البحث

عبارات مقترحة:

الرب

كلمة (الرب) في اللغة تعود إلى معنى التربية وهي الإنشاء...

الحميد

(الحمد) في اللغة هو الثناء، والفرقُ بينه وبين (الشكر): أن (الحمد)...

السلام

كلمة (السلام) في اللغة مصدر من الفعل (سَلِمَ يَسْلَمُ) وهي...

الاستسقاء بالأنواء

نسبة سقيا الماء من المطر إلى النجوم في السماء، وهذا اعتقاد كان عند العرب، يعتقدون أن نزول المطر كان بسبب ظهور ذلك النجم. وقد أخبر النبي أن هذه العادة ستبقى في الأمة على مدار الزمان، مهما تقدموا في العلم، ومهما انتشر الإسلام سيبقى فيهم من يستتسقي بالنجوم.

التعريف

التعريف لغة

لفظ مركب من السقي والنوء، أما السقي فجذره معتل الآخر يرجع إلى أصل واحد، وهو إشراب الشيء الماء وما أشبهه. "مقاييس اللغة" لابن فارس (3/84). وأما النوء فإن له معنيان متضادان، فيقال للشيء إذا سقط ناء ينوء، ويقال للشيء إذا نهض ناء ينوء. ويطلق وصف السقوط على النجم إذا سقط ونهض آخر وحل مكانه. انظر "معجم العين" للخليل (8/391). وبتركيب اللفظ يكون المعنى هو: طلب السقيا بالنجوم.

التعريف اصطلاحًا

«الاستسسقاء بالنجوم: أي نسبة المطر إلى النجوم، مع اعتقاد ان الفاعل هو الله عز وجل، أما إن اعتقد أن النجوم هي التي تخلق المطر والسحاب، أو دعاها من دون الله لتنزل المطر؛ فهذا شرك أكبر مخرج من الملة». "القول المفيد" (2/24). «والاستسقاء بالنجوم: اعتقاد أن المطر ينزل من تأثير طلوع النجم أو غروبه». "مسائل الجاهلية" للفوزان (1/242).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

ظهور النوء وهو (النجم) بعد سقوط نجم آخر ، كان علامة يتكهن فيها العرب على سقيا المطر.

الفروق

الفرق بين الاستسقاء بالأنواء و التنجيم

التنجيم ادعاء علم الغيب عن طريق النجوم، وهو نوع من أنواع الكهانة ، يستعين فيه الكهان بالنجوم يستدلون به على أحداث أرضية. فالتنجيم أعمّ من الاستسقاء بالأنواء، لأن الاستسقاء بالأنواء متعلق بالتكلم في هطول المطر، وبهبوب الريح، أما علم التنجيم فإنه يدعي فيه المنجم أحوال الأفراد، ومستقبلهم. "تيسير العزيز الحميد" (ص 378، ص388). انظر: التنجيم

سبب التسمية

لأن العرب كانت تستسقي المطر وتستبشر بنزول المطر لحظة بروز نوء (نجم) في السماء.

الحكم

يحرم الاستسقاء بالنجوم، ومن يعتقد في نجم أنه ينزل المطر من دون الله، فإنه يكفر بالله العظيم. أما إن اعتقد أن الله جعل الظهور هذا النجم سبب لنزول المطر فهذا شرك أصغر، عليه أن يتوب منه. قال ابن رجب رحمه الله: «ولا تضاف النعم إلى الأسباب، بل إلى مسببها ومقدرها، كما في الحديث الصحيح عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: أنه صلى بهم الصبح في أثر سماء ثم قال: «أتدرون ما قال ربكم الليلة؟ قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما المؤمن فقال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما الكافر فقال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب». وهذا مما يدل على أن المراد نفي تأثير هذه الأسباب بنفسها من غير اعتقاد أنها بتقدير الله وقضائه، فمن أضاف شيئًا من النعم إلى غير الله مع اعتقاده أنه ليس من الله فهو مشرك حقيقة، ومع اعتقاد أنه من الله فهو نوع شرك خفي». " لطائف المعارف" (ص71). وقال صديق حسن خان: «أما إذا قال مطرنا بنوء كذا مثلا، مع اعتقاد أن المؤثر هو الله وحده؛ لكنه أجرى العادة بوجود المطر عند سقوط ذلك النجم، فالصحيح أنه يحرم، وهو شرك أصغر؛ لأنه نسب نعمة الله إلى غيره، ولأن الله لم يجعل النوء سببا لإنزال المطر فيه، وإنما هو فضل منه عز وجل ورحمة، يحبسه إذا شاء، وينزله إذا شاء». "الدين الخالص" (ج2/ص95). وقال حافظ الحكمي: «وكل هذه الأنواع اعتقاد صدقها محادة لله ورسوله وتكذيب بشرعه وتنزيله، واتباع لزخارف الشيطان، ما أنزل الله بذلك من سلطان». "معارج القبول " (2 /560). وقال الشيخ ابن عثيمين: «فنسبة المطر إلى النوء تنقسم إلى ثلاثة أقسام: 1- نسبة إيجاد، وهذه شرك أكبر. 2- نسبة سبب، وهذه شرك أصغر. 3- نسبة وقت، وهذه جائزة، بأن يريد بقوله: مطرنا بنوء كذا؛ أي: جاءنا المطر في هذا النوء، أي في وقته. ولهذا قال العلماء: يحرم أن يقول: مطرنا بنوء كذا، ويجوز مطرنا في نوء كذا، وفرقوا بينهما أن الباء للسببية، وفي للظرفية، ومن ثم قال أهل العلم: إنه إذا قال: مطرنا بنوء كذا وجعل الباء للظرفية فهذا جائز، وهذا وإن كان له وجه من حيث المعنى، لكن لا وجه له من حيث اللفظ؛ لأن لفظ الحديث: " من قال: مطرنا بنوء كذا "، والباء للسببية أظهر منها للظرفية، وهي وإن جاءت للظرفية، كما في قوله تعالى: ﴿وإنكم لتمرون عليهم مصبحين، وبالليل أفلا تعقلون﴾، [الصافات: 137-138]، لكن كونها للسببية أظهر، والعكس بالعكس؛ فـ "في" للظرفية أظهر منها للسببية وإن جاءت للسببية، كما في قوله : " دخلت امرأة النار في هرة "». "القول المفيد" (2/32).

الأدلة

القرآن الكريم

الاستسقاء بالأنواء في القرآن الكريم
جاءت النصوص الشرعية بمعالجة ضلال أهل الجاهلية، لكثرة الاعتقدات الباطلة التي يعتقدونها، وقد نسب الله عز وجل إنزال المطر إليه سبحانه. قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾ (الشورى: 28). فالآية واضحة في نفي أي علاقة لأي مخلوق بنزول الغيث، فالغيث من الله، فهو غيث يُغاث به العباد، ورحمة ولا يملكها إلا الله. وقال الله عزّ وجل: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة]. قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيرها: «يقول: شكركم على ما أنزلت عليكم من الغيث والرحمة تقولون: مُطرنا بنوء كذا وكذا؛ قال: فكان ذلك منهم كفرًا بما أنعم عليهم» "تفسير الطبري" (11 /662 - 663)، و"تفسير ابن كثير" (4 /298 - 299) وهكذا قال مجاهد والضحاك وغير واحد. انظر: تفسير الطبري (11/662 ـ 663)، وتفسير ابن كثير (4/299). وقال ابن تيمية في تفسيرها: «أي: شكركم، وشكر ما رزقكم الله، ونصيبكم تجعلونه تكذيبًا وهو الاستسقاء بالأنواء». "مجموع الفتاوى" (8/32 ـ 33).

السنة النبوية

الاستسقاء بالأنواء في السنة النبوية
ثبت في السنّة عن زيد بن خالد الجهني، أنه قال: صلى لنا رسول الله صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف أقبل على الناس، فقال: «هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: " أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب». "صحيح البخاري"(846). قال الإمام الشافعي: «وأرى معنى قوله - والله أعلم - أن من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك إيمان بالله لأنه يعلم أنه لا يمطر ولا يعطي إلا الله عز وجل وأما من قال مطرنا بنوء كذا، وكذا على ما كان بعض أهل الشرك يعنون من إضافة المطر إلى أنه أمطره نوء كذا فذلك كفر كما قال رسول الله لأن النوء وقت، والوقت مخلوق لا يملك لنفسه، ولا لغيره شيئًا، ولا يمطر، ولا يصنع شيئًا فأما من قال: مُطرنا بنوء كذا على معنى مُطرنا بوقت كذا؛ فإنما ذلك كقوله: مطرنا في شهر كذا، ولا يكون هذا كفرًا، وغيره من الكلام أحب إلي منه». "الأم" (1/288).

أقوال أهل العلم

«وكانت العرب إذا طلع نجم من الشرق، وسقط آخر من المغرب فحدث عند ذلك مطر أو ريح، فمنهم من ينسبه إلى الطالع، ومنهم من ينسبه إلى الغارب نسبة إيجاد واختراع، ويطلقون ذلك القول المذكور في الحديث، فنهى الشارع عن إطلاق ذلك؛ لئلا يعتقد أحد اعتقادهم ولا يتشبه بهم في نطقهم». القُرْطُبي "المفهم لما أشكل من صحيح مسلم" (1/260).

الأقسام

ينقسم الناس في الاستسقاء بالأنواء إلى قسمين: القسم الأول: أن ينسب المطر إلى النجم معتقدًا أنه هو المنزل للغيث بدون مشيئة الله وفعله جلّ وعلا، فهذا شرك أكبر بالإجماع. القسم الثاني: أن ينسب المطر إلى النوء معتقدًا أن الله جعل هذا النجم سبباً في نزول هذا الغيث، فهذا شرك أصغر، فالله تعالى لم يجعل شيئًا من النجوم سببًا في نزول الأمطار، ولا صلة للنجوم بنزولها بأي وجه، وإنما أجرى الله العادة بنزول بعض الأمطار في وقت بعض النجوم. انظر "مختصر تسهيل العقيدة الإسلامية" لعبد الرحمن بن جبرين (ص122).

الأضرار والمفاسد

من الآثار المترتبة على الاستسقاء بالأنواء: تعلق القلب بغير الله الخالق المدبر. وقوع صاحبه في أعمال الجاهلية. وقوع صاحبه في الكفر. الوقوع في شناعة الظلم حيث نسب النعمة والفضل إلى غير مستحقها، وهو الله سبحانه. انظر: "إعانة المستفيد" للفوزان (2/25)، و"التمهيد لشرح كتاب التوحيد" (349، 353).