البحث

عبارات مقترحة:

القيوم

كلمةُ (القَيُّوم) في اللغة صيغةُ مبالغة من القِيام، على وزنِ...

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

الشهيد

كلمة (شهيد) في اللغة صفة على وزن فعيل، وهى بمعنى (فاعل) أي: شاهد،...

منهج ابن عطية

>
"المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز": هو الاسم الذي اشتهر به تفسير ابن عطية، وهو من كتب التفسير بالمأثور التي تعتمد النقل ولا تهمل الرأي المعتبر، وقد أثنى عليه العلماء والمفسرون ثناءً حسنًا، ولاقى رواجًا عند الناس وقبولًا منذ عصر مؤلفه في القرن السادس إلى اليوم؛ وذلك لأن مؤلفه لخّصه من كتب التفاسير التي صُنِّفت قبله، وخلّصه من الإسرائيليات، كما تحرّى أصح الأقوال، واعتنى ببيان معاني الرويات المنقولة عن السلف، وفسّر القرآن كله ولم يدَع لفظًا من ألفاظه دون أن يُبيِّن معناه، جالبًا أقوال العلماء في معاني تلك الألفاظ، وذاكرًا ما في كل آية من: أوجه القراءات، والأحكام الفقهية والصناعة النحوية، وأوجه الإعراب، والمعاني اللغوية، والشواهد الشعرية، جامعاً المعاني الكثيرة في عبارات موجزة، واختيارات محررة.

بطاقة الكتاب

الاسم

"المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز" وهذا الاسم لم يطلقه عليه مؤلفه ابن عطية، ولم يعرف به في العصور التي بعده، وإنما عرف فيها بـ" تفسير ابن عطية" أو "بالوجيز في التفسير". قال ابن عطية: «وقصدت أن يكون جامعًا وجيزًا محررًا» "المحرر الوجيز" لابن عطية (1/34). وقال ابن الخطيب: «وألف كتابه المسمى "بالوجيز في التفسير" فأحسن فيه وأبدع» "الإحاطة في أخبار غرناطة" لابن الخطيب(3/412)، ولعل أول من سماه " المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز" هو حاجي خليفة في "كشف الظنون" وذلك ما رجحه عبد الوهاب فايد في كتابه "منهج ابن عطية في تفسير القرآن الكريم"(ص82)، وأشار إليه قبله الشيخ محمد الفاضل بن عاشور في كتابه "التفسير ورجاله" (ص63).

الشهرة

تفسير ابن عطية

العلم

تفسير القرآن الكريم

أهم الطبعات

للوجيز في تفسير الكتاب العزيز عدة طبعات أهمها: 1- طبع في قطر ثلاث مرات، الأولى كانت عام 1412- 1991، بتحقيق أربعة محققين وهم: الرحالة الفاروق، وعبد الله الأنصاري، والسيد عبد العال إبراهيم، ومحمد الشافعي الصادق العناني، و أعيد طبعه مرة ثانية عام 1428- 2007 بتحقيق الأربعة المذكورين، ثم طُبع عام 1437-2016 بتحقيق مجموعة من الباحثين في عشرة مجلدات، وهذه الطبعة الأخيرة أفضل طبعاته. 2- طبعته وزارة الأوقاف المغربية بتحقيق المجلس العلمي، 1395-1975 في ستة عشر مجلدًا. 3- طبعته دار الكتب العلمية بتحقيق عبد السلام الشنافي 1422-2001 في ستة مجلدات. 4- طبعته دار ابن حزم في مجلد واحد مأخوذ من الطبعة القطرية.

الحواشي والشروح

لا يُعرف كتاب تفسيري خصّ تفسير ابن عطية بشرح أو حاشية، بيد أن محمد الطاهر بن عاشور، قال: إن الموجود من «تفسير الشيخ محمد بن عرفة التونسي» من تقييد تلميذه الأُبّي كونه تعليقا على «تفسير ابن عطية» أشبه منه بالتفسير. انظر "التحرير والتنوير" لابن عاشور (1/7).

المختصرات

- اختصره: عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي الجزائري المغربي المالكي. انظر: "الضوء اللامع" للسخاوي (4/152). - اختصره: محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الرعيني الوشقي النحوي انظر: "الذيل والتكملة" للمراكشي(4/105). - اختصره: الدكتور محمد بن محمود إبراهيم عطية في كتاب سماه " فتح العزيز في تقريب المحرر الوجيز" ، نشرته مكتبة السنة بالقاهرة 1432-2011.

الدراسات

كُتبت دراسات كثيرة في مواضيع متنوعةٍ من تفسير ابن عطية، ومن أهم هذه الدراسات: 1- "ابن عطية المفسر ومكانه من حياة التفسير بالأندلس": رسالة ماجستير أعدها عبد العزيز زهيري في كلية الآداب بالاسكندرية. 2-"منهج ابن عطية في تفسير القرآن الكريم": رسالة دكتوراه أعدها عبد الوهاب فايد في جامعة الأزهر، وقد طبعت. 3-"منهج ابن عطية في عرض القراءات وأثر ذلك في التفسير" رسالة دكتوراة أعدها فيصل جميل غزاوي في جامعة أم القرى. 4- " التفسير الفقهي عند ابن عطية" رسالة دكتوراه أعدها عبد السلام محمد في جامعة محمد الخامس. 5- "علوم القرآن في تفسير ابن عطية" رسالة دكتورها أعدتها سناء حلواني في كلية التربية بمكة. 6- "منهج ابن عطية في أصول الاعتقاد: عرض ودراسة" رسالة ماجستير أعدها علي القرعاوي جامعة محمد بن سعود. 7- "الداراسات النحوية في تفسير ابن عطية": رسالة دكتوراه أعدها ياسين جاسم المحيمد في الجامعة المستنصرية ببغداد. 8- "استدراكات ابن عطية في كتاب المحرر الوجيز علي الطبري في تفسيره: عرضًا ودراسة" رسالة دكتوراه أعدها شايع الأسمري في الجامعة الإسلامية بالمدينة 1417-1997 9- " المقارنة بين ابن عطية وابن كثير في تفسيريهما" رسالة دكتوراه أعدها أحمد بن عبد الهادي في جامعة محمد الخامس. 10- "الاستنباط عند الإمام ابن عطية الأندلسي في تفسيره المحرر الوجيز: دراسة نظرية تطبيقية" رسالة دكتوراه أعدتها عواطف أمين يوسف البساطي في جامعة أم القرى.

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

أبو محمد عبد الحق ابن أبي بكر غالب بن عطية المحاربي الأندلسي الغرناطي.

شهرته

ابن عطية.

مولده

ولد سنة إحدى وثمانين وأربع مائة، وقيل: سنة ثمانين وأربع مائة انظر: "بغية الملتمس" للضبي (ص389)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (19/588).

وفاته

توفي سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة، وقيل إحدى وأربعين وخمس مائة. انظر "الصلة" لابن بشكوال (ص368)، و "بغية الملتمس" للضبي (ص389).

شيوخه

تلقى ابن عطية العلم عن كثير من الشيوخ، وقد ذكر ثلاثين منهم في كتابه " فهرسة ابن عطية "، ومن أجل الشيوخ الذين أخذ عنهم وذكرهم في فهرسه: 1- والده الحافظ الفقيه أبو بكر غالب بن عبد الرحمن بن غالب. 2- الإمام الفقيه الأصولي أبو عبد الله محمد بن علي المازري. 3- الفقيه الإمام الحافظ أبو علي الحسين بن محمد ابن أحمد الغساني الجياني. 4- الفقيه المشاور الفاضل أبو عبد الله محمد بن فرج القرطبي المعروف بابن الطلاع. 5- الحافظ أبو علي الحسين بن محمد بن فيرة الصدفي. 6- الإمام أبو الحسن علي بن أحمد بن خلف الأنصاري. 7- الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب القرطبي.

تلاميذه

تتلمذ على ابن عطية جماعة من أجلاء العلماء، أبرزهم: 1-ا لإمام الحافظ أبو بكر محمد بن خير الإشبيلي. 2- الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الأنصاري، المعروف بابن حبيش. 3- الإمام العالم أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مضاء اللخمي القرطبي. 4- الإمام الفقيه عبد المنعم ابن الإمام محمد بن عبد الرحيم بن أحمد الأنصاري الخزرجي الغرناطي، المعروف بابن الفرس. 5-الفيلسوف الأديب أبو بكر بن طفيل القيسي /صاحب رسالة حي بن يقظان. انظر "فهرسة ابن خير" (ص536)، و "سير أعلام النبلاء" للذهبي (19/588)، و "الإحاطة في أخبار غرناطة" للتلمساني (2/334).

مؤلفاته

لا يُعرف لابن عطية من المؤلفات سوى مؤلفين: 1- المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز. 2- معجم شيوخه، المعروف بفهرسة ابن عطية.

منهجه في التفسير

ذكر ابنُ عطية في مقدمة تفسيره منهجَه العام في التفسير فقال: «وقصدت فيه أن يكون جامعًا وجيزًا محررًا، لا أذكر من القصص إلا ما لا تنفك الآية إلا به، وأثبت أقوال العلماء في المعاني منسوبة إليهم على ما تلقى السلف الصالح رضوان الله عليهم كتاب الله من مقاصده العربية السليمة من إلحاد أهل القول بالرموز، وأهل القول بعلم الباطن، وغيرهم، فمتى وقع لأحد من العلماء - الذين قد حازوا حسن الظن بهم - لفظ ينحو إلى شيء من أغراض الملحدين، نبهت عليه، وسردت التفسير في هذا التعليق بحسب رتبة ألفاظ الآية؛ من حكم، أو نحو، أو لغة، أو معنى، أو قراءة، وقصدت تتبع الألفاظ حتى لا يقع طفر كما في كثير من كتب المفسرين... وقصدت إيراد جميع القراءات: مستعملها وشاذها، واعتمدت تبيين المعاني وجميع محتملات الألفاظ، كل ذلك بحسب جهدي وما انتهى إليه علمي، وعلى غاية من الإيجاز وحذف فضول القول. انظر "المحرر الوجيز" لابن عطية (1/34). وبالتأمل في تفسيره يمكن أن نجمل منهجه في التفسير فيما يلي: 1- اعتماده على التفسير بالمأثور، فيفسر القرآن بالقرآن، كما يفسره بالسنة وآثار الصحابة، ويذكر الأحاديث مجرّدة عن أسانيدها، ولا يولي عناية بتخريجها، ولا يقتصر على الصحيح، وإنما يورد الضعيف أيضًا. 2- يرفض ويردّ التفسير الرمزي أو الإشاري الذي يفسر به ملاحدة الباطنية كلام الله وتعالى، ويعتني بالرأي الصحيح، فيذكر الآراء التي تحتملها معاني الآية التي يفسرها. 3- لا يذكر الإسرائيليات، ولا يورد من القصص إلا ما لا يُستغنى عنه في فهم الآية. 4- يحرّر أقوال العلماء ويشرح مقاصدهم، ويستدرك على من سبقه من المفسرين ويناقش أقوالهم ويختار منها ما يراه راجحًا. 5- يهتم كثيرًا بالمعاني اللغوية والصناعة النحوية ويُكثر من إيراد الشواهد الشعرية. 6- يهتم بذكر القراءات القرآنية: الصحيحِ منها والشاذّ؛ ليبين بها أوجه المعاني التي تحتملها الآية. ينظر: " التفسير والمفسرون" لحسين الذهبي(1/170)، و "منهج ابن عطية في تفسير القرآن الكريم" لعبد الوهاب فايد (ص130-194).

العلوم التي اشتمل عليها كتابه

قصد ابن عطية أن يجعل من " المحرر الوجيز" كتابًا جامعًا لكل العلوم، فذكر فيه علومًا كثيرة يمكن إفراد كل علم منها بدراسة مستقلة مأخوذة منه، فهو قد اشتمل على: 1- علوم القرآن: حيث ذكر كثيرًا من مسائل علوم القرآن لا سيما في مقدمته. 2- العقيدة : فقد ذكر جملة من قضايا العقيدة في تفسير الآيات التي لها تعلّقٌ بها، وكان ينهج نهج الأشاعرة في المنهج والاستدلال. 3- الفقه: فقد بين ما تشتمل عليه آيات الأحكام من مسائل فقهية، ولم يكن متعصبًا لمذهبه المالكي. 4 - القراءات: فقد ذكر كثيرًا من القراءات المتواترة والشاذة. 5- اللغة: فقد ذكر كثيرًا من المعاني اللغوية واهتم بالصناعة النحوية والشواهد الشعرية.

مصادر التفسير

تنوعت مصادر "المحرر الوجيز"، وذلك لأن ابن عطية درس كل العلوم التي تعينه على التفسير وبذل في ذلك وسعه وغايته، يقول في مقدمة تفسيره «فإني لما رأيت العلوم فنونًا، وحديث المعارف شجونًا، وسلكت فإذا هي أودية، وفي كل للسلف مقامات حسان وأندية، رأيت أن الوجه لمن تشزن للتحصيل، وعزم على الوصول، أن يأخذ من كل علم طرفًا خيارًا» "المحرر الوجيز" (1/33). ويمكن أن نجمل مصادره في تفسيره فيما يلي: 1- مصادره في التفسير: اعتمد على أربعة مصادر وهي: - "جامع البيان في تفسير القرآن" لابن جرير الطبري. - "شفاء الصدور" لأبي بكر محمد بن الحسن بن زياد الموصلي المعروف بالنقاش. - "التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل" لأبي العباس أحمد بن عمار المهدوي التميمي. - "الهداية إلى بلوغ النهاية" لمكي بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار أبو محمد القيسي. 2- مصادره في القراءات: اعتمد على ما دون قبل عصره من الكتب المعتمدة في هذا الفن، مثل: - كتب أبي عمرو الداني.. - كتاب "الحجة" لأبي علي الفارسي. - كتاب "المقتضب" لابن جني. 3- مصادره في العقيدة: اعتمد في العقيدة على أقوال الإمام أبي الحسن الأشعري، وأبي المعالي الجويني. 4- مصادره في الحديث: اعتمد على أهم مصادر السنة كالصحيحين، والموطأ، والسنن الأربعة، ومصنفي عبد الرزاق وابن أبي شيبة. 5- مصادره في اللغة: اعتمد على كتب أئمة اللغة كالخليل بن أحمد، وسيبويه، وأبي عبيدة معمر بن المثنى، والفراء، والزجاج، والمبرد، وثعلب. 6- مصادره في الفقه: اعتمد ابن عطية في الفقه على أمهات كتب المذهب المالكي السائد في الأندلس، كالموطأ، والمدونة، والواضحة لابن حبيب، والموازية، لابن المواز، والتفريع لابن الجلاب، وكتب القاضي عبد الوهاب البغدادي. 7- مصادره في السيرة والتاريخ: اعتمد على السيرة النبوية لابن إسحاق، والسيرة النبوية لابن هشام، والاستيعاب لابن عبد البر.

القيمة العلمية للتفسير

لتفسير ابن عطية قيمة علمية عالية يدل عليها ثناء العلماء عليه، وإجماعهم على أنه في غاية الصحة والتحرير، كما يدل عليها اعتمادُ كثيرٍ من المفسرين عليه؛ فقد اعتمد عليه تلميذه ابن الفرس في كتابه: "أحكام القرآن"، وكذلك الإمام القرطبي في تفسيره: "الجامع لأحكام القرآن"، وأبو حيان في تفسيره: "البحر المحيط"، وابن جزي في تفسيره: "التسهيل لعلوم التنزيل"، والثعالبي في تفسيره: "الجواهر الحسان في تفسير القرآن"، حتى قيل إنه اختصارٌ له. كما اعتمده الطاهر ابن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير"، وجعله ثاني أهم كتاب ضمن كتب علم التفسير التي جدّد أصحابها، ولم يكونوا عالة على السابقين.

أقوال أهل العلم

«وتفسير ابن عطية وأمثاله أتبع للسنة والجماعة وأسلم من البدعة» ابن تَيْمِيَّة "المقدمة في أصول التفسير" لابن تيمية (ص37)
«وأما ابن عطية فكتابه في التفسير أحسن التآليف وأعدلها. فإنه اطلع على تآليف من كان قبله فهذبها ولخصها. وهو مع ذلك حسن العبارة. مسدّد النظر، محافظ على السنة» أبو القاسم، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، ابن جزي الكلبي الغرناطي "التسهيل لعلوم التنزيل" لابن جزي (1/20)
«أبو القاسم محمود بن عمر المشرقي الخوارزمي الزمخشري وأبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي المغربي الغرناطي، أجل من صنف في علم التفسير، وأفضل من تعرض للتنقيح فيه والتحرير... وكتاب ابن عطية أنقل وأجمع وأخلص» أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان أثير الدين الأندلسي "البحر المحيط في التفسير" لأبي حيان (21-1/20)