البحث

عبارات مقترحة:

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

السميع

كلمة السميع في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...

القاهر

كلمة (القاهر) في اللغة اسم فاعل من القهر، ومعناه الإجبار،...

الوديعة

ضبطَ الإسلام جميع المعاملات التي يحتاج إليها العباد بضوابط وأحكام، ومن ذلك حاجة المسلم أن يودعَ شيئًا عند أخيه ويأتمنه عليه، بما أسماه الفقهاء الوديعة، وفصّلوا في أحكام ذلك كما سيأتي.

التعريف

التعريف لغة

أصل الودع في اللغة: التَّرك وَالتَّخلية، والودع: الحفظ، والوديعة على وزن فعيلةٍ، بمعنى: مفعولةٍ أي الـمحفوظة، ويطلق الودع بمعنى: السُّكون والاستقرار، وسمّيت الوديعة بذلك؛ لأنَّها تترك عند غيره مستقرّةً ساكنَةً. انظر "م قاييس اللغة " لابن فارس (6 /96)، " لسان العرب " لابن منظور (6 /4797).

التعريف اصطلاحًا

الوديعة: المال المدفوع إلى من يحفظه بغير أخذ عوضٍ على حفظه. انظر "الملخص الفقهي" للفوزان (2 /173).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

المعنى الاصطلاحي أخذ من المعنى اللغوي، وقُيد بشروطٍ في الاصطلاح، منها عدم أخذ العوض عليها، وعلى كل حالٍ فإن الوديعة في الاصطلاح أخص من المعنى اللغوي.

الحكم التكليفي

- جائزة بإجماع العلماء، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اْللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ اْلْأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ اْلنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِاْلْعَدْلِۚ إِنَّ اْللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِۦٓۗ إِنَّ اْللَّهَ كَانَ سَمِيعَۢا بَصِيرٗا﴾ [النساء: 58]. - ويسن للمودَع قبول الوديعة إن علم أنه ثقة قادر على حفظ الوديعة، أما غير الثقة فيكره له قبول الوديعة. انظر "حاشية الروض المربع" لابن قاسم (5 /456).

الفضل

في قبول الوديعة لمن كان أهلاً لحفظها؛ إعانة على قضاء حاجة المسلم، والذي يسعى في قضاء حاجات المسلمين يقضي الله حوائجه، عن أبي هريرة، قال رسول الله : «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته». أخرجه مسلم (2699).

الصور

صور التعدّي في الوديعة: 1- أن يركبها إذا كانت دابة كالخيل، إلا إذا ركبها ليذهب بها إلى سقيها فليس متعدياً. 2- أن يلبسها إذا كانت ثياباً، إلا إذا لبسها خوفاً عليها من العث الذي يتلف الثياب فليس بمفرط. 3- إذا أخرج المال المودع لينفقها، أو لينظر إليها، ثم ردّها إلى كيسها أو صندوقها ولو كان هذا الفعل بنيّة الأمانة، أو حلّ كيسها من غير إخراج لها، حرُمَ عليه ذلك وصار ضامناً لها، ووجب عليه ردّ الوديعة فوراً. - صور التقصير في حفظ الوديعة: - إذا وضعها في مكانٍ مفتوحٍ يمكن أن تسرق فيه. - إذا وضعها عند أحدٍ غير أمين. انظر "الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات" لعثمان الحنبلي (2 /854).

الأقسام

1- وديعةٌ غير مضمونةٌ: وهذا إذا لم يأخذ أجرًا على حفظها، فإنه لا يضمن إذا تلفت إلا إذا تعدى أو قصّر فإنه يضمن، والتقصير مثل أن يتركها في مكان مفتوح، والتعدي أن يستعملها. 2- وديعة مضمونة: وهذا إذا كان يأخذ أجرًا عليها فإنه يضمنُها إذا تلفت، ولو لم يتعدَّ أو يقصّر. انظر "دليل الطالب لنيل المطالب" لمرعي (ص174).

الأركان

1- المودِع: وهو صاحب الوديعة. 2- المودَع: هو الذي أخذ الوديعة ليحفظها. 3- الوديعة: وهو الشيء الذي يعطيه المودِع للمودَع ليحفظه. 4- الصيغة التي تدل على الوديعة. انظر "الشرح الممتع على زاد المستقنع" لابن عثيمين (10 /285).

الشروط

1- أن يكون المودِع بالغاً عاقلاً، فلو أودع الصغير أو المجنون شيئاً لأحدٍ يكون المودَع ضامناً. 2- أن يكون المودَع بالغاً عاقلاً، فلو أودع أحدٌ عند صغيرٍ أو مجنونٍ فأتلفاه لم يضمنا. انظر "مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى" للرحيباني (4 /147).

السنن

يسن لمن علم أنه أمين وقادر على حفظ الودائع؛ أن يقبل الودائع للناس؛ لأنه من كان عونًا في قضاء حاجة أخيه كان الله عونًا في قضاء حاجته. انظر "الروض المربع " للبهوتي (2 /439).

المكروهات

يكره لمن علم أنه ليس بأمين، ولا ثقة، وغير قادر على حفظ الودائع؛ أن يتقبل الودائع من الناس حتى لا يضيعها. انظر "الروض الندي شرح كافي المبتدي" للبعلي (ص287).

الصيغة

1- الإيجاب: 1- لفظي: يقول له: خذ هذه السيارة وديعةً عندك، فهذا صريح، أو يقول: خذ هذه السيارة واحفظها، وهذا صيغة ضمنية. 2- وتكون بالأفعال كل عرفٍ بحسبه، فإذا وجدت أفعال معينة تدل على أنه يريد الإيداع مثلاً: شخصٌ معروف أنه يحفظ ودائع الناس، فيعطيه شخصٌ شيئًا محفوظًا، يعطيه صندوقًا، أو يعطيه كيسًا مربوطًا ويكتب عليه اسمه، جرت العادة أنه يحفظ هذه الودائع دون مقابل، فيأتي ويودعها عنده، قد لا يتكلم وإنما يأتي إليه مباشرة ويعطيه الصندوق، فيكتب البيانات الموجودة على الصندوق، مواصفات الصندوق ثم يكتب: ثلاثة أشهر أربعة أشهر دون أن يتكلم، حينئذٍ نعلم أنها وديعة. الطالب يريد أن يسافر إلى أهله جرت العادة أنه يجمع متاعه في سكنه الطلابي ونحوه، ويأتي ويغلف ما عنده ثم يضعها في مكان معدٍ لهذه الأمور. 2- القبول: 1- إما يسكت ويؤخذها. 2- أو يقول: قبلت، وفي زماننا يقول: لا يهمك، لا تشيل هم، لا يكون في بالك شيء، هذه كلها ألفاظ جرى العرف بها للدلالة على الرضا. انظر "شرح منتهى الإرادات" للبهوتي (2 /352).

مسائل متعلقة

ضمان الوديعة

المودَع أمين لا يضمن الوديعة إذا تلفت، إلا إذا قصّر في حفظها.

حفظ الوديعة

يجب على المودَع حفظ الوديعة في المكان التي تحفظ فيه عادةً. على المودَع أن يحفظ الوديعة بنفسه، أو من يقوم مقامه كزوجته، وخازنه الذي يحفظ له المال عادةً.

السفر بالوديعة

إذا سافر من غير إذن صاحبها، فتلفت من غير تقصير ضمنها. وإن سمح له صاحبها، فلَحِقَهُ لصوصٌ، فألقاها حتى يحفظها، ثم لم يجدها لم يضمن. انظر "المجلّى" للأشقر (183/2).

إخراج الوديعة من مكان الحفظ

إذا نهاه صاحب الوديعة عن إخراج الوديعة، فأخرجها من غير عذر ضمنها إذا تلفت، إلا إذا أخرجها خوفاً من الحريق أو السرقة.

مذاهب الفقهاء

- الوديعة جائزةٌ بالإجماع، وأجمعوا على وجوب ردّ الوديعة لصاحبها برًا كان أو فاجرًا، وأجمعوا على عدم ضمان المودَع إذا لم يقصر، وأجمعوا على وجوب إحراز الوديعة على المودَع. - وقبول الوديعة عند مالك لا يجب في حال، ومن العلماء من يرى أنه واجب إذا لم يجد المودع من يودعها عنده. - ولا أجر للمودع عنده على حفظ الوديعة، وما تحتاج إليه من مسكن أو نفقة فعلى ربها. انظر "الإشراف على مذاهب العلماء " لابن المنذر (6 /330)، " بداية المجتهد " لابن رشد (4 /95)