المقيت
كلمة (المُقيت) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أقاتَ) ومضارعه...
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه مرفوعاً: «إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، وَمُنْبِلَهُ. وارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا. ومن ترك الرمي بعد ما علمه رَغْبَةً عنه فإنها نعمة تركها» أو قال: «كفرها».
[إسناده ضعيف.] - [رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد.]
الحديث بيانٌ لفضل المتعاونين على الخير، وأنَّ كلّ من شارك في فعل الخير نال أجره من الله تعالى، فالسهم الذي قتل الكافر قد اشترك فيه صانعه وناقله والرامي به وكلهم يدخلون الجنة. وفيه بيان فضل الرمي في سبيل الله، والوعيد على من تركه بدون عذر. والحديث ضعيف ولكن يدل على هذا المعنى حديث: «ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة» متفق عليه، وحديث: «إنما الأعمال بالنيات» متفق عليه وغيرهما، وبالنسبة للشق الثاني يدل على معناه حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، قال: مر النبي ﷺ على نفر من أسلم ينتضلون، فقال النبي ﷺ: «ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان رامياً ارموا، وأنا مع بني فلان» قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله ﷺ: «ما لكم لا ترمون؟»، قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ قال النبي ﷺ: «ارموا فأنا معكم كلكم». رواه البخاري، وحديث عقبة مرفوعًا: «من علم الرمي، ثم تركه، فليس منا» أو «قد عصى». رواه مسلم.
بالسهم الواحد | أي بسبب رميه على الكفار. |
نَفَرٍ | جماعة من الرجال ما بين الثلاثة إلى العشرة. |
يحتسب | يطلب الثواب. |
وَمُنْبِلَهُ | الذي يناول النبل إلى الرامي. |
واركبوا | أي تَمَرَّنوا على ركوب الدَّواب التي تُستعمل في القتال. |
ومن ترك الرمي | أي بالسهام. |
رغبة عنه | إعراضاً عنه. |
فإنها نعمة تركها | أي ترك العمل بها والشكر عليها. |
كَفَرَها | سترها ولم يشكرها. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".