البحث

عبارات مقترحة:

السميع

كلمة السميع في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...

المتين

كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...

الحكيم

اسمُ (الحكيم) اسمٌ جليل من أسماء الله الحسنى، وكلمةُ (الحكيم) في...

الحديث المقلوب

الحديث المقلوب هو ما يجري فيه من استبدال بالسند أو المتن برواة آخرين أو بألفاظ أخرى. وقد يحدث هذا القلب في السند أو المتن، قصداً بقصد الإغراب، أو وهماً وسهواً، أو بقصد الامتحان. وأُشير إلى ضعف الحديث المقلوب للخطأ فيه وتوهيم السامع ما ليس بصواب.

التعريف

التعريف لغة

القلب لغةً: تحويل الشيء عن وجهه. يُقال: انقلب الشيء وقلّبه: حوّله ظهراً لبطن. "لسان العرب" لابن منظور (مادة قلب).

التعريف اصطلاحًا

يعني إبدال مَن يُعرف برواية، بغيره. وقد يُبدَّل راوٍ أو أكثر في الإسناد أو حتى الإسناد كله. وقد يقع مثله في المتن أيضاً، وقد يقع فيهما جميعاً. "النكت" لابن حجر (ص371). أو أن يعطى أحد الشيئين ما اشتهر للآخر، وهو قلب المتن. "فتح المغيث" للسخاوي (1/345).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

يشير التعريف اللغوي إلى ما في القلب من تحويل الشيء، وجعل بطنه ظهراً وظهره بطناً. وهذا ما أشار إليه المعنى الاصطلاحي تماماً؛ فيتم استبدال راوٍ أو أكثر في السند أو جزءٍ من المتن مثلاً برواةٍ آخرين، والمتن بجزء آخر من متن آخر أو عكس ألفاظ المتن نفسه. وهذا الاستبدال هو ما يُصطلح على تسميته بالقلب.

الأقسام

الحديث المقلوب على قسمين: 1.قلب في السند: وأسبابه: أ. عمداً؛ وهو على نوعين: قد يعمد بعض الرواة قلبَ الحديث بهدف الإغراب - وهو على سبيل الكذب -. ومثاله ما فعله (حماد بن عمرو النصيبي) وهو من الوضاعين، روى عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إذا لقيتم المشركين في طريق، فلا تبدؤوهم بالسلام. ..». هذا الحديث لا يُعرف من حديث الأعمش وإنما يُعرف من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه. فقام حماد بعزو الحديث لأعمش بدل سهيل بن أبي صالح ليغرب بالحديث. "النكت" لابن حجر (ص371-372). قد يقلب الشيخ الحديثَ أثناء روايته للتلميذ بهدف الامتحان واختبار إدراك الطالب وقدرته على معرفة الخطأ الواقع في الحديث المقلوب المروي. "النكت" لابن حجر (ص371). ومثاله: ما وقع لمحمد بن عجلان، حيث اختبره يوسف السمتي وحفص بن غياث ومليح بن الجراح أخو وكيع. فقد جعلوا كل مروياته عن والده عن سعيد وما رواه سعيد جعلوها عن أبيه، وأعطوه الجزء فلما انتهى من النظر إليه انتبه إلى ما كان فيه، فطلب الإعادة، ومن ثم أجابهم أن كل ما ورد عن سعيد فهو عن أبيه وكل ما ورد عن أبيه فهو عن سعيد. "النكت" لابن حجر (ص374). ب. حدوث القلب بسبب الوهم والخطأ. ومنثال ذلك في الإسناد ما روي من طريق يعلى بن عبيد عن سفيان الثوري عن منصور عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «ساق النبي مائة بدنة فيها جمل لأبي جهل». "النكت" لابن حجر (ص376). ومثاله أيضاً ما حدث في التقديم والتأخير في الأسماء كمرة بن كعب وكعب بن مرة لأن أحدهما اسم أبي الآخر. "علوم الحديث ومصطلحه" لصبحي الصالح (ص192). 2. قلب في المتن: 1. القيام به بقصد الإغراب. ومن القلب في المتن بقصد الإغراب، القيام بزيادة متناً أو متوناً إلى نسخة مشهورة موجودة بإسناد واحد، والزيادات هذه ليست من تلك النسخة. وذلك كما فُعل بنسخة مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، من قِبل جماعة حيث زادوا فيها أحاديث ليست منها. "النكت" لابن حجر (ص371-372). 2. حدوثه سهواً وخطأ. فمثلاً: حديث «حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه»، فقد جاء الحديث مقلوباً بلفظ: «حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله». ومثاله أيضاً: عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً: «أن ابن أم مكتوم يؤذن بليل..» والصحيح ما جاء عن ابن عمر عن عائشة رضي الله عنها: «أن بلال يؤذن بليل». "فتح المغيث" للسخاوي 1/345/346).

مسائل وتنبيهات

«منشأ الضعف في الحديث المقلوب قلة الضبط، لِما يقع فيه من تقديم وتأخير واستبدال شيء بشيء. وهو فوق ذلك يخلّ بفهم السامع ويحمله على الخطأ». "علوم الحديث ومصطلحه" لصبحي الصالح (ص195). عدّ العراقي في ألفيته الذي يقلب الحديث بقصد الإغراب (المُغرِب) من الوضّاعين. "فتح المغيث" للسخاوي (11/ص335-336).