البحث

عبارات مقترحة:

الرحمن

هذا تعريف باسم الله (الرحمن)، وفيه معناه في اللغة والاصطلاح،...

الأكرم

اسمُ (الأكرم) على وزن (أفعل)، مِن الكَرَم، وهو اسمٌ من أسماء الله...

المقيت

كلمة (المُقيت) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أقاتَ) ومضارعه...

التنجيم

التنجيم ادعاء علم الغيب عن طريق النجوم، وهو نوع من أنواع الكهانة، يستعين فيه الكهان بالنجوم يستدلون به على أحداث أرضية. ويعتمدون فيه على الشياطين في نقل أي خبر من السماء، كما أخبر النبي . ويعتمدون على حسابات فلكية يصيبون منها شيئًا يسيرًا، ويخطئون كثيرًا.

التعريف

التعريف لغة

التنجيم يرجع إلى جذر ثلاثي (نَجَمَ) يدل على الظهور والبروز. قال ابن فارس: «النون والجيم والميم أصل صحيح يدل على طلوع وظهور. ونجم النجم: طلع». "مقاييس اللغة" لابن فارس (5/396).

التعريف اصطلاحًا

قال الخطابي: «علم النجوم المنهى عنه هو ‌ما ‌يدعيه أهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث التي لم تقع وستقع في مستقبل الزمان، كإخبارهم بأوقات هبوب الرياح، ومجيء المطر، وظهور الحر والبرد، وتغير الأسعار، وما كان في معانيها من الأمور، يزعمون أنهم يدركون معرفتها بسير الكواكب في مجاريها، وباجتماعها واقترانها، ويدعون لها تأثيرًا في السفليات، وأنها تتصرف على أحكامها وتجري على قضايا موجباتها، وهذا منهم تحكم على الغيب وتعاطٍ لعلم استأثر الله سبحانه به لا يعلم الغيب أحد سواه». "معالم السنن" (4 /229-230). وعرفه ابن تيمية رحمه الله بقوله: «وهو الاستدلال على الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية». "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (35/192). وهناك تعريف لابن خلدون؛ حيث يقول: «هو ما يزعمه أصحاب هذه الصناعة من أنهم يعرفون بها الكائنات في عالم العناصر قبل حدوثها، من قبل معرفة قوى الكواكب، وتأثيرها في المولِّدات العنصرية مفردة ومجتمعة، فتكون لذلك أوضاع الأفلاك والكواكب دالة على ما سيحدث من أنواع الكائنات الكلية والشخصية». "مقدمة ابن خلدون" (601).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

هو استدلال الكهان على حوادث أرضية عن طريق استخدام نجوم تطلع وتبرُز في وقت معين.

الفروق

الفرق بين التنجيم و العرافة

دل كلام بعض أهل العلم على أن التنجيم أعم من العرافة، وأن اسم الكهانة يشمل الجميع. قال القاضي عياض: «المنجمون، وهذا الضرب يخلق الله - تعالى - فيه لبعض الناس قوة ما، لكن الكذب فيه أغلب، ومن هذا الفن العرافة وصاحبها عراف، وهو الذي يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات يدعي معرفته بها، وقد يعتضد بعض هذا الفن ببعض في ذلك بالزجر، والطرق، والنجوم، وأسباب معتادة، وهذه الأضرب كلها تسمى كهانة». "المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج" للنووي (ج14/ص223). وقال ابن تيمية رحمه الله: «المنجم يدخل في اسم العرَّاف عند بعض العلماء وعند بعضهم هو في معناه». " مجموع الفتاوى" (35/193)، وانظر: (35/173). انظر: العرافة

سبب التسمية

يرجع سبب التسمية إلى اعتماد المنجمين على النجوم والأبراج السماوية في استدلالاتهم على الحوادث الأرضية، ف لما كان التنجيم هو صنعة المنجم وكان المنجم هو الذي ينظر في النجوم، اشتق له منها هذا الاسم؛ نظرًا لارتباط هذه الصنعة بالنجوم في الاستدلال، واعتقاد التأثير، ونحو ذلك مما يدعيه أهل التنجيم. "التنجيم والمنجمون" (ص33).

الحكم

قال القرطبي رحمه الله: «قال العلماء رحمة الله عليهم: لما تمدح سبحانه بعلم الغيب واستأثر به دون خلقه، كان فيه دليل على أنه لا يعلم الغيب أحد سواه، ثم استثنى من ارتضاه من الرسل، فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم، وجعله معجزة لهم ودلالة صادقة على نبوتهم، وليس المنجم ومن ضاهاه ممن يضرب بالحصى وينظر في الكتب ويزجر بالطير ممن ارتضاه من رسول فيطلعه على ما يشاء من غيبه؛ بل هو كافر بالله مفتر عليه بحدسه وتخمينه وكذبه». " الجامع لأحكام القرآن" (19/28). وقال ابن أبي العز الحنفي: «وصناعة التنجيم التي مضمونها الأحكام والتأثير -وهو: الاستدلال على الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية أو التمزيج بين القوى الفلكية الأرضية- صناعة محرمة بالكتاب والسنة، بل هي محرمة على لسان جميع المرسلين». "شرح الطحاوية" (ج2/ص762). قال الشيخ محمد بن إبراهيم: «المنجم والضارب بالحصى والودع لا يكفر الواحد منهم ما لم يعتقد إباحته، فإن اعتقد إباحته فهو مرتد؛ لأن برهان ذلك ظاهر بالشرع؛ لأنه معلق على الاستخدام للشياطين واستمتاع الشياطين بهم، وكذلك ما لم يدّع أنه يعلم الغيب أو يدّع التصرف في الوجود في بعض الأشياء. وكثير منهم بل أكثرهم لا ينفكون عن ادعاء المغيبات، فيعزر أصحاب هذه الأمور تعزيرًا يردعهم وأمثالهم ثم يكف عنهم، والتعزير يرجع إلى الإمام الناظر الشرعي، فإن اقتضى القتل لا سيما من كان له شهرة في ذلك فإنه يُقتل». "فتاوى ورسائل محمد بن إبراهيم" (1/164 ـ 165). وقد فصل المسألة العلامة ابن عثيمين تفصيلًا دقيقًا، فقال في بيان أنواع التنجيم، وحكم كل نوعٍ: «‌وعلم ‌النجوم ينقسم إلى قسمين: 1- علم التأثير. 2- علم التسيير. فالأول: علم التأثير. وهذا ينقسم إلى ثلاثة أقسام: أ: أن يعتقد أن هذه النجوم مؤثرة فاعلة، بمعنى أنها هي التي تخلق الحوادث والشرور، فهذا شرك أكبر، لأن من ادعى أن مع الله خالقًا، فهو مشرك شركًا أكبر، فهذا جعل المخلوق المُسخَّر خالقًا مُسخِّرًا. ب: أن يجعلها سببًا يدعي به علم الغيب، فيستدل بحركاتها وتنقلاتها وتغيراتها على أنه سيكون كذا وكذا، لأن النجم الفلاني صار كذا وكذا، مثل أن يقول: هذا الإنسان ستكون حياته شقاء، لأنه ولد في النجم الفلاني، وهذا حياته ستكون سعيدة، لأنه ولد في النجم الفلاني، فهذا اتخذ تعلم النجوم وسيلة لا دعاء علم الغيب، ودعوى علم الغيب كفر مخرج عن الملة، لأن الله يقول: ﴿قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [ النمل: من الآية 65] وهذا من أقوى أنواع الحصر، لأنه بالنفي والإثبات، فإذا ادعى أحد علم الغيب، فقد كذب القرآن. ج: أن يعتقدها سببًا لحدوث الخير والشر، أي أنه إذا وقع شيء نسبه إلى النجوم، ولا ينسب إلى النجوم شيئًا إلا بعد وقوعه؛ فهذا شرك أصغر». "القول المفيد على كتاب التوحيد" (2/5-6).

الأدلة

القرآن الكريم

التنجيم في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿وَعَلاَمَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾ [النحل] ، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ﴾ [الملك: 5] ، وقال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ [الأنعام: 97].

السنة النبوية

التنجيم في السنة النبوية
قال النبي : «من أتى عرافاً فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة»"رواه مسلم"(2230). والتنجيم نوع من نواع العرافة. وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله قال: «أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة»"صحيح مسلم" (934). وذكر النبي أن الاستسقاء بالأنواء من أمور الجاهلية، ولاتزال عند كثير من الناس يعتقدون أن المطر سينزل لأن نجماً معينا قد ظهر.قال ابن حجر: «الاستسقاء بالأنواء أي يقولون مطرنا بنوء»"فتح الباري"(ج7/ص161). وقال النبي : «من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد»"رواه أبو داود"(3906). وقال صلّى الله عليه وسلّم: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد، ولكن يخوف الله به عباده؛ فإذا رأيتم شيئًا من ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره». أخرجه البخاري (1044)، ومسلم (901).

الإجماع

حكى ابن تيمية الإجماع على تحريم التنجيم. "الآداب الشرعية" لابن مفلح (4/308).

أقوال أهل العلم

«وصناعة التنجيم، التي مضمونها الإحكام والتأثير، وهو الاستدلال على الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية أو التمزيج بين القرى الفلكية والغوائل الأرضية: صناعة محرمة بالكتاب والسنة، بل هي محرمة على لسان جميع المرسلين». ابن أَبي العِزّ "شرح العقيدة الطحاوية"(ج2/ص762)
«خلق الله هذه النجوم لثلاث: زينةً للسماء، ورُجُومًا للشياطين، وعلامات يهتدى بها. فمن تأول فيها غير ذلك أخطأ، وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به». المَرْداوي "صحيح البخاري"(ج4/ص107)
ولا تَتْبَعْ عِلْمَ النُّجومِ سِوَى الذي*****إلى جِهةٍ يَهدِي ووقْتِ تَعَبُّدِ فغَايَتُهُ عِلْمُ الكُسوفِ وما بهِ انـ*****تفَاعٌ لِذِي لُبٍّ ولا حُسْنُ مَقْصَدِ وليسَ كُسوفُ النَّيِّرَيْنِ بِمُوجِبٍ*****لأمْرٍ سِوَى تَخْوِيفِنا والتَّهَدُّدِ فلا تَسمعِ التهويلَ مِنْ كلِّ مُفْتَرٍ*****وكَذِّبْ بأَحكامِ الْمُنَجِّمِ وارْدُدِ الْخَطِيب البَغْدَادي " الألفية في الآداب الشرعية" (ص37).
«أراد صل ّ ى الله عليه وسل ّ م بالإمساك عن النجوم الكف عما يقول المنجمون فيها، من أنها فاعلة مدبرة، وأنها تسعد وتنحس، وأن ما يكون في العالم من حادث فهو بحركات النجوم، فأمر صل ّ ى الله عليه وسل ّ م بالإمساك عن هذا القول، وأن يقال فيها: إنها كما جعلها الله تعالى يهتدى بها في ظلمات البر، والبحر، ويعرف بالشمس، والقمر عدد السنين والحساب، وإن فيها دلالة على قدرة الله وحكمته». ابن الحَنْبَلي "القول في علم النجوم" للخطيب (178 - 179).
«ولا نصدق المنجمين والكهنة لقوله تعالى: ﴿ قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [النمل: 65]، وتنظر في كتاب الجمل، ولا في كتاب صفين، ولا في العزائم، ولا تنظر في النجوم، إلا فيما يستعان به على أوقات الصلاة». البَغَوي "الرسالة الواضحة" (ص1051).
«فعلم ‌تأثير ‌النجوم باطل محرم، والعمل بمقتضاه كالتقرب إِلَى النجوم، وتقريب القرابين لها كفر. وأما علم التسيير فإذا تعلم منه ما يحتاج إِلَيْهِ للاهتداء ومعرفة القبلة، والطرق كان جائزًا عند الجمهور». "فضل علم السلف على الخلف" ضمن "رسائل ابن رجب" (3/12).
«والمنهي من علم النجوم ما يدعيه أهلها من معرفة الحوادث التي لم تقع في مستقبل الزمان، مثل إخبارهم بوقت هبوب الرياح، ومجيء المطر، ووقوع الثلج، وظهور الحر والبرد، وتغير الأسعار ونحوها، يزعمون أنهم يستدركون معرفتها بسير الكواكب، واجتماعها وافتراقها، وهذا علم استأثر الله عز وجل به لا يعلمه أحد غيره» "شرح السنة" (12/183).
الحَكَمي
ابن رَجَب

الأقسام

قسم العلماءُ التنجيمَ إلى ثلاثة أقسام: الأول: وهو القول بأن الموجودات في الأرض مركبة على تأثير الكواكب، وأن الكواكب فاعلة مختارة، وهذا كفر بإجماع المسلمين، وهذا قول الصابئة المنجمين، الذين بعث إليهم إبراهيم الخليل عليه السلام. الثاني: الاستدلال على الحوادث الأرضية بمسير الكواكب، واجتماعها، وافتراقها، ونحو ذلك، ويقول: إن ذلك بتقدير الله ومشيئته، فلا ريب في تحريم ذلك، واختلف المتأخرون في تكفير القائل بذلك، وهو أقرب إلى الكفر من الحرمة. الثالث : الاستدلال بالنجوم على الطريق في الليل، وتعلم منازل الشمس والقمر، للاستدلال بذلك على القبلة وأوقات الصلوات والفصول، فهذا لايدخل في باب التنجيم، وليس من علم الغيب، إنما هو علم حال لشيء موجود، فهذا جائز، ولا حُرْمَة فيه. انظر "تيسير العزيز الحميد " لسليمان بن عبد الله (ص379). وقد مضى كلام الشيخ ابن عثيمين في تقسيم التنجيم، وبيان حكم كل قسم عند الحديث عن حكم التنجيم.

الأضرار والمفاسد

للتنجيم المنهي عنه آثار سيئة على عقيدة المسلم؛ فمن ذلك: أن انتشار التنجيم والمنجمين يؤدي إلى ظهور الخرافات وشيوعها بين الناس. أن اعتقاد تأثير النجوم في هذا الكون شرك بالله تعالى، يخرج صاحبه من ملة الإسلام، ويؤدي إلى عبادتها كما هي حال الصابئة. أن التعلق بالنجوم، والانشغال بها، سبب للضلال والانحراف، حيث يشغل صاحبه عن التعلق بخالقها وموجدها وهو الله تعالى. انظر" موسوعة العقيدة والأديان والمذاهب المعاصرة" مادة (التنجيم).