الرب
كلمة (الرب) في اللغة تعود إلى معنى التربية وهي الإنشاء...
العربية
المؤلف | صالح بن عبد الله الهذلول |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - |
وقال صلى الله عليه وسلم: "ما مِن أيام العمل الصالح فيهنَّ أحب إلى الله من هذه الأيام العشر"، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" ..
الحمد لله الذي أسبغ على عباده بفضله نعماً لا تُعَدُّ ولا تُحْصَى، وأشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له، أمر بأن يطاع ولا يعصى، وأشهد أن محمدأ عبده ورسوله النبي المجتبى، والكريم المصطفى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه سُرُجِ الورى في دياجير الدجى، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
أيها المسلمون: فقدِّروا نعمة الله عليكم أنْ جعل لكم مواسم تستكثرون فيها من الأعمال الصالحة التي تقربكم إليه، وتنالون بها زلفى إليه.
ألا وإن عشر ذي الحجة التي نحن الآن فيها من أفضل الأوقات والمواسم وأشرفها، قال الله تعالى: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [الفجر:1-2]، والمراد بها عشر ذي الحجة، كما قال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم، ورواه الإمام البخاري.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "ما مِن أيام العمل الصالح فيهنَّ أحب إلى الله من هذه الأيام العشر"، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الهأ؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء".
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَا مِن أيام أعظم عند الله -سبحانه- ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" رواه أحمد.
أيها المؤمنون: مما يستحب فعله في هذه الأيام الصلاةُ تبكيراً إلى الفرائض، وإكثاراً من النوافل؛ فإنها من أفضل القربات عند الله.
روى ثوبان -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "عليك بكثرة السجود؛ فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة" رواه مسلم. وهذا عام في كل وقت، ويتأكد في هذه الأيام المباركة.
ومما يستحب فعله الصيام، لدخوله في الأعمال الصالحة عموماً، وقد روي من بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر" رواه أحمد وأبو داوود والنسائي.
ومما يستحب فعله التكبير والتهليل والتحميد؛ لما روى في حديث ابن عمر السابق: "فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد"، ويسن فيه الجهر؛ لفعل عدد من الصحابة ذلك، وهي سنة كادت أن تختفي وتنسى حتى في أوساط أهل العلم والخير والصلاح، للأسف!.
ألا وإن تاج الأعمال الصالحة فيها أيها المسلم صيام يوم عرفة لغير الحاج، كما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال عن صوم يوم عرفة: "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" رواه مسلم.
ويوم النحر يغفل عنه الكثير من المسلمين، وعن جلالة شأنه وعِظَمِ فضله ينشغل الجم الغفير من المؤمنين، هذا؛ مع أن بعض العلماء يرى أنه أفضل أيام السنة على الإطلاق، قال ابن القيم: خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر .
وفي سنن أبي داوود أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القرّ"، والقر: يوم الاستقرار في منى، وهو اليوم الحادي عشر.
فاتقوا الله عباد الله، (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران:133].
وصلوا وسلموا...