البحث

عبارات مقترحة:

المنان

المنّان في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من المَنّ وهو على...

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

الواحد

كلمة (الواحد) في اللغة لها معنيان، أحدهما: أول العدد، والثاني:...

الحديث المعلل

الحديث المعلل من أقسام الحديث الضعيف، وتُعتبر معرفة علل الحديث فناً مرموقاً لا يستطيعه كل محدث، ولم يبرع فيه الجميع، وكان عددٌ من الأئمة الأوائل مشهورون بمهاراتهم الفائقة في معرفة علل الأحاديث الغامضة الخفية. ومن أشهر مظانه "العلل" للترمذي، و"التمييز" لمسلم، و"العلل" لابن أبي حاتم، وغيرها.

التعريف

التعريف لغة

المعلل اسم مفعول من الفعل "أعل" الرباعي. تقول العرب: طعامٌ قد عُلَّ منه: أُكِلَ منه. تَعَلَّلَ بالأمر: تَشَاغَلَ. عَلَّلَهُ بطَعامٍ وغيره تَعْليلاً: شَغَلَهُ به. عِلَّةُ: المرَضُ. "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (مادة (علّ)).

التعريف اصطلاحًا

هو الحديث الذي اكتُشفت فيه علة تقدح في صحته، مع أن الظاهر السلامة منها. "علوم الحديث ومصطلحه" لصبحي الصالح (ص179-180). والعلة هي عبارة عن أسباب خفية غامضة قادحة في الحديث، فالحديث المعلل هو الحديث الذي اطلع فيه على علة تقدح في صحته، مع أن الظاهر السلامة منها، ويسمى معلولًا كما وقع في عبارة البخاري والترمذي والدارقطني وغيرهم. وميدانه أحاديث الثقات؛ إذ إن أحاديث مَن دونهم في المرتبة ظاهرة العلة ابتداءً. "تحرير علوم الحديث" عبد الله بن يوسف الجديع (2/641).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

لما كان من معاني "عل" في أصل اللغة الشربة الثانية، كما ذكر ابن فارس في معنى هذه المادة، فيكون هذا الاستعمال لا غبار عليه، لا في اللغة ولا في الاصطلاح، وتكون العلاقة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي أن العلة ناشئة عن إعادة النظر في الحديث مرة بعد مرة. وكما يقال "معلول" بهذا المعنى فإنه يقال "معل" لما دخل على الحديث من العلة بمعنى المرض. وأما استعمال "معلل" فلا تمنعه القواعد إذا كان مشتقا من "علله" بمعنى ألهاه به وشغله، ويكون معنى "الحديث المعلل": هو الحديث الذي عاقته العلة وشغلته فلم يعد صالحا للعمل به. انظر: مقدمة " شرح علل الترمذي" همام سعيد (1/21).

الأقسام

1. التعليل بالتفرد: أ. تفرد الثقة بما لم يروه غيره مطلقاً كحديث إنما الأعمال بالنيات، تفرد به يحيى ابن سعيد الأنصاري. فهذا التفرد صحيح محتجّ به، وقد يختلفون لشبهة فتمنع من قبوله. "تحرير علوم الحديث" لعبد الله بن يوسف الجديع (2/660). ب. تفرد الثقة من أصحاب من يدور عليهم الحديث؛ كتفرد حماد بن سلمة عن ثابت البناني بحديث لا يرويه عن ثابت غير حماد، وقد يُعرف الحديث عن غير ثابت. وهذه الصورة صحيح محتج بها. ج. تفرد الثقة عن رجل ممن يدور عليهم الحديث، وليس ذلك الثقة من أصحاب ذلك الرجل، كتفرد معمر بن راشد عن قتادة السدوسي بما لا يُعرف عند أصحاب قتادة المعروفين به كشعبة وسعيد بن أبي عروبة. وهذا محلٌّ للتعليل. "تحرير علوم الحديث" لعبد الله بن يوسف الجديع (2/663). د. تفرد الصدوق الذي هو دون منزلة إتقان الثقات، كتفرد محمد بن عمرو بن علقمة، أو عمرو بن شعيب، أو أسامة بن زيد الليثي بما لم يروه غيرهم مطلقاً. وهذا يُتَحرّى فيه. ه. تفرد الصدوق المعروف بعنايته بحديث أهل بلده، بشيء عنهم لا يرويه عنهم غيره كتفرد إسماعيل بن عياش بحديث عن ثقة من أهل الشام. و. تفرد الصدوق عن مشهور من الثقات بما لا يوجد عند ثقات أصحاب ذلك المشهور، وليس لذلك الصدوق اعتناء بحديث الشيخ، كتفرد يحيى بن اليمان عن الثوري بما لا يرويه أحد أصحاب الثوري عنه. تحرير علوم الحديث" لعبد الله بن يوسف الجديع (2/664). 2. أن يكون الحديث محفوظاً عن صحابي ثم يُروى عن آخ، لاختلاف بلد الراويين أو الرواة. 3. الاختلاف على رجل في تسمية شيخه أو تجهيله. 4. أن يكون الراوي عن شخص أدركه وسمع منه، ولكنه لم يسمع منه أحاديث معينة، فإذا رواها عنه بلا واسطة، فعلّتها أنه لم يسمعها منه. 5. أن يكون السند ظاهره الصحة وفيه من لا يُعرف بالسماع ممن روى عنه. انظر: "علوم الحديث ومصطلحه" لصبحي الصالح (ص183-185). وقد قسم الحاكم في كتابه "علوم الحديث" العلل إلى عشرة أجناس، وقد لخصها السيوطي في " التدريب" مع أمثلتها، ثم قال الحاكم - بعد ذكر الأنواع-: «وبقيت أجناس لم نذكرها، وإنما جعلنا هذا مثالًا لأحاديث كثيرة»

مذاهب أهل العلم

قد تطلق العلة لدى بعض أهل الحديث على أمور ليست خفية، كالإرسال وفسق الراوي وضعفه، وبما لا يقدح أيضًا مثل الحديث الذي وصله الثقة الضابط وأرسله غيره حتى قال أبو يعلى الخليلي رحمه الله تعالى: «من أقسام الصحيح ما هو صحيح معلول». وقال بعضهم: من الصحيح ما هو شاذ. وسمى الترمذي النسخ علة من علل الحديث، قال العراقي في "شرح التبصرة والتذكرة" (1/290): «فإن أراد الترمذي أنه علة في العمل بالحديث، فهو كلام صحيح فاجنح له، وإن يرد أنه علة في صحة نقله، فلا؛ لأن في الصحيح أحاديث كثيرة منسوخة».

مسائل وتنبيهات

تنبيه: السبيل إلى معرفة العلة هي أن يُجمع طرق الحديث ودراسة هذه الطرق. "النكت" لابن حجر (ص295). تنبيه: قال ابن حجر: «يُعتبر هذا الفن من أغمض أنواع الحديث وأدقها مسلكاً، ولا يقوم به إلا من منحه الله فهماً غايصاً واطلاعاً حاوياً وإدراكاً لمراتب الرواة ومعرفة ثاقبة، ولهذا لم يتكلم فيه إلا أفراد أئمة هذا الشأن وحذاقهم وإليهم المرجع في ذلك لِما جعل الله فيهم من معرفة ذلك، والاطلاع على غوامضه دون غيرهم ممن لم يمارس ذلك». "النكت" لابن حجر (ص295). تنبيه: إن من مظان معرفة الحديث المعلل: "علل الحديث" لابن أبي حاتم، "العلل" للترمذي، "العلل" لابن المديني، "التمييز" لمسلم، "علل الحديث" لابن عمار الشهيد الموصلي، "العلل" للدارقطني، وغيرها. تنبيه: من أئمة هذا العلم: الإمام أحمد، وابن المديني، وابن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والإمامان البخاري ومسلم، والترمذي، والنسائي، والدارقطني، وغيرهم. تنبيه: قال الحاكم النيسابوري: «إنما يُعلَّل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل، فإن حديث المجروح ساقط واه، وعلة الحديث تكثر في أحاديث الثقات، أن يُحدِّثوا بحديث له علّة، فيَخفَى عليهم علمُه، فيصير الحديثُ معلولاً». "معرفة علوم الحديث وكمية أجناسه" للحاكم النيسابوري (ص112-113).