عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «إذا صلى أحدكم فَلْيَجْعَلْ تِلْقَاءَ وجهه شيئا، فإن لم يجد، فلينصب عصا، فإن لم يجد، فَلْيَخُطَّ خَطًّا، ثم لا يَضُرُّهُ مَا مَرَّ بَيْنَ يديه».
[ضعيف.] - [رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد.]
شرح الحديث :
يبين الحديث الشريف ضرورة أن يجعل المصلي أمامه سترة يصلي إليها، فإن لم يجد شيئاً نصب عصاً، وإن لم يجد يخط في الأرض خطاً يكون له سترة؛ ولا يضره بعد ذلك من مر أمامه بعد ذلك. هذا إذا كان المصلي إمامًا أو منفردًا، أما المأموم فسترة الإمام سترة له؛ لأنَّه ﷺ كان يصلي إلى سترة دون أصحابه، واتَّفق المصلون خلفه على أنَّهم مصلون إلى سترة، فلا يضرهم مرور شيء بين أيديهم؛ ففي البخاري (493) ومسلم (504) عن ابن عباس قال: "أقبلت على حمار أتان، ورسول الله ﷺ يصلي بالناس، فمررت بين يدي بعض الصف، فلم ينكر ذلك علي أحد". ولا مانع من العمل بهذا الحديث؛ لعدم ما يعارضه من الأحاديث الصحيحة، ولأنه ليس شديد الضعف.
معاني الكلمات :
فَلْيَنْصِب |
أي: يرفع ويقيم. |
تِلْقَاءَ |
اسم من: اللقاء، وظرف لمكان اللقاء والمقابلة. |
فليخط |
فليرسم علامةً مستقيمة على الأرض. |
فوائد من الحديث :
-
استحباب السترة بين يدي المصلي وتأكدها؛ لكثرة الأمر فيها.
-
أنَّ السترة تكون بأي شيء بارز، يكون تلقاء وجه المصلي، يمنع المارين من المرور في قِبْلته، ومكان سجوده.
-
فإن لم يجد شيئًا بارزًا، يكون بقدر مؤخرة رحل الراكب، فوق قتب البعير، إن لم يجد هذا، انتقل إلى ما دونه.
-
إن لم يجد شيئًا، فلينصب عصا، وإن لم يجد العصا خطَّ خطًّا.
-
الخط قد يحتاج إليه لإمكانه قديماً عندما كانت أرض المسجد وفناؤه مفروشة بالرمل، أما الآن فالمساجد فيها الفرش، فلا أثر للخط، إلا إذا كان الإنسان في الصحراء أو نحو ذلك.
-
أنَّ المصلي إذا وضع السترة من أي نوع من هذه الأنواع؛ فإنَّه لا يضر صلاته شيء، ولا ينقصها، ولا يبطلها من مرَّ بين يديه من ورائها.
-
صريح الحديث: أنَّه لا يضع السترة الدنيا حتى لا يجد التي أعلى منها، وأنَّها مبنية على الحديث الشريف: "إذا أمرتكم بأمرٍ، فأتوا منه ما استطعتم".
-
الصلاة عبادة جليلة، وهي الصلة بين العبد وربه، فإذا وقف المصلي فإنه يناجي الله -تعالى-، والمرور أمامه يخل بهلذه المناجاة، ويقطع هذا الاتصال الإلهي بانشغال القلب، فاحتيط للصلاة بهذه الوقاية.
المراجع :
سنن ابن ماجه، ابن ماجه محمد بن يزيد القزويني، دار الفكر، بيروت.
سنن أبي داود، سليمان بن الأشعث أبوداود، دار الفكر، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد.
مسند الإمام أحمد بن حنبل، أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني، تحقيق: شعيب الأرنؤوط و عادل مرشد، وآخرون، تحت إشراف: عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى1421هـ، 2001م.
مشكاة المصابيح، ولي الدين محمد الخطيب التبريزي.
توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام، عبد الله بن عبد الرحمن البسام، مكتبة الأسدي، مكة المكرّمة، الطبعة: الخامِسَة 1423هـ، 2003م.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، عبد الله صالح الفوزان، دار ابن الجوزي، الطبعة: الأولى 1428هـ، 1432هـ.
مفردات ذات علاقة :
ترجمة هذا الحديث
متوفرة باللغات التالية