المحسن
كلمة (المحسن) في اللغة اسم فاعل من الإحسان، وهو إما بمعنى إحسان...
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ في الصلاة على الجنازة: «اللهم أنت ربها، وأنت خلقتها، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها، وأنت أعلم بسِرِّهَا وعلانيتها، وقد جئناك شفعاء له، فاغفر له».
[ضعيف الإسناد.] - [رواه أبو داود وأحمد.]
كان النبي ﷺ إذا صلى على جنازة قال ما معناه: اللهم أنت سيدها ومالكها، وأنت الذي خلقتها، وأنت الذي هديتها للإسلام، وأنت أمرت بقبض روحها، وأنت أعلم بباطنها وظاهرها منها، حضرنا بين يديك داعين له بالمغفرة، فاغفر له فإنك مجيب الدعوات، هذا المعنى مع ملاحظة ضعف الحديث، ولا مانع من قوله لدخوله في عموم الدعاء للميت وخلوه من محظور شرعي.
ربها | مربيها بنعمتك. |
هديتها | أوصلتها. |
قبضت | قبضت أخذت. |
روحها | الله أعلم بها. |
بسرها | بما كانت تُسِرُّه في الحياة من اعتقاد ونية. |
علانيتها | بما تُظهره من عمل وطاعة. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".