البر
البِرُّ في اللغة معناه الإحسان، و(البَرُّ) صفةٌ منه، وهو اسمٌ من...
طُبِع الكتابُ عدة طبعات؛ منها:
* طبعةُ مكتبة نزار مصطفى الباز: ط3، المملكة العربية السعودية، 1419هـ، تحقيق أسعد الطيب، صدرت في عشرة مجلدات.
* طبعة دار ابن الجوزي: ط1، عام 2018م، تحقيق مجموعة من الباحثين، وهي في الأصل مجموعةُ رسائلَ علميةٍ لنيل درجة الماجستير أو الدكتوراه، وقد صدرت في سبعة عشر مجلدًا.
اختصَره السُّيوطيُّ في "تفسير الدر المنثور"؛ قال رحمه الله: «ومن تصانيفه: "التفسير المُسنَد" اثنا عشر مجلدًا، لخَّصته في تفسيري». "طبقات المفسِّرين" للسيوطي (ص63).
هو عبدُ الرَّحمن ابنُ أبي حاتم مُحمَّدِ بن إدريس بن المُنذِر بن داود بن مهران، أبو مُحمَّدٍ التَّميميُّ الحَنْظلي. انظر: "طبقات المفسرين" للسيوطي (ص62).
ابنُ أبي حاتمٍ.
وُلِد: سنةَ أربعين ومائتين، أو إحدى وأربعين.
تُُوفِّي: سنةَ سبعٍ وعشرين وثلاث مائة بمدينة الرَّيِّ، وعُمُرُه سبعةٌ وثمانون عامًا.
كان له عددٌ لا يُحصَى كثرةً من الشيوخ، ذكَر الذهبيُّ بعضَهم، فقال: «وسَمِع من: أبي سعيدٍ الأشجِّ، والحسنِ بن عرفة، والزَّعْفراني، ويونس بن عبد الأعلى، وعليِّ بن المنذر الطَّرِيقي، وأحمدَ بن سِنان، ومُحمَّد بن إسماعيل الأحمَسيِّ، وحجَّاج بن الشاعر، ومُحمَّد بن حسان الأزرق، ومُحمَّد بن عبد الملك بن زَنْجَوَيْهِ، وإبراهيمَ المُزَني، والرَّبيع بن سليمان المؤذِّن، وبحر بن نصر، وسَعْدان بن نصر، والرَّمادي، وأبي زُرْعةَ، وابنِ وَارَة، وخلائقَ من طبقتهم، وممَّن بعدهم بالحجازِ، والعراق، والعَجَم، ومِصْرَ، والشام، والجزيرة، والجبال، وكان بحرًا لا تُكدِّره الدِّلاء». "سير أعلام النبلاء" (13 /264).
كان له تلاميذُ كُثُر؛ منهم:
* أبو حاتمٍ مُحمَّد بن حِبَّان البُسْتي (ت: 354هـ).
* عبدُ الله بن عَدِيٍّ الجُرْجاني (ت: 365هـ).
* أبو مُحمَّد عبدُ الله بن مُحمَّد بن جعفر بن حيَّان (ت: 396هـ).
* القاضي يوسُفُ بن القاسم (ت: 375هـ).
كان له عددٌ من المؤلَّفات؛ منها:
* "آداب الشافعي ومناقبه" (مطبوع).
* "بيانُ خطأ مُحمَّد بن إسماعيل البخاري" (مطبوع).
* "المعرفة" (مطبوع).
* "عِلَل الحديث" (مطبوع).
* "زهد الثمانية من التابعين" (مطبوع).
* "المراسيل" (مطبوع).
وله كُتُبٌ أخرى، بعضُها مفقود، وبعضها غير مطبوع، وقد نقل عنها أهلُ العلم في مصنَّفاتهم؛ منها:
* "الردُّ على الجَهْمية".
* "أصول السُّنة واعتقاد الدِّين".
* "فضائل الإمام أحمد".
* "فوائدُ أهل الرَّي".
أوضَح الإمامُ ابن أبي حاتم منهجَه في التفسير بكلماتٍ قليلة في مقدِّمة الكتاب، رأيتُ أن أنقُلَها بتمامها؛ قال رحمه الله: «سألني جماعةٌ من إخواني إخراجَ تفسير القرآن مختصَرًا بأصحِّ الأسانيد، وحذفِ الطُّرق والشواهد والحروف والرِّوايات، وتنزيلِ السُّوَر، وأن نَقصِدَ لإخراج التفسير مُجرَّدًا دون غيره، مُتقصِّين تفسيرَ الآي، حتى لا نترُكَ حرفًا من القرآن يوجد له تفسيرٌ إلا أخرج ذلك.
فأجبتُهم إلى ملتمَسِهم، وبالله التوفيق، وإياه نستعين، ولا حولَ ولا قوة إلا بالله.
فتحرَّيْتُ إخراجَ ذلك بأصحِّ الأخبار إسنادًا، وأشبَهِها متنًا؛ فإذا وجَدتُّ التفسيرَ عن رسول الله ﷺ، لم أذكُرْ معه أحدًا من الصحابة ممن أتى بمثل ذلك.
وإذا وجدتُّه عن الصحابة: فإن كانوا متفِقين ذكرتُه عن أعلاهم درجةً بأصحِّ الأسانيد، وسمَّيت موافِقيهم بحذفِ الإسناد، وإن كانوا مختلِفين ذكرتُ اختلافهم، وذكرت لكلِّ واحد منهم إسنادًا، وسمَّيت موافِقيهم بحذف الإسناد.
فإن لم أجد عن الصحابةِ، ووجدتُّه عن التابعين: عملتُ فيما أجد عنهم ما ذكرتُه من المثال في الصحابة، وكذا أجعل المثالَ في أتباع التابعين وأتباعهم.
جعَل اللهُ ذلك لوجهه خالصًا، ونفَع به». " تفسير ابن أبي حاتم" (1 /14).
ونجد ابنَ أبي حاتمٍ في "تفسيره":
* قد أخرَج التفسير المُسنَد دُونَ حُكْمٍ على الأسانيد، مرتِّبًا إياها تنازليًّا من أعلى درجةٍ في الصحة إلى أقلِّها، دُونَ الحُكْمِ عليها، وكأنه أحال القارئَ على السَّند ليحكُمَ عليه.
* تقصَّى في تفسير آيِ القرآن، حتى لم يترُكْ حرفًا من القرآن وُجِد له تفسير إلَّا أخرَج ذلك.
* وبتتبُّع "تفسير ابن أبي حاتم"، نجد أنه كثيرًا ما يُفسِّر بالآثار الواردة في تفسير آيةٍ الآياتِ المشابِهةَ لها، وربما كرَّر سببَ النزول الواحد لآياتٍ متشابِهة، ولعل مرادَه بذلك ذكرُ وجوهِ معاني اللفظ دُونَ النظر إلى السياق؛ للاستعانة بها على تحديدِ المعنى المناسب لها، أو المعنى الذي تدور حوله؛ فهو يُصدِّر الأقوالَ دائمًا بقوله: "الوجه الأول، والثاني. ." إلخ.
* يُكرِّر الآثارَ في تفسير الألفاظ الكثيرةِ الدورانِ؛ مثل: ﴿أَلِيمُۢ﴾، ﴿غَفُورٞ﴾، ﴿رَّحِيمٌ﴾، ﴿سَمِيعٌ﴾، ﴿عَلِيمٞ﴾.
* وقد تميَّز "تفسيرُ ابن أبي حاتم" بالاعتناء بتفسير عددٍ من كبار مفسِّري السلف، خصوصًا قتادةَ والسُّدي، وانفرَد بإيراد تفاسيرَ لا تكاد تجدها عند غيره؛ من أهمِّها:
1. "تفسير سعيد بن جبير" (ت: 95هـ)؛ من طريقِ عطاء بن دينار (ت: 126هـ).
2. "تفسير مُقاتِل بن حيَّان" (ت: 150هـ)، ويُعَد "تفسير ابن أبي حاتم" أكبَرَ المصادرِ التي حَفِظَتْهُ لنا؛ وذلك من طريق بُكَير بن معروف تلميذِ مُقاتِل، وأكثَرُ المفسِّرين الذين نقلوا "تفسيرَ مقاتل" - كابن كثيرٍ والسُّيوطي - نقَلوه بواسطة ابنِ أبي حاتم.
الرِّواياتُ المنقولة في التفسير عن النبيِّ ﷺ، والصحابة، والتابعين.
يُعَد "تفسير ابن أبي حاتم" أصلًا يعتمِدُ عليه كلُّ مفسِّر؛ فلا يستغني مفسِّرٌ عن الروايات التي ذكَرها بأسانيدِها؛ ولذلك عوَّل عليه ابنُ كثير في "تفسيره"، وكذلك جمَع السُّيوطيُّ كثيرًا من الرِّوايات الواردة فيه وذكَرها في "الدُّر المنثور".
«وله (تفسيرٌ) كبير في عدة مجلَّدات، عامَّتُه آثارٌ بأسانيدِه، مِن أحسَنِ التفاسير».
الذَّهَبي "سير أعلام النبلاء" (13 /264).
«وله (التفسيرُ) الحافل، الذي اشتمَل على النقلِ الكامل، الذي يربو فيه على "تفسير ابن جَرير الطَّبَري"، وغيرِه من المفسِّرين إلى زماننا».
ابن كَثِير "البداية والنهاية" (11 /216).