البحث

عبارات مقترحة:

الإله

(الإله) اسمٌ من أسماء الله تعالى؛ يعني استحقاقَه جل وعلا...

الحفيظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحفيظ) اسمٌ...

السميع

كلمة السميع في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...

لفظ السيد

السيد وَصْف، وَصَف به النبي ربنا سبحانه، فقد ثبت هذا الاسم بالسنة النبوية، ويعني صاحب السؤدد والفخامة، ويجوز وصف المؤمنين به. ولكنه لا يجوز وصف الكافر أو المنافق به، حتى لايشعر بالاحترام والفخر، وحتى لايقع التعظيم من المؤمن للكافر.

التعريف

التعريف لغة

السيد يرجع الثلاثي منه إلى (سَوَدَ) وهو عكس البياض. قال ابن فارس: «السين والواو والدال أصل واحد، وهو خلاف البياض في اللون، ثم يحمل عليه ويشتق منه». "مقاييس اللغة" لابن فارس (ج3/ص114). وقد رد ابن فارس كلمة سيد إلى هذا الأصل، واعتبر أنّ السيد سُمّي سيداً لأنّ السيد هو الرجل الذي يحيط به سواد من الناس، فهو يقودهم ويسودهم.

التعريف اصطلاحًا

‌السيد يُطلق على الذي يفوق قومَه، ويرتفعُ قدرُه عليهم، ويُطلق على الزعيم والفاضل، ويُطلق على الحليم الذي لا يستفزّه غضبُه، ويُطلق على الكريم، وعلى المالك وعلى الزوج. "الأذكار" للنووي (ص362). وعرف ابن القيم السيد الموصوف به الله سبحانه، فقال: «السيد إذا أطلق عليه تعالى فهو بمعنى المالك والمولى والرب لا بالمعنى الذي يطلق علي المخلوق». "بدائع الفوائد" لابن القيم (3/213).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

السيد يحيط به السواد الكثير من قومه لفضله ومكانته عليهم، فهو سيدهم وقائدهم.

الفروق

الفرق بين لفظ السيد و الرب

الرب هو مالك الشيء يصلحه ويقوم عليه" انظر مقاييس اللغة لابن فارس"(ج2/ص381). بينما لفظ السيد ترجع إلى السؤدد والشرف، وهذا فرق بين من يسود لشرفه ومن يعتني بالشيء ويقوم على إصلاحه. انظر: الرب

سبب التسمية

سمي السيد سيداً لما يحيط به من سواد أهل وعشيرته. ويحتمل أنه سمي لما يشعر به من سؤدد وشرف.

الحكم

أولًا: حكم إطلاق لفظ (سيد) على المنافق أو الكافر: لا يجوز أن يقال للمنافق والكافر سيد؛ لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لا تقولوا للمنافق سيد، فإنه إن يك سيدًا؛ فقد أسخطتم ربكم عزّ وجل» أخرجه أبو داود (4977)، وأحمد (38/22)، وصحَّحه المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/359)، والألباني. في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (371)، فالكفرةُ والمنافقون لا كرامة لهم ولا سيادة، وإن حصلت لهم من السيادة الزائفة شيء في بعض الأوقات؛ لأن الشرف والسيادة الحقيقية إنما ينال بطاعة الله تعالى وتقواه؛ والكرامة والشرف والرفعة وعلو الذكر هي أركان السيادة، وإنما هي لأنبياء الله عزّ وجل وأوليائه، قال الله تعالى عن يحيى عليه السلام: ﴿وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [آل عمران] ، وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة». أخرجه مسلم (2278)، وهو عند البخاري أيضًا (4712) بلفظ: «أنا سيِّد الناس يوم القيامة». ثانيًا: حكم إطلاق لفظ سيد على المخلوق: يجوز إطلاق سيد على المخلوق "النهج الأسمى" (3/144 ـ 184)، لقوله تعالى عن يحيى عليه السلام: ﴿وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [آل عمران] ، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: «أنا سيد ولد آدم»، وقوله صلّى الله عليه وسلّم في سعد بن معاذ رضي الله عنهم: «قوموا إلى سيدكم» أخرجه البخاري (3043)، ومسلم (1768). ولا تعارض بين هذه الروايات وقوله صلّى الله عليه وسلّم في حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير قال: قال أبي: انطلقتُ في وفد بني عامر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلنا: أنت سيدنا. فقال: «السيد الله تبارك وتعالى». قلنا: وأفضلنا فضلاً، وأعظمنا طولاً فقال: «قولوا بقولكم، أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان»، قال ابن الأثير: «كأنه صلّى الله عليه وسلّم كره أن يُحمد في وجهه، وأحبَّ التواضع». "النهاية في غريب الحديث" (1/819). وقال الخطابي: «السيد الله، يريد أن السؤدد حقيقة لله عزّ وجل، وأن الخلق كلهم عبيد له، وإنما منعهم ـ فيما نرى ـ أن يدعوه سيدًا مع قوله: «أنا سيد ولد آدم» ، وقوله لبني قريظة: «قوموا إلى سيدكم» ، يريد سعد بن معاذ، من أجل أنهم قوم حديث عهدهم بالإسلام وكانوا يحسبون أن السيادة بالنبوة هي بأسباب الدنيا، وكان لهم رؤساء يعظمونهم وينقادون لأمرهم ويسمونهم السادات، فعلّمهم الثناء عليه، وأرشدهم إلى الأدب في ذلك، فقال: «قولوا بقولكم» ، يريد: قولوا بقول أهل دينكم وملتكم، وادعوني نبيًّا ورسولاً كما سماني الله عزّ وجل في كتابه فقال: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ﴾ [التحريم: 1] ، ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ﴾ [المائدة: 41] ، ولا تسموني سيِّدًا كما تسمون رؤساءكم وعظماءكم ولا تجعلوني مثلهم، فإني لست كأحدهم؛ إذ كانوا يَسُودونكم بأسباب الدنيا، وأنا أسودكم بالنبوة والرسالة، فسموني نبيًّا ورسولاً». " معالم السنن" (4/112). ويدل على جواز إطلاق (سيد) على المخلوق قوله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا نصح العبد سيده وأحسن عبادة ربه كان له أجره مرتين» أخرجه البخاري (2550)، وقوله صلّى الله عليه وسلّم لبني سلمة: «من سيدكم؟» أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (111)، والحاكم في "المستدرك" (4965) وصحَّحه، وصحَّحه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (رقم 227)، وقول عمر رضي الله عنه حيث كان يقول: «أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا؛ يعني: بلالاً رضي الله عنهم». أخرجه البخاري (3754). المسألة الثالثة: حكم إطلاق السيد (معرفًا) على المخلوق: يجوز أن يطلق هذا الاسم على المخلوقين بشرط عدم دلالته على أي من معاني الربوبية أو الألوهية، وبشرط كون المسمى به أهلاً لذلك، مع أمن الفتنة والفساد. قال الشيخ بشير السهسواني: «إطلاق السيد والمولى بمعنى غير الرب على الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين جائز لا وجه للمنع منه». "صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان" للسهسواني (535) وقد تقدم في المسألة السابقة في قول الخطابي وابن الأثير الجواب عما يظن عدم جوازه استدلالاً بقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «السيد الله تبارك وتعالى». المسألة الرابعة: حكم إطلاق السيد على الله عزّ وجل مضافًا: لا يجوز إطلاق السيد على الله تعالى مضافًا، فلا يقال: لله جلّ جلاله «سيد الملائكة، أو سيد الناس» " روح المعاني" (16/490)، أو سيد الخلق، ويقصد به أنهم يلجؤون إليه، ويقصدونه في الحوائج لما في ذلك إيهام أنه من جنسهم، وهذا لا يجوز؛ لأن الخالق ليس من جنس المخلوق.

الأدلة

السنة النبوية

لفظ السيد في السنة النبوية
وصف النبي نفسه بسيد ولد آدم، ووصف غيره بأنه سيد فقال رسول الله : «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع». رواه مسلم (2278). وجاءت أحاديثُ كثيرةٌ بإطلاق سيد على أهل الفضل. قال رسول الله : «ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين». رواه البخاري (3746). وفي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسولَ الله قال للأنصار لما أقبل سعد بن معاذ رضي الله عنه: «قُومُوا إلى سَيِّدِكُمْ» أو «خَيْرِكُمْ» كذا في بعض الروايات: «سيّدكم أو خيرِكم»، وفي بعضها: «سيّدكم» بغير شك. وأما ما وردَ في النهي فعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «لا تقولوا للمنافق سيدنا، فإنه إن يك سيدكم فقد أسخطتم ربكم». رواه أحمد (22939) وأبو داود وصححه النووي في "الأذكار" (ص362) اعتمادًا على سكوت أبي داود عنه. قال النووي: «والجمع بين هذه الأحاديث أنه لا بأس بإطلاق فلان سيد، ويا سيدي، وشبه ذلك إذا كان المسوَّد فاضلاً خيّراً، إما بعلم، وإما بصلاح، وإما بغير ذلك، وإن كان فاسقاً، أو متهماً في دينه، أو نحو ذلك، كُره له أن يقال سيّد». "الأذكار" (ص362).

أقوال أهل العلم

«والسيد هو الله، إذ كان مالك الخلق أجمعين، ولا مالك لهم سواه» ابن الأنباري "تهذيب اللغة للأزهري"(ج13/ص27)
«وهذا اسم لم يأت به الكتاب ولكنه مأثور عن الرسول » البيهقي، أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني. "الأسماء والصفات"(ج1/ص66)