البحث

عبارات مقترحة:

المقتدر

كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...

اللطيف

كلمة (اللطيف) في اللغة صفة مشبهة مشتقة من اللُّطف، وهو الرفق،...

الحيي

كلمة (الحيي ّ) في اللغة صفة على وزن (فعيل) وهو من الاستحياء الذي...

الحديث المدرج

الحديث المُدرَج هو أن يقوم أحد الرواة بإدخال اسم راوٍ أو لفظ أو جملة إلى السند أو المتن وهو ليس من أصل الحديث، فيتوهم السامع بأن الحديث تاماً بهذه الصورة. والمدرج يقع في السند كما يقع في المتن.

التعريف

التعريف لغة

أصلها (درج) والإدراج يعني: لف الشيء في الشيء. ودَرَجَ الشيءَ في الشيء يَدْرُجُه دَرْجاً، وأَدْرَجَه: طواه وأَدخله. ويقال لما طويته: أَدْرَجْتُه لأنه يُطوى على وجهه. وأَدْرَجْتُ الكتابَ: طويته. وأَدْرَجَ الكتابَ في الكتاب: أَدخله وجعله في دَرْجِه أَي في طيِّه. "لسان العرب" لابن منظور (مادة (درج)).

التعريف اصطلاحًا

الإدراج بشكلٍ يُعرَّف بتعريف أقسامه؛ وإجمالاً يعني عند المحدثين بكونه إضافات تتألف من أسماء رواة أو ألفاظ تقع من بعض الرواة متصلة بالسند أو المتن، لا يبين للسامع إلا أنها من صُلب الحديث، ويأتي دليلٌ على أنها من لفظ راوٍ وليست من صلب السند أو المتن من خلال ورود الحديث من بعض الطرق الأخرى تفصل قول الراوي عن سند الحديث ومتنه الأصليين. انظر: "الموقظة" للذهبي (ص53-54).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

إن المعنى اللغوي للفظ (الإدراج) يتفق في دلالته مع المعنى الذي اصطلح عليه المحدثون. فالإدراج لغةً يعني لفّ الشيء وطيّه وإدخاله ضمن شيء آخر، كما يشير المعنى اللغوي إلى حدوث هذا الأمر (إلصاق أو إدخال شيء بشيء آخر) قليلاً قليلاً وليس بشكل فجّ أو عَسِر. وهذا ما عناه المحدثون؛ إدخال أو إلصاق راوٍ أو لفظٍ في السند أو المتن بحديث وهو ليس منه، مما يربك القارئ أو السامع للحديث فيتصوره منه إن لم يدقق ويبحث في الطرق الأخرى للرواية، وهذا يتطلب فهماً عميقاً ومعرفة غزيرة.

الأقسام

المدرج على قسمين: 1. الإدراج في السند؛ وصوره: أ. أن يكون المتن مختلف الإسناد بالنسبة إلى أفراد روايته، فيرويه راوٍ واحد عنهم، فيحمل بعض رواياتهم على بعض ولا يميز بينها. وقد يقع فيه إيهام وصل مرسل أو إيصال منقطع. ومثاله ما رواه عثمان بن عمر عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي وعبد الله بن حلام عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «خرج رسول الله من بيت سَوْدَة رضي الله عنها فإذا امرأة على الطريق قد تشوفت ترجو أن يتزوجها رسول الله . ..» الحديث. وفيه: «إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه، فليأتِ أهله فإن معها مثل الذي معها». فظاهر هذا السياق يوهم أن الرواية بكاملها مروية عن أبي عبد الرحمن السلمي وعبد الله بن حلام عن ابن مسعود رضي اللله عنه، وهذا غير صحيح، والصواب أن أبا إسحاق رواه عن أبي عبد الرحمن عن النبي مرسلاً، وعن أبي إسحاق عن عبد الله بن حلام عن ابن مسعود رضي الله عنه متصلاً بينه وبين عبيد الله بن موسى وقبيصة ومعاوية بن هشام عن الثوري متصلاً. "النكت" لابن الصلاح (ص355). ب. أن يكون المتن عند الراوي له بالإسناد إلا طرفاً منه فإنه عنده بإسناد آخر، فيرويه بعضهم عنه تاماً بالإسناد الأول. ج. أن يأتي متنان مختلفان في الإسناد، فيُدرج بعضُ الرواة شيئاً من أحدهما في الآخر، ولا يكون ذلك الشيء المُدرَج من رواية ذلك الراوي. د. أن يكون المتن عند الراوي إلا طرفاً منه فإنه لم يسمعه من شيخه فيه وإنما سمعه من واسطة بينه وبين شيخه، فيدرجه بعضُ الرواة عنه بلا تفصيل ذلك، وهذا مما يشترك فيه الإدراج والتدليس - الذي هو ما رواه الرجل عن آخر ما لم يسمعه منه بصيغة توهم السماع أو يروِ عمن لم يدركه بهذه الصيغة الموهمة. "الموقظة" للذهبي (ص47) -. ومثاله: حديث إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس رضي الله عنه في قصة «لو خرجتم إلى إبلنا فشربتم من ألبانها وأبوالها» إنما سمعها حميد من من قتادة عن أنس رضي الله عنه. بينه يزيد بن هارون ومحمد بن أبي عدي ومروان بن معاوية وآخرون. كلهم يقول فيه: «فشربتم من ألبانها» قال حميد: قال قتادة عن أنس رضي الله عنه: «وأبوالها». فرواية إسماعيل على هذا فيها إدراج وتسوية. "النكت" لابن حجر (ص355-356). 2. الإدراج في المتن؛ وصوره: أ. أن ياتي الإداج في أول المتن، وهو نادر الوقوع. ومثاله: قول أبي هريرة رضي الله عنه: «أسبغوا الوضوء، ويلٌ للأعقاب من النار»، على أن قوله «أسبغوا الوضوء» قد ثبت من كلام النبي من حديث عبد الله بن عمرو في الصحيح. "النكت" لابن حجر (ص351). ب. أن يقع في وسط المتن، وهو قليل. ومثاله ما وقع من قول الزهري «والتحنث: التعبد» في حديثه عن عروة عن عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي في قولها فيه «وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد. ..» فالقول «وهو التعبد» من كلام الزهري أُدرج في الحديث من غير تمييز. " النكت" لابن حجر (ص351-352). ج. أن يقع الإدراج في آخر الحديث، وهو الأكثر وقوعاً. ومثاله: حديث ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «للعبد المملوك أجران»، «والذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل الله وبر أمي، لأحببيتُ أن أموت وأنا مملوك»، رواه البخاري عن بشر بن محمد عن ابن المبارك. فهذا القسم الأخير من الرواية هو مدرج من أحد الرواة وهو مما لا تصح أن يكون رسول الله قد قالها. "النكت" لابن حجر (ص347-348).

مسائل وتنبيهات

تنبيه: يُعرَف الإدراج في المتن بعدة طرق؛ هي: 1. أن يستحيل إضافة ذلك إلى النبي . ومثاله: حديث ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «للعبد المملوك أجران»، «والذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل الله وبر أمي، لأحببيتُ أن اموت وأنا مملوك»، رواه البخاري عن بشر بن محمد عن ابن المبارك. فهذا القسم الأخير من الرواية مما لا تصح أن يكون رسول الله قد قالها، حيث لم تكن أمه على قيد الحياة ليقل ذلك، كما لم يكن له أن يتمنى أن يصبح مملوكاً. "النكت" لابن حجر (ص347-348). 2. تصريح الصحابي بأنه لم يسمع تلك الجملة - الإضافة - من النبي . ومثاله حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي : «مَن مات وهو لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة»، «ومن مات وهو يشرك بالله شيئاً دخل النار»، هكذا رواه أحمد بن عبد الجبار العطاردي عن أبي بكر بن عياش بإسناده ووهم فيه؛ فقد رواه الأسود بن عامر شاذان وغيره عن أبي بكر بن عياش بلفظ: «سمعتُ رسول الله يقول: «من جعل لله عز وجل ندّاً دخل النار» وأخرى أقولها ولم أسمعها منه : «من مات لا يجعل لله نداً أدخله الجنة»». "النكت" لابن حجر (ص347-348). 3. تصريح بعض الرواة بتفصيل المدرج فيه عن المتن المرفوع فيه بأن يضيف الكلام إلى قائله. "النكت" لابن حجر (ص347). ومثاله ما رواه الحاكم عن أبي بكر بن إسحاق الفقيه قال: أخبرنا عمر بن حفص السَّدوسيّ قال: حدثنا عاصم بن عليّ قال: حدثنا زهير بن معاوية عن الحسن بن الحُر عن القاسم بن مُخَيْمَرَة قال: «أخذ علقمة بيدي وحدثني أنّ عبد الله أخذ بيده: وأن رسول الله أخذ بيد عبد الله فعلّمه التشهد في الصلاة، وقال: «قل التحيات لله والصلوات. .»فذكر التشهد، قال: «فإذا قلتَ هذا فقد قضيَت صلاتك، إن شئت أن تقوم فقُم، وإن شئتَ أن تقعد فاقعد»». قال الحاكم: «هكذا رواه جماعة عن زهير وغيره عن الحسن بن الحُر، وقوله «إذا قلت» هذا مُدرَج في الحديث من كلام عبد الله بن مسعود، فإن سنده عن رسول الله صلى الله عليه وآله ينقضي بانقضاء التشهد. والدليل عليه ما حدثناه علي بن حمشاذ العدل قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عُزيز قال: حدثنا غسان بن الربيع قال: حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن الحسن بن الحُر عن القاسم بن مُخَيْمَرَة قال: أخذ علقمة بيدي وأخذ عبد الله بيد علقمة وأخذ النبي بيد عبد الله فعلّمه التشهد في الصلاة: «التحيات لله. .» فذكر الحديث«، قال: وقال عبد الله بن مسعود: «إذا فرغتَ من هذا فقد قضيتَ صلاتَك، فإن شئت فاقعد وإن شئت فقُم»». "معرفة علوم الحديث وكمية أجناسه" للحاكم النيسابوري (ص199-200). تنبيه: إذا قام الدليل على إدراج جملة أو لفظة في الحديث بصرف النظر عن موضعها - في الأول أو الوسط أو الآخر -، فإن سبب ذلك يعود إلى رغبة بعض الرواة بالاختصار بحذف أداة التفسير أو التفصيل، قيأتي مَن بعد الراوي فيروويه مدمجاً من غير تفصيل. "النكت" لابن الصلاح (ص353).