البحث

عبارات مقترحة:

الوهاب

كلمة (الوهاب) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) مشتق من الفعل...

التواب

التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...

الرحمن

هذا تعريف باسم الله (الرحمن)، وفيه معناه في اللغة والاصطلاح،...

العرافة

العرافة: ادّعاء علم الغيب المستقبل عن طريق الشياطين، والذي يدعيه يسمى عرّاف، أو حجّاب أو فتّاح، يستخدم وسائل كثيرة لتضليل الناس من الفتح بالفنجال، والنظر في الكف، وغيرها . والعرافة نوع من أنواع الكهانة، وهي محرمة في الشريعة الإسلامية، بل هي إلى الكفر أقرب، والعراف واقع فيه، لادعائه علم الغيب. وحكم من أتى العرافين يتردد بين عدم قبول صلاته -أربعين يومًا- وبين كفره وخروجه من الملة.

التعريف

التعريف لغة

العرافة من (العَرف) وهو ثلاثي (العين والراء والفاء) ومعناه يرجع إلى أصلين، صحيحين: أحدهما: تتابع الشيء متصلًا بعضه ببعض. و الثاني: السكون والطمأنينة. انظر "مقاييس اللغة" لابن فارس (4/281). والعرافة من الأصل الثاني، وليست من الأول. فالعرافة من المعرفة، وهو ما تسكن إليه النفس من العلم، فالعرب تطلق وصف العرّاف على من تكلم في علم دقيق. حتى إنهم كانوا يصفون الطبيب بالعراف. قال الجوهري «والعَرَّافُ: الكاهنُ والطبيبُ». "مختار الصحاح"(4/1402). ولقد كانت العرب تصف الطبيب بالعرّاف، وذلك لأنه يتكلم في علم دقيق. قال الشاعر:
فقلت لعَرَّافِ اليَمامةِ داونيفإنك إن أبْرَأْتَني لَطبيبُ انظر "لسان العرب" (9/239)

التعريف اصطلاحًا

هي ادعاء معرفة ما في الغيب من الحوادث سواء كان في الحوادث الماضية أو المستقبلية. قال البغوي رحمه الله: «العرَّاف الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك، وقيل: هو الكاهن، والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل، وقيل: الذي يخبر عما في الضمير». " شرح السُّنَّة" للبغوي (12/182). وقال ابن قدامة: «والعرَّاف الذي يحدس ويتخرص». " المغني" (12/305). وقال أبو العباس ابن تيمية: «العرّاف اسم للكاهن، والمنجم، والرمال، ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق». "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (35 /173).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

تطمئن نفوس الناس لمن يخبرهم عن الماضي أو المستقبل، والعرَّاف يخبرهم بتفاصيل لا يعلمونها أخذ علمها من الشياطين.

الفروق

الفرق بين العرافة و الكهانة

وقع فيه اتفاق واختلاف، فأما الاتفاق فهو في أنّ كليهما يتكلم في علم الغيب. وأما الاختلاف فقد وقع في الشيء الذي يتكلم به كل منهما، فمنهم من حصر كلام العرّاف في الأمور المستقبلية، ومنهم من قال بل هو في الأمور الماضية. بينما اتفقوا على أن الكاهن يتكلم في الأمور الماضية والمستقبلية، وكلاهما يستمد لكلامه بما توحي إليه الشياطين مضافًا إليه عدد من الكذِبات. جاء في "مفردات الراغب": «الكاهن هو الذي يخبر بالأخبار الماضية الخفية بضرب من الظن، والعرّاف الذي يخبر بالأخبار المستقبلة على نحو ذلك». "مفردات الراغب"(ص728). قال أبو سليمان الخطابي: «وحلوان العرّاف حرام، كذلك والفرق بين الكاهن والعراف، أن الكاهن إنما يتعاطى الخبر عن الكوائن في مستقبل الزمان، ويدعي معرفة الأسرار. والعراف هو: الذي يتعاطى معرفة الشيء المسروق، ومكان الضالة ونحوهما من الأمور». "معالم السنن" للخطابي (ج3/ص105). ويمكن تلخيص الاتجاهات في التفريق بين العراف والكاهن في ثلاث: الاتجاه الأول: أن الكاهن يدعي معرفة الأخبار عن الكائنات في المستقبل، والعرَّاف يتعاطى معرفة الشيء المسروق، ومكان الضالَّة ونحوهما مما هو في الماضي. انظر: "شرح النووي على صحيح مسلم" (5/22)، و"مغني المحتاج" (4/120). الاتجاه الثاني: أن العراف اسم عام للكاهن، والمنجِّم، والرمّال، ونحوهم، ممن يتكلم في تقدم المعرفة بهذه الطرق، ولو قيل إنه في اللغة اسم لبعض هذه الأنواع، فسائرها يدخل فيه بطريق العموم المعنوي. انظر: "مجموع الفتاوى" (35/173، 193)، "الفتح" (10/216). الاتجاه الثالث: أن الكاهن اسم يعم العراف وغيره. قال القاضي عياض وهو يبين أنواع الكهانة: «ومن هذا الفن العرافة، وصاحبها عراف، وهو الذي يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات، يدعي معرفته بها، وقد يعتضد بعض أهل هذا الفن في ذلك بالزجر، والطرق، والنجوم، وأسباب معتادة، وهذه الأضرب كلها تسمى كهانة». "إكمال المعلم" (7/153). انظر: الكهانة

سبب التسمية

سميت العرافة بهذا الاسم لأن العرّاف يدعي أنه يعرف أحداث المستقبل، فتطمئن نفوس الناس إليه، وتسلم له.

الأسماء الأخرى

يسمى العراف في زماننا بأسماء تجمل صورته بين الناس، حتى لايخسر من يثقون به، فيسمونهم: 1-الحجّاب. 2-الفتّاح. من الأسماء أيضًا: الكهانة، التنجيم، الضرب بالحصى، الخط في الأرض، قراءة الفنجان، قراءة الكف، حروف أبي جاد.

الحكم

بحث الفقهاء حكم الكاهن في مدوناتهم الفقهية، وبينوا خطورة هذا الأمر وكونه قادحًا في التوحيد. قال ابن حمدان: «والسحر ثابت موجود له حقيقة، لكنه حرام، يكفر معلمه ومُتعلِّمُه في الأصح، وكذا الخلاف في التعزيم والكهانة والعرافة». "نهاية المبتدئين" (ص58). ويقول الشيخ ابن عثيمين: «إن ‌حكمنا ‌بكفرهم، فحكمهم في الدنيا أنهم يستتابون، فإن تابوا، وإلا قتلوا كفارًا. وإن حكمنا بعدم كفرهم؛إما لكون السحر لا يصل إلى الكفر، أو قلنا: إنهم لا يكفرون لأن المسألة فيها خلاف؛ فإنه يجب قتلهم لدفع مفسدتهم ومضرتهم، حتى وإن قلنا بعدم كفرهم؛ لأن أسباب القتل ليست مختصة بالكفر فقط، بل للقتل أسباب متعددة ومتنوعة، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ﴾ إن ‌حكمنا ‌بكفرهم، فحكمهم في الدنيا أنهم يستتابون، فإن تابوا، وإلا؛ قُتِلُوا كفُارًا. وإن حكمنا بعدم كفرهم إما لكون السحر لا يصل إلى الكفر، أو قلنا: إنهم لا يكفرون؛ لأن المسألة فيها خلاف؛ فإنه يجب قتلهم لدفع مفسدتهم ومضرتهم، حتى وإن قلنا بعدم كفرهم؛ لأن أسباب القتل ليست مُختصَّةً بالكفر فقط، بل للقتل أسباب متعددة ومتنوعة، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ﴾». "القول المفيد" (1 /549-550). وانظر أيضًا: "المغني" لابن قدامة (9/35-37).

الأدلة

القرآن الكريم

العرافة في القرآن الكريم
كان أهل الجاهلية يعتقدون بأن أناساً من البشر يعلمون ما في غدٍ، فجاءت الآيات تباعاً، وتواردت الأحاد متدفقة تبطل هذا الاعتقاد، ومن الآيات قول الله تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا. إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا﴾ [ الجن26-27]. دلت الآية أنّ علم الغيب اختص الله به، ومن كمال عظمته أ نّه يعلم رسله بعضًا من علم الغيب، فينقلونها لأممهم وينسبونها إلى الله، ويحفظ الله ذلك العلم الذي أعطاهم إياه من أي سارق، أو متطفل، كالشياطين والسحرة. قال البغوي: «يجعل بين يديه وخلفه حفظة من الملائكة يحفظونه من الشياطين أن يسترقوا السمع، ومن الجن أن يستمعوا الوحي فيلقوا إلى الكهنة». "تفسير البغوي"(8/244). وقال تعالى: ﴿ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [ الفرقان : 6]. قال الطبري: «أنزله الربّ الذي يعلم سرّ من في السماوات ومن في الأرض، ولا يخفى عليه شيء، ومحصي ذلك على خلقه، ومجازيهم بما عزمت عليه قلوبهم، وأضمروه في نفوسهم». "جامع البيان" (19/239).

السنة النبوية

العرافة في السنة النبوية
وحرم النّبي على المسلمين إتيان العرافين، وحكم ببطلان صلاة من سأل عرافاً. وحكم بكفر من صدّق العرّاف ففي الحديث الصحيح عن صفية عن بعض أزواج النبي قَالَ رسول الله : «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً». أخرجه مسلم (2230). وفي كفر المصدّق للعرّاف جاء النّص عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَالْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَتَى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ». أخرجه أحمد (9536).

أقوال أهل العلم

«العرافة طَرَف من السحر، والساحر أخبث». الإمام ابن حَنْبَل "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد"(ص298)

مسائل متعلقة

حكم التنويم المغناطيسي

من ضروب الكهانة في العصر الحديث ما يعرف باسم التنويم المغناطيسي، وهو الوصول بالمنوَّم إلى مرحلة وسطى بين النوم واليقظة، وفي هذه الحالة يمكن للمعالج أن يستخرج من المريض خفايا لا شعورية تعينه على علاجه. " فلسفة الماكرو بيوتيك" لنجاح الظهار (173). وقد ورد سؤال إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم التنويم المغناطيسي، فأجابت اللجنة بالجواب التالي: «التنويم المغناطيسي ضرب من ضروب الكهانة باستخدام جني؛ حتى يسلطه المنوِّم على المنوَّم فيتكلم بلسانه ويكسبه قوة على بعض الأعمال بالسيطرة عليه إن صدق مع المنوِّم وكان طوعًا له، مقابل ما يتقرب به المنوِّم إليه ويجعل ذلك الجني المنوَّم طوع إرادة المنوِّم بما يطلبه من الأعمال والأخبار بمساعدة الجني له إن صدق ذلك الجني مع المنوم، وعلى ذلك يكون استغلال التنويم المغناطيسي واتخاذه وسيلة للدلالة على مكان سرقة أو ضالة أو علاج مريض أو القيام بأي عمل آخر بواسطة المنوم غير جائز؛ بل هو شرك لما تقدم، ولأنه التجاء إلى غير الله فيما هو وراء الأسباب العادية التي جعلها سبحانه إلى المخلوقات وأباحها لهم». " فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء" (1/594).

العلم بأحوال الطقس وبوقت كسوف الشمس والقمر ليس من الكهانة

معرفة الأحوال الجوية وتوقع نزول المطر، وتحديد أوقات الكسوف ليس من الكهانة، وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هل من الكهانة ما يخبر به الآن عن أحوال الطقس في أربع وعشرين ساعة أو ما أشبه ذلك؟ فأجاب رحمه الله بقوله: «لا؛ لأنه يستند إلى أمور حسية وهي تكيف الجو؛ لأن الجو يتكيف على صفة معينة تعرف بالموازين الدقيقة عندهم، فيكون صالحًا لأن يمطر أو لا يمطر، ونظير ذلك في العلم البدائي إذا رأينا السماء وتجمع الغيوم والرعد والبرق وثقل السحاب نقول: يوشك أن ينزل المطر، فالمهم أن ما استند إلى شيء محسوس من علم الغيب وإن كان بعض العامة يظنون أن هذه الأمور من علم الغيب ويقولون إن التصديق بها تصديق بالكهانة، والشيء الذي يدرك بالحس إنكاره قبيح كما قال السفاريني: فكل معلوم بحس أو حجا*****فنكره جهل قبيح بالهجا فالذي يعلم بالحس لا يمكن إنكاره، ولو أن أحدًا أنكره مستندًا بذلك إلى الشرع لكان ذلك طعنًا في الشرع». "القول المفيد على كتاب التوحيد" (1 /531-532). وقال ابن عثيمين رحمه الله: «وليس من الكهانة في شيء من يخبر من أمور تدرك بالحساب، فإن الأمور التي تدرك بالحساب ليست من الكهانة في شيء، كما لو أخبر عن كسوف الشمس أو خسوف القمر فهذا ليس من الكهانة لأنه يدرك بالحساب». المرجع السابق (1/531).

الأضرار والمفاسد

الوقوع فيما حذر منه الرسول صلّى الله عليه وسلّم وهو الكفر. ضعف الإيمان، والتعلق بغير الله، بالتعلق بالعرافين والمشعوذين. انتشار الدجل، والخرافة في المجتمع المسلم. إفساد العلاقات الاجتماعية بين الناس بسبب الأكاذيب والتهم الباطلة التي يزورها العرافون. العرافة حدس وتخمين، وليست طريقًا شرعيًّا، ولا سببًا حقيقيًّا، فلن يحصل المرء على مراده من العراف. انظر "موسوعة العقيدة والأديان والمذاهب المعاصرة" مادة (العرافة).