الرفيق
كلمة (الرفيق) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) من الرفق، وهو...
«وصناعة التنجيم، التي مضمونها الإحكام والتأثير، وهو الاستدلال على الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية أو التمزيج بين القرى الفلكية والغوائل الأرضية: صناعة محرمة بالكتاب والسنة، بل هي محرمة على لسان جميع المرسلين». ابن أَبي العِزّ "شرح العقيدة الطحاوية"(ج2/ص762)
«خلق الله هذه النجوم لثلاث: زينةً للسماء، ورُجُومًا للشياطين، وعلامات يهتدى بها. فمن تأول فيها غير ذلك أخطأ، وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به». المَرْداوي "صحيح البخاري"(ج4/ص107)
ولا تَتْبَعْ عِلْمَ النُّجومِ سِوَى الذي*****إلى جِهةٍ يَهدِي ووقْتِ تَعَبُّدِ فغَايَتُهُ عِلْمُ الكُسوفِ وما بهِ انـ*****تفَاعٌ لِذِي لُبٍّ ولا حُسْنُ مَقْصَدِ وليسَ كُسوفُ النَّيِّرَيْنِ بِمُوجِبٍ*****لأمْرٍ سِوَى تَخْوِيفِنا والتَّهَدُّدِ فلا تَسمعِ التهويلَ مِنْ كلِّ مُفْتَرٍ*****وكَذِّبْ بأَحكامِ الْمُنَجِّمِ وارْدُدِ الْخَطِيب البَغْدَادي " الألفية في الآداب الشرعية" (ص37).
«أراد صل ّ ى الله عليه وسل ّ م بالإمساك عن النجوم الكف عما يقول المنجمون فيها، من أنها فاعلة مدبرة، وأنها تسعد وتنحس، وأن ما يكون في العالم من حادث فهو بحركات النجوم، فأمر صل ّ ى الله عليه وسل ّ م بالإمساك عن هذا القول، وأن يقال فيها: إنها كما جعلها الله تعالى يهتدى بها في ظلمات البر، والبحر، ويعرف بالشمس، والقمر عدد السنين والحساب، وإن فيها دلالة على قدرة الله وحكمته». ابن الحَنْبَلي "القول في علم النجوم" للخطيب (178 - 179).
«ولا نصدق المنجمين والكهنة لقوله تعالى: ﴿ قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [النمل: 65]، وتنظر في كتاب الجمل، ولا في كتاب صفين، ولا في العزائم، ولا تنظر في النجوم، إلا فيما يستعان به على أوقات الصلاة». البَغَوي "الرسالة الواضحة" (ص1051).
«فعلم تأثير النجوم باطل محرم، والعمل بمقتضاه كالتقرب إِلَى النجوم، وتقريب القرابين لها كفر. وأما علم التسيير فإذا تعلم منه ما يحتاج إِلَيْهِ للاهتداء ومعرفة القبلة، والطرق كان جائزًا عند الجمهور». "فضل علم السلف على الخلف" ضمن "رسائل ابن رجب" (3/12).
«والمنهي من علم النجوم ما يدعيه أهلها من معرفة الحوادث التي لم تقع في مستقبل الزمان، مثل إخبارهم بوقت هبوب الرياح، ومجيء المطر، ووقوع الثلج، وظهور الحر والبرد، وتغير الأسعار ونحوها، يزعمون أنهم يستدركون معرفتها بسير الكواكب، واجتماعها وافتراقها، وهذا علم استأثر الله عز وجل به لا يعلمه أحد غيره» "شرح السنة" (12/183).
الحَكَمي
ابن رَجَب
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".