البحث

عبارات مقترحة:

الحفي

كلمةُ (الحَفِيِّ) في اللغة هي صفةٌ من الحفاوة، وهي الاهتمامُ...

المقدم

كلمة (المقدِّم) في اللغة اسم فاعل من التقديم، وهو جعل الشيء...

الخالق

كلمة (خالق) في اللغة هي اسمُ فاعلٍ من (الخَلْقِ)، وهو يَرجِع إلى...

منهج ابن عرفة

>
" تفسير ابن عرفة" لم يؤلفه ابن عرفة، ولا جمعه في كتاب، وإنما دوّنه بعض تلامذته من دروسه التي كان يعقدها لهم في تفسير القرآن العظيم، وقد كانت دروسا تُتلى فيها بعض آيات القرآن، ثم يفسرها ابن عرفة بمنهج جامع بين طريقتي أهل الأثر وأهل الرأي في التفسير، فيورد الآثار المنقولة والمسائل العقلية، ويعتني بالاستنباطات الدقيقة، وحل الإشكالات العويصة، ونقد الأقوال الخاطئة، مستخدماً طريقة السؤال والجواب المعروفة عند أهل الجدل والمنطق. وكان تلامذته يشاركونه في إثارة الأسئلة الغامضة والإيرادات المحتملة، ويقدمون إجاباتهم عليها لتكون محل نقاش علمي رصين، يتدربون فيه على استثمار أدواتهم المعرفية في تكوين ملكتهم التفسيرية، ثم يتولى هو التصحيح لهم فيقرّ بعض إجابتهم ويعترض على بعضها، ولايهملون تقييد ذلك كله.

بطاقة الكتاب

الاسم

تفسير ابن عرفة. انظر: "التفسير ورجاله" لابن عاشور (ص: 102).

الشهرة

تفسير ابن عرفة.

العلم

تفسير القرآن الكريم.

أهم الطبعات

طُبع تفسير ابن عرفة ثلاث طبعات، وهي: 1- طبعَ مركز البحوث بالكلية الزيتونية سنة1986م، روايةَ الأبي لهذا التفسير طبعة غير مكتملة بتحقيق حسن مناعي، في مجلدين تضمنا تفسير الفاتحة والبقرة فقط. 2- طبعته كاملًا دار الكتب العلمية سنة 1429ه -2008م، بتحقيق جلال الأسيوطي في أربع مجلدات، وهي طبعة رديئة ومليئة بالتحريف، ولم يرد فيها ذكر الرواية التي اعتمدها المحقق. 3- طبعته كاملًا برواية الأُبِّي دار ابن حزم بتحقيق مجموعة من الباحثين، في خمس مجلدات، سنة 1436ه-2014م، وهذه الطبعة هي أفضل طبعاته.

الدراسات

أُعدّت عن تفسير ابن عرفة عدة دراسات من أهمها: 1- "ابن عرفة ومنهجه في التفسير" رسالة ماجستير، أعدَّها إسماعيل الشطي في جامعة صدام للعلوم الإسلامية 1420ه- 1999م. 2- "التفسير بين البيضاوي وابن عرفة" رسالة دكتوراه، أعدَّها سعيد سالم فاندي في جامعة الزيتونة 1415ه-1995م. 3- "استدراكات ابن عرفة على ابن عطيه في التفسير: جمعًا ودراسة" رسالة ماجستير، أعدَّها يوسف الحربي في جامعة الملك سعود، 1439ه-2018م. 4- "إتحاف أهل المعرفة بالاستدراكات التفسيرية لابن عرفة" لنزار حمادي، نشرته دار ابن عرفة في تونس1436ه-2015م. 5- "درر المعرفة من تفسير ابن عرفة" لنزار حمادي، نشرته دار ابن عرفة في تونس. 6- "الآراء الكلامية لابن عرفة من خلال تفسيره: جمعا ودراسة" رسالة ماجستير، أعدَّها هشام داود في جامعة في جامعة الجزائر، 1438ه-2017م. 7- "الآراء الأصولية لابن عرفة الورغمي من تفسيره للقرآن الكريم" رسالة دكتوراه أعدَّها طه قطب في جامعة الأزهر 1433ه -2012م. 8-"آراء ابن عرفة الأصولية من خلال تفسيره: جمعا ودراسة" رسالة ماجستير، أعدَّتها عائشة عبد الله السعوي في جامعة القصيم، 1436ه-2015م. 9- "البلاغة القرآنية في تفسير ابن عرفة" رسالة دكتوراه، أعدَّتها هيا بنت فهيد القحاطني في جامعة الإمام محمد بن سعود، 1437ه-2016م. 10-" الاعتراضات اللغوية في تفسير ابن عرفة" رسالة دكتوراه، أعدَّها خليل علي في جامعة العلوم الإسلامية العالمية بالأردن، 1436ه-2015م. 11- "منهجية الإمام ابن عرفة في التفسير الفقهي من خلال تفسيره" رسالة دكتوراه، أعدَّها أحمد رمضان هماد في جامع المنيا 1440ه-2019م.

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

أبو عبد الله محمد بن محمد بن عرفة بن حماد الورغمّي التونسي. انظر: "الديباج المذهب" لابن فرحون (2/331)، و "غاية النهاية" لابن الجزري (2/243).

شهرته

ابن عرفة.

مولده

ست عشرة وسبعمائة. انظر: "الديباج المذهب" لابن فرحون(2/333).

وفاته

سنة ثلاث وثمانمائة. انظر: "نيل الابتهاج" للتنبكتي (ص: 469).

شيوخه

أخذ ابن عرفة على كثير من الشيوخ، من أبرزهم: 1- والده محمد بن عرفة بن حماد. 2- محمد بن عبد السلام الهواري. 3- محمد بن محمد بن حسن بن سلامة الأنصاري. 4- محمد بن جابر بن محمد بن قاسم الوادي آشي. 5- محمد بن إبراهيم بن أحمد الآبلي. 6- محمد بن هارون الكناني. 7- محمد بن أحمد بن علي الإدريسي، المعروف بالشريف التلمساني. ينظر "الضوء اللامع" للسخاوي (9/240).

تلاميذه

تخرج على يد ابن عرفة جماعة من أجلاء العلماء، من أشهرهم: 1- أبو القاسم بن أحمد بن محمد البلوي، المعروف بالبُرزِلي. 2- أبو عبد الله محمد بن خلفة الوشتاني، المعروف بالأبي. 3- أبو الفضل قاسم بن عيسى بن الناجي التنوخي. 4- أبو مهدي عيسى بن أحمد بن محمد الغبريني التونسي. 5- محمد بن أحمد الوانوغي التوزري. 6- يعقوب بن أبي القاسم الزعبي. 7- أبو العباس أحمد بن محمد، المعروف بالشماع الهنتاتي. 9- أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله القلشاني. 10- محمد بن أحمد بن الخطيب شمس الدين، المعروف بابن مرزوق الحفيد. 11- أبو القاسم الشريف الإدريسي السلاوي. 12- أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد البسيلي. ينظر " نيل الابتهاج" للتنبكتي (ص: 363-471)، و "شجرة النور " لمخلوف (1/326).

مؤلفاته

1- تفسير ابن عرفة. 2- المختصر الفقهي. 3- حدود ابن عرفة، شرحه الرصاع وسمى شرحه "الهداية الكافية الشافية لبيان حقائق ابن عرفة الوافية". 4- مختصر الحوفي في الفرائض. 5- تأليف في أصول الدين عارض به طوالع البيضاوي. 6- المختصر الشامل في أصول الدين. 7- المختصر في المنطق. 8- المختصر في أصول الفقه. 9- الطرق الواضحة في عمل الناصحة. ينظر: "شجرة النور" لمخلوف (1/327)، و "ابن عرفة والمذهب المالكي بإفريقية" لسعد غراب، تعريب الشتيوي.

منهجه في التفسير

لم يبين ابن عرفة منهجه في تفسيره؛ ذلك أنه لم يقصد تأليف كتاب في التفسير، ولا إملاء تفسير شامل للقرآن، وإنَّما كان هذا التفسير من تقييدات تلامذته في حلقات تدريسه لكتاب الله ومذاكرتهم معه وأسئلتهم له حول القرآن. وكان ابن عرفة يسلك مسلك الجمع والتحليل والإملاء، فتُتلى الآية أو الآيات بين يديه، ثم يأخذ معناها بتحليل التركيب وإيراد كلام أئمة اللغة أو النحو على معاني المفردات ودلالات التراكيب، منشداً على ذلك الشواهد ومُورداً الأمثال والأحاديث. وقد اهتم بالتخريج والتأويل حتى تتضح دلالة الآية مستقيمة على المعنى الذي يتعلق به، وردِّ ما عسى أن يكون قد وقع من تخريج بعيد أو تأويل غير مقبول مطبِّقًا القواعد اللغوية والنكت البلاغية والمباحث الأصولية، جاعلاً عمدته في هذه المباحث تفسير ابن عطية غير معرض عن تفسير الكشاف، فيعتبر كلام ابن عطية حاصلاً بين أيدي مستمعيه ليسايره أو يرده، ويورد كلام الزمخشري كلما تعلق قصده بإيراده لنقل أو استدلال أو دحض، ويكثر من إيراد الآراء والمذاهب عن العلماء في كل مسألة بحسبها من أئمة المذاهب أو المتكلمين أو رجال الأصول لا سيما أصحابه الأدنون في طريقته النظرية مثل: عز الدين بن عبد السلام، والفخر الرازي والقاضي عياض، والقاضي ابن العربي والمازري. وقد كان يفتح المجال في إلقائه للبحث والسؤال، وكثيراً ما يكون سؤال أحد طلبته مثاراً لبيان عنصر من عناصر الموضوع لم يكن ملتفتاً إلى إثارته قبل ذلك السؤال. وهو شديد الاهتمام بأن ينتزع من الآيات ما هو من سياقها أو ليس منه بما يرجع إلى الأحكام التكليفية من مسائل الأصول ومسائل الفقه وإيراد ما يتعلق بذلك من الأنظار ومناقشتها، فتُجمع الاحتمالات العديدة والأوجه المختلفة وتُتَدارس بمنهجية حرَّة، ربما كانت الكلمة الأخيرة فيها لأحد الطلاب يقرّه عليها شيخه بكل تواضع علمي. وقد اختار ابن عرفة هذ المنهج التربوي وآثره على غيره من المناهج، وسار بالتفسير وجهة جديدة؛ وجهة السؤال والجواب قبل تقرير المسألة. ينظر: "التفسير ورجاله" لابن عاشور (ص: 125)، و مقدمة "تحقيق المناعي لتفسير ابن عرفة" (1/37).

العلوم التي اشتمل عليها كتابه

اشتمل تفسير ابن عرفة على عدة علوم أهمها: 1- القراءات وعلوم القرآن: فقد ذكر جملة من أوجه القراءات، ومباحث من علوم القرآن. 2- علم الكلام: فقد ذكر كثيرًا من المباحث العقدية المبنية على طريقة المتكلمين وآرائهم. 3-علم النحو والبلاغة: فقد اعتنى بالمسائل النحوية والبلاغية وناقش من سبقه من المفسرين المعتنين بذلك كابن عطية والزمخشري. 4- الفقه وأصول الفقه: فقد ذكر جملة من الفروع الفقهية خاصة فروع المذهب المالكي، كما ذكرا كثيرًا من القواعد الأصولية مع تطبيقاتها الاستدلالية.

مصادر التفسير

اعتمد ابن عرفة على عدة مصادر، يمكن تقسيمها إلى ما يلي: أولًا: مصادره من كتب التفسير 1- تفسير "جامع البيان" لابن جرير الطبري. 2- تفسير "المحرر الوجيز" لابن عطية، وهو أهم مصادره. 3- تفسير "الكشاف" للزمخشري. 4- تفسير "البحر المحيط" لأبي حيان. 5- تفسير "مفاتيح الغيب" للرازي. 6- "أحكام القرآن" لابن العربي. 7- تفسير "فتوح الغيب" للطيبي. 8- "إعراب القرآن" للعكبري 9- "معاني القرآن" للفراء 10- "معاني القرآن" للزجاج ثانيًا: مصادره من كتب القراءات 1- القصيدة الشاطبية "حرز الأماني" الشاطبي. 2- "المحتسب" لابن جني. ثالثًا: مصادره في اللغة والنحو والبلاغة 1- "الكتاب" لسيبويه. 2- "مغني اللبيب" لابن هشام. 3- "الايضاح في شرح المفصل" لابن الحاجب. 4- "المقرب" لابن عصفور. 5- "مفتاح العلوم" السكاكي. 6- "المفصل" و "أساس البلاغة" كلاهما للزمخشري. 7- "الصحاح" للجوهري. 8- "المثل السائر" لابن الأثير. رابعًا: مصادره من الفقه وأصوله 1- "المدونة الكبرى" لسحنون. 2- "المحصول" للرازي. 3- "التحصيل من المحصول" للأرموي. 4- "شرح المعالم الفقهية" لابن التلمساني. خامسًا: مصادره من كتب العقيدة 1- "الإرشاد" للجويني. 2- "بداية الهداية" للغزالي. 3- "التوسط في الاعتقاد" لابن العربي. ينظر: "ترجيحات ابن عرفة في تفسيره: سورة المائدة نموذجًا" لإبراهيم عباس (ص: 30-39).

القيمة العلمية للتفسير

لتفسير ابن عرفة قيمة معتبرة بين التفاسير؛ وذلك لمكانة مؤلفه العلمية، ولمنهجيته المتميزة التي تم بها تدوينه، تلك المنهجية التي تبرز موسوعية ابن عرفة في العلوم النقلية والعقلية واللغوية، وتمكُّنَه من استثمار هذه الموسوعية في تقديم دروس تفسيرية تقوم على الاستنباطات الدقيقة، وإيراد النقول المستوعبة من المصادر المتعددة، مع الانتقادات الرصينة، والترجيحات المؤصلة، والإجابات على الاعتراضات المحتملة، والإشكالات المثارة من طلابه الأفذاذ الذين لم يهملوا هذه الدروس الفريدة، بل قيَّدوها وحرروها حتى جمع فيها هذا التفسير العظيم.

أقوال أهل العلم

وعلق عنه بعض أصحابه كلاماً في التفسير كثير الفوائد في مجلدين، وكان يلتقطه في حال قراءتهم عليه، ويدونه أولاً فأولاً، وكلامه فيه دال على التوسع في الفنون وإتقان وتحقق. ابن حَجَر العَسْقَلَاني "إنباء الغمر" لابن حجر (2/192).
تفسير نفيس: حيُ المباحث، مستقل الأنظار، متبين المباني، غزير الفوائد. ابن عاشُور "التفسير ورجاله" لابن عاشور(ص: 126).