البحث

عبارات مقترحة:

البر

البِرُّ في اللغة معناه الإحسان، و(البَرُّ) صفةٌ منه، وهو اسمٌ من...

الأعلى

كلمة (الأعلى) اسمُ تفضيل من العُلُوِّ، وهو الارتفاع، وهو اسمٌ من...

الكهانة

الكهانة: ادعاء علم الغيب، فيما يخص الحوادث الأرضية الماضية والمستقبلية، فيُلبِّسُ الكاهن على عامة الناس، ويُخوِّفُهم ويُحزنهم، باستخدام الشياطين، وهي أنواع متعددة، منها: التنجيم، والسحر، وضرب الحصى، وقراءة الفنجال، وكل هذه الأنواع والوسائل فيها ادّعاء علم الغيب، حرمها رسول الله وأبدلنا خيرًا منها كصلاة الاستخارة، والرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له.

التعريف

التعريف لغة

رد علماء اللغة الثلاثي (كهن) إلى شيء عرفته العرب، وهو متداول حتى لا يكاد يحتاج إلى تحليل لهذه اللفظة، فلا تجد واحدًا منهم حلل اللفظة لأصل غير الكهانة المعروفة. قال ابن فارس: «الكاف والهاء والنون كلمة واحدة. وهي الكاهن، وقد تكهن يتكهن، والله أعلم». "مقاييس اللغة" لابن فارس (5/145). فابن فارس جعل الأصل الثلاثي مردُّه إلى معنى واحد، وهو الكاهن المعروف. قال الخليل: «كهن: كهن الرجل يكهن كهانة، وقلما يقال إلا تكهن الرجل. وتقول: لم يكن كاهنًا، ولقد كهن، ويقال: كهن لهم إذا قال لهم قول الكهنة». "العين" للخليل الفراهيدي (3/379).

التعريف اصطلاحًا

الكهانة: ادعاء علم الغيب؛ كالإخبار بما سيقع في الأرض، مع الاستناد إلى سبب. انظر "تاريخ الفكر الديني الجاهلي" لمحمد إبراهيم الفيومي (ص525). قال الخطابي: «الكاه ِ ن ُ هو الذي يد ّ َ عي مطالعة علم الغيب، ويخبر الناس عن الكوائن». " معالم السنن" للخطابي (4/211)، وقال ابن الأثير: «الكاهن الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان، ويدعي معرفة الأسرار». " النهاية في الغريب" (4/214)، وقال ابن تيمية في معنى الكهانة: إنها «الإخبار ببعض الغائبات عن الجن». " النبوات" (13)، وقال ابن حجر: «والكهانة ـ بفتح الكاف ويجوز كسرها ـ ادعاء علم الغيب، كالإخبار بما سيقع في الأرض، مع الاستناد إلى سبب، والأصل فيه استراق الجن السمع من كلام الملائكة، فيلقيه في أذن الكاهن». " فتح الباري" (10/227).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

التعريف اللغوي هو ذاته التعريف الاصطلاحي، فالكهان معروفون عند العرب بأنهم أدعياء علم الغيب، فيلجؤون إليهم في كل ما يهمهم.

الفروق

الفرق بين الكهانة و السحر

الكهان يتكلمون والسحرة يفعلون، فالسحرة والكهان يعتمدون على الشياطين. «جمع "البخاري": بين الكهانة والسحر، بأن قدم الكهانة على السحر؛ لأن مرجع الاثنين شيء واحد هو: الشياطين». انظر "تاريخ الفكر الديني الجاهلي" لمحمد إبراهيم الفيومي (ص527). قال الفيومي: «والفرق بين الكهانة والسحر؛ أن الكهانة تنبُّؤ فسند الكاهن هو كلامه، الذي يذكره للناس، أما السحر فإنه عمل في الأكثر؛ للتأثير في الأرواح؛ كي تقوم بأداء ما طلب منها، ولا يمكن صنع سحر ما لم يقترن بعمل، ويصحب هذا العمل كلام مفهوم أو غير مفهوم، وإشارات يدعى الساحر أنه إنما يقوم به، وبالإشارات؛ لتسخير الأرواح، وإن ما يفعله مفهوم عند جنوده، وهم: الجن والشياطين». "تاريخ الفكر الديني الجاهلي" لمحمد إبراهيم الفيومي (ص521). انظر: السحر

الفرق بين الكهانة و الفراسة

الفراسة والفرس: الفاء والراء والسين أصيل يدل على وطء الشيء ودقه، والتفرس في الشيء، كإصابة النظر فيه. انظر "مقاييس اللغة" لابن فارس (4/485). والفراسة ليست تكهُّنًا وليست بوحي من الشياطين، وإنما هي هداية من الله تكون ببعض المعطيات التي يلاحظها المؤمن على الشخص فيتفرس فيه. فالفِراسة تكون لمُؤمنٍ يَرى بنور الله. فعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : «اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله»، ثم قرأ: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾ [الحجر: 75]». أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7843).

سبب التسمية

لأن ادعاء علم الغيب بغير حق ولا علم تكهنٌ، فسميت الكهانة بهذا الاسم لأن الكاهن يتكهن أخبارًا لا طائل له بها، سواء كانت في الماضي أو المستقبل.

الأسماء الأخرى

الطَّرْقُ، وهو: التكهن عن طريق الضرب بالحصى. قال الشاعر: لعمركَ ما تدري الطَّوارِقُ بالحصى*****ولا زاجرات الطير ما الله صانع "العين" للخليل (5/100). ومن أسمائها: العرافة، التنجيم، الضرب بالحصى، الخط في الأرض، قراءة الفنجان، قراءة الكف، حروف أبي جاد.

الحكم

الكهانة كفر، لأن الكاهن يدعي علم الغيب الذي اختص الله به. قال ابن حمدان: «والسحر ثابت موجود له حقيقة، لكنه حرام، يكفر معلمه ومُتعلِّمُه في الأصح، وكذا الخلاف في التعزيم والكهانة والعرافة». "نهاية المبتدئين" (ص58). وقال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى بعد أن أورد الأحاديث المتقدمة: «في هذه الأحاديث دليل على كفر الكاهن والساحر؛ لأنهما يدعيان علم الغيب، وذلك كفر، ولأنهما لا يتوصلان إلى مقصدهما إلا بخدمة الجن وعبادتهم من دون الله، وذلك كفر بالله وشرك به سبحانه، والمصدق لهم في دعواهم على الغيب يكون مثلهم، وكل من تلقى هذه الأمور عمن يتعاطاها فقد برئ منه رسول الله ». وقال ابن عثيمين في حكمهم: «إن حَكَمنا بكفرهم، فحكمهم في الدنيا أنهم يستتابون، فإن تابوا، وإلا قتلوا كفارًا. وإن حَكَمنا بعدم كفرهم ـ إما لكون السحر لا يصل إلى الكفر، أو قلنا: إنهم لا يكفرون؛ لأن المسألة فيها خلاف ـ فإنه يجب قتلهم لدفع مفسدتهم ومضرتهم، حتى وإن قلنا بعدم كفرهم؛ لأن أسباب القتل ليست مختصة بالكفر فقط، بل للقتل أسباب متعددة ومتنوعة، قال عزّ وجل: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ﴾ [المائدة: 33] ، فكل من أفسد على الناس أمور دينهم أو دنياهم فإنه يستتاب، فإن تاب، وإلا قتل، ولا سيما إذا كانت هذه الأمور تصل إلى الإخراج من الإسلام». " القول المفيد شرح كتاب التوحيد" (1 /549، 550). انظر في حكم الكاهن "المغني" (9/35 ـ 37)، و"الفروع" (6/168)، و"الإنصاف" (10/351، 352)، وحاشية ابن عابدين (4/240).

الأدلة

القرآن الكريم

الكهانة في القرآن الكريم
قال الله جل جلاله: ﴿ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ﴾ [ الأنعام: 59]. وقال في سورة النمل: ﴿ قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [النمل: 65]. وقال: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّس ُولٍ﴾ [ الجن: 26-27]. وقال سبحانه: ﴿إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ﴾ ﴾[الأنبياء: 110]. قال ابن كثير: «إن الله يعلم الغيب جميعه، ويعلم ما يظهره العباد وما يسرون، يعلم الظواهر والضمائر، ويعلم السر وأخفى، ويعلم ما العباد عاملون في أجهارهم وأسرارهم، وسيجزيهم على ذلك، على القليل والجليل». "تفسير القرآن العظيم" (5/388). وأمر رسوله أن يعلن للناس أنه لا يعلم الغيب، وذلك في قوله تعالى: ﴿قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى﴾ [الأنعام: 150]. ولذا لما رميت عائشة رضي الله عنه بالإفك، لم يعلم أهي بريئة أم لا؟ حتى أخبره الله تعالى بقوله: ﴿أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ﴾ [ النور: 26]. وقد ذبح إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام عجله للملائكة، ولا علم له بأنهم ملائكة حتى أخبروه، قالوا له: ﴿إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ﴾ [ هود]. ولما جاءوا لوطا لم يعلم أيضا أنهم ملائكة، ولذا ﴿وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَـذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ﴾ [ هود] يخاف عليهم من أن يفعل بهم قومه فاحشتهم المعروفة، حتى قال: ﴿لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾ [ هود] ولم يعلم خبرهم حتى قالوا له: ﴿إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ﴾ [هود: 81] الآيات. ويعقوب عليه السلام ابيضت عيناه من الحزن على يوسف، وهو في مصر لا يدري خبره حتى أظهر الله خبر يوسف. وسليمان عليه السلام مع أن الله سخر له الشياطين والريح ما كان يدري عن أهل مأرب قوم بلقيس حتى جاءه الهدهد، وقال له: ﴿أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴾ [ النمل]. ونوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ما كان يدري أن ابنه الذي غرق ليس من أهله الموعود بنجاتهم حتى قال: ﴿رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ﴾ [هود: 45] ولم يعلم حقيقة الأمر حتى أخبره الله بقوله: ﴿قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ [ هود] وقد قال تعالى عن نوح في سورة الأنعام: ﴿قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾ [الأنعام: 55] والملائكة عليهم الصلاة والسلام لما قال لهم: ﴿أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـؤُلاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ 31 قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا﴾ [ البقرة]. فقد ظهر أن أعلم المخلوقات وهم الرسل، والملائكة لا يعلمون من الغيب الا ما علمهم الله تعالى، وهو تعالى يعلم رسله من غيبه ما شاء، كما أشار له بقوله: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ﴾ [آل عمران: 179] وقوله تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ﴾ [ الجن: 26]. انظر "أضواء البيان" للشنقيطي (482/1).

السنة النبوية

الكهانة في السنة النبوية
عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «ليس منا من تطير ولا تطير له، ولا تكهن ولا تكهن له». أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (355). وعن عبد الله بن مسعود أنه قال: «من أتى عرَّافًا أو ساحرًا أو كاهنًا فسأله فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد ». أخرجه أبو يعلى في "المسند" برقم (5408). وعن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: «قلت: يا رسول الله، إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام وإن منّا رجالاً يأتون الكهان، قال: فلا تأتهم». أخرجه مسلم (537).

أقوال أهل العلم

«ومنها ما كان أكثره باطلًا أو جميعه، كعلم العيافة، والزجر، والكهانة، وخط الرمل، والضرب بالحصى، والطيرة؛ فأبطلت الشريعة من ذلك الباطل ونهت عنه، كالكهانة والزجر وخط الرمل، وأقرت الفأل، لا من جهة تطلب الغيب، فإن الكهانة والزجر كذلك، وأكثر هذه الأمور تخرص على علم الغيب من غير دليل» الشاطبي، إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي. "الموافقات"(ج2/ص119)

الأقسام

الكهانة ثلاثة أضرب: أحدها: يكون للإنسان ولي ّ ٌ من الجن يخبره بما يسترقه من السماء، وهذا القسم باطل من حين بعث النبي صل ّ ى الله عليه وسل ّ م. الثاني: أن يخبره الجني ّ ِ بما يطرأ أو يكون في أقطار الأرض، وما خفي عنه مما قرب أو بعد. الثالث: المنجمون، لكن الكذب فيه أغلب. ومن هذا الفن: العرافة، وصاحبها عراف، وهو الذي يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات يدعي معرفته بها. وقد يعتضد بعض أهل هذا الفن في ذلك بالزجر، والطرق وهو الضرب بالحصا أو الخط في الرمل، والنجوم، وأسباب معتادة. انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (2/76)، و"شرح صحيح مسلم" للنووي (14/223)، "نيل الأوطار" للشوكاني (7/368). و"النهاية" لابن الأثير (3/121)، و"سنن أبي داود" (4/16).

الأضرار والمفاسد

الوقوع فيما حذر منه الرسول صلّى الله عليه وسلّم وهو الكفر. ضعف الإيمان، والتعلق بغير الله، بالتعلق بالكهنة والمشعوذين. انتشار الدجل، والخرافة في المجتمع المسلم. إفساد العلاقات الاجتماعية بين الناس بسبب الأكاذيب والتهم الباطلة التي يزورها الكهان. الكهانة حدس وتخمين، وليست طريقًا شرعيًّا، ولا سببًا حقيقيًّا، فلن يحصل المرء على مراده من الكاهن. انظر "موسوعة العقيدة والأديان" مادة (الكهانة).