البحث

عبارات مقترحة:

التواب

التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...

المؤمن

كلمة (المؤمن) في اللغة اسم فاعل من الفعل (آمَنَ) الذي بمعنى...

الأول

(الأوَّل) كلمةٌ تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...

الخرافة

حديث يستملحه الناس، ليس من العقل ولا من المنطق، إنما يستملح لكثرة ترداده حتى يصبح دينًا وعقيدة، وربما يقاتل لأجلها. وقد حارب الإسلام الخرافات الجاهلية، وأبطلها، فلما جاءتهم الحقائق المبنية على علم اتهموها بالخرافات.

التعريف

التعريف لغة

الخُرافة من الخَرف، والخرف له أصلان صحيحان غير مذمومين، الأول: مايجتنى به (خَرَفَ) الثِّمَارَ اجْتَنَاهَا، والثاني: الطريق ومنه: تركتم على مثل مخرفة النعم، أي الطريق. بينما الخرافة بمعناها الإصطلاحي فقد شذت عن هذين الأصلين، وترجع إلى خرف الرجل أي فسد عقله. وهذا المعنى شذ عن الأصل، فأصل الكلمة ليس فيه فساد. انظر: "مقاييس اللغة" لابن فارس (ج2/ص171). قال الخليل: «الخرافة: حديث مستملح كذب. وخرفت فلانًا: حدثته بالخرافات. ومخرفة النعم». "العين" للفراهيدي (ج4/ص252). وقد استخدمت العرب مثلًا يقال فيه حديث خرافة، وهو رجل أسرته الجنُّ، فجاء يحدث بأحاديث غريبة، فأصبحوا يصفون كل حديث غريب بحديث خرافة. حتى إنهم لما سمعوا النبي ، يحدثهم عن البعث والنشور، قال قائلهم: حياة ثم موت ثم نشر*****حديث خرافة يا أم عمرو. فالذي يظهر أن مرجع كلمة (خرافة) من الخَرَفَ، وهو فساد العقل، وفساد الحكاية.

التعريف اصطلاحًا

عند البحث في كتب الاعتقاد لا نجد تعريفًا للخرافة، ونجدهم يعتمدون على تعريف الخليل في "المعجم" (ج4/ص252): «الخرافة: حديث مستملح كذب». قال محمد بن إسحاق: «أول من صنف الخرافات وجعل لها كتبًا وأودعها الخزائن وجعل بعض ذلك على ألسنة الحيوان الفرس الأول». "الفهرست" لابن النديم (ص369). ويمكن أن يقال في تعريف الخرافات إنها: مجموعة من الكذب المثير للنفوس يستعذبه السامع لغرابته فيوقع في القلوب الفارغة عن الإيمان والضعيفة أثرًا. فالخرافيون ينسجون الكذب نسيجًا مُحكمًا، ويرسخونه بالأحاديث المكذوبة والتأويلات فيدهشون به عقول الجهلة بالشرع وبأصول الدين، ويبذلون شيئاً من الأموال ويدفعون السفهاء لنشرها في أوساط الناس، ويعادون من ينكرها ويصفونه بالجهل أو الوهابية أو الإرشادية أو بالمذهب الجديد أو غير ذلك. "تنبيه الساهي إلى ما في الخرافات من الدواهي" لأحمد بن علي برعود.

الفروق

الفرق بين الخرافة و كرامات الأولياء

الأسطورة جمعها أساطير، وقد ذكرت في كتاب الله في معرض رفض المشركين للقصص القرآني، كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَٰذَا ۙ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾ [الأنفال: 31]. والفرق بين الأسطورة والخرافة أن الأسطورة مجموعة من الكذبات مبنية على شيء تاريخي، بينما الخرافة شيء ينقدح في الخيال وليس له أصل تاريخي. فمثال الأسطورة: أسطورة حصان طروادة، فإننا نتحدث عن حقيقة تاريخية. فلقد ثبت بالدليل القاطع أن حروبًا طاحنة قامت بين مدينة طروادة الواقعة في آسيا الصغرى والممالك الإغريقية الواقعة في جنوب القارة الأوربية. والخرافة عند فرق الشيعة الذين ينتظرون خروج المهدي في آخر الزمان من سرداب دخله وهو طفل يحبو. فهذه خرافة لا أصل لها حقيقي في التاريخ. فهذا فرق بسيط بينهما وإن اشتركا في الأصل. والخرافات لا تختلف عن الخزعبلات قال في "اللسان": خزعبل: الخزعبل والخزعبيل: الباطل، وفي (الصحاح): الأباطيل، قال الجرمي: الحزعبيلة ما أضحكت به القوم. فالخرافات والخزعبلات يجتمعان في كونهما من الباطل؛ فهما يضادان الحق. انظر: كرامات الأولياء

الفرق بين الخرافة و

قال الشوكاني في "قطر الولي على حديث الولي" (ص249) : «أن المصدر الذي لا يزيغ والميزان الذي لا يجوز هو ميزان الكتاب والسنة فمن كان متبعًا لهما معتمدًا عليهما فكراماته وجميع أحواله رحمانية ومن لم يتمسك بهما ويقف عند حدودهما فأحواله شيطانية، فلا يجوز للولي أن يعتقد في كل ما يقع له من الواقعات والمكاشفات أن ذلك كرامة من الله سبحانه، فقد يكون من تلبيس الشيطان ومكره، بل الواجب عليه أن يعرض أقواله وأفعاله على الكتاب والسنة فإن كانت موافقة لهما فهي حق وصدق وكرامة من الله سبحانه وإن كانت مخالفة لشيء من ذلك فليعلم أنه مخدوع ممكور به قد طمع منه الشيطان فلبس عليه. كما نشاهده في الذين لهم تابع من الجن، فإنه قد يظهر على يده ما يظن من لم يستحضر هذا المعيار أنه كرامة، وهو في الحقيقة مخارق شيطانية وتلبيسات إبليسية، ولهذا تراه يظهر من أهل البدع، بل من أهل الكفر، وممن ترك فرائض الله سبحانه وتعالى ويتلوث بمعاصيه؛ لأن الشيطان أميل إليهم للاشتراك بينه وبينهم في مخالفة ما شرعة الله سبحانه لعباده». وقال أيضًا في (ص253): «وقد يظهر شيء مما يظن أنه كرامة من أهل الرياضة وترك الاستكثار من الطعام والشراب على ترتيب معلوم وقانون معروف حتى ينتهي حاله إلى ألا يأكل إلا أيامًا ذوات العدد، ويتناول بعد مضي أيام شيئًا يسيرًا، فيكون له بسبب ذلك بعض صفاء من الكدورات البشرية، فيدرك ما لا يدركه غيره، وليس هذا من الكرامات في شيء، ولو كان من الكرامات الربانية والتفضلات الرحمانية لم يظهر على أيدي أعداء الله كما يقع كثيرًا من المرتاضين من كفرة الهند الذين يسمونهم الآن بالجوكية».

الحكم

انحرافات الخرافيين كثيرة جدًا، منها ما هو من الكبائر المحرمة، ومنها ما هو كفر وخروج من الملة. فمن انحرافاتهم: ادعاء الربوبية والألوهية، وادعاء علم الغيب، والقول بأنهم أعلى مقامًا من الأنبياء عامة، والنبي خاصّة، وادعاء القدرة على الضر والنفع وإجابة المضطر، والقدرة على الإحياء والإماتة ورد القضاء والقدر، واعتقاد أن لهم حق التحليل والتحريم والطاعة فيهما، وجواز التعبد بأمور تخالف هدي النبي بالنص الصريح، ورفع بعض التكاليف الشرعية عنهم أو كلها، والتعبد بمحرمات منصوص على تحريمها، والنصب والتحايل على الناس من أجل أخذ أموالهم أو جهدهم بالبشارات الكاذبة، ودعوى أن الزنا ومقدماته والتلذذ بالمردان كرامة لا يجوز الإنكار عليها، وأن كشف العورة ولاية، واحتقار واستذلال الناس والترفع عليهم مما يجوز لهم ولا يجوز لغيرهم. "تنبيه الساهي إلى ما في الخرافات من الدواهي" لأحمد بن علي برعود.

الأدلة

القرآن الكريم

الخرافة في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿‌الْيَوْمَ ‌أَكْمَلْتُ ‌لَكُمْ ‌دِينَكُمْ﴾ [المائدة: 3]. وقال تعالى: ﴿وأنَّ هذا صِراطِي مُسْتقِيماً فاتَّبِعُوهُ ولاَ تَتَّبِعُوا السُبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عنْ سَبِيلِهِ، ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [ الأنعام: 153]. وقال تعالى: ﴿ وعلَى الله قَصْدُ السَّبِيلِ ومِنْها جائِرٌ ولَوْ شَاءَ لهَداكُمْ أجْمَعِينَ ﴾ [ النحل: 9]. وقال تعالى: ﴿أَمْ ‌لَهُمْ ‌شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الشورى: 21].

السنة النبوية

الخرافة في السنة النبوية
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: خطَّ لنا رسول الله يوماً خطاً طويلاً، وخطَّ لنا سليمان خطاً طويلاً، وخطَّ عن يمينه وعن يساره فقال: هذا سبيلُ الله. ثم خطَّ لنا خطوطاً عن يمينه ويساره وقال: هذه سُبُل، وعلى كلِّ سبيل منها شيطان يدعو إليه. ثم تلا هذه الآية: ﴿ وأنَّ هذا صِراطِي مُستَقِيماً فاتَّبِعُوهُ ولاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ -يعني الخطوط- فَتَفَرَّقَ بِكمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: 153]. رواه أحمد (1/435) (4142)، والدارمي (1/232) (208) والنسائي في "السنن الكبرى" (6/343) (11174)، وابن حبان (1/180) (6). وعن حذيفة رضي الله عنه أنَّه قال: يا رسول الله! هل بعد هذا الخير شر؟ قال: نعم قوم يستنون بغير سنتي، ويهتدون بغير هديي. قال فقلت: هل بعد ذلك الشر من شر؟ قال: نعم دعاة على نار جهنم من أجابهم قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله، صِفْهم لنا. قال: نعم هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا. قلت: فما تأْمرني إن أدركت ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: فإن لم يكن إمام ولا جماعة؟ قال: فاعتزل تلك الفِرقَ كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك. رواه البخاري (3606، 7084) ومسلم (1847). ومما جاء في هذا الباب أيضاً ما خرَّج ابنُ وضاح ونحوه لابن وهب عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله قال: «سيكون في أُمتي دجالون كذَّابون يأْتونكم بِبِدْعٍ من الحديث لم تسمعوه أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم لا يفتنونكم». و رواه مسلم (7) بلفظ: «يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم ولا يضلونكم ولا يفتنونكم».

أقوال أهل العلم

«مَا لم يعرفهُ ‌البدريون فَلَيْسَ من الدّين». ابن عَبْد البَر "ذم التأويل" لابن قدامة (ص21).
«مَا جَاءَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من نقل الثِّقَات أَو جَاءَ عَن الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم فَهُوَ علم يدان بِهِ وَمَا أحدث بعدهمْ وَلم يكن لَهُ أصل فِيمَا جَاءَ عَنْهُم فبدعة وضلالة». "جامع بيان العلم وفضله".

الأضرار والمفاسد

المفسدة الأولى: معول هدم لعقيدة التوحيد. المفسدة الثانية: تقليل شأن الكتاب والسنة، وعدم الأخذ بظاهر الشرع. قال ابن الماجشون: سمعت مالكاً يقول: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أنَّ محمداً خان الرسالة، لأنَّ الله يقول: ﴿‌الْيَوْمَ ‌أَكْمَلْتُ ‌لَكُمْ ‌دِينَكُمْ﴾ [المائدة: 3] فما لم يكن يومئذٍ ديناً، فلا يكون اليوم ديناً. المفسدة الثالثة: التجرؤ على فعل الفواحش. المفسدة الرابعة: الزهد في الاستقامة والاقتصار على بعض العبادات المؤقتة. المفسدة الخامسة: انتشار الكهانة والعرافة في المجتمع المسلم. المفسدة السادسة: كونها مرتعاً خصباً للمذاهب الهدامة. "تنبيه الساهي إلى ما في الخرافات من الدواهي" لأحمد بن علي برعود.