البحث

عبارات مقترحة:

الشاكر

كلمة (شاكر) في اللغة اسم فاعل من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

الودود

كلمة (الودود) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) من الودّ وهو...

الحافظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحافظ) اسمٌ...

منهج البغوي

>

تفسيرُ "مَعالِم التنزيل"، أو المشهور بـ"تفسير البَغَوي" لمحيي الدِّين أبي مُحمَّد الحُسَين بن مسعود البَغوي: تفسيرٌ كامل لكتاب الله، متوسِّط الحجم، معدودٌ من جملة التفاسير التي عُنِيت بالتفسير بالمأثور.

وقد طُبِع الكتاب عدةَ طبعات، وأُجريت عليه دراساتٌ جامعية كثيرة؛ بين متناوِلٍ لمنهجه ككلٍّ، وبين متناول لعلمٍ من العلوم التي فاض بها التفسير.

ولا يزال الكتابُ بحاجةٍ إلى من يُنقِّب عن دُرَره ويستخرجها؛ لينتفعَ بها العباد.

بطاقة الكتاب

الاسم

"مَعالِمُ التنزيل".

الشهرة

"تفسير البَغَويِّ".

العلم

تفسير القرآن الكريم

أهم الطبعات

طُبِع الكتابُ عدةَ طبعات، منها ما هو قديم، ومنها ما هو جديد؛ من هذه الطبعات:

* طبعة فارس في أربع مجلدات، ولم يُذكَر مكانُ الطبع، ولا تاريخه.

* طبعته دائرةُ المعارف الإسلامية بمدينة بومباي، عام (1309هـ-1891م).

* طُبِع بمصر بمطبعة البابي الحلبي على هامش "تفسير الخازن"، في سبعة مجلدات، عام (1955م).

* وطبعته دارُ طيبة بالرياض في 8 مجلدات طبعةً محقَّقة ومخرجة الأحاديث.

* وطبعته دار طيبة، في أربعة مجلدات، بتحقيق محمد عبد الله النمر، وعثمان جمعة ضميرية، وسليمان مسلم الحرش، ولعلها من أفضَلِ الموجود.

المختصرات

اختصَره عبد الله بن أحمد بن علي الزيد، وسماه "مختصَر تفسير البغوي"، طبعته دار السلام.

الدراسات

كُتِبت حول "تفسير البَغَوي" عدةُ دراسات، منها ما كان في المنهج ككلٍّ، ومنها ما كان في علمٍ مستقلٍّ من العلوم التي حواها؛ ومن تلك الدراسات:

1."البغوي ومنهجه في التفسير": لعفاف عبد الغفور، 1980، رسالة ماجستير من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وهي رسالةٌ قيِّمة، كان لها السبقُ في بيان منهج البَغَوي، قسمت الباحثة رسالتها ثلاثة أبواب: تكلمت في الباب الأول عن ترجمة البغوي، وجعلت لذلك الباب فصولًا: ولادته ونشأته، ثم مشايخه وتلامذته، ثم آثاره ومؤلفاته. وفي الباب الثاني: تكلمت عن التفسير، وقسمته فصولًا، فجعلت الفصل الأول للكلام عن مصادر تفسيره، والفصل الثاني عن منهجه في التفسير، وفي الفصل الثالث تكلمت عن مباحث علوم القرآن في تفسيره. أما الباب الثالث فكان: تفسيره في الميزان، وجعلت هذا الباب في ثلاثة فصول: الأول عرضت آراء العلماء فيه، ثم تحدثت عن (البغوي بين الثعلبي والخازن)، وفيه موازنة بين البغوي وتفسير سابق له؛ وهو "الكشف والبيان" للثَّعْلبي، وبين البغوي وتفسير لاحق؛ وهو "لباب التأويل في معاني التنزيل" للخازن، وانتهت الباحثة إلى أن "تفسير البغوي" تفسيرٌ مستقل عنهما، مع أنه استفاد من الثعلبي، وأفاد الخازنَ في "تفسيره"، وختَمتْ بالحديث عن مِيزة "التفسير"، وقيمته العلمية.

2. "زوائد أحاديث كتاب تفسير البغوي على أحاديث الكتب الستة جمعًا وتخريجًا ودراسةً": لماجد بن عبد الكريم السبع، رسالة ماجستير في الجامعة الإسلامية بغزة، (1428-1429هـ) (2007-2008م)، وهي رسالة في علم الحديث، عَمِل الطالبُ فيها على جمعِ الروايات التي خرَّجها البغوي وهي غير مخرَّجة في الكتب الستة، واستخدم في ذلك محرِّكات البحث الإلكتروني؛ كما صرح بذلك في تقدمة رسالته. وانتهت رسالته بحديث (واحد) قدسي صحيح، وأربعة وسبعين حديثًا مرفوعًا، وسبعة عشر حديثًا موقوفًا، وأربعة أحاديث مرسلة.

3. "النحو في تفسير البغوي: دراسة في المصادر والقضايا": لنجوى محمد أحمد، رسالة دكتوراه، جامعة المنيا بمصر، 2008م، وهي رسالة قُدِّمت في كلية الآداب - قسم اللغة العربية، تناولت فيها الباحثةُ الجانبَ النَّحْوي في "تفسير البغوي". وقد بدأت الباحثةُ الرسالة بفصلٍ تمهيدي تكلمت فيه عن الإمامِ ومنهجه في التفسير، ثم أعقبته بخمسة فصول رئيسة: الأول: مصادر التفسير النَّحْوية. الثاني: القضايا النحوية في "تفسير البغوي" الثالث: الشواهد النحوية في "تفسير البغوي". الرابع: منهج البغوي النحوي. الخامس: النتائج والتوصيات.

وهي رسالةٌ مهمة في بابها، كشَفتْ عن علمِ البَغَوي باللغة والنحو، ينتفع بها كلُّ مَن له اهتمام بالجوانب النَّحْوية بصفة خاصة، وكل طالب علم بصفة عامة.

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

أبو مُحمَّدٍ الحُسَينُ بن مسعودِ بن مُحمَّدِ بن الفَرَّاءِ البَغَويُّ، الشافعي، المفسِّر، نزيلُ (مَرْوِ الرُّوذ)، الفقيهُ، المُحدِّث. انظر: "سير أعلام النبلاء" للذهبي (14 /328).

شهرته

البَغَويُّ.

مولده

وُلِد سنة اثنتينِ وثلاثين وأربع مائة، ولم تذكُرْ كتبُ التراجم عن ولادتِه ونشأته شيئًا سِوى تديُّنِه ووَرَعِه، واقتصادِه في اللِّباس، وعمامتِه التي كانت على منهاجِ السلف حلًّا وعقدًا. انظر: "سير أعلام النبلاء" للذهبي (14 /328).

وفاته

تُوفِّي سنةَ عَشْر وخمس مائة بـ(مَرْوِ الرُّوذ)، وقيل: سِتَّ عَشْرةَ وخمس مائة. انظر: "تاريخ إربل" لابن المستوفي (2 /87).

ودُفِن عند شيخه القاضي حُسَين بمقبرة الطالقان، وقبرُه مشهور هنالك رَحِمه الله تعالى.

شيوخه

كان@@@ له العديد من المشايخ الذي تلقى عنهم، ولكن قربه إلى بعضهم كان أكثر، حتى إنه دفن إلى جانب واحد منهم، فمن هؤلاء المشايخ: القاضي حسين بن محمد. عبد الرّحمن بن محمَّد بن أحمد بن محمود بن فُوْرَان. محمد بن محمد السرخسي الشيرزي. أبو الفضل زياد بن محمد الحنفي. أبو الحسن علي بن يوسف الجويني. يعقوب بن أحمد الصيرفي. انظر "سير أعلام النبلاء" للذهبي (ج14/ص328).

تلاميذه

نقله عنه العديد من التلاميذ، الذين وصل إلينا علمه عن طريقهم، فمنهم: فضل الله النوقاني. أبو الفتوح محمد بن محمد الطائي. الفخر بن علي البخاري. أبو منصور محمد بن أسعد العطاري انظر " سير أعلام النبلاء" للذهبي (ج14/ص328)

مؤلفاته

ألف العديد من الكتب، في مختلف العلوم، منها ما ذكرته كتب التراجم مجتمعة، ومنها ماتم ذكره في ثنايا التراجم، ومن مؤلفاته: معالم التنزيل (وهو كتاب التفسير). شرح السنة. كتاب المصابيح. مشكل القرآن. التهذيب في الفقه. الجمع بين الصحيحين. الأربعين حديثًا (هكذا سماه). الكفاية في القراءة. الكفاية في الفروع (باللغة الفارسية). مجموعة الفتاوى.

منهجه في التفسير

حكى لنا ابن تيميةرحمه الله وصفًا عامًا لمنهجه في التفسير، فقد حرص على رفض البدع، وبذل جهده في بيان منهج أهل السنة. قال ابن تيمية: «وأما التفاسير الثلاثة المسئول عنها فأسلمها من البدعة والأحاديث الضعيفة (البغوي)، لكنه مختصر من (تفسير الثعلبي)، وحذف منه الأحاديث الموضوعة، والبدع التي فيه، وحذف أشياء غير ذلك». "مقدمة في أصول التفسير" لابن تيمية (ج1/ص51). وعند النظر في منهجه نجد هذا واضحًا. وقد أسس البغوي للمنهج في التفسير بمقدمة هامة. قدم لتفسيره بمقدمة في فضائل القرآن ، ثم أتبعه بفصل فيه ذم لمن تكلم في تفسير القرآن برأيه من غير علم. وهذا لا يعني أن الإمام البغوي يمنع من التفسير بالرأي، ولكن الذم يلحق من تكلم بغير علم، وقد ختم الباب بقوله: «وقد يفتح الله على المتدبر والمتفكر في التأويل والمعاني ما لا يفتح على غيره، وفوق كل ذي علم عليم». فكان الشيخ يرى جواز التفسير بالرأي لمن ملك القدرة العلمية على ذلك. ثم بعد هذه المقدمة نجمل منهجه في نقاط: 1- كان تفسير القرآن بالقرآن عمادًا أساسيًا لديه ، فأول ما تقع عينك على الفاتحة تجد استدلاله على (بسم الله الرحمن الرحيم) بأن الاسم هو المسمى، فيقول: «والاسم هو المسمى وعينه وذاته قال الله تعالى: ﴿إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى﴾ (7-مريم) أخبر أن اسمه يحيى ثم نادى الاسم فقال: "يا يحيى" وقال: ﴿ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها﴾ (40-يوسف)، وأراد الأشخاص المعبودة لأنهم كانوا يعبدون المسميات. وقال: «﴿سبح اسم ربك﴾ (1-الأعلى)»معالم التنزيل"(ج1/ص50). 2- يعتمد على الحديث النبوي في تفسير الآية ، قال رحمه الله«وفي الحديث: "كنا إذا احمّر البأس اتقينا برسول الله »"معالم تنزيل"(ج1ص60) 3- يهتم بالاشتقاقات اللغوية، ويوجه الاشتقاق ويذكر خلاف الكوفيين والبصريين وأئمة اللغة. 4- يحرص على إظهار عقيدة أهل السنة والجماعة ؛ فيظهرها ويؤصل لها، وكأنه يوجه الكلام للمعتزلة والخوارج والمرجئة. فتجده يحدد معنى الإيمان، وهو الذي ضلت به الفِرَق، فقال رحمه الله: «وحقيقة الإيمان التصديق بالقلب، قال الله تعالى "وما أنت بمؤمن لنا" (17-يوسف) أي: بمصدق لنا، وهو في الشريعة: الاعتقاد بالقلب والإقرار باللسان والعمل بالأركان، فسمي الإقرار والعمل إيمانًا؛ لوجه من المناسبة، لأنه من شرائعه». "معالم التنزيل"(ج1/ص60). 5- يهتم بذكر القراءات القرآنية المتواترة؛ فيذكر أصول القارئ، فضلاً عن فرشيات قراءته، فعلى سبيل المثال تجده يذكر أصول القراء في الهمزات، فيقول: «قرأ أبو جعفر وأبو عمرو وورش يؤمنون بترك الهمزة وكذلك أبو جعفر بترك كل همزة ساكنة إلا في أنبئهم ونبئهم ونبئنا ويترك أبو عمرو كلها إلا أن تكون علامة للجزم نحو نبئهم وأنبئهم وتسؤهم وإن نشأ وننسأها ونحوها أو يكون خروجًا من لغة إلى أخرى نحو مؤصدة ورئيا. ويترك ورش كل همزة ساكنة كانت فاء الفعل إلا تؤوي وتؤويه ولا يترك من عين الفعل: إلا الرؤيا وبابه، إلا ما كان على وزن فعل. مثل: ذئب». (ج1/ص62). ويقول في موضع آخر: «ويترك أبو جعفر وابن كثير وقالون وأبو عمرو وأهل البصرة ويعقوب كل مدة تقع بين كل كلمتين. والآخرون يمدونها»"(ج1/ص63). 6- ينبه على أسباب نزول الآيات، ويشترط ثبوت الخبر فيها، وثبوت قول الراوي نزلت في كذا ويعتبره سببًا إذا ثبت الخبر فقط وقد بين هذا في مقدمته. وللمثال على اهتمامه بأسباب النزول، فقد ذكر سبب نزول قوله تعالى: ﴿وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ﴾(البقرة: 163)، فقال رحمه الله: «سبب نزول هذه الآية أن كفار قريش قالوا يا محمد صف لنا ربك وانسبه فأنزل الله تعالى هذه الآية وسورة الإخلاص». "معالم التنزيل"(ج1/ص176). هذا مجمل الكلام في منهج البغوي رحمه الله في تفسيره فقد أجاد وأفاد، ونفع الله به خلقاً من المفسرين ممن جاؤوا بعده.

العلوم التي اشتمل عليها كتابه

اشتمل على عدد من العلوم التي لايستغني عنها المفسر، فاشتمل على القراءات، وأسباب النزول، والحديث، والفقه. وما سبق في بيان منهجه كافٍ كنماذج على ما احتواه الكتاب من علوم ومعارف.

مصادر التفسير

ذكر البغوي في المقدمة بعض مصادره التي اعتمد عليها في التفسير بالمأثور وآيات الأحكام والقراءات. وبما أن "تفسير البغوي" من كتب التفسير بالمأثور، فهو يعتمد على المنقول من التفسير بالمأثور ومنها: 1-المنقول عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعطاء بن أبي رباح، ومجاهد بن جبر ، وقتادة بن دعامة السدوسي، والحسن البصري، وابي العالية (رفيع بن مهران)، والقرظي، وزيد بن أسلم، والكلبي. 2- المبتدأ لابن وهب. 3- المغازي لابن إسحق. 4- في القراءات عن أبي نصر المقري المروزي. 5- وفي اللغة عن الأخفش وأبي عبيدة ، ابن كيسان، ابن الأزهري، ابن الأنباري، الزجّاج، سيبويه، الخيل الفراهيدي.

القيمة العلمية للتفسير

للتفسير مكانة عظيمة عند المفسرين والفقهاء والمحدثين، فتجد كل صاحب فن يأخذ ما يناسب فنّه، وقد بين الخازن قيمته العلمية فقال: «.. من أجل المصنفات في علم التفسير وأعلاها وأنبلها وأسناها، جامعًا للصحيح من الأقاويل عاريًا، عن الشبه والتصحيف والتبديل محلى بالأحاديث النبوية، مطرزًا بالأحكام الشرعية، موشى بالقصص الغريبة، وأخبار الماضين العجيبة، مُرصَّعًا بأحسن الإشارات، مُخرَّجًا بأوضح العبارات، مفرغًا في قالب الجمال بأفصح مقال، فرحم الله تعالى مصنفه، وأجزل ثوابه، وجعل الجنة متقلبه ومآبه». "تفسير الخازن"(ج1/ص3).

أقوال أهل العلم

«إمام من أئمة أهل النقل حسن التصانيف» ابن نُقْطَة "التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد"(ص251)
«روى الحديث ودرس، وكان لا يلقي الدرس إلا على الطهارة» تاج الدين السُّبْكي "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان"(ج2/ص136)
«وكان مقتصدًا في لباسه، له ثوب خام، وعمامة صغيرة على منهاج السلف حالًا وعقدًا، وله القدم الراسخ في التفسير، والباع المديد في الفقه». "سير أعلام النبلاء"(ج14/ص329)
«كان إمامًا جليلًا ورعًا زاهدًا فقيهًا محدثًا مفسرًا، جامعًا بين العلم والعمل، سالكًا سبيل السلف، له في الفقه اليد الباسطة» "طبقات الشافعية الكبرى"(ج7/ص75)