البحث

عبارات مقترحة:

الرحيم

كلمة (الرحيم) في اللغة صيغة مبالغة من الرحمة على وزن (فعيل) وهي...

العظيم

كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء...

المصور

كلمة (المصور) في اللغة اسم فاعل من الفعل صوَّر ومضارعه يُصَوِّر،...

الذلاقة والإصمات

الذَّلاقة والإصمات من صفات الحروف المتضادة التي ذكرها بعض علماء العربية والتجويد، واعتنى بها المتأخرون، والمقصود بالذَّلاقة في اصطلاحهم: خروج الحروف من طرف اللسان أو طرف الشفتين، وأما الإصمات فهو ضدُّ الذلاقة، لأن الحروف تخرج من غير اللسان والشفتين، وقد انتبه علماء اللغة إلى أن الحروف المذلقة أخف من الحروف المصمتة؛ ولذا أكثر العرب منها في مفردات العربية، وأما المصمتة فهي ثقيلة؛ ولذا امتنع مجيء كلمة رباعية أو خماسية أصلية الحروف خالية من الحروف المذلقة.

التعريف

التعريف لغة

1- الذَّلاقة في اللغة: طلاقة اللسان وحِدَّته وبلاغته، قال ابن فارس: «الذال واللام والقاف أصل واحد يدل على حدة. فالذلق: طرف اللسان. والذلاقة: حدة اللسان، وكل محدد مذلق». ينظر: "مقاييس اللغة" لابن فارس (2/359)، و "القاموس" للفيروز آبادي (1/885). 2- الإصمات في اللغة: المنع، لأن من صمت فقد منع نفسه عن الكلام. قال ابن فارس: «الصاد والميم والتاء أصل واحد يدل على إبهام وإغلاق. من ذلك صمت الرجل، إذا سكت، وأصمت أيضًا». انظر: "مقاييس اللغة" لابن فارس (3/308)، و "التمهيد" لابن الجزري (ص: 108).

التعريف اصطلاحًا

1- الذَّلاقة في الاصطلاح: خفَّة الحرف لخروجه من طرف اللسان والشفتين. والحروف المذلقة هي الخارجة من ذلق اللسان والشفتين، أي طرفيهما. ينظر "العين" للخليل بن أحمد (1/51)، و"المنح الفكرية شرح الجزرية" لعلي القارِيّ (ص: 106)، و"العميد في علم التجويد" لمحمود علي بسة (ص: 62). 2- الإصمات في الاصطلاح: ضد الإذلاق، وهو: ثِقل الحرف لخروجه بعيدًا عن طرف اللسان والشفتين. وقيل: هو: الامتناع من بناء كلمة رباعية أو خماسية خالية من حروف الذَّلاقة. فلا بدَّ أن يكون مع الحروف المصمتة حرف من الحروف المذلقة في بناء كل كلمة رباعية أو خماسية؛ لتعادل خِفة المذلق ثِقل المصمت، فإن وردت كلمة رباعية أو خماسية خالية من الحروف المذلقة عُلم أنها مولَّدة، وليست من صحيح كلام العرب. انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (1/37)، و"سِرُّ صناعة الإعراب" لابن جني (1/78)، و"التمهيد" لابن الجزري (ص: 108)، و " العميد في علم التجويد" لمحمود علي بسة (ص: 62). فالفرق إذن بين الإذلاق والإصمات قائم على خفة النطق بالحرف لخروجه من طرف اللسان أو الشفتين، وثِقل النطق به لخروجه بعيدًا عن ذلك، فما خفَّ نطقه مُذلق، وما ثقل مُصمت. انظر: "العميد في علم التجويد" لمحمود علي بسة (ص: 62). وينبغي التنبيه على عدَّة أمور تتعلق بالذَّلاقة والإصمات، وهي: 1- إذا كان القول بخروج الراء و اللَّام و النون من طرف اللسان صحيحًا، فإن القول بخروج الباء والفاء والميم من طرف الشفة غير دقيق، لأنها تخرج من داخل الشفة، ولذا قال التاذفي: «فقول ابن الناظم والقاضي بخروجها من طرفهما خروج عن نهج الصحة». 2- من الواضح أن صفتي الذَّلاقة والإصمات ليستا من الصفات الذاتية التي لها دلالة صوتية، وإنما هما من الصفات الإضافية التي تتعلق بنسبة الحروف إلى مخرجها أو وظيفتها الصرفية، ولذا لم يذكرها بعض علماء التجويد المتقدمين وكثير من دارسي الأصوات المحدَثين. 3- من الواضح - أيضًا - أن صفتي الذَّلاقة والإصمات ليستا مثل بقية الصفات المتضادَّة في قدرتها على التمييز بين الأصوات، مثل الجهر والهمس، والشِّدَّة والرَّخاوة، والإطباق والانفتاح، ومن ثَمَّ فإن من أهملها من علماء التجويد ودارسي الأصوات المحدَثين لم يكونوا بعيدين عن نهج الصوَّاب على الرغم من حرص كثير من المؤلفين في علم التجويد من المحدَثين على ذكرهما. ينظر: "شرح الجزرية" لغانم قدوري (ص: 302-303).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

لما كان الذَّلق يعني في اللغة طرف الشيء وحدَّه اصطلح على تسمية إخراج الحروف من من طرف اللسان والشفتين ذلاقة. وكذلك لما كان الإصمات يعني الامتناع في اللغة، اصطلح على تسمية امتناع الكلمة الرباعية أو الخماسية عن الخُلُوِ من الحروف المذلقة إصماتًا. قال ابن جني: «ومنها حروف الذلاقة، وهي ستة: اللام، والراء، والنون، والفاء، والباء، والميم، لأنه يعتمد عليها بذلق اللسان، وهو صدره وطرفه، ومنها الحروف المصمتة وهي باقي الحروف... أي صمت عنها، أن تتبنى منها كلمة رباعية أو خماسية مُعَرَّاة من حروف الذلاقة». انظر "سر صناعة الإعراب" لابن جني (1/78).

الحروف

1- حروف الذَّلاقة ستة حروف، وهي: الباء، والرَّاء، والفاء، واللَّام، والميم، والنون. ويجمعها قولك (فر من لب) أو قولك (مرَّ بنفل)، وهي تنقسم إلى قسمين: الأول: الحروف المذلقة الخارجة من طرف اللسان، وهي ثلاث: الرَّاء، واللَّام، والنون. الثاني: الحروف المذلقة الخارجة من طرف الشفتين، وهي: الباء، والفاء، والميم. 2- حروف الإصمات، وهي: ثلاثة وعشرون حرفا الباقية من حروف الهجاء بعد حروف الذَّلاقة الستة المتقدمة.

أمثلة

1- كل كلمة وردت في العربية أو في القرآن وفيها حرف من حروف الإذلاق؛ فهي مثال للذَّلاقة. 2- كل كلمة وردت في العربية أو في القرآن وفيها حرف من الحروف المصمتة؛ فهي مثال للإصمات.

شواهد

قال محمد الإغاثة الجكني في "منظومة صفات الحروف" ثم الذَّلاقة وفي مصطلحِ ** أكثر أهل العلم والمُرَجَّحِ هيَ اعتمادُ النُّطق في الحرف على ** ذَلْق اللسان والشفاهِ ما علا والذَّلْقُ في اللغة معناهُ الطَّرفْ ** في من وبل والرَّاء والفا من عرف وضدُّها الإصمات وهو المنعُ ** وحدُّه اصطلاحًا فيه صُنع ليس بواضحٍ، فهذي العشرُ ** ذوات أضداد حواها النشر ويقول الحسين بن مَحَنْضْ في نظمه "الكافي في مخارج الحروف وصفاتها" وأحرُفُ الإذلاقِ جاءت في هِجا ** (بنَفَلٍ مرَّ) لدى ذوي الحِجا وما سواها من حروفٍ ياتِي ** هو الذي يوصفُ بالإصماتِ.