البحث

عبارات مقترحة:

المتين

كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...

الشافي

كلمة (الشافي) في اللغة اسم فاعل من الشفاء، وهو البرء من السقم،...

الرءوف

كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...

ما هو حق الله على عباده؟

العربية

المؤلف عبدالله عوض الأسمري
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات المنجيات - التوحيد
عناصر الخطبة
  1. عِظَم حق الله على العباد .
  2. وجوب توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له .
  3. معنى لا إله إلا الله .
  4. شروط كلمة التوحيد .
  5. وجوب الحذر من نواقض كلمة التوحيد. .

اقتباس

إن أهم أمر نتكلم فيه هو حق الله على العباد؛ فمن أجله خلق الله السماوات والأرض، وأنزل الكتب، وأرسل الرسل، وخلق الجنة والنار، وسيبعث الخلق يوم القيامة للحساب وينصب الموازين ويضع الصراط على متن جهنم، ويكون الناس بين شقي أو سعيد.

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونشهد أن لا إله إلا الله، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

أما بعد: فأوصيكم بتقوى الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70- 71].

ثم إن أهم أمر نتكلم فيه هو حق الله على العباد؛ فمن أجله خلق الله السماوات والأرض، وأنزل الكتب، وأرسل الرسل، وخلق الجنة والنار، وسيبعث الخلق يوم القيامة للحساب وينصب الموازين ويضع الصراط على متن جهنم، ويكون الناس بين شقي أو سعيد.

أتدرون ما حق الله على العباد؟ هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له؛ قال -سبحانه وتعالى- (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)[الذاريات: 56-58].

فعلى المسلم أن يؤمن إيمانًا جازمًا بالله وحده، وتوجيه كل العبادات لله -عز وجل- سواء العبادات الظاهرة كالصلاة والزكاة والصيام والحج والعمرة، وغيرها، أو العبادات الباطنة كالمحبة والرجاء، والتوكل والخوف، والرهبة، وغيرها.

وهذا التوحيد هو ما يسمى توحيد الألوهية، وهو معنى "لا إله إلا الله"، ومعنى لا إله إلا الله هو أن لا معبود بحق إلا الله -سبحانه وتعالى-.

و"لا إله إلا الله" لها ركنان؛ الركن الأول "لا إله" أي: إبطال كل الآلهة من دون الله. الركن الثاني "إلا الله" أي: إثبات العبادة لله وحده لا شريك له.

وهناك شروط لـ"لا إله إلا الله" يجب العمل بها حتى تكون موحدًا، وهذه الشروط هي:

1- العلم؛ أي: تعلم معنى لا إله إلا الله، وهي أنه لا معبود بحق إلا الله، وأن كل المعبودات باطلة قديمًا وحديثًا، والمعبود الحق هو الله وحده لا شريك له.

2- اليقين؛ وهو أن تستيقن أنَّ الله -عز وجل- هو المعبود وحده لا شريك له؛ فالشاك في ذلك يدخل في المنافقين والكافرين.

3- القبول؛ وهو أن تقبل عبادة الله وترضى بها وتكفر بكل المعبودات الأخرى.

4- الانقياد والتسليم؛ أي: تنقاد وتطيع الله وحده لا شريك له وتسلم أمرك إليه.

5- الإخلاص؛ أي: تقصد بالعبادة وجه الله –تعالى-، وترغب في الأجر من -سبحانه وتعالى-؛ فالمنافقون يقولونها رياء بألسنتهم لا بقلوبهم؛ خوفًا على أنفسهم وأموالهم.

6- الصدق؛ أي: تقول لا إله إلا الله صادقًا من قلبك؛ فمن قالها بلسانه ولم يصدق بها قلبه كان منافقًا كاذبًا.

7- المحبة؛ أي: تحب هذه الكلمة، أي تحب الله -عز وجل- حتى يحبك الله، فمن أحب الله أحبَّه الله، ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه.

8- الكفر بالطاغوت، أي تجحد وتتبرأ من كل المعبودات الباطلة، وتؤمن بالله وحده لا شريك له (فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)[البقرة: 256].

نسأل الله -عز وجل- أن يحيينا على لا إله إلا الله، وأن يميتنا عليها، ويبعثنا عليها يوم القيامة.

أقول قولي هذا، ونستغفر الله العظيم ونتوب إليه فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله -سبحانه وتعالى-، والصلاة على محمد صلى عليه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: أيها المسلمون: فقد سمعتم أهمية توحيد الألوهية وأنه أول واجب على المسلم، وهو أول دعوة الرسل -عليهم الصلاة والسلام-، ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما أرسل معاذًا إلى اليمن قال له: "إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب؛ فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله..".

فعلينا أن نحقق التوحيد في قلوبنا، وهو توجيه العبادات كلها لله -عز وجل- وعدم الإشراك به، والمحافظة على التوحيد من المؤثرات والاعتقادات الباطلة؛ كالاعتقاد في السحرة والكهنة والمشعوذين والمنجمين أو الذهاب لهم أو بأنهم ينفعون أو يضرون.. كل هذا يقدح في عقيدة المسلم، وربما أخرجه من دينه، والعياذ بالله..

هذا؛ وصلُّوا وسلِّموا على الرحمة المُهداة، والنعمة المُسداة: نبيِّكم محمدٍ رسول الله؛ فقد أمركم بذلك ربُّكم، فقال في محكم تنزيله، وهو الصادقُ في قِيلِه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، واخذُل سائر أعداء الملَّة والدين.

اللهم انصر الإسلام والمسلمين، اللهم اجمع كلمتَهم، وأصلِح أحوالَهم، واجعل لهم من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيقٍ مخرجًا، ومن كل بلاءٍ عافيةً، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم.

اللهم اجعلنا من أهل التوحيد والسنة واجعلنا ممن دعا إلى ذلك وتوفيته عليه.

وأقم الصلاة.