الغفور
كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «كانت بنو إسرائيل تَسُوسُهُمُ، الأنبياء، كلما هلك نبي خَلَفَهُ نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون بعدي خلفاء فيكثرون»، قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: «أوفوا ببيعة الأول فالأول، ثم أعطوهم حقهم، واسألوا الله الذي لكم، فإنَّ الله سائلهم عما اسْتَرْعَاهُم».
[صحيح.] - [متفق عليه.]
كانت بنو إسرائيل تتولى الأنبياء أمرهم كما يفعل الولاة والأمراء بالرعية، كلما مات نبي جاء بعده نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء كثيرون يحكمون الناس. فقال الصحابة رضي الله عنهم: إذا كثر بعدك الخلفاء فوقع التشاجر والتنازع بينهم فما تأمرنا أن نفعل؟ فأجابهم النبي ﷺ بقوله: "أوفوا ببيعة الأول" وأعطوهم حقهم وإن لم يعطوكم حقكم؛ لأن الله سيسألهم عن حقكم، ويثيبكم بما لكم عليهم من الحق.
إسرائيل | هو النبي يعقوب عليه السلام، وإسرائيل اسم عبراني معناه : عبد الله. وأبناؤه هم قبائل اليهود. |
تسوسهم | يتولون أمورهم. |
هلك نبي | مات. |
خلفه نبي | جاء مكانه نبي آخر يقيم أمرهم وينصر مظلومهم. |
لا نبي بعدي | فيفعل ما كان يفعل أولئك. |
فيكثرون | يكثر عددهم. |
أوفوا | الزموا بيعته. |
البيعة | المعاقدة والمعاهدة على طاعة ونصرة الحاكم الأول. |
أعطوهم حقهم | أطيعوهم وعاشروهم بالسمع والطاعة. |
الذي لكم | أي عليهم من الرفق بكم ورعايتكم. |
استرعاهم | استحفظهم. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".