البحث

عبارات مقترحة:

العليم

كلمة (عليم) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

القادر

كلمة (القادر) في اللغة اسم فاعل من القدرة، أو من التقدير، واسم...

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

منهج ابن جزي

>
تفسير الإمام الشهيد ابن جُزَي الكلبي الأندلسي المسمّى "التسهيل لعلوم التنزيل" من الكتب التفسيرية المختصرة، وهو تفسيرٌ جليلٌ جمع بين طريقتي أهل الأثر وأهل الرأي في التفسير. وقد تحرى فيه ابن جزي أصح الأقوال، وأعرض عن القصص غير الثابتة، و اعتنى بالبلاغة والبيان وأوجه الإعراب ومعاني الغريب، وذكر اختلاف القراءات، ولطائف المعاني السلوكية والإشارات التربوية، كلُّ ذلك بعبارات جامعة بين الإيجاز والشمول، خالية من القصور المخل، والتكررا الممل. افتتح تفسيره بمقدمة نفيسة في علوم القرآن وغريبه وأصول تفسيره، اعتنى بها العلماء ككلِّ تفسيره دراسة وشرحا. وقد طُبع عدة طبعات بتحقيقات مختلفة، لم تسلم من بعض الملاحظات والأخطاء، وكُتبت عنه دراسات كثيرة تناولت جوانب مخلتفة من تفسيره، كمنهجيةِ مؤلفه وأثرها في تفسيره، وعلومِه التي بثَّها فيه كالبلاغة والنحو والقراءات وأصول الفقه ومنهج الاستنباط.

بطاقة الكتاب

الاسم

سماه مؤلفه في مقدمته "التسهيل لعلوم التنزيل". (انظر "التسهيل لعلوم التنزيل" لابن جزي (ص1/11).

الشهرة

ابن جزي

العلم

تفسير القرآن العظيم

أهم الطبعات

طُبع تفسير ابن جزي عدّة طبعات، أهمها: 1ـ طُبع أول مرة في المكتبة التجارية بمصر، سنة 1355ه، في أربع مجلدات، وأعادت تصوير هذه الطبعة دار الفكر، ودار الكتاب العربي ببيروت. 2- طبعته دار الكتب الحديثة بالقاهرة 1393- 1973ه بتحقيق عبد المنعم اليونسي، وإبراهيم عطوة. 4- طبعته دار الضياء بالكويت سنة 1430ه، بتحقيق محمد مولاي، في ثلاث مجلدات، وأعادت طبعه سنة 1434ه-2013م في أربع مجلدات دون تعديل أو إضافة. 5- طبعه المنتدى الإسلامي بالشارقة، بتحقيق أبي بكر سعداوي 1433ه، في مجلد واحد. 6- طبعته دار طيبة الخضراء بمكة المكرمة، بتحقيق علي بن حمد الصالحي، 1439ه-2018م، في أربع مجلدات، وهذه الطبعة هي أفضل طبعاته.

الحواشي والشروح

1- صنف ابن سودة التاودي حاشيةً على تفسير ابن جزي. (انظر: "فهرس الفهارس" للكتاني (1/306). 2- "التعليقات على المسائل العقدية في كتاب التسهيل لعلوم التنزيل"، لعبد الرحمن بن ناصر البراك، نشرته مؤسسة وقف الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك 1438، وقد ضمَّن الصالحي هذه التعليقات في تحقيقه لتفسير ابن جزي. 3- شرح مقدمة تفسير ابن جزي، للدكتور مساعد الطيار، نشرته دار ابن الجوزي 1431ه.

الدراسات

1- "ابن جزي ومنهجه في التفسير" رسالة ماجستير، أعدَّها علي الزبيري، في الجامعة الإسلامية، وطبعتها دار القلم. 2- "ابن جزي الكلبي وجهوده في التفسير من خلال التسهيل لعلوم التنزيل" رسالة ماجستير، أعدّها عبد الحليم ندا، في جامعة الأزهر. 3- "تخريج الأحاديث والآثار في كتاب التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي"رسالة ماجستير، أعدَّها سامي بن مساعد الجهني، في جامعة أم القرى. 4- "علوم القرآن عند ابن الجوزي وأثرها في تفسيره" رسالة دكتوراه، أعدَّها طارق الفارس، في جامعة أم القرى. 5- "استنباطات ابن جزي في تفسيره: جمعا ودراسة " رسالة دكتوراه، أعدَّها علي النجاشي، في جامعة الإمام. 6- "البلاغة القرآنية في تفسير التسهيل لعلوم التنزيل" رسالة دكتوراه، أعدَّها عبد الفتاح لاشين في جامعة الأزهر. 7-"البلاغة في كتاب التسهيل لعلوم التنزيل: دراسة وتقويما" رسالة ماجستير، أعدَّها خالد الدخيل في جامعة الإمام. 8- "ابن جزي الكلبي وجهوده النحوية في تفسيره: دراسة نحوية تطبيقية" رسالة دكتوراه، أعدَّها محمد بخيت البشير، في كلية الدراسات العليا والبحث العلمي بالسودان. 9- كتبت دراسات جامعية كثيرة (ماجستير ودكتوراه) عن اختياراته في التفسير في جامعة أم القرى.

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

أبو القاسم محمد بن أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن يحيى بن عبد الرحمن بن يوسف ابن جزي. (انظر: "الإحاطة في أخبار غرناطة" لابن الخطيب (3/10).

شهرته

ابن جزي

مولده

ولد سنة: ثلاث وتسعين وست مائة. (انظر: "نفح الطيب" " للمقري (5/516).

وفاته

توفي شهيدا سنة إحدى وأربعين وسبع مائة. (انظر: "الإحاطة في أخبار غرناطة" لابن الخطيب (3/13).

شيوخه

أخذ ابن جزي العلم عن كثير من الشيوخ، وقد ذكرهم في فهرسه الذي جمع فيه أسماء شيوخه، ومن أشهرهم: 1- أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي العاصمي. 2- أبو عبد الله محمد بن أحمد بن داود بن موسى اللخمي، المعروف بابن الكماد. 3- أبو عبد الله محمد بن عمر بن محمد بن عمر الفهري، المعروف بابن رشيد. 4- قاسم بن عبد الله بن محمد بن محمد بن الشاط الأنصاري، المعروف بابن الشاط. 5- محمد بن أحمد بن يوسف الهاشمي الطنجالي. 6- أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن المؤذن. (ينظر: "نفح الطيب" للمقري (514 - 5/515)، و "الإحاطة في أخبار غرناطة" لابن الخطيب (3/11).

تلاميذه

تتلمذ على ابن جزي كثير من العلماء، من أشهرهم: 1- أبناؤه الثلاثة، أبو محمد عبد الله ، وأبو بكر محمد، وأبو عبد الله محمد. 1- أبو عبد الله محمد بن عبد الله السلماني، المعروف بلسان الدين ابن الخطيب. 2- أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن الجذامي، المشهور بالنباهي. 3- عبد الحق بن محمد بن عطية المحاربي. 4- أبو القاسم محمد بن محمد بن يوسف الأنصاري، المعروف بابن الخشاب. 5- أبو عبد الله محمد بن قاسم بن أحمد الأنصاري، المعروف بابن الشُّدَيِّد. 6- سعيد بن حمد بن إبراهيم الغساني. (ينظر: "ابن جزي ومنهجه في التفسير" لعلي الزبيري (ص205-213).

مؤلفاته

1- وسيلة المسلم في تهذيب صحيح مسلم. 2- الأنوار السَّنية في الكلمات السُّنّية. 3- الدّعوات والأذكارالمخرجة من صحيح الأخبار. 4- القوانين الفقهية في تلخيص مذهب المالكية التنبيه على مذهب الشافعية والحنفية والحنبلي. 5- تقريب الوصول إلى علم الأصول. 6- النّور المبين في قواعد عقائد الدين. 7- المختصر البارع في قراءة نافع. 8- أصول القرّاء الستة غير نافع. 9- الفوائد العامة في لحن العامّة. 10- فهرسة ابن جزي. (انظر: "الإحاطة في أخبار غرناطة" لابن الخطيب (11-3/12).

منهجه في التفسير

أوضح ابن جزي منهجه في مقدمة تفسيره بقوله: «وصنفت هذا الكتاب في تفسير القرآن العظيم، وسائر ما يتعلق به من العلوم، وسلكت مسلكا نافعا، إذ جعلته وجيزا جامعا، قصدت به أربع مقاصد: تتضمن أربع فوائد»، وهذه الفوائد باختصار هي: «الفائدة الأولى: جمع كثير من العلم، في كتاب صغير تسهيلا على الطالبين، وتقريبا على الراغبين فلقد احتوى هذا الكتاب على ما تضمنته الدواوين الطويلة من العلم، ولكن بعد تلخيصها وتمحيصها. ... ولقد أودعته من كل فنّ من فنون علم القرآن: اللباب المرغوب فيه، دون القشر المرغوب عنه، . .. ثم إني عزمت على إيجاز العبارة، وإفراط الاختصار، وترك التطويل والتكرار. الفائدة الثانية: ذكر نكت عجيبة، وفوائد غريبة، قلما توجد في كتاب لأنها من بنات صدري، وينابيع ذكرى. ومما أخذته عن شيوخي رضي الله عنهم، أو مما التقطته من مستظرفات النوادر، الواقعة في غرائب الدفاتر. الفائدة الثالثة: إيضاح المشكلات، إما بحل العقد المقفلات، وإما بحسن العبارة ورفع الاحتمالات، وبيان المجملات. الفائدة الرابعة: تحقيق أقوال المفسرين، السقيم منها والصحيح، وتمييز الراجح من المرجوح...». ومن خلال تأمل هذا النص والاطلاع على تفسيره، يمكن ذكر أهم معالم منهج ابن جزي في النقاط التالية: 1- ابتدأ ابن جزي تفسيره بذكر مقدمتين نفستين؛ - الأولي: في ذكر مسائل تتعلق بعلوم القرآن وأصول التفسير والعلوم التي يحتاج إليها المفسر والكلام عن المفسرين وكتب التفسير. .. وجعلها في اثني عشر كتابا. - الثانية: في غريب القرآن، وذكر فيها الكلمات الغريبة التي ترد في موضعين فأكثر من القرآن، فجمعها ورتبها على حروف المعجم ليسهل الرجوع إليها وحفظها. 2- سلك مسلك الاختصار والإيجاز مع الشمول والاستيعاب، كما قال هو: «إذ جعلته وجيزا جامعا» وعملا منه بمنهج الاختصار؛ فإنه إذا كانت الكلمة الغريبة الواردة في الآية سبق وأن شرحها في المقدمة أو في موضع آخر متقدم يكتفي بذلك عن إعادة بيانها وربما أحال إلى موضعها. 3- رتب تفسيره حسب ترتيب سور القرآن، وقد يترك تفسير الآية والآيتين، وذلك إما لأنه يرى أنها من الواضح الذي لا يحتاج إلى تفسير، أو لأنه قد فسَّر آية بمعناها. 4- طريقته في تفسير الآية: يذكر رأس الآية أو الجملة التي تحتاج إلى بيان، ثم يذكر سبب نزولها إن كان، ويشرح غريبها، ويبين تصريفها وإعرابها، ويوجه ما فيها من الأوجه الإعرابية، ويذكر معناها الإجمالي وهو لا يسير في ذلك على ترتيب واحد، فأحيانا يبدأ بشرح الغريب، وأحيانا بالمعنى الإجمالي وهكذا. 5- اعتنى بتحقيق أقوال المفسرين ونزه تفسيره عن ذكر الأقوال الباطلة والساقطة، ولم يذكر منها إلا ما دعته الحاجة إلى بيان بطلانه، وقد بين في مقدمته طريقته في ذكر مراتب الأقوال وطرق الترجيح بينها، وكذلك نقى كتابه من القصص الباطلة، واقتصر على ذكر ما صح ثبوته، واحتيج إليه في التفسير. 6- يقف عند آيات الأحكام ليذكر الأحكام الفقهية المتعلقة بها، وخلاف المذاهب فيها، ويذكر مذهب المالكية، ومذهب الحنفية والشافعية غالبا، والحنابلة والظاهرية نادرا. 7- اختار في تفسيره قراءة نافع برواية ورش تحديدا؛ لأنها المشتهرة في بلاد الأندلس، لكنه يذكر غيرها، ويذكر اختلاف القراءات إذا كان في ذلك فائدة في تفسير الآية. 8- اعتنى في تفسيره بعلم البلاغة والبيان، وأفرد في مقدمته بابا مستقلا في أدوات البيان التي وردت في القرآن، وأشار إليها في ثنايا تفسيره. 9- يتعرض لذكر مقامات السلوك والسير إلى الله تعالى والدار الآخرة، وحَرص على تخليص كلامه في ذلك من إشكالات المتصوفة. 10- يستعمل في تفسيره طريقة السؤال والجواب، ويعرض الإشكالات المتعلقة بطريقة السؤال، فيقول: «فإن قيل» ويذكر الإشكال ثم يذكر جوابه. ينظر: تحقيق الصالحي "للتسيهل لعلوم التنزيل" لابن جزي (23-1/30). ونستطيع أن نقول عن هذا التفسير بكل ثقة، إنه إلى التفسير بالمأثور أقرب منه إلى التفسير بالرأي، هذا مع أن ابن الجوزي لم يعتن عناية كاملة بالحديث النبوي الشريف، وتصحيح الروايات أو تضعيفها، وإن كان قد أسهم بجهد لا بأس به في ذلك، وأقول إنه إلى التفسير بالمأثور أقرب لأنه احتوى في الحقيقة على معظم تفاسير السلف للقرآن الكريم في عبارة وجيزة، وأسلوب مبسَّط ملخَّص، وغص بوفرة وافرة من الحديث النبوي الشريف. انظر "ابن جزي ومنهجه في التفسير" لعلي محمد الزبيري (ص880).

العلوم التي اشتمل عليها كتابه

اشتمل تفسير ابن جزي على علوم جمة، وقد قصد ذلك في تفسيره كما قال في مقدته، ومن تلك العلوم التي اشتمل عليها: 1- علوم القرآن: فقد ذكر مباحث جليلة من هذا العلم خاصة في مقدمته. 2- علم القراءات: فقد ذكر جملة من القراءات مبينا أوجهها. 3- علم اللغة والنحو والبلاغة: فقد ذكر كثيرا من المفردات اللغوية، وبين كثيرا من الأوجه الإعرابية واعتني بعلم البلاغة والبيان. 4- علم الفقه وأصول الفقه: فقد ذكر جملة من الفروع الفقهية، واستثمر كثيرا من القواعد الأصولية في استنباطاته واستدلالاته. 5- علم السلوك: فقد ذكرا في تفسيره كثيرا من لطائف التربية ومقامات السير إلى الله تعالى والدار الأخرة.

مصادر التفسير

تعددت مصادر ابن جزي في تفسيره، ويمكن تقسيمها إلى ما يلي: أولا: مصادره من كتب التفسير: 1- تفسير مجاهد بن جبر. 2- تفسير الطبري"جامع البيان". 3- تفسير النقاش "شفاء الصدور". 4- تفسير الثعلبي "الكشف والبيان". 5- تفسير الماوردي "النكت والعيون". 6- تفسير المهدوي "التحصيل". 7- تفسير مكي بن أبي طالب القيسي "الهداية". 8- تفسير ابن عطية "المحرر الوجيز"، وهو مصدره الرئيسي. 9- تفسير الزمخشري "الكشاف". 10- تفسير الفخر الرازي. 11- تفسير الغزاوي. ثانيًا: مصادره من كتب علوم القرآن 1- كتب أبي عمرو الداني. 2- الحجة في علل القرءات لأبي علي الفارسي. 3- التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام للسهيلي. 4- ملاك التأويل في المتشابه اللفظ من التنزيل لأبي جعفر بن الزبير. ثالثًا: مصادره من كتب السيرة 1- صحيح البخاري وصحيح مسلم. 2- سنن الترمذي وأبي داود والنسائي. رابعًا: مصادره في الفقه والأصول. 1- الموطأ للإمام مالك. 2- الموازية لمحمد ابن المواز. 3- الأحكام للمنذر بن سعيد البلوطي. 4 - أحكام القرآن لابن العربي. 5- أحكام القرآن لابن الفرس. 6- شرح تنقيح الفصول في اختصار المحصول للقرافي. خامسًا: مصادره من كتب النحو واللغة 1- الكتاب لسيبويه. 2- معاني القرآن للفراء. 3- المقتضب للمبرد. 4- غريب القرآن لابن قتيبة. 5- معاني القرآن للزجاج. انظر: "ابن جزي ومنهجه في التفسير" لعلي الزبيري (ص 270).

القيمة العلمية للتفسير

تميز تفسير ابن جزي بعدة مميزات أبرزت قيمته العلمية، وجعلت أهل العلم يُقبلون عليه، ويوصون بدراسته وتدريسه، وأهم هذه المميزات الدالة على قيمته: 1- مقدمته النفيسة التي هي بمثابة كتاب مستقل، وقد ضمنها أبوابا من علوم القرآن وأصول التفسير، وعلم غريب القرآن. 2- جودة مصادره التي استمدَّ منها منهجيته في التحقق من الأقوال، والاقتصار على الصحيح منها. 3- سهولة أسلوبه، ووضوح عبارته، وحسن ترتيبه وعرضه للمسائل. 4- صغر حجم الكتاب واختصاره مع غاية الدقة في انتقاء العبارة؛ لتكون موجزة، موفية بالمعنى. ينظر: "مقدمة تحقيق الصالحي للتسهيل لعلوم التنزيل" (1/7).

أقوال أهل العلم

التسهيل لعلوم التنزيل. ..لكثرة فوائده وسهولة حمله. ..يغني عن مكتبة كاملة بما اشتمل عليه في التفسير واللغة، وعلوم القرآن ومباحث أصول الفقه. محمد المختار بن محمد الأمين الشنقيطي مقدمة تحقيق"تقريب الأصول إلى علم الأصول" لابن جزي (ص5)