البحث

عبارات مقترحة:

السيد

كلمة (السيد) في اللغة صيغة مبالغة من السيادة أو السُّؤْدَد،...

الخبير

كلمةُ (الخبير) في اللغةِ صفة مشبَّهة، مشتقة من الفعل (خبَرَ)،...

السلام

كلمة (السلام) في اللغة مصدر من الفعل (سَلِمَ يَسْلَمُ) وهي...

الحديث المدلَّس

الحديث المدلَّس أحد أقسام الحديث الضعيف، والتدليس لغةً المخادعة. والتدليس عند المحدثين هو الرواية عمن لم يسمع منه أو سمع منه ولكن لم يسمع منه هذه الرواية تحديداً أو لم يدرك هذا الشيخ أصلاً، بصيغة توهم السماع. وأقسام التدليس: تدليس الإسناد، وتدليس الشيوخ، وتدليس التسوية. وللعلماء مذاهب في قبول خبر المدلس؛ فمنهم من رده مطلقاً، ومنهم مَن قبله مطلقاً ومنهم مَن قبله بشروط.

التعريف

التعريف لغة

والتَّدْلِيسُ في البيع: كتمان عيب السّلعة عن المشتري. الدَّلَسُ: الظُّلْمَة. وفلان لا يُدالِسُ ولا يُوالِسُ أَي: لا يُخادِعُ ولا يغْدُر. والمُدالَسَة: المُخادَعَة. "لسان العرب" لابن منظور (مادة (دلس)).

التعريف اصطلاحًا

ما رواه الرجل عن آخر ولم يسمعه منه، أو لم يدركه بصيغة توهم السماع. وإن صرح بالاتصال وقال: حدثنا، فهذا كذاب. "الموقظة" للذهبي (ص47-48).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

التدليس في كلا المعنيين اللغوي والاصطلاحي يفيد المخادعة وإخفاء العيب؛ حيث يقوم الراوي بإخفاء أمر عدم سماعه للرواية ممن فوقه عبر استعماله لصيغة موهمة لسماعه منه.

الأقسام

أقسام التدليس: 1. تدليس الإسناد: الروايةعمن لقيه ما لم يسمعه منه بصيغة توهم السماع. وقد يكون قد أسقط أكثر من راوٍ. مثاله: ما ذُكر عن علي بن خشرم قال: «كنا عند ابن عيينة، فقال: الزهري، فقيل له: حدثكم الزهري؟ فسكت، ثم قال: الزهري، فقيل له: سمعتَه من الزهري؟ فقال: لا لم أسمعه من الزهري ولا ممن سمعه من الزهري، حدثني عبد الرزاق عن معمر عن الزهري». 2. تدليس الشيوخ: الرواية عن شيخ سمع منه، فيسميه أو يكنّيه أو ينسبه بما لا يُعرف كي لا يُعرَف. مثاله: ما رواه أبو بكر بن مجاهد الإمام المقرئ «أنه روى عن أبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني، فقال: حدثنا عبد الله بن أبي عبد الله». "مقدمة ابن الصلاح" (ص156-158). 3. تدليس التسوية: وهو أن يسقط الراوي مَن فوق شيخه في الإسناد كراوٍ مجروح أو مجهول أو صغير السن ليحسّن الحديث بذلك ويجوّده. مثاله: «قال ابن أبي حاتم الرازي: سمعتُ أبي روى عن هشام بن خالد الأزرق قال: حدثنا بقية بن الوليد، قال: حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، قال: قال رسول الله : من أصيب بمصيبة من سقم أو ذهاب مال فاحتسب. . الحديث. قال أبي: هذا حديث موضوع لا اصل له، وكان بقية يدلس، فظنوا هؤلاء أنه يقول في كل حديث: (حدثنا) ولا يفتقدون الخبر منه. يعني يغرّهم قوله (حدثنا فلان)، وهو لا يسقط لهم واسطة بينه وبين شيخه، إنما يُسقط من المجروحين من بعد شيخه». "تحرير علوم الحديث" لعبد الله بن يوسف الجديع (2/ص956-958).

مذاهب أهل العلم

المذهب الأول: قبول رواية المدلس مطلقاً ما دام ثقة، ولم يتبين فيها علة قادحة، وإن لم يبين سماعه. المذهب الثاني: منع قبول رواية من عُرف بالتدليس ولو مرة واحدة إلا فيما بيّن فيه سماعه صريحاً، وردّوا ما رواه بصيغة احتمال السماع واحتمال التدليس، كالعنعنة. وهذا مذهب الشافعي. المذهب الثالث: ردّ رواية من شاع عنه التدليس واشتهر به وكثُر فيه، حتى يتبين سماعه صريحاً. وما كان مقلاً بالتدليس ولم يعرف عنه أثر كبير على صحة الحديث وروايته إجمالاً، فهذا يُقبل حديثه وإن عنعن فيه، من أجل ضعف مظنه في التدليس. وهذا مذهب الشيخين. المذهب الرابع: التفريق بين أصناف المدلسين من الثقات، بين من عرف أنه لم يدلس إلا عن ثقة معروف عند أهل العلم بالحديث، وبين من عرف بالتدليس عن المجروحين والضعفاء والمجهولين. وممن كان يدلس عن الثقات: حُمَيد الطويل عن أنس بن مالك. قال ابن عدي: «الذي رواه عن أنس البعض مما يدلسه عن أنس، وقد سمعه من ثابت». ومنهم أيضاً يونس بن عُبيد وهو من أصحاب الحسن البصري، وعبد الله بن أبي نجيح، وغيرهم. "تحرير علوم الحديث" لعبد الله بن يوسف الجديع (2/971-972).

مسائل وتنبيهات

تنبيه: من أقسام التدليس هو إعطاء الشخص اسماً آخر مشهور تشبيهاً. مثاله: قول الراوي: (أخبرنا أبو عبد الله الحافظ) إيهاماً بأنه الحاكم. "تدريب الراوي" للسيوطي (ص188). تنبيه: قال الحاكم بأن أكثر أهل الحديث تدليساً أهل الكوفة ونفر يسير من أهل البصرة. وقد أفرد الخطيب كتاباً في أسماء المدلسين، ومن بعده ابن عساكر. "تدريب الراوي" للسيوطي (ص188-189). تنبيه: التهمة للثقة بالتدليس دون دليل، من قبيل الجرح المبهم، فيُعتبر لقبوله ما يُعتبر لقبول الجرح. ويستثى منه من كان التدليس شعاراً له، حتى كثر فأحدث الريبة في جميع ما يقول فيه (عن). "تحرير علوم الحديث" لعبد الله بن يوسف الجديع (2/980).