البحث

عبارات مقترحة:

المجيد

كلمة (المجيد) في اللغة صيغة مبالغة من المجد، ومعناه لغةً: كرم...

الحكيم

اسمُ (الحكيم) اسمٌ جليل من أسماء الله الحسنى، وكلمةُ (الحكيم) في...

الشاكر

كلمة (شاكر) في اللغة اسم فاعل من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

الحديث المصحف

يشير المعنيان اللغوي والاصطلاحي ل لحديث المصحف إلى حدوث تغيير في حرف أو أكثر من حروف كلمة - في اسم راوٍ أو كلمة في المتن في اصطلاح المحدثين - بحيث تُقرأ على غير أصلها مما يؤدي إلى خلل في الحكم على الرواة بالنسبة للسند، أو في فهم المتن فهماً سليماً. ويُقسم الحديث المصحف بالنسبة إلى موضع وقوعه إلى قسمين: السند والمتن. ويُقسم تبعاً إلى طريقة حدوث التصحيف في الحديث إلى قسمين: تصحيف في اللفظ ويندرج تحته: تصحيف البصر وتصحيف السمع. والقسم الثاني: تصحيف المعنى ويقع في المتن فقط بحيث يُحمل الحديث على معنى مغايراً لمعناه الأصلي نتيجة الخطأ في فهم كلمة في المتن وروايتها بهذا الخطأ.

التعريف

التعريف لغة

معنى الصحيفة: التي يُكتب فيها، والجمع صَحائفُ وصُحُفٌ وصُحْفٌ. وفي التنزيل: ﴿إن هذا لفي الصُّحُفِ الأُولى صُحُفِ إبراهيم وموسى﴾ [الأعلى: 18]؛ يعني الكتب المنزلة عليهما صلوات اللّه على نبينا وعليهما. والمُصْحَفُ والمِصْحَفُ: الجامع للصُّحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْنِ. والمُصَحِّف والصَّحَفيُّ: الذي يروي الخطأ عن قراءة الصحف بأشباه الحروف، مُوَلَّدة. والتَّصْحِيفُ: الخَطَأُ في الصَّحِيفةِ. "لسان العرب" لابن منظور (مادة صحف).

التعريف اصطلاحًا

هو تحويل الكلمة من الهيئة المتعارفة إلى غيرها. "توضيح الأفكار" للصنعاني (2/240). وهو متعلق بتغيير النقط في الكلمات غالباً، وأما تغيير شكل الكلمة فهو (المحرَّف). "نخبة الفكر" لابن حجر (ص290).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

التصحيف لغةً يعطي معنى الخطأ في الكلمة بتغيير شكل إحدى الحروف إلى آخر يشبهه ويقرأُ مع هذا الخطأ. وأشار ابن حجر عند ذكره لمعنى التصحيف اصطلاحاً إلى هذه الدلالة؛ فالتصحيف في اصطلاح المحدثين يشير إلى تغيير الحروف في الكلمة بتغيير نقاطها؛ كإبدال الدال بالذال مثلاً، أو السين بالشين، فتتحول الكلمة الأصلية إلى كلمة أخرى خطأً.

الفروق

الفرق بين الحديث المصحف و التحريف

من المعتمد لغةً واصطلاحاً لدى المحدثين ان التصحيف يكون بالإبدال في حرف أو أكثر في كلمة في السند أو المتن فتحيل اسم الراوي أو معنى الحديث إلى معنى آخر غير مقصود في الأصل. ومن منطلق معنى التصحيف، يُستحسن الإشارة إلى مصطلح (التحريف) لدى المحدثين والتفريق بينهما للتداخل الواقع بينهما. فالتحريف لغة في القرآن والكلمة: تغيير الحرفِ عن معناه والكلمة عن معناها وهي قريبة الشبه كما كانت اليهود تُغَيِّرُ مَعانَي التوراة بالأَشباه، فوصَفَهم اللّه بفعلهم فقال: ‏تعالى: ﴿يُحَرِّفُون الكَلِمَ عن مواضعه﴾ [النساء: 46]، والحرف الجنب. "لسان العرب" لابن منظور (مادة حرف). فالتحريف يتضمن تغيير وإبدال الكلمة بما يُجانب الصواب كلياً ويُخالف ما كان عليه الكلام قبلاً. فالفرق بين التصحيف والتحريف هو وقوع بعض التغيير في بعض الحروف سهواً وخطأً في التصحيف، بينما يتعمد المُحَرِّف فعل التغيير والاستبدال ليضيع المعنى الأصلي من الكلام. وأكثر المحدثين على أن التصحيف يقع في تغيير النقط في الحروف، وأما تغيير شكل الكلمة يُعتبر تحريفاً. "نخبة الفكر" لابن حجر (ص290). انظر: التحريف

الأقسام

التصحيف قسمان تبعاً لموضع وقوعه من الحديث: 1. تصحيف في السند. 2. تصحيف في المتن. ويمكن تقسيمه تبعاً إلى طريقة حدوث التصحيف، على ثلاثة أقسام: 1. تصحيف بصر. ويحدث في كل من السند والمتن، ويقع عند تحمل الحديث أو أدائه أثناء القراءة من الكتاب. ومثاله: ما وقع لأبي بكر الصولي وهو يملي الحديث «من صام رمضان وأتبعه ستّاً من شوال» فغير (ستاً) إلى (شيئاً)، "فتح المغيث" للسخاوي (4/58). 2. تصحيف سمع. ويحدث كذلك في السند والمتن، ويقع عند تحمل الحديث أو أدائه فيسمع المتلقي بعض ألفاظ الحديث أو بعض اسماء الرواة خطأً. ومثاله: ما رواه بعض الرواة من حديث (عاصم الأحول) فقالوا (عاصم الأحدب)، فذكر الدارقطني أنه من تصحيف السمع لا من تصحيف البصر، كأنه ذهب إلى أن ذلك مما لا يُشتبه في الكتابة وإنما أخطأ فيه مَن سمع الحديث. "مقدمة ابن الصلاح" ص389). 3. تصحيف في المعنى. ويقع هذا النوع في المتن فقط؛ فيُفهم معنى الحديث على غير حقيقته؛ ومثاله: ما قاله محمد بن المثنى العنزي: «نحن قوم لنا شرف، نحن من عَنَزَة صلى إلينا رسول الله ». يريد أن النبي صلى إلى عنزة، فتوهم أنه صلى إلى قبيلتهم، وإنما (العنزة) هنا (الحربة)تُنصب بين يديه. "نخبة الفكر" لابن حجر (ص291). ولقد أشار ابن الصلاح إلى إمكانية تقسيم التصحيف إلى قسمين: تصحيف في اللفظ ويشمل تصحيف البصر وتصحيف السمع، والقسم الثاني تصحيف المعنى. "مقدمة ابن الصلاح" (ص389).

مسائل وتنبيهات

من الأهمية بمكان أن يُمَيَّزَ التصحيف في السند أو المتن لِما في ذلك من تحويل للفظ كامل أو في معنى الحديث مما يولد خللاً في الحكم على الرواة أو في فهم الحديث، وسبب حدوث التصحيف في الأصل هو وهم الراوي. انظر: "تحرير علوم الحديث" لعبد الله بن يوسف الجديع (2/1010).