البحث

عبارات مقترحة:

الودود

كلمة (الودود) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) من الودّ وهو...

الحفيظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحفيظ) اسمٌ...

سجود التلاوة

شرع الله تعالى مواطن للسجود عند قراءة القرآن الكريم عددها خمسة عشرة سجدة، و هي عبادة يتقرب العبد بها إلى ربه بالتزام أوامره و الخضوع له ولكلامه، يظهر فيها كمالُ خضوعِ العبد لله ومخالفته الشّيطان.

التعريف

التعريف لغة

التلاوة لغةً: بمعنى التتابع والتتالي، التاء واللام والواو أصل واحد، وهو الاتباع. يقال: تلوته إذا تبعته. ومنه تلاوة القرآن، لأنه يتبع آية بعد آية. انظر "مقاييس اللغة " لابن فارس (1 /351)، "لسان العرب " لابن منظور (14 /102).

التعريف اصطلاحًا

سجود التلاوة: السجدة التي يسجدها المصلي، أو قارئ القرآن في مواضع ورد الأثر بالسجود عند بلوغها. انظر " التعريفات الفقهية " للبركتي(112)، "معجم لغة الفقهاء " لقلعجي(241).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

الإضافة في المصطلح الشرعي بمعنى اللام أي: السجود للتلاوة، و قد أخذ المعنى اللغوي بإطلاقه ليخصص في المعنى الاصطلاحي.

الحكم التكليفي

1- يسن سجود التلاوة للقارئ والمستمع - الذي يقصد الاستماع- ؛ لقول ابن عمر: «كان النبي يقرأ علينا السورة فيها السجدة، فيسجد ونسجد معه حتى ما يجد أحدنا موضعا لجبهته»، رواه البخاري برقم (3171)، وقال عمر: «إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء» أخرجه البخاري (1076). ويسجد في الطواف إذا لم يفصل بفاصل طويل بين قراءة آية السجدة والسجود لها، ويتيمم المحدث لها إذا لم يجد الماء. و إذا نسي السجود للتلاوة لم يعد الآية لأجله، ولا يسجد في للسهو في سجود التلاوة. ولا يسجد السامع الذي لم يقصد الاستماع؛ لما روي أن عثمان بن عفان رضي الله عنه مر بقاص يقرأ سجدة ليسجد معه عثمان، فلم يسجد، وقال: «إنما السجدة على من استمع» أخرجه البيهقي (3770)، ولأنه لا يشارك القارئ في الأجر، فلم يشاركه في السجود. 2- يكره: يكره للإمام قراءة آية فيها سجدة في صلاة السر، و يكره سجود التلاوة الإمام في الصلاة السرية كالظهر؛ لأنه إذا قرأها إما أن يسجد لها أو لا يسجد، فإن لم يسجد لها كان تاركاً للسنة، وإن سجد لها أوجب الإبهام والتخليط على المأموم، ويخيّر المأموم بين متابعة الإمام في سجود التلاوة. انظر "الروض المربع" للبهوتي (1 /324).

الأسباب

1- قراءة آية فيها سجدة تلاوة: والسجدات في القرآن أربع عشرة سجدة: في آخر الأعراف، وفي الرعد عند ﴿بالغدو والآصال﴾ [الرعد: 15]، وفي النمل عند ﴿ويفعلون ما يؤمرون﴾ [النحل: 50]، وفي الإسراء ﴿ويزيدهم خشوعا﴾ [الإسراء: 109]، وفي مريم ﴿خروا سجّداً وبكيّاً﴾ [مريم: 57]، وفي الحج اثنتان: الألى: عند ﴿يفعل الله ما يشاء﴾ [الحج: 18]، والثانية ﴿لعلكم تفلحون﴾ [الحج: 77]، وفي الفرقان ﴿وزادهم نفورا﴾ [الفرقان: 60]، وفي النمل ﴿رب العرش العظيم﴾ [النمل: 26]، وفي الم السجدة ﴿لا يستكبرون﴾، وفي فصّلت ﴿وهم لا يسأمون﴾ [فصلت: 38]، وفي آخر النجم، وفي الانشقاق ﴿لا يسجدون﴾ [الانشقاق: 21]، وفي آخر سورة اقرأ. 2- الاستماع: يسجد المستمع - الذي يتعمد السماع - لسجود التلاوة إذا سجد القارئ لها، ولا يسجد السامع الذي لم يقصد الاستماع. انظر "كشاف القناع" للبهوتي (1 /445).

الوقت

يباح سجود التلاوة في كل وقت إلا في أوقات النهي - وهي الأوقات التي تحرم فيها صلاة النافلة حتى لو سجدة - وهي: 1- من طلوع الفجر - الأذان الثاني - الثاني إلى طلوع الشمس. 2- ومن صلاة العصر إلى الغروب - إلى أذان المغرب -. 3- وعندما تبدأ الشمس بالميل نحو النصف الغربي في السماء، وذلك قبل وقت الظهر بربع ساعة تقريباً. انظر "الحواشي السابغات" للقعيمي (ص122).

الفضل

- يبكي الشيطان إذا استجاب ابن آدم لأمر الله حسرة على فعله ونفسه: أبي هريرة عن النبي - صل الله عليه وسلم- قال: " إذا قَرَأَ ابنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطانُ يَبْكِي، يقولُ: يا ويْلَهُ، أُمِرَ ابنُ آدَمَ بالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الجَنَّةُ، وأُمِرْتُ بالسُّجُودِ فأبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ". أخرجه مسلم (81).

الأركان

أركانه مثل السجود الذي في الصلاة، فلا بدّ من : 1- السجود على الأعضاء السبعة، مع الطمأنينة وهي سكون الأعضاء، واستقرار كل عظم، ويقدّرها بعض الفقهاء بقدر مدّة التسبيحة. 2- الرفع من السجود. 3- تسليمة واحدة عن يمينه. انظر "شرح منتهى الإرادات" للبهوتي (1 /235).

الفروض

واجباتها - تسقط مع السهو والجهل -: 1- تسبيحة واحدةٌ في السجود (سبحان ربي الأعلى) 2- قولُ (رب اغفر لي) مرةً في الجلسة التي بين سجدتي السهو. 3- تكبيراتُ الانتقال في السُّجود والرَّفع منه. انظر " كشاف القناع" للبهوتي (1 /448).

الشروط

يشترط لها ما يشترط للسجود العادي : 1- العقل: فلا تصح من المجنون. 2- الإسلام: فلا تصح من الكافر. 3- التمييز: وهو من بلغ سبع سنين من ذكر وأنثى. 4- طهارةُ البدَن من الحدثين والثَّوب والمكان. 5- استقبالُ القبلة. 6- سَتر العورة مع ستر أحد الكتفين في الفرض. 7- النية ومحلُّها القلب. 8- تمكينُ الأعضاءِ السَّبعة من الأرض وهي: القدمين والركبتين واليدين و الجبهة مع الأنف. انظر "الحواشي السابغات" للقعيمي (ص120).

السنن

1- تكرار التَّسبيحة في السُّجود ثلاثًا. 2- تكرار قول: (رب اغفر لي) ثلاثًا. 3- أن يباعدَ عضديه عن جنبيه، و يباعد يدَيهِ عن رُكبتَيه، ويباعد بطنه عن فخذيه. 4- ضمُّ أَصَابعه. 5- المُباعدة بين الركبتين والقدمين. 6- تستحب أن يكبر لها قائماً في غير الصلاة. 7- ضم أصابع اليدين. 9- توجيه اليد أطراف القدمين إلى القبلة. 10- وضع اليدين على الأرض بمستوى الكتفين. 11- الجلوس بعد السجود وقبل التسليم. انظر "الروض المربع بشرح زاد المستنقع " للبهوتي (1 /301).

المكروهات

1- أن يسجُدَ على حائلٍ متَّصل به مثل الطاقية بغير حاجة: كالبرد. 2-أن يقتصرَ على تسبيحةٍ واحدةٍ. 3- إلصاقُ البَطن بالرُّكبتين. 4- تغميضُ العَينين. انظر "دليل الطالب" لمرعي (ص44).

المبطلات

يقطعها ما يقطع الصلاة : 1- الحدث. 2- الكلام خلاله بغير الأذكار المشروعة، وذلكَ إذا ظهر حرفان فأكثر ككلمة: أف. 3- إذا سلَّم من الصَّلاة ولم يأتِ به إن طال الزَّمن أو تكلَّم. انظر "دليل الطالب" لمرعي (39).

الصيغة

إذا أراد السجود للتلاوة فإنه يكبر تكبريتين: تكبيرة إذا سجد، و تكبيرة إذا رفع من السجود، ويجلس استحباباً، ثم يسلم وجوباً، وتجزئ تسليمة واحدة، ولا يتشهد في الجلوس. ويرفع يديه إذا سجد ندباً، وإذا وقف ثم كبر للسجود كان أفضل. والمستمع الذي يسجد مع القارئ؛ يجب أن يراعي أحكام الإمامة، إذ القارئ إمام له، فلا يسجد إلا بعده، ولا يسجد قدّامه بل ورائه. انظر "الروض المربع" للبهوتي (1 /328).

مسائل وفروع

-مسألة: يلزم المأموم متابعة إمامه في صلاة الجهر إذا سجد للتلاوة، لعموم قوله : «وإذا سجد فاسجدوا» فلو ترك المأموم متابعة إمامه في سجدة التلاوة في الصلاة الجهرية عمدا بطلت صلاته لتعمده ترك الواجب. انظر "كشاف القناع" للبهوتي (1 /447).

مذاهب الفقهاء

- اتفقت المذاهب الثلاثة على سنية سجود التلاوة، و خالفهم أبو حنيفة و أصحابه وقالوا بوجوب سجود التلاوة. انظر "بداية المجتهد " لابن رشد (1 /232).

المواد الدعوية