البحث

عبارات مقترحة:

الرقيب

كلمة (الرقيب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...

الغني

كلمة (غَنِيّ) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (غَنِيَ...

الحق

كلمة (الحَقِّ) في اللغة تعني: الشيءَ الموجود حقيقةً.و(الحَقُّ)...

منهج السيوطي

>
تفسير الإمام السيوطي "الدر المنثورفي التفسير بالمأثور" من أعظم كتب التفسير، لم يؤلف مثله في التفاسير، فقد قصرَه رحمه الله على التفسير بالأثر، ولم يمزجه بشيء من الرأي، فجاء دُرًا نثيرًا ومَجمعًا كبيرًا للأحاديث والآثار الواردة في التفسير وما يتعلق به. وهو مختصر من تفسيره المسند الطويل "ترجمان القرآن" الذي ذكر فيه بضعة عشر ألف حديث بأسانيدها ما بين مرفوع وموقوف، فاقتصر في هذا التفسير "الدر المنثور" على متون الأحاديث دون أسانيدها، واكتفى بعزو الروايات إلى مصادرها الكثيرة دون أن يلتزم شرطا سوى جمع السنة المُفسرة في موسوعة واحدة، ولذلك وردت في تفسيره روايات صحيحة، وأخرى ضعيفة بل منكرة وباطلة، ولكنه لمسوعيته يعتبر م ن أهم المراجع في معرفة الروايات المأثورة في التفسير عن الصحابة والتابعين.

بطاقة الكتاب

الاسم

سماه مؤلفه في مقدمته: "الدر المنثور في التفسير بالمأثور" انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (1/4).

الشهرة

الدر المنثور

العلم

تفسير القرآن العظيم

أهم الطبعات

طُبع "الدر المنثور" عدة طبعات أهمها: 1- طبع أول مرة في المطبعة الميمنية سنة 1314ه بتصحيح محمد الزهري الغمراوي في ستة مجلدات، 2- وطبع بعد ذلك في المطبعة الإسلامية بطهران سنة 1377ه. 3- ثم طبعته دار المعرفة للطباعة والنشر ببيروت 1979م، وبهامشة القرآن الكريم مع تفسير" تنوير المقباس من تفسير ابن عباس" المنسوب إلى ابن عباس رضي الله عنهما في ستة مجلدات. 5- طبعته دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ـ في ثمانية مجلدات. 6- طبعة دار إحياء التراث العربي ـ بيروت، صحَّحها وخرَّج أحاديثها نجدت نجيب، تقديم عبدالرزاق المهدي، في ثمانية مجلدات. 7- طبعة دار الكتب العلمية ـ بيروت (1411ﻫ)، في ستة مجلدات. 8- طبعه مركز هجر للبحوث والدراسات العربية والإسلامية ـ 1424ﻫ-2003م بالتعاون مع الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، في سبعة عشر جزءا، وهي أفضل طبعاته. وكلّ هذه الطبعات اعتراها نقص في مقدمة المؤلِّف، فسقط منها النص الذي ذكر فيه السيوطي موارده في هذا التفسير، وما رآه من الكتب وطالعه عليه. ينظر: "مقدمة تفسير الدر المنثور بين المخطوط والمطبوع" لحازم حيدر، منشور في: العدد الأول من "مجلة البحوث والدراسات القرآنية" الصادرة عن مركز الملك فهد لطباعة المصحف الشريف (ص: 244).

المختصرات

اختصره أحد تلاميذ تلاميذ السيوطي- لم أقف على اسمه - اختصارين: الأول: في كتاب "الجوهر اللطيف في التفسير بالأثر والحديث الشريف". الثاني: في كتاب "جواهر الدرر في التفسير بالخبر والأثر". 2- ليحيى بن عمر بن مقبول الأهدل الزَّبيدي اليمني، اختصار للدر المنثور بلغ فيه سورة النحل. 3- لأحد علماء الأتراك - لم أقف على اسمه - مختصر للدر المنثور. ينظر: "مقدمة تفسير الدر المنثور بين المخطوط والمطبوع" لحازم حيدر، منشور في: العدد الأول من "مجلة البحوث الدراسات القرآنية" الصادرة عن مركز الملك فهد لطباعة المصحف الشريف (ص: 243-244).

الدراسات

1- "منهج جلال الدين السيوطي في تفسير الدر المنثور" رسالة ماجستير، أعدَّها: أحمد وفيق شاهين، في جامعة المنيا 1423ه-2002م. 2- "استنباطات السلف من القرآن الكريم التي تتعلق بالتربية والسلوك من خلال كتاب الدر المنثور للسيوطي: جمعًا ودراسة" رسالة دكتوراه، أعدَّها: ضيف الله الرفاعي، في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة 1437ه-2016م. 3- "مصادر جلال الدين السيوطي في كتابه الدر المنثور" بحث: لعامر صبري، منشور في: مجلة كلية الآداب بجامعة الإمارات العربية المتحدة، العدد: الرابع، 1408ه-1988م. 4- "مدى استفادة المفسرين من مناهج المحدثين: جلال الدين السيوطي وكتابه الدر المنثور أنموذجًا" بحث: لمحمد يوسف الشربجي، منشور في: مجلة الإبصار بالمغرب، العدد: الثاني، 1436ه-2015م. 5- "المجتبى في تخريج أحاديث وآثار فضائل آيات القرآن الكريم "سورة النساء" من تفسير الدر المنثور للسيوطي" بحث لهند الجار الله، منشور في: حولية كلية أصول الدين، جامعة الأزهر، العدد: الرابع والثلاثين، 2015م. 6- "قراءات القراء المقلين من الصحابة والتابعين ذوي ثلاث قراءات فأقل في كتاب الدر المنثور للسيوطي: جمع ودراسة" بحث لعبد عطا الله الدليمي، منشور في: مجلة جامعة الأنبار للعلوم الإسلامية، العدد: التاسع عشر، 2014. 7- "مصادر السيوطي في الدر المنثور: سورة البقرة تطبيقا" بحث لعبد الله صالح الخضيري، منشور في مجلة جامعة أم القرى، العدد: ثمانين، 1441ه-2020م. 8- "أقوال ومرويات ابن شهاب الزهري في التفسير من خلال الدر المنثور: جمع ودراسة" رسالة ماجستير، أعدَّتها: فوزية عثمان، في جامعة أم درمان1431ه-2011م. 9- "مرويات كعب الأحبار في التفسير من خلال الدر المنثور: جمع وتوثيق ودراسة" رسالة ماجستير أعدَّتها: عائشة عثمان 1421ه- 2000م. 10- "مرويات وأقوال الإمام الشعبي في التفسير من خلال الدر المنثور من أول الفاتحة إلى آخر الأنعام: جمع ودراسة وتحقيق" رسالة ماجستير، أعدَّها: البر أحمد البحر، في جامعة أم درمان 1431ه-2010م. 11- من أهم الكتب التي اعتنت بالدر المنثور: "موسوعة التفسير بالمأثور" وهي في أصلها مستدرك على الكتاب، ضمت الكتاب مع زياداته من كتب السنة، وبلغ عدد الزوائد على السيوطي (45134) أثرًا.

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

جلال الدين عبد الرحمن بن الكمال بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين بن الفخر عثمان الخُضيري الأسيوطي. انظر: "التحدث بنعمة الله" للسيوطي (ص: 5).

شهرته

السيوطي.

مولده

سنة: تسع وأربعين وثمان مائة. انظر: "التحدث بنعمة الله" للسيوطي (ص: 32).

وفاته

سنة: إحدى عشر وتسع مائة. انظر: "شذرات الذهب" لابن العماد الحنبلي (11/74).

شيوخه

أخذ السيوطي العلمَ عن كثير من الشيوخ؛ هم أعيان عصره وأكابر العلماء في زمانه، وصنف رحمه الله عدة معجمات في أسماء شيوخه، منها "المعجم الكبير" الذي ذكر فيه أسماء شيوخه، فبلغوا ستمائة نفس. انظر: "التحدث بنعمة الله" للسيوطي (ص: 43). ومن هؤلاء الشيوخ: 1- إبراهيم بن أحمد بن يونس الغزي ثم الحلبي، المعروف بابن الضُعَيّف. 2- أبو بكر بن محمد بن شادي الحصني الحصفكي. 3- أحمد بن إبراهيم بن نصر الله الكناني العسقلاني. 4- أحمد بن أبي بكر بن صالح المرعشي. 5- أحمد بن علي بن أبي بكر الشار مساحي. 6- إسماعيل بن أبي بكر بن إسماعيل القرشي الهاشمي، المشهور بالجبرتي. 7- عمر بن حسين بن حسن المكي. 8- عيسى بن سليمان الطُنوبي. 9- علي بن عبد الرحيم بن محمد القلقشندي المقدسي. 10- قاسم بن قطلوبغا بن عيد الله الجمالي الحنفي. 11- محمد بن أحمد بن محمد، الشهير بجلال الدين المحلي. 12- محمد بن سليمان بن مسعود، المشهور بالكافيجي. 13- محمد بن عبد العزيز بن محمد البُلقيني. 14- أحمد بن محمد بن محمد الشُّمنِّي. 15- محمد بن عبد الواحد، المعروف بالكمال ابن الهمام. 16- يوسف بن شاهين بن عبد الله الكركي. 17- آسية بتت جار الله بن صالح الطبري. 18- كمالية بنت عبد الله بن محمد الأصفهاني. 19- أم هانئ بنت الحافظ تقي الدين محمد بن فهد المكي. 20- خديجة بنت فرج الزيلعي. ينظر: "الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي" لإياد خالد الطباع(ص: 48-67).

تلاميذه

تتلمذ على السيوطي كثير من التلاميذ، ذكر منهم إياد الطَّباع ثمانية وأربعين تلميذا، من أهمهم: 1- أحمد بن علي بن زكريا بن شهاب الدين الجُدَيِّدي. 2- أحمد بن تاني بك. 3 - أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي. 4- محمد بن محمد بن محمد الغَّزِّي. 5- حسن بن ثابت بن إسماعيل الزمزمي. 6- حسن بن علي القميري. 7- عبد الوهاب بن أحمد الشعراني. 8- حمزة بن عبد الله بن محمد الناشري. 9- محمد بن سالم الطبلاوي. 10- محمد بن عبد الرحمن بن علي العلقمي. 11- محمد بن علي الداودي. 12- محمد بن علي بن محمد، الشهير بابن طولون. 13- عبد القادر بن محمد الشاذلي 14- محمد بن أحمد بن إياس. 15- محمد بن يوسف بن علي الشامي. 16- يوسف بن القاضي زكرياء الدين الأنصاري. انظر: "الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي" لإياد الطباع (ص: 410-424).

مؤلفاته

مؤلفات السيوطي كثيرة جدًّا ومتنوعة، وقد سرد في كتابيه "حسن المحاضره" و "التحدث بنعمة الله" كثيرًا منها، كما ذكر تلميذُه عبد القادر الشاذلي في "بهجة العابدين في ترجمة حافظ العصر جلال الدين" أربعة وعشرين وخمسمائة مصنف، وتتبع إياد الطَّباع كل المصادر التي ترجمت للسيوطي فأحصى له (1194) مصنفًا، ومن أهم هذه المصنفات: 1- الدر المنثور في التفسير بالمأثور. 2- الإتقان في علوم القرآن. 3- الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة. 4- لباب النقول في أسباب النزول. 5- الأشباه والنظائر في قواعد الفقه 6- الاقتراح في أصول النحو. 7- ألفية في مصطلح الحديث 8- ألفية في النحو والتصريف. 9- عقود الجمان في علم المعاني والبيان. 10- بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة. 11- تاريخ الخلفاء. 12- تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي. 13- تكملة تفسير جلال الدين المحلي "تفسير الجلالين". 14- الجامع الصغير من حديث البشير والنذير. 15- الحاوي للفتاوي. 16- حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة. 17- التحدث بنعمة الله. 18- الخصائص والمعجزات النبوية. 19- ما رواه الأساطين في عدم المجيء إلى السلاطين. 20- همع الهوامع شرح جمع الجوامع. 21- الكوكب الساطع نظم جمع الجوامع. 22- نواهد الأبكار في حاشية الأنوار. 23- صون المنطق والكلام عن فن المنطق والكلام. 24- الآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة. 25- اللمع في أسباب الحديث. 26- مقامات السيوطي. ينظر: "الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي" لإياد الطباع (ص: 309- 405).

منهجه في التفسير

لم يذكر السيوطي في مقدمة النسخ المطبوعة من تفسيره "الدر المنثور" منهجه الذي سار عليه، وإنما اقتصر عل ذكر سببه تأليفه فقط، ولكن من خلال مطالعته يمكن معرفة المعالم الرئيسية لمنهجه العام، وتوضيحها فيما يلي: 1- يبتدأُ السورة بذكر اسمها، وسبب نزولها، وما ورد فيها من قراءات، وناسخ ومنسوخ، ثم يقسِّم السورة إلى آيات وأجزاء مكتفيا بها عن ذكر الآية بتمامها، ويشرح ما فيها من غريب اللفظ ومُبهم العبارات، ويذكر ما تضمنته من أحكام فقهية، مُعتمِدًا في كل ذلك على ما ورد فيها من روايات وآثار دون تعليق أو تعقيب، ويترك تفسير بعض الآيات لأنه لم ترد آثار في تفسيرها عن الصحابة والتابعين. 2- لا يذكر رأيَه وإنما يكتفي بالنقل والرواية، ويخلط بين الصحيح والضعيف والمنكر والموضوع، دون تحقيق أو نقد أو موازنة أو ترجيح، فنتج عن ذلك أنه ضمَّن كتابه الإسرائيليات، والعجائب والغرائب من الأخبار التي ينبغي أن يُنزَّه التفسير عنها. 3- يعزو القراءة لقارئها من الصحابة أو من رواها، ولا يحقق أو يبين صحتها أو ضعفها، ولا تواترها أو شذوذها. 4- يكثر من الاستطرادات التي لا صلة لها بالتفسير؛ نحو فضائل القرآن والسور، والآثار المتعلقة بموضوعات الآيات، كالحديث عن ابتلاءات إبراهيم - عليه السلام -، وصفات الحجر الأسود ومكانه وحملته، ونُبذ من حِكم عيسى وغير ذلك. ففيه آلاف الآثار الخارجة عن حد التفسير. 5- عنوَن في نهاية تفسيره بـ«ذكر ما ورد في سورة الخلع، وسورة الحفد»، وقد يوهم ذلك أنهما من القرآن، وهما ليسا منه، وإنما هما في مصحف أُبَيّ بن كعب، وما ذكر في مصحف أُبي لا يعتد به، ولا ينهض أمام التواتر، وإجماع الصحابة والأمة. 4- ختم تفسيره بنقل مُطوَّل عن الحافظ ابن حجر في كتابه أسباب النزول، المسمى "العجاب في بيان الأسباب" تكلم فيه عن تفسير الطبري وابن المنذر وابن أبي حاتم وعبد بن حُميد، وأسانيد التفسير عن أصحاب ابن عباس وبعض التابعين، وذكرَ الثقات في تلك الأسانيد والضعفاء، ليعرف المقبول منها والمردود. ينظر: مقدمة تحقيق التركي ل"الدر المنثور" (56-1/58)، و "الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي" لإياد الطَّباع (ص: 115-116).

العلوم التي اشتمل عليها كتابه

قصد السيوطي رحمه الله في تفسيره "الدر المنثور" أن يكون مقتصرًا على الروايات المأثورة، فلم يذكر فيه رأيًا، ولا علمًا سوى علم الأثر. وقد اشتمل على كثير من الأحاديث والآثار المروية في التفسير عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة كابن جريج ومالك وسفيان، وقد كانت مرويات بعض هؤلاء الأئمة في "الدر المنثور" موضوع دراسة في بحوث ورسائل جامعية. ينظر: " أقوال ومرويات ابن شهاب الزهري في التفسير من خلال كتاب الدر المنثور: جمع ودراسة" لفوزية عثمان.

مصادر التفسير

لقد بذل السيوطي رحمه الله جهدًا كبيرًا في جمع الآثار وتتبع الأخبار الواردة في التفسير، حتى زادت مصادره التي اعتمدها في تفسيره هذا على أربع مائة مصدر؛ بين مطبوع، ومخطوط، ومفقود، وأقدم هذه المصادر يعود إلى القرن الثاني الهجري كتفسير مالك بن أنس وابن جريج وسفيان بن عيينة، وأحدثها يعود إلى عصر الحافظ ابن حجر العسقلاني الذي أدركه السيوطي. انظر: "مصادر جلال الدين السيوطي في كتابه الدر المنثور" لعامر صبري"، نقلا عن " الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي" لإياد الطباع (ص: 116). وقد ذكر السيوطي رحمه الله في مقدمة "الدر المنثور" التي لم تُنشر في طبعاته المنشورة أسماء أكثر من مائة عالم رجع إلى مؤلفاتهم. انظر: "مقدمة تفسير الدر المنثور للسيوطي بين المخطوط والمطبوع" لحازم حيدر، منشور في العدد الأول من مجلة مركزالبحوث والدراسات القرآنية، التي يصدرها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. وعلى هذا فمصادر السيوطي هي معظم ما زخرت به المكتبة الإسلامية؛ من كتب التفسير وعلوم القرآن وأسباب النزول، والقراءات، والناسخ والمنسوخ، والمصاحف، وفضائل القرآن، ودواوين الحديث؛ من الصحاح والجوامع و المصنفات والمسانيد والمعاجم والأجزاء، والمغازي والسير، والتاريخ والتراجم، والعقيدة، والمواعظ والزهد والأدب، وكتب الأذكار والأدعية وعمل اليوم والليلة، وكتب الفتن والملاحم، وغير ذلك من الكتب المؤلفة من عصر الأئمة إلى عصره. ينظر: مقدمة تحقيق التركي لـ"الدر المنثور" (1/8)، و "مناهج المفسرين" للخالدي (ص: 296).

القيمة العلمية للتفسير

لتفسير "الدر المنثور" قيمة عالية بين كتب التفسير عمومًا، وكتب التفسير بالأثر خصوصًا؛ لأنه التفسير الأثري الوحيد الذي اقتصر على التفسير بالمأثور، وترك الرأي فلم يذكر منه شيئا، فتميَّز بذلك عن بقية تفاسير أهل الأثر التي جمعت بينه وبين الرأي. ينظر: "التفسير والمفسرون" للذهبي (1/181). ومما يدل على هذا المكانة العالية: 1- جمعه لكثير من الأحاديث والآثار التفسيرية عن الصحابة والتابعين وتابعيهم، واستيعابه لمعظم المرويات التي خرَّجها السلف في التفسير وما يتعلق به، و قد كانت هذه الروايا متفرقة في مصادر شتى، بل بعضها فُقدت مصادره، فحفظها السيوطي للأمة في هذا التفسير، فلو لم يكن للسيوطي من فضل في هذا الكتاب سوى ما أوقفنا عليه من الروايات في الكتب المفقودة لكفاه. ينظر: "مقدمة تحقيق التركي ل "الدر المنثور" (1/10). ولأهمية "الدر المنثور" في هذا الباب اعتُمِد في "موسوعة التفسير بالمأثور" التي صدرت سنة 1438هـ، حيث جعل أصلًا في جمع التفسير بالمأثور، ضمت إليه الزوائد من سائر مصنفات الحديث والتفسير بالمأثور وغيرها. 2- أن أجلاء المفسرين الذين أتوا من بعده جعلوه من مصادرهم واعتمدوا على ما أورده من آثار، مثل الألوسي في تفسيره "روح المعاني"، والشوكاني في تفسيره "فتح القدير"، ورشيد رضا في "تفسير المنار"، والشنقيطي في "أضواء البيان".

أقوال أهل العلم

شيخ مشايخنا السيوطي هو الذي أحيا علم التفسير المأثور في الدر المنثور. الكَتَّاني "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (1/462).
ومن طالعه بتَمعُّن أدهشه وأَبهتَه وأسكته، ومن لم يطالعه، أو طالع منه حُرَيْفاتٍ انتقد واستمرر ما يراه غيره حلواً، ولو سكت من لم يعلم لسقط الخلاف. الكَتَّاني "فهرس الفهارس" (2/1018).
الدر المنثور هو أجمع كتاب للتفسير بالمأثور، لم يُبدِ فيه الإمام السيوطى رأيا، ولم يقل فيه كلمة مفسرة أو جملة شارحة، وإنما التزم التزاما كاملا أن يكون تفسيره جمعا لأحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم فى الآية وسردا لبعض أقوال الصحابة رضى الله عنهم، وهو فى جمعه هذا لم يلتزم صحة الأحاديث والنقل. الكَتَّاني منيع بن عبد الحليم محمود.