الحافظ
الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحافظ) اسمٌ...
العربية
المؤلف | علي عبد الرحمن الحذيفي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الصيام |
وأنتم في رمضان سيد الشهور.. شهر الصبر والمواساة، والإحسان والتقوى، من أتى فيه بالطاعات واجتنب المحرمات رضي الله عنه وأدخله الجنات؛ فلن تفوز -أيها العبد- إلا بقيامك بالأسباب التي شرعها الله لرضوانه ودخول جنات النعيم، ولن تشقى إلا بالمعاصي التي تُرديك في درَكات الجحيم
الحمد لله الرحمن الرحيم ذي الفضل والإحسان، أحمد ربي وأشكره كما هو أهله، له علينا وعلى خلقه النعم الظاهرة والباطنة السابغة التامة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك عظيم الشأن، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله، أرسله الله للعالمين بهذا القرآن.. اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله وصحبه ذوي البصائر والإيمان.
أما بعد:
فاتقوا الله حق التقوى، وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى.
عباد الله: اذكروا نعم الله عليكم واشكروه بما منَّ به عليكم، وشكره بدوام الطاعات وهجر المحرمات، حيث علَّمنا اللهُ ما يقربنا إليه، وما يرضى به عنا، وشرع لنا العبادات في الأوقات الفاضلة التي تتضاعف فيها الحسنات، ولولا أن الله علمنا وشرع لنا ما يزكينا ويطهرنا لما اهتدينا.. قال الله -تعالى-: (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ * فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ) [البقرة: 151 – 152].
وهذه الدار دار فناء وزوال وتحوُّل وانتقال، لم تخلقوا فيها مخلدين، ولن تتركوا فيها مهملين..
أين القرون الخالية؟ وأين الأمم القوية الذين أوتوا طول الأعمار وبنوا الأمصار، وكانوا أكثر منكم في الأموال والأولاد وطاولوا الجبال؟ صاروا مرتهنين في قبورهم بالأعمال؛ فمنهم من سعِد بالصالحات، ومنهم من شقِي بالسيئات، وأنتم إلى ما صاروا إليه صائرون، وعن هذه الدنيا ولذيذ عيشها مرتحلون، وإلى ربكم منقلبون.. فيا سعادة من فاز بجنة لا يفنى نعيمها ولا يبيد، ويا حسرة من أوبقته أعماله في نارٍ حرُّها شديدٌ، وقعرها بعيد، وعذاب أهلها في مزيد.
عباد الله: إنكم لن تدخلوا الجنة إلا برحمة الله، والقيام بالأعمال الصالحات، والبعد عن المحرمات، وقد شرع لكم ربكم العبادات الزاكيات المطهرات التي تزكي نفوسكم، وتهذب أخلاقكم وتطهِّر قلوبكم وتُعدِّل معوجَّكم.. قال -تعالى-: (..مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [المائدة: 6]، ونهاكم عن المعاصي التي تفسد عليكم أعمالكم.. قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) [محمد: 33].
وأنتم في رمضان سيد الشهور.. شهر الصبر والمواساة، والإحسان والتقوى، من أتى فيه بالطاعات واجتنب المحرمات رضي الله عنه وأدخله الجنات؛ فلن تفوز -أيها العبد- إلا بقيامك بالأسباب التي شرعها الله لرضوانه ودخول جنات النعيم، ولن تشقى إلا بالمعاصي التي تُرديك في درَكات الجحيم.
وصيام رمضان وقيامه من أسباب الفوز بجنات الخلد.. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه " رواه البخاري، وعن أبي هريرة أيضاً قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُرغِّبُ في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة، فيقول: " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه البخاري ومسلم، وفي الحديث الآخر: " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ".
أيها المسلم: اعلم أن العبادات لا تطهِّر النفوس ولا تزكِّي الأبدان إلا بالإخلاص لله - تعالى- فيها، وابتغاءِ وجهه بالعبادة مع موافقة العبادة لسنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.
فاحرص -أيها المسلم- على كمال صيامك وقيامك؛ فما هي إلا أيامٌ ثم تُطوَى الصحائفُ بما كان.. ومن الغَبن والخسارة الفادحة فطرُ يوم من غير عذر؛ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة ولا مرض، لم يقضه صوم الدهر كله وإن صامه " رواه البخاري وأبو داود والترمذي.
وإياك -أيها المسلمُ الصائم- من كل ما ينقص ثواب صيامك أو يبطله.. إيَّاك والغيبةَ وقول الزورِ وغشيان الفجور وإطلاق النظر في وجوه النسوان والمردان وجميع أنواع العصيان..
فالواجب في الصوم أن يكون عن كل محرم..؛ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجةٌ في أن يدعَ طعامه وشرابه " رواه البخاري وأبو داود والترمذي، وفي الحديث الآخر: " إذا كان يومُ صومِ أحدكم فلا يرفث ولا يفسق، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقل إني صائم "، وعن أبي عبيدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " الصوم جُنَّة ما لم يخرقها " رواه النسائي، زاد الطبراني في الأوسط: " ما لم يخرقها بغيبة أو كذب "، وعن ابن عمر - رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " رُبَّ صائمٍ حظُّه من صيامه الجوعُ والعطش، ورب قائمٍ حظه من قيامه السهر " رواه الطبراني في الكبير.
وقد كان السلف يحفظون صيامهم من كل ما ينقص أجره ومن كل مبطل، قال أحدهم: " نجلس في المساجد نحفظ صيامنا ".
ومن كمال الصيام كثرة ذكر الله والاستغفار، والتوبة والإنابة، ومن فطَّر صائماً كان له مثلُ أجره، وهذا الشهر المبارك شهر الإحسان إلى النفس بالصوم والطاعات، وشهر الإحسان إلى الخلق بأنواع البر والعطاءات والنفقات الواجبة والمستحبة ، والله -عز وجل- يقول: (.. وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ: 39]، وكان جبريل -عليه السلام- يعارضُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- القرآنَ كل ليلة في رمضان، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين يلقاه جبريلُ " أجودَ بالخير من الريح المرسلة " رواه البخاري ومسلم.
وسلطان القرآن في رمضان على الروح في غاية المناسبة؛ فالبدن غذاؤه الطعام والشراب والمِتع المادية، والروح غذاؤها القرآن الكريم وذكر الله -تعالى- فإذا صام البدن ضعف سلطان النفس الأمَّارة بالسوء وقوِيَ سلطان الروح بالقرآن والذكر.. قال الله -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ..) [البقرة: 185].
والقرآن الكريم كالغيث.. فكما أن الغيث ينفع الأرض في الوقت المناسب وتخرج به من كل زوج بهيج؛ فكذلك القرآن الكريم للقلوب في رمضان يثمر التوبة ويثمر الأعمال الصالحات ويمنع من الفواحش والمنكرات؛ فغذوا أرواحكم -عبادَ الله- بكثرة التلاوة في شهر رمضان وبكثرة ذكر الله -تبارك وتعالى- واحرصوا على أداء التراويح مع الإمام وعلى صلاة القيام؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- رغَّب في ذلك ولم يعزم على أمته؛ شفقةً عليهم، وفي الحديث: " من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتِب له قيامُ ليلة ".
وفي هذا الشهر أذكر بحقيقة عظيمة.. ألا وهي: أن كل خير وسعادة وحسن عاقبة ونصر وثواب في الدنيا والآخرة وعافية من الشرور والمكروهات سببُه الإيمانُ بكلام الله -تعالى- وتلاوته والعمل به كما بينه الله في كتابه وكما هو مُشاهدٌ لكل جيل في تاريخ البشرية: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر: 29 -30]، وقال -تعالى-: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 156]، والآيات في هذا المعنى كثيرة..
وكل شر وعقوبة في الدنيا والآخرة وكل ذل وهوان وحرمان ونقص في الثمرات ومَحقٍ للبركات سببُه الإعراضُ عن كلام الله -تعالى- والاستهانة بأوامره ونواهيه.. قال الله - تعالى-: (وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) [الأنعام: 28]، وقال الله -تعالى-: (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ) [الأنفال: 54]، والآيات في هذا كثيرة.
فكونوا من العاملين بكتاب الله ولا تكونوا من المعرضين عن كتاب رب العالمين؛ فمن أعرض كان من الخاسرين..
بسم الله الرحمن الرحيم: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 133 – 143].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وقوله القويم.. أقول قولي هذا وأستغفر الله لكم وللمسلمين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير.. أحمد ربي وأشكره على نعمه التي لا تحصى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليم الخبير، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله البشير النذير.. اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله وصحبه ذوي الفضل الكبير.
أما بعد:
فاتقوا ربكم يتولَّ أموركم ويصلح لكم أعمالكم.. قال الله -تعالى-: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الحديد:21].
أيها المسلمون: إن ثواب الصيام يُضاعَفُ بالاعتكاف في رمضان؛ لما فيه من الانقطاع للعبادة وتفريغ القلب من الشواغل والعوائق.. عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله؛ رواه البخاري ومسلم، ولو اعتكف الشهر كله فهو مثاب على هذه العبادة.
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب: 56]، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: " من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً "؛ فصلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين..
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد.
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وسلم تسليماً كثيرا..
اللهم وارض عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين -أبي بكر وعمر وعثمان وعلي- وعن سائر أصحاب نبيك محمدٍ، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم وارض عنا معهم بمنِّك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين يا رب العالمين..
اللهم ألف بين قلوب المسلمين وأصلح ذات بينهم يا أرحم الراحمين، اللهم اجمعهم على الحق يا أرحم الراحمين، اللهم تولَّ أمرَ كل مؤمنٍ ومؤمنة، وتول أمر كل مسلم ومسلمة يا أرحم الراحمين ويا رب العالمين.
اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين، اللهم نوِّر عليهم قبورهم، اللهم زد في حسناتهم، اللهم أعذهم من عذاب القبر ومن فتنة القبر..
اللهم أمنا في أوطاننا، وأصلح اللهم ولاة أمورنا.
(..رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
اللهم احفظ لنا أمننا واستقرارنا. اللهم احفظ لنا أمننا واستقرارنا يا رب العالمين، اللهم من أراد هذه البلاد بشرٍّ وسوءٍ وخيانة اللهم اجعل شره عليه، واجعل تدميره في تدبيره يا رب العالمين، واكفنا والمسلمين شرَّه إنك على كل شيء قدير.
اللهم إنا نسألك ياذا الجلال والإكرام أن تعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا. اللهم أعذنا من شر كل ذي شر يا رب العالمين، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم وفقنا والمسلمين أجمعين لصيام هذا الشهر وقيامه على ما تحب وترضى، واجعله -يا رب العالمين- سبباً لرضوانك والفوز بجنات النعيم.
اللهم وفق إمامنا لما تحب وترضى، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك يا رب العالمين، وأعنه على أمور الدنيا والدين، ووفقه لكل خير يا أرحم الراحمين، اللهم وأصلح بطانته..
اللهم وفق ولي عهده لما تحب وترضى يارب العالمين، اللهم وفق نائبه الثاني لما تحب وترضى ولما فيه الخير للإسلام والمسلمين يا رب العالمين، اللهم واحفظهم من كل سوء إنك على كل شيء قدير..
اللهم اجعل ولاة أمور المسلمين عملهم خيراً لشعوبهم وأوطانهم إنك على كل شيء قدير.
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا.
اللهم أعذنا وذرياتنا من إبليس وذريته وشياطينه يا رب العالمين إنك على كل شيء قدير، وأعذ المسلمين من إبليس وذريته وشياطينه إنك أنت الله لا إله إلا أنت.
اللهم أغثنا يا أرحم الراحمين. اللهم أغثنا يا أرحم الراحمين. اللهم أغثنا يا أرحم الراحمين، اللهم وأنزل البركة في ديارنا يا رب العالمين، ووفقنا لطاعتك وجنبنا معاصيك.
عباد الله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل:90-91].
اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، (ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون).