البحث

عبارات مقترحة:

المجيب

كلمة (المجيب) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أجاب يُجيب) وهو مأخوذ من...

الملك

كلمة (المَلِك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعِل) وهي مشتقة من...

الحكيم

اسمُ (الحكيم) اسمٌ جليل من أسماء الله الحسنى، وكلمةُ (الحكيم) في...

الإطباق والانفتاح

الإطباق والانفتاح من أهم صفات الحروف التي تناولها علماء العربية وتجويد القرآن بالتعريف والشرح والتمثيل، ولم يخالف علماء الأصوات المحدَثون ما قرَّره المتقدمون بشأن هاتين الصفتين وإن أشاروا إلى ضرورة التفريق بين بعض المصطلحات المتعلقة بالإطباق، و قد كان سيبويه رحمه الله أول من استخدم مصطلح الحروف المطبقة والمنفتحة، وتناولها بالشرح المبيِّن لماهيتها وعددها، ولم يخرج علماء التجويد عن مُجمل ما قرَّره سيبيويه في شأنها إلا في بسط كلامه وتوضيحه.

التعريف

التعريف لغة

1- الإطباق في اللغة: مصدرٌ من أطبق، إذا جعل أحد شيئين فوق الآخر ملتصقًا معه ومحيطًا، يقال: أطبق جفنيه على حدقة عينه، وأطبق الرَّحيَيْنِ إذا طابق بين حجريهما، ومثله إطباق الحنكين. ينظر: "العين" للخليل بن أحمد (5/108)، و"لسان العرب" لابن منظور (15/128). 2- الانفتاح في اللغة: من انفتح ضِدُّ انغلق: يقال انفتح الباب والقُفل إذا أزيل غلقه وفُصل، وكل فَصل بين شيئين فهو فتح، ولذا سُمي الحُكم بين المتخاصمين فتحًا لأنه يفصل بينهم، ومنه قول الله عزَّ وجل: ﴿رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ﴾.

التعريف اصطلاحًا

1- الإطباق اصطلاحًا: حَصرُ الصوت لانطباق ما يحاذي اللسان من الحنك الأعلى على اللسان عند خروج حروف الإطباق، انظر: "الكتاب" لسيبويه (4/436)، و "المنح الفكرية في شرح الجزرية" لملاَّ القاري (ص: 103). 2- الانفتاح اصطلاحًا: ضدُّ الإطباق، وهو: عدم حصر الصوت لانفتاح ما بين اللسان، والحنك عند خروج حروف الانفتاح. ويؤخذ من التعريف الاصطلاحي لصفتي الإطباق والانفتاح أن الفرق بينهما قائم على انطباق اللسان إلى الحنك الأعلى عند النطق بالحرف أو انفتاحه عنه، فما انطبق معه اللسان إلى الحنك الأعلى فمطبَِق، وما انفتح معه اللسان عن الحنك الأعلى فمنفتح. انظر: "هداية القاري" لعبد الفتاح المرصفي (ص: 82-83). ويقول دارسو الأصوات المحدَثون إن الإطباق هو أن يتراجع اللسان إلى الخلف في أثناء نطق عدد من حروف طرف اللسان مع تصعُّدِ أقصاه إلى الأعلى، ويتخذ اللسان بذلك شكلًا مُقعَّرًا يؤدي إلى صدور أصوات مفخمة، تختلف جُروسها عن أصوات طرف اللسان في حالة بقاء أقصاه منخفضًا، وتسمى هذه المجموعة بالأصوات المطبقة، وتقابلها الأصوات المنفتحة، وقد كان بعض علماء العربية والتجويد قد أدرك حقيقة هذه الظاهرة، فقال الاستراباذي: «فيصير الحنك كالطبق على اللسان»، وقال المرعشي: «إن اللسان يكون مقوَّسًا عند النطق بأصوات الانطباق». انظر: "الشرح الوجيز للجزرية" لغانم قدوري (ص: 47).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

تظهر العلاقة بين معنى الإطباق في اللغة ومعناه في الاصطلاح في كون المعنى اللغوي يعني التلاصق بين شيئين، وجعل أحدهما فوق الآخر، و هذا ما يحصل بين اللسان والحنك الأعلى عند النطق بالحروف المطبقة، ولذا اصطُلح على تسميته بالإطباق. ولما كان الانفتاح في اللغة يعني الانفصال، اصطُلح على تسمية انفصال اللسان عن الحنك عند النطق ببعض الحروف بالانفتاح.

الحروف

1- حروف الإطباق أربعة حروف، وهي: الصَّاد، و الضَّاد، و الطَّاء، و الظَّاء. وحروف الانفتاح خمسة وعشرون حرفا، وهي الحروف الباقية من حروف الهجاء بعد حروف الإطباق الأربعة التي تقدمت.

أمثلة

1- أمثلة للإطباق - الصَّاد، ﴿الصَّابِرِينَ ﴾ وكل كلمة في العربية أو في القرآن ورد فيها صاد فهي مثال. - الضَّاد، ﴿ عِضِينَ ﴾ وكل كلمة في العربية أو في القرآن ورد فيها ضاد فهي مثال. - الطَّاء، ﴿ خَطِيئَاتِكُمْ ﴾ وكل كلمة في العربية أو في القرآن ورد فيها طاء فهي مثال. - الظَّاء، ﴿ عَظِيمٌ ﴾ وكل كلمة في العربية أو في القرآن ورد فيها ظاء فهي مثال. 2- أمثلة للانفتاح جميع الحروف الخمسة والعشرين الباقية بعد حروف الإطباق إذا وردت في أي كلمة في العربية أو في القرآن فهي مثال للا نفتاح.

شواهد

قال أبو الحسن علي بن محمد بن علي المغربي، المعروف بابن بَرِّي، في نظمه "الدرر اللوامع في أصول مقرأ الإمام نافع": وأحرُفُ الإطباق من ذي الطَّاءُ *** **والصَّاد ثمَّ الضَّاد ثم الظَّاءُ وغيره منفتحٌ، ثمَّ الصَّفير *** **في السِّين والصَّادِ وفي الزَّاي الجهير. وقال محمد الإغاثة الشنقيطي في "منظومة في صفات الحروف" والصِّفةُ السابعةُ الإطباقُ *** **وفي اصطلاحهم هِيَ انطباقُ أي التِصاقُ جُمْلِةٍ مِنَ اللسانْ *** **بالحَنَكِ الأعلَى لدَى النُّطقِ فبَانْ بينهما شِبْهُ انحصارِ الصوت في *** **صادٍ وضادٍ طا وظاءٍ فاعرفِ والانفتاحُ ضدُّ الاطباقِ وفِي*** ** باقي الحروف مثل قد فاز الوفي.