القدير
كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...
اشتهر اشتهار الشمس في وسط النهار، وعكف عليه العاكفون، ولهج بذكر محاسنه الواصفون، وذاق طعم دقائقه العارفون، فأكبّ عليه العلماء والفضلاء تدريسًا ومطالعة، وبادروا إلى تلقيه بالقبول رغبة فيه ومسارعة، ومرُّوا على ذلك طبقة بعد طبقة، ودرجوا عليه من زمن مصنفه إلى زمن شيوخنا متسقة. الجَلَال السُّيُوطي "نواهد الأبكار وشوارد الأفكار" للسيوطي، تحقيق أحمد حاج عثمان (ص13).
وتفسيره هذا كتاب عظيم الشأن، غني عن البيان، لخص فيه من "الكشاف" ما يتعلق بالإعراب، والمعاني، والبيان. ومن "التفسير الكبير" ما يتعلق بالحكمة، والكلام. ومن "تفسير الراغب"ما يتعلق بالاشتقاق، وغوامض الحقائق، ولطائف الإشارات، وضم إليه: ما ورى زناد فكره من الوجوه المعقولة، والتصرفات المقبولة، فجلا رين الشك عن السريرة، وزاد في العلم بسطة وبصيرة، كما قال مولانا المنشي: أولوا الألباب لم يأتوا * بكشف قناع ما يتلى ولكن كان للقاضي * يد بيضاء لا تبلى. الحاجّ خَلِيفة "كشف الظنون" لحاجي خليفة (1).
أصبح تفسير البيضاوي بمحتواه، ومنهجه، وأسلوبه، أثراً سامي القيمة أسدى به القاضي يدًا بيضاء للباحثين والدارسين؛ إذ قرب منهم المستعصى، وجمع لهم المتفرق، وضبط لهم تحرير غير المحرر، وسمّى كتابه هذا " أنوار التنزيل وأسرار التأويل". فأحلّه الناس منذ بروزه واشتهاره في النصف الثاني من القرن السابع محل الاعتماد والإقبال. ابن عاشُور
الجَلَال السُّيُوطي
الحاجّ خَلِيفة