البحث

عبارات مقترحة:

الحليم

كلمةُ (الحليم) في اللغة صفةٌ مشبَّهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)؛...

الله

أسماء الله الحسنى وصفاته أصل الإيمان، وهي نوع من أنواع التوحيد...

الحميد

(الحمد) في اللغة هو الثناء، والفرقُ بينه وبين (الشكر): أن (الحمد)...

الجهر والهمس

الجهر والهمس من أهم صفات الحروف التي اعتنى بها علماء العربية والتجويد، وكان سيبويه رحمه الله أقدم من ذكر مصطلح الجهر والهمس، وذكر حروفَهما، ثم أخذ ذلك عنه من جاء بعده من علماء العربية والتجويد، وتابعهم المعاصرون من علماء الأصوات وأتوا بتعريف للجهر والهمس أقل غموضًا من تعريف المتقدمين، مع أنهم لم يخرجوا عمَّا قرَّره المتقدمون إلا في عدد الحروف، فالحروف الهمسية عند المتقدمين عشرة حروف، يجمعها قولهم: (فحثَّه شخص سكت)، وما عداها حروف جهرية، وأما عند المحدَثين فالحروف المهموسة اثنا عشر حرفًا، هي العشرة المجموعة في قولهم: ( فحثه شخص سكت ) مع القاف والطاء، وما عداها حروف جهرية إلا الهمزة، فقد اختلفوا فيها هل هي مهموسة أم هي لا مجهورة ولا مهموسة.

التعريف

التعريف لغة

1- الجهر في اللغة: العلانية، وهو مصدرٌ من جهَر، إذا أ ظهر الشيء وأعلنه أو رفع به صوته، قال تعالى: ﴿وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴾. وقال الشاعر: رآني على ما بِي عُمَيْلَةُ فاشتكى ***** إلى ما لِهِ حَالِي أسَرَّ كما جَهَرْ. ينظر: "لسان العرب" لابن منظور (149-4/150)، و"عيون الأخبار" لابن قتيبة (3/180). 2- الهمس في اللغة: الصوتُ الخَفِيُّ، مصدرٌ من همَس، إذا تَكلَّم بكلام خافتٍ لا يسمع، قال تعالى: ﴿ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ﴾. ينظر: "لسان العرب" لابن منظور (6/250).

التعريف اصطلاحًا

أولًا: تعريف الجهر الجهر في الاصطلاح: له تعريفان؛ قديم وحديث: - فالقديم: تعريفُ سيبويه، وتابعه علماءُ العربية والتجويد عليه، وهو قوله: المجهور: «حرفٌ أُشبعَ الاعتمادُ في موضعه، ومَنَعَ النَّفَسَ أن يجريَ معه حتى ينقضيَ الاعتمادُ عليه ويجريَ الصوتُ». انظر: "الكتاب" لسيبويه (4/434)، وقريبٌ منه قولُ ابن الجزري: «ومعنى الحرف المجهور: أنه حرف قوي، منع النَّفَسَ أن يجريَ معه عند النُّطق به لقوتِه وقوةِ الاعتمادِ عليه في موضع خروجه». انظر: "التمهيد" لابن الجزري (ص: 98). - والحديث: تعريفُ دارسي الأصوات المحدَثين، وهو: «الصوت الذي يهتزُّ أو يتذبذب الوتران الصوتيان عند النطق به». انظر: "الشرح الوجيز على المقدمة الجزرية" لغانم قدوري (ص: 43)، وينظر: "الشرح العصري على مقدمة ابن الجزري" لمحمد بن محمود حوَّا (ص: 39). وقد حاول أيمن سويد أن يجمع بين تعريفي القدماء والمحدَثين فعرَّف الجهر بأنه: «الوضوحُ في السمع نتيجة تضامِّ الوترين الصوتيين واهتزازهما، وانحباس كثير لهواء النَّفَس». انظر: "شرح الجزرية" لأيمن سويد (ص: 22). ثانيًا: تعريف الهمس الهمس في الاصطلاح: ضد الجهر، وله تعريفان؛ قديم وحديث: - فالقديم: تعريف سيبويه، وتابعه علماء العربية والتجويد وهو قوله: «وأما المهموس: فحرفٌ أُضعف الاعتمادُ في موضِعه حتى جرى النَّفَسُ معه». ا نظر: "الكتاب" لسيبويه " (4/434)، وقريبٌ منه قولُ ابن الجزري: «ومعنى الحرف المهموس أنه حرف جرى معه النَّفَس عند النطق به، لضعفه وضعف الاعتماد عليه عند خروجه». انظر: "التمهيد" لابن الجزري (ص: 97). - والحديث: تعريف دارسي الأصوات المحدَثين، وهو: «الصوت الذي لا يهتزُّ الوتران الصوتيان عند النطق به». انظر: "الشرح الوجيز على المقدمة الجزرية" لغانم قدوري (ص: 43). وقد حاول أيمن سويد أن يجمع بين تعريفي القدماء والمحدَثين فعرَّف الهمس بأنه: «الخفاءُ في السمع نتيجة انفتاح الوترين الصوتيين و عدم اهتزازهما، وجريان كثير لهواء النَّفَس». انظر: "شرح الجزرية" لأيمن سويد (ص: 22).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

لأن الجهرَ في اللغة يعني رفع الصوت والإظهار؛ اصطُلح على تسمية الوضوحِ في نطق بعض الحروف جهرًا، وسُمِّيت تلك الحروف بالجهرية لقوَّة الاعتماد عليها في موضع خروجها، فينحبس النَّفَسُ معها، ويهتزُّ الوتران الصوتيان عند النطق بها. ولأن الهمسَ - أيضًا - يعني في اللغة الصوتَ الخفيَّ؛ اصطُلح على تسمية الخفاءِ في نطق بعض الحروف همسا، وسُمِّيت تلك الحروف حروفَ الهمس لضعف الاعتماد عليها في موضع خروجها، فيجري النَّفس معها، ولا يهتزُّ الوتران الصوتيان عند النطق بها.

الحروف

1- الحروف المهموسة: عشرة حروف عند ابن الجزري ومن تقدَّمه من علماء العربية والتجويد ومن جاء بعده، وهي: الفاء، والحاء، والثاء، والهاء، والشين، والخاء، والصاد، والسين، والكاف، والتاء، مجموعة في قولهم: (فحثه شخص سكت)، وهي عند المحدَثين من دارسي الأصوات اثنا عشر حرفا؛ هذه الحروف العشرة (فحثه شخص سكت) ومعها القاف والطاء. 2- الحروف الجهرية: هي ما عدا الحروف المهموسة، وهي تسعة عشر حرفا، إلا أن دارسي الأصوات المحدَثين اختلفوا في الهمزة هل هي حرف مهموس، أم هي لا مهجورة ولا مهموسة. (انظر: "الشرح الوجيز على المقدمة الجزرية" لغانم قدوري (ص: 43 -44).

أمثلة

أولًا: أمثلة على الهمس: كل كلمة في العربية أو القرآن ورد فيها حرف من حروف الهمس سواء كان مشدَّدا أو متحركا أو ساكنا فهي مثال للهمس ، وذلك مثل: 1- الهمس في الفاء: ﴿ يَفْقَهُوا ﴾. 2- الهمس في الحاء: ﴿ اشْرَحْ ﴾. 3- الهمس في الثاء: ﴿ لَبِثْتَ ﴾. 4- الهمس في الهاء: ﴿ أَهْلَكْنَاهَا ﴾. 5- مثال الهمس في الشين: ﴿ اشْرَحْ ﴾. 6- الهمس في الخاء: ﴿ نَخْلُقْكُمْ ﴾. 7- الهمس في الصاد: ﴿ وَاصْبِرْ ﴾. 8- الهمس في السين: ﴿ وَأَسْقَيْنَاكُمْ ﴾. 9- الهمس في الكاف: ﴿ وَاكْتُبْ ﴾. 10- الهمس في التاء: ﴿ نُمَتِّعُهُمْ ﴾. ثانيًا: أمثلة على الجهر: كل كلمة في العربية أو القرآن ورد فيها حرف من حروف الجهر سواء كان متحركا أو مشدَّدا أو ساكنا فهي مثال للجهر، وذلك مثل: 1- الجهر في الهمزة: ﴿ الْأَعْلَى ﴾ 2- الجهر في الباء: ﴿ وَكَتَبْنَا ﴾ 3- الجهر في الجيم: ﴿ الرَّجِيمِ ﴾ 4- الجهر في الدال: ﴿ الدِّينِ ﴾. 5- الجهر في الذال: ﴿ الَّذِينَ ﴾ 6- الجهر في الراء: ﴿ صَبَرْتُمْ ﴾. 7- الجهر في الزاي: ﴿ كَنَزْتُمْ ﴾. 8- الجهر في الضاد: ﴿ الضَّالِّينَ ﴾. 9- الجهر في الطاء: ﴿ نُطْعِمُكُمْ ﴾. 10- الجهر في الظاء: ﴿ الظَّالِمِينَ ﴾. 11- الجهر في العين: ﴿ أَعْهَدْ ﴾. 12- الجهر في الغين: ﴿ يَغْشَاهُمُ ﴾. 13- الجهر في القاف: ﴿ عُقْدَةُ ﴾. 14- الجهر في اللام: ﴿ وَاحْلُلْ ﴾. 15- الجهر في الميم: ﴿ وَاضْمُمْ ﴾. 16- الجهر في النون: ﴿ إِنَّكَ كُنْتَ ﴾. 17- الجهر في الواو: ﴿ قُوَّةً ﴾. 18- الجهر في الياء: ﴿ طَيِّبَةً ﴾.

شواهد

قال الداني في "الأرجوزة المنبهة": واعلم بأن الأحرف المذكوره ***** مهموسة وبعضها مجهوره فالهمس في الهاء وحرف الحاءِ ***** والخاءِ والكافِ معًا والتَّاءِ والصاد والثاء وحرف السينِ ***** والفاء أيضًا بعد حرف الشينِ عشرة هي كما عَرَّفْتُكَهْ ***** يجمعها (فَسْتَحَثَّ شَخصكَهْ) وما سواها فهِي المجهوره ***** لم أُسَمِّها لكونها مشهوره والجهر الاِعلان بصوت الحرفِ ***** والهمسُ الاِخفاء لأجل الضَّعفِ أُريدُ ضَعفَ الاعتمادِ فافهمْ ***** والجهرُ يقوى ذاك فيه فاعلمِ. - قال الشاطبي في قصيدته "حِرزُ الأماني ووجه التهاني" المشهور ب"الشاطبية": فَمَهْمُوسُهاَ عَشْرٌ (حَثَتْ كِسْفَ شَخْصِهِ) ***** (أَجَدَّتْ كَقُطْبٍ) لِلشَّدِيدَةِ مُثِّلَا. - وقال ابن الجزري في نظميه "طيبة النشر" و "المقدمة": مَهْمُوسُهَا (فَحَثَّهُ شَخْصٌ سَكَتْ) ***** شدِيدُهَا لَفْظُ أَجِدْ قَطِ بَكَتْ. - وقال أبو الحسن المغربي، المعروف بابن برِّي في نظمه "الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع": فالهَمْسُ في عَشَرَةٍ مِنها أتى ***** هِجاءُ حُثَّ شَخْصُه فَسَكَتا وفي سِواها الجهرُ، والشِّدة في ***** أجدت قطبك ثمانِ أحرُف. - وقال عثمان بن سليمان مراد أغا في نظمه "السلسبيل الشافي في علم التجويد": الهمسُ جَرْىُ نَفَسِ الحُروفِ ***** والجَهْرُ حَبْسُ جَرْيهِ المَعْرُوفِ. - وقال محمد الإغاثة الجكني في "منظومة صفات الحروف": فالهمسُ منها وهو مصدرُ خَفِي ***** أو لغةً يَختصُّ بالصوت الخَفِي في الاصطلاح جريانُ النَّفَسِ ***** في النُّطق من ضَعفِ حروف الهَمْسِ حالَ اعتمادِها على المخارجِ *** فيَرْتَمِي من داخِلٍ لخارجِ وهْيَ (فَشا اسكتْ خَصَّه احْث) عَشْرُ ***** والضِدُّ في باقي الحروف الجَهْرُ والحدُّ للشّيْئِ يُعدُّ حَدَّا ***** للضدِّ إن يَعكِسْهُ من قد حَدَّا.