البحث

عبارات مقترحة:

المليك

كلمة (المَليك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعيل) بمعنى (فاعل)...

المعطي

كلمة (المعطي) في اللغة اسم فاعل من الإعطاء، الذي ينوّل غيره...

المصور

كلمة (المصور) في اللغة اسم فاعل من الفعل صوَّر ومضارعه يُصَوِّر،...

الشدة والرخاوة وما بينهما

اعتنى علماء اللغة العربية بأوصاف حروفها عناية بالغة، وتابعهم علماء تجويد القرآن الكريم على ذلك الاعتناء، من أجل ضبط اللغة التي نزل بها القرآن من كل وجه مقروء أو ملفوظ أو غير ذلك، ومن مناهجم في ذكر أوصاف الحروف تقسيمها إلى ما له ضد وما ليس له ضد، ومن أهم تلك الصفات التي اعتنوا بها صِفتي الشِّدة والرَّخاوة وما بينهما، فقد بيَّنوا هذه الصفات الثلاثة بالتعريف والتمثيل، وحصروا عدد الحروف المتصفة بها مع توضيح وجه التضادِّ بينها.

التعريف

التعريف لغة

1- الشدَّة: القوة والصلابة، وتكون في الجواهر والأعراض. انظر: "مقاييس اللغة" لابن فارس - مادة: شدَّ - (3/179)، و "لسان العرب" لابن منظور -مادة: شدد - (3/132). قال عنترة بن شداد: وليس بفَخْرٍ وصْفُ بأْسي وشِدَّتي ** وقد شاع ذِكري في جميع المجامع (انظر: "شرح ديوان عنترة" للتبريزي (ص: 98). 2- الرَّخاوة: اللين والهشاشة، مصدر من رَخُوَ بمعنى: لان وهشَّ. انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري - مادة: رخو - (7/221)، و "القاموس" للفيروز آبادي - مادة: رخو - (1/1287). قال أبو الطفيل الكناني القرشي: ضعيف القُوى رِخْوُ العظام كأنها ** حِبالٌ نَضَتْه مُبْطِئاتٌ مَحَامِرُ انظر: "الأصمعيات" للأصمعي (ص: 77). 3- ما بينهما: أي المتوسطة بين الصفتين؛ صفة الشِّدة وصفة الرخاوة.

التعريف اصطلاحًا

تقسيم الحروف إلى شديدة ورخوة ومتوسطة ابتدأه سيبويه رحمه الله وتابعه علماء العربية والتجويد عليه، وقال به علماء الأصوات المحدَثون، وقد حصل تباين بين الجميع في تعريف الشديد والرخو. انظر: "شرح الجزرية" لغانم قدوري (ص: 293). ونحن سنحاول انتقاء أفضل ما عُرِّفت به هذه المصطلحات عند المتقدمين والمعاصرين. 1- الشِّدة اصطلاحًا: منعُ جريان الصوت في الحرف، والحروف الشديدة هي التي اشتد لزومها لموضعها، وقويت فيه حتى منعت الصوت أن يجري معها عند اللفظ بها. ينظر "الكتاب" لسيبويه (4/434)، و"سر صناعة الإعراب" لابن جني (1/61)، و"التمهيد في علم التجويد" لابن الجزري (ص: 98). وعرَّفها بعض المعاصرين اعتمادًا على ما تقرَّر في علم الأصوات بأنها : الصوت الذي يَنتُجُ بحبس النَّفَس في المخرج ثم إطلاقُه. انظر: "شرح الجزرية" لغانم قدوري (ص: 295). 2- الرخاوة اصطلاحًا: ضد الشِّدة، فهي: ضَعفُ لزوم الحرف لموضعه لضعف الاعتماد عليه عند النطق به فجرى معه صوت. (ينظر "الكتاب" لسيبويه (4/435)، و "سر صناعة الإعراب" لابن جني (1/61)، و "التمهيد في علم التجويد" لابن الجزري (ص: 98). وعرَّفها بعض المعاصرين اعتمادًا على ما تقرَّر في علم الأصوات بأنها : الصوت الذي يضيق مجرى النَّفَس في مخرجه. انظر: "شرح الجزرية" لغانم قدوري (ص: 295). 3- البينية أو التوسط: أن يمتنع جري الصوت مع بعض الحرف ويجري مع بعضه، فيحصل التوسط بين الشِّدة والرخاوة. (ينظر: "المنح الفكرية شرح المقدمة الجزرية" لملاَّ القاري (ص: 101)، و"هداية القاري" لعبد الفتاح المرصفي (ص: 80).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

لما كانت الشِّدة في اللغة هي القوَّة، اصطُلح على إطلاق حروف الشِّدة على الأحرف التي قويت في مخارجها حتى منعت جريان الصوت. ولما كانت الرخاوة تعني اللين، اصطُلح على إطلاق حروف الرخاوة على الأحرف التي لانت وضعفت عن منع جريان الصوت فيها.

الحروف

1- الحروف الشديدة، وهي ثمانية أحرف، يجمعها قولك: (أجدت قطبك)، أي: الهمزة، والجيم، والدّال، والتَّاء، والقاف، والطَّاء، والباء، والكاف.(انظر: "التمهيد" لابن الجزري (ص: 98). 2- حروف البينية أو التوسط: وهي خمسة أحرف في قول الأكثر، واختيار ابن الجزري في المقدمة والطيِّبة، وهو الذي يُفهم من كلام سيبويه، ويجمعها قولك: (لن عمر)، أي: اللَّام، والنون، والعين، والميم، والراء.(ينظر "شرح الجزرية" لغانم قدوري (ص: 296). 3- حروف الرَّخاوة، وهي ستة عشر حرفا، الباقية بعد حروف الشدة الثمانية، والحروف المتوسطة الخمسة.

أمثلة

1- مثال لحروف الشِّدة: إذا وقف القارئ على نحو قوله عز وجل: ﴿ مُهْتَدٍ ﴾، أو قوله: ﴿وَالْحَجّ ﴾ سيرى أن الصوت انحبس ولم يخرج، لأن الدَّال والجيم من حروف الشِدَّة. 2- مثال لحروف الرَّخاوة: إذا وقف القارئ على نحو قوله عز وجل: ﴿ الْمَسِّ ﴾، أو قوله: ﴿ أُفٍّ ﴾ سيرى أن الصوت قد جرى جريانًا ظاهرًا، لأن السين والفاء من حروف الرَّخاوة. 3- مثال لحروف البينية أو التوسط: إذا وقف القارئ على نحو قول الله عزَّ وجل: ﴿ قُلْ ﴾، أو قوله: ﴿ يَكُنْ ﴾ سيرى أن الصوت لم ينحبس عند النطق بهذين الحرفين كانحباسه مع الشِدَّة، ولم يجر معهما كجريانه مع الرَّخاوة، لأن اللام والنون من أحرف التوس بين الشِدَّة والرَّخاوة.

شواهد

- يقول ابن الجزري في "المقدمة الجزرية". ............................................ ** شدِيدُهَا لَفْظُ أَجِدْ قَطِ بَكَتْ وَبَيْنَ رِخْوٍ وَالشَّدِيدِ لِنْ عُمَرْ **. ............................................ ويقول محمد الإغاثة الشنقيطي في "منظومة صفات الحروف" والشِّدَّةُ انْحباسُ صوتِ مَن نَطَق **بواحِدٍ من أحرفٍ جَدَّ طبقْ وضدُّها رخاوةٌ توجد في ** باقي الحروفِ غير خمسِ أحرف عُمَرُ لِن فبينَ بينَ عُدَّتِ ** بينَ الرخاوةِ وبينَ الشِّدَّةِ