَ مَن يستكثرُ أنْ يتبسمَ في وجهِ أخيهِ أو يُسلمَ عليهِ، والتبسمُ والسلامُ فيهما أجرٌ وصدقةٌ، وكما ترونَ الإعلامَ الغربيَّ شوَّهَ صورةَ الإسلامِ المشرقةِ، واستغلَّ أزلاماً من بني جلدَتِنا ومِن شبابِنا في تشويهِ صورةِ الإسلامِ، حتى ظنَّ كثيرٌ ممن يعيشونَ أطرافَ المعمورةِ أنَّ ديننَا دينُ قسوةٍ وظلمٍ وقتلٍ وسفكِ دماءٍ وتفجيرٍ وتدميرٍ، لا شكَّ أنَّ من لا يعرفُ حقيقةَ الإسلامِ سينفُرُ منهُ ومِن أهلِهِ.

أيها المسلمون: وهذا رجلٌ أمريكيٌّ نصرانيٌّ قدِمَ إلى عملٍ في المملكةِ في مدينةِ جدةَ قبلَ سنواتٍ، يقولُ: وقبلَ قدُومي استشرتُ صديقاً لي أكاديمياً في أمريكا، فقالَ لي: ماذا ستفعلُ بنفسِكَ إنكَ ستُلحقُ الضررَ بحياتِكَ، ستعرضُ نفسَكَ للإختطافِ وربما يقطعونَ عنُقَكَ؟ يقولُ: فقررتُ السفرَ إلى السعوديةِ وحينماَ وصلتُ إلى جدةَ كنتُ خائفاً جداًّ، ولم أعرفْ ماذا سيحصلُ لي، ولكنني سألتُ ربي أنْ ييسرَ أمري؛ لأنني لا أعرفُ شيئاً عن الإسلامِ، ولم أزرْ بلداً مسلماً من قبلُ، ولا أعرفُ شيئاً عن النبيِّ محمدٍ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ-، يقولُ: ولكنني طلبتُ من ربي أنْ يدلَّني على الحقِّ، يقولُ: وعندما وصلتُ إلى السعوديةِ كنتُ خائفاً حتى من المشيِ في الشارعِ خوفاً على حياتي، فقلتُ لصديقي المسلمِ: أريدُ أن أشتريَ أغراضاً من التمويناتِ، هل من أحدٍ يصحبُني هناكَ؟ ففتحَ صديقي النافذةَ وأشارَ إلى تمويناتٍ في أقصى الشارعِ، وقال لي: بإمكانِكَ أنْ تذهبَ بنفسِكَ إلى هناكَ، فقلتُ لصديقي: كيفَ يمكنُني الذهابَ والشارعُ خطرٌ جداًّ؟ فضحكَ، وقالَ لي: إنْ كنتَ تريدُ التمويناتِ فاذهبْ بنفسِكَ، يقولُ: فذهبتُ أسلكُ الشارعَ وألتفتُ يمنةً ويسرةً عن أحدٍ يختطِفُني أو يقتُلُني، يقولُ: فلمْ أجدْ شيئاً إلا أُناساً يخرجونَ من منازلهِم حينماَ رأوني ويدعُونني للقهوةِ والشاي، فقلتُ في نفسي: غيرُ معقولٍ هذا، فلم أتوقعْ ذلكَ إطلاقاً، لقد زرتُ دولاً عديدةً، ودرستُ في تايوان وروسيا وأماكنَ عديدةٍ، ولكنني لم أشعرْ بالإحترامِ كنصراني إمريكي في حياتي كلِّها، وفي أيِّ دولةٍ، مثلما َشعُرتُ به في المملكةِ العربيةِ السعوديةِ، يقولُ: وبحكمِ أنهُ لا يوجدُ كنائسُ في السعوديةِ وكنتُ أحببتُ الصلاةَ مع الناسِ، قلتُ لصديقيِ: هل تأخذُني إلى المسجدِ؛ لأنني كنتُ أرى من خلالِ نافذةِ بيتي الناسَ يذهبونَ للمسجدِ ويعودونَ؟ يقولُ: قلت ُهؤلاءِ الناسُ يذهبونَ ليعبدوا ربَّ إبراهيمَ، فأحببتُ أنْ أذهبَ معَهُم، فكانَ صديقي متردداً أنْ يأخذَ نصرانياً إلى المسجدِ، فتركَ الأمرَ لي، يقولُ: وأخيراً ذهبتُ للمسجدِ وقرعتُ البابَ، ففتحَ لي المؤذنُ، فقلتُ لهُ: اسمي سام، وأنا نصرانيٌّ من الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ، فهل أستطيعُ الدخولَ؟ يقولُ: فرحَّبَ بي وضمني إلى صدرِهِ، وقالَ لي: تفضلْ بالدخولِ، يقولُ: فمكثتُ ثلاثةَ أيامٍ في آخرِ المسجدِ أشاهدَ المصلينَ في كلِّ صلاةٍ، ثم قلتُ للمؤذنِ: هل يمكنُكَ أنْ تعلمَني كيفَ أصلي كالمسلمينَ؟ فأجابني لذلكَ وعلمَني الفاتحةَ، وأسلمتُ، وعرفتُ معنى الرحمنِ الرحيمِ، يقولُ: فتغيَّرتْ حياتي مباشرةً فحُبُّ اللهِ وحبُّ المسلمينَ الذين كانوا حولي هو الذي قادَني للإسلامِ، يقولُ: لم أنطقْ الشهادةَ في المسجدِ ولو أنني تعلمتُ بهِ،لكنني نطقتُ الشهادةَ في المؤسسةِ التعليميةِ الإسلاميةِ، وعرفتُ الإسلامَ مِنْ هذا المجتمعِ الإسلاميِّ المترابطِ، يقولُ: وبعدما أسلمتُ ذهبتُ إلى مكةَ المكرمةَ مباشرةً، يقولُ وهو يبكي متأثراً: فلما رأيتُ الكعبةَ المشرفةَ لأولِ مرةٍ في حياتي، خررتُ للهِ ساجداً، وغمرني شعورٌ لم أعرفْهُ في حياتي، وفهمتُ حبَّ الإسلامِ ورحمةَ الإسلامِ للناسِ أجمعين، ثم قالَ: لقد ْكانَ هذا المشروعُ والعقدُ الذي أتيتُ بهِ إلى المملكةِ نعمةً عظيمةً، لقدْ كُنتُ مُضَلَّلاً بمعلوماتٍ خاطئةٍ ومضَللةٍ عن الإسلامِ وأهلِ الإسلامِ قبلَ قدومي للمملكةِ، هذهِ المعلوماتُ يروجُ لها الإعلامُ الغربيُّ، وأنا الآنَ أشعرُ بالإسلامِ الرحمةِ وليسَ الاسلامَ العنفَ الذي كانَ يصورُهُ لنا الإعلامُ الغربيُّ.

أيها المسلمونَ، أيها الشبابُ: أشعرتُمْ بعظمِ المسئوليةِ؟

نعمْ أنا وأنتَ وأنتَ كلُّناَ مسؤولونَ أمامَ اللهِ -عز وجل- عن تقصيرِنا في هذا الجانبِ، ماذا قدَّمْناَ لهذا الدينِ؟ وليسَ -واللهِ- أعظمُ شأناً وأحسنُ قولاً منَ الدعوةِ إلى اللهِ، قالَ تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت: 33].

بارك اللَّهُ لي ولكم بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ.

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَعَلَى أَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَيُّهَا الْمُسلمون: إِنَّ أَوْلَى مَا نَتَوَاصَى بِهِ: تَقْوَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَاتِّبَاعُ سُنَّةِ رَسُولِهِ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ-.

ولْنعلَمْ -أيُّها المسلمونَ- أنَّ واجبَناَ حيالَ ما سمعناهُ في الخطبةِ الأولى أمرانِ:

الأمرُ الأولُ: الأخلاقُ الفاضلةُ، والتعاملُ الحسنُ، وعدمُ الظلمِ، وبخسِ الحقوقِ تجاهَ المسلمينَ وغيرِ المسلمينَ، فكمْ منْ كافرٍ ومشركٍ دخلوا الإسلامَ بفضلِ اللهِ ثمَّ بفضلِ ما رأوهُ بيننَا منْ العدلِ والإيثارِ التراحمِ والتلاحمِ والأخلاقِ الكريمةِ والكرمِ والمروءة؟

الأمرُ الثاني: أنْ نقفَ جميعاً بما نستطيعُ لنشرِ صورةِ الإسلامِ المشرقةِ من خلالِ الإنترنتِ والوسائلِ المتاحةِ، والردِّ على كلِّ الإفتراءاتِ المغرضةِ على دينِنا وأمتِنا وأوطانِنا، وذلك بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ والمجادلةِ بالتي هيَ أحسنُ، فليسَ بينَكَ وبينَ منْ تجادِلُهُ أو تحاورُهُ إلا بيانُ الحقِّ ودحضُ الباطلِ، ولنكُنْ مرغِّبينَ لا منفِّرينَ، ميسِّرينَ لا معسِّرينَ.

فأنتَ -أيُّها المسلمُ- على ثغرةٍ من ثغورِ هذا الوطنِ العزيزِ تذودُ عنهُ، وتحفظُ حقوقَهُ، وتقفُ في وجهِ مَنْ يريدُ النيلَ منهُ.

حفظَ اللهُ بلادَنا وولاةَ أمرنِا وجنودَنا وأمتَنا من كلِّ سوءٍ.

هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.