البحث

عبارات مقترحة:

المنان

المنّان في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من المَنّ وهو على...

الأول

(الأوَّل) كلمةٌ تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...

الولي

كلمة (الولي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (وَلِيَ)،...

منهج الألوسي

>
"روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني" للإمام شهاب الدين أبي الثناء الألوسي تفسيرٌ موسوعيٌّ من أحسن التفاسير عمومًا، وتفاسيرِ المتأخرين من العلماء خصوصًا. فسّرَ فيه القرآنَ كلَّه كلمةً كلمةً، وآية آية، ولم يُهمل شيئاً مما يتعلق بالتفسير. بدأ الألوسي تفسيره بمقدِّمةٍ نافعةٍ ضمَّنَها فوائدَ من أهمها بيانُ معنى التفسير وشرفه، وما يحتاج إليه المفسر، وحكم التفسير بالرأي وإشاراتِ أهل التَّصوف. وقد جمع في تفسيره بين الرواية والدراية؛ فسرد الروايات التفسيرية وتناولها بالتحقيق، واستعمل فكره في التفسير؛ فأوضح المعاني وجلب الاستنباطات الدقيقة، كما سرد كل ما يتعلق بالتفسير من أسباب نزولٍ وقراءاتٍ ولغةٍ ونحوٍ وبلاغة، وذكر ما بين سور القرآن وآيهِ من تناسب، وما اشتملت عليه آيات الأحكام من فقه، وذكر أقوال العلماء في كل هذه الأمور وناقشها بمنهجية متحررة ترجح وتفند وتختار، وترفض بشدة الاعتمادَ على الإسرائيليات والقصص الواهية. ولما ألف الألوسي تفسيره تلقَّاهُ علماء عصره بالقبول، وأوصوا بطباعته ونشره، فتداولته دور النشر بالطباعة. وأحسنُ طبعاته طبعة مؤسسة الرسالة، بتحقيق مجموعة من الباحثين ١٤٣١ه-٢٠١٠م في ثلاثين مجلدًا، كما أُنجزت حوله عشرات الدراسات والبحوث الجامعية.

بطاقة الكتاب

الاسم

ذكر مؤلفه في مقدمته أنَّ اسمه "روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني". انظر: "روح المعاني" للألوسي (1/5).

الشهرة

تفسير الألوسي.

العلم

تفسير القرآن العظيم

أهم الطبعات

طُبع أول مرة في مطبعة بولاق بمصر، سنة 1301ه في تسع مجلدات. ثم طُبع بعد ذلك عدة طبعات، أهمها: 1- طبعته المطبعة المنيرية بمصر 1330ه في ثلاثين مجلدًا، ثم أعادت دار إحياء التراث في بيروت تصوير هذه الطبعة في ثلاثين مجلدًا، ولم يرد فيها ذكر تاريخ طباعتها. 2- طبعته دار الكتب العلمية، بتحقيق علي عبد الباري عطية 1415ه-1995م في ستة عشر مجلدًا، وهي طبعة مليئة بالأخطاء. 3- طبعته مؤسسة الرسالة، بتحقيق مجموعة من الباحثين 1431ه-2010م. في ثلاثين مجلدًا، وهذه الطبعة هي أفضل طبعاته.

المختصرات

"أوضح المعاني في تهذيب تفسير روح المعاني" لمحسن عبد الحميد، نشرته: دار الفتح للدراسات والنشر.

الدراسات

1- "الألوسي مفسرًا" رسالة ماجستير أعدّها محسن عبد الحميد في جامعة القاهرة، وطبعتها دار المعارف ببغداد 1388ه-1968م. 2- "الاتجاه الفقهي في تفسير الإمام الألوسي" رسالة ماجستير أعدَّها علي محمد عقلة في الجامعة الأردنية 2005م. 3- "الترجيحات الفقهية للإمام الألوسي في تفسيره من خلال تفسيره" رسالة دكتوراه أعدَّها عبد القادر الحيالي في الجامعة الإسلامية ببغداد 2005م. 4"منهج الألوسي في تفسيره روح المعاني" رسالة ماجستير أعدَّها عصام زهد في الجامعة الإسلامية بغزة 1432ه-2011م. 5- "التفسير الإشاري في تفسير أبي الثناء الألوسي" رسالة ماجستير أعدَّها خالد الشوحة في الجامعة الأردنية 2003م. 6-"الاتجاه الصوفي للإمام الألوسي في تفسيره روح المعاني" رسالة ماجستير أعدَّها يعقوب صالح آدم في جامعة أم درمان 2011م. 7- "موقف الألوسي من الأسماء والصفات من خلال تفسيره" رسالة ماجستير أعدتها: أمل الموسى في كلية التربية للبنات في الرياض1419ه. 8- "الآراء الأصولية للإمام الألوسي والتطبيقات عليها من خلال تفسيره" رسالة ماجستير أعدَّها إسماعيل آدم في جامعة أم درمان 2009م. 9- جهود الألوسي البلاغية في روح المعاني" رسالة دكتوراه أعدَّها صالح مضوي في جامعة أم درمان 2009م. 10- "تعقبات شهاب الدين الألوسي على البيضاوي من خلال كتابه روح المعاني" رسالة دكتوراه أعدَّها حسن عسيري في جامعة أم القرى1436ه-2014م. 11- "علوم القرآن الكريم في كتاب روح المعاني" رسالة دكتوراه، أعدَّها محمد عودات في جامعة اليرموك 1326ه-2006م.

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي، أبو الثّناء، شهاب الدين، ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما. والألوسي نسبة إلى جزيرة أُلوس بالقصر على الأصح، وهي قرية على الفرات. انظر: "الأعلام" للزركلي (7/176)، و "أعلام العراق" لبهجت الأثري (ص: 9).

شهرته

ا لألوسي.

مولده

سنة سبع عشرة ومائتين وألف. انظر: "الأعلام" للزركلي (7/176).

وفاته

سنة سبعين ومائتين وألف. انظر "الأعلام" للزركلي (7/176).

شيوخه

1- والده عبد الله بن محمود الألوسي. 2- الملا حسين الجبوري. 3- علاء الدين بن علي الموصلي. 4- عبد الله العمري. 5- عبد العزيز أفندي شواف زاده. 6- محمد أمين بن علي الحلي. 7- علي بن محمد سعيد السويدي. 8- ضياء الدين خالد النقشبندي. 9- أحمد عارف حكمت. 10- علاء الدين علي أفندي الموصلي. 11- يحيى المزوري العمادي. 12- عبد الرحمن الكزبري. 13- عبد اللطيف بن عبد الله، المفتي. انظر "الألوسي مفسرًا" لمحسن عبد الحميد (ص: 55-59).

تلاميذه

درس على الألوسي خلق كثير، من أشهرهم: 1- أخواه: عبد الرحمن وعبد الحميد ابنا عبد الله الألوسي. 2- أبناؤه: عبد الله وعبد الباقي ونعمان. 3- عبد الغفار الأخرس. 4- عبد السلام شواف، وأخوه عبد الفتاح شواف. 5- محمود سعيد أفندي. 6- محمد أمين بن محمد الأدهمي، الشهير بالواعظ. 7- محمد بن حسين آل عبد اللطيف. ينظر: "جهود الألوسي البلاغية" لصالح محمد (ص: 32-33).

مؤلفاته

1- روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني. 2- نهج السلامة إلى مباحث الإمامة. 3- الأجوبة العراقية على الأسئلة اللاهورية. 4- النفحات القدسية في الرد على الإمامية. 5- شرح القصيدة العينية في مدح الخليفة علي ابن أبي طالب رضي الله عنه. 6- غرائب الاغتراب ونزهة الألباب. 7- شهي النغم في ترجمة شيخ الإسلام وولي النعم. 8- الفوائد السنة من الحواشي الكلنبوية. 9- دقائق التفسير. 10- شجرة الأنوار وأنوار الأزهار. 11- شرح سلم العروج في المنطق. 12- سفرة الزاد لسفرة الجهاد. 13- حاشية على شرح القطر في النحو. 14- كشف الطرة عن الغرة. 15 مقامات الألوسي. انظر: "أعلام العراق" لمحمد بهجت الأثري (ص: 28-32).

منهجه في التفسير

يقوم منهج الألوسي العام على المنهج التفسيري الجامع بين الرواية والدراية، والذي يذكر كل ما يتعلق بالمقطع الذي يفسره من روايات وقراءات وأقوال تفسيرية وأحكام لغوية أو فقهية وقصص وتاريخ وعلوم كونية، وقد بدأ بمقدمة ضمَّنها فوائدَ مهمة منها معنى التفسير وبيان شرفه وما يحتاجه إليه المفسر وحكم التفسير بالرأي وإيراد أقوال الصوفية، وبيان وجه الإعجاز في القرآن. ومعالم منهجه على وجه التفصيل هي: 1- يبدأ ببيان محل نزول السورة، وهل هي مكية أم مدنية؟ ويذكر ما ورد في فضلها وبيان مقصدها. 2- يهتمُّ كثيرًا بالقراءات، فينقل عقب تفسيره للكلمة أو الآية القراءة أو القراءات التي وردت فيها، وينبه على نوعية القراءة من حيث تواترها وشذوذها، ويطيل أحيانا في عرض ذلك، وربما اختار إحدى القراءات وصرح بأنها أولى استعمالًا، رغم أن الكل صحيح، ويجيب عن بعض الإشكالات التي أوردها بعض أئمة اللغة على بعض القراءات، ويفند حججهم بالأدلة النقلية والعقلية. 2- يولي عناية بالغة بالمناسبات بين سور القرآن الكريم مع بعضها البعض، وبين الآيات بعضها مع بعض. 3- يذكر أسباب النزول، ويفسر القرآن بها، ويتناولها بكثير من التحقيق العلمي؛ فيصحح ويضعف ويبين الموضوع، وإذا تعارضت الروايات يختار الأصح والأنسب للسياق القرآني العام. 3- يعتني بتفسير القرآن بالقرآن، فالمفردات التي لم تتضح دلالتها يوضحها بأخرى دلالتها واضحة، وكذلك ما جاء مجملا يفسِّره بالمبين له، ومثل ذلك تقييد المطلقات وتخصيص العمومات. 4- يعتني بتفسير القرآن بالحديث، فيحشد أحيانًا عند تفسيره لبعض الآيات جميع الأحاديث الواردة في الباب، ولو كانت متعارضة، ثم يبين حال تلك الأحاديث قوة وضعفًا، مُعتمدًا على قواعد الجرح والتعديل، وأقوال العلماء في الرجال، دون تقليد لهم، بل يأخذ ما يأخذ عن تحقيق، ويذر ما يذر عن تدقيق، وقد عصمه هذا من الاستتسلام للروايات الضعيفة والموضوعة؛ فهو إذا ساقها بيَّن حالها. 5- يهتم بذكر الأحكام الفقهية، ويتوسع في نقل أقوال الفقهاء وعرض الاختلافات حول تلك الأحكام، ويرجح غالباً مذهب أبي حنيفة، وقد يخالفه إذا تبين أن قوله لا يستند إلى دليل راجح. 5- يعتني بالتفسير اللغوي، ويولي التحقيقات اللغوية اهتمامًا كبيرًا؛ فيذكر معاني المفردات، وربما تجاوز ذلك إلى فقه اللغة دون التكلف في حمل الألفاظ القرآنية أكثر مما لا تتحمله، ويورد كلام أئمة اللغة ويناقشهم مفنِّداً أو مرجحاً، كما يُكثر من إيراد الشواهد الشعرية. 6- يهتم اهتمامًا كبيرًا بالنحو والصرف وإعراب الآيات، ومناقشة المشاكل النحوية والصرفية، وينقل اختلاف العلماء والمدارس النحوية دون تقليد بل يُرجِّح ويختار، ويطيل في بسط مسائل النحو حتى يخرج عن التفسير بإيراد مسائل من دقائق النحو لا يحتاج إليها القارئ في التفسير. 7- يهتم بالبلاغة ويتناول الآيات من شتى النواحي البلاغية، ويستثمر الأوجه البلاغية في بيان إعجاز القرآن. ه- استخدم التفسير الإشاري المعروف عند الصوفية وأكثر من ذلك، حتى انتقده عليه كثير من العلماء، لكنَّه يُبين أن الإشارات التي يذكرها عبارة عن فهم أمور معينة ليست هي ظاهر الآيات ولا المقصود الأول ، و لا يدَّعي أن هذه الإشارات مدلول اللفظ أو مراد الله؛ لأن ذلك من الضلال البعيد، والجهل الذي ليس عليه مزيد. 9- أعرض عن ذكر الإسرائيليات في التفسير، وأنكر على المفسرين الذين أوردوها، ولا يوردها إلا ليفنِّدها ويكشف بطلانها. 10- ذكر كثيرًا من المسائل العلمية والكونية عند تفسيره للآيات القرآنية المتعلقة بهذا الموضوع، ويرجع في تقرير الأمور الكونية إلى علماء الفلك مصرِّحاً بأنه إذا تعارضت أقوالهم مع الأحاديث الصحيحة قُدِّمت الأحاديث الصحيحة. ينظر: "الألوسي مفسر" لمحسن عبد الحميد.(ص: 210-233) و(ص282-286) و(ص: 310-312). و"منهج الألوسي في تفسيره" لعبد الله ربيع جنيد.

العلوم التي اشتمل عليها كتابه

"روح المعاني" موسوعة تفسيرية؛ ولذا قد اشتمل على عدة علوم، كان أغلبها موضوع دراسات بحثية ورسائل جامعية، وأهم هذه العلوم التي اشتمل عليها: 1- علوم القرآن وأصول التفسير: ففي مقدمته وأثناء تفسيره، تناول مباحث جليلة من هذا العلم، كمعنى التفسير وما يحتاج إليه المفسر، ومعنى الأحرف السبعة وما يتعلق بجمع القرآن وترتيبه، والمكي والمدني وأسباب النزول وغير ذلك، كما اعتنى عناية بالغة بإظهار المناسبات في القرآن الكريم، وإعجازه وإيضاح وجه الإعجاز في القرآن ومظاهره. ينظر: "علوم القرآن الكريم في كتاب روح المعاني" لمحمد عودات، و"المناسبات في تفسير الألوسي" لصالح الشهري، و "مفهوم إعجاز القرآن عند الألوسي من خلال مقدمة تفسيره" لمحمد سليمان حنفي. 2- علم القراءات: فقد أطال البحث في إيراد كثير من القراءات شاذة كانت أو متواترة، وبيَّن أوجهها، وعلاقة كل ذلك بالتفسير، واستدل لها، وناقش الاعتراضات الواردة على بعضها، ورجح بيْنها. ينظر "منهج الألوسي في القراءات وأثرها في تفسير روح المعاني" لبلال علي العسلي. 3- علم الحديث: فقد ذكر كثيرا من الأحاديث، وخرَّجها وبين الحكم عليها. 3- علم الفقه وأصوله: فقد ذكر في تفسير آيات الأحكام كثيرا من المسائل الفقهية، وتناولها بالبحث المطول، مستعرضا الأقوال والخلافات، مناقشا لها ومرجحا بينها، كما ذكر كثيرا من القواعد الأصولية واستثمرها في التفسير. ينظر: "الاتجاه الفقهي في تفسير الإمام الألوسي"لعلي محمد عقلة، و"الآراء الأصولية للإمام الألوسي والتطبيقات عليها من خلال تفسيره" لإسماعيل آدم. 4- علوم اللغة والنحو والبلاغة: فقد أورد كثيرًا من المعاني اللغوية وشواهدها الشعرية، واهتمَّ بالصنعة الإعرابية مُوردًا كثيرًا من مسائل النحو وآراء أئمته، كما اعتنى بالبلاغة اعتناءً كبيرًا وأورد كثيرًا من مباحثها. ينظر: "الجهود النحوية والصرفية واللغوية في روح المعاني" ليحيى الخطيب، و" جهود الألوسي البلاغية في روح المعاني" لصالح مضوي.

مصادر التفسير

مصادر الألوسي في تفسيره كثيرة جدًا، حتى قال محسن عبد الحميد: «إن مصادر الألوسي هي التراث الإسلامي كلُّه»، وأهم هذه المصادر وهي: 1- تفسير ابن جرير الطبري "جامع البيان". 2- تفسير الزمخشري "الكشاف عن حقائق التنزيل. 3- تفسير الرازي "مفاتيح الغيب". 4-تفسير أبي حيان "البحر المحيط". 5- تفسير أبي السعود "إرشاد العقل السليم". 6- معاني القرآن للزجاج. 7- تفسير السيوطي "الدر المنثور". 8- تفسير الطبرسي "مجمع البيان". 9- تفسير البيضاوي "أنوار التنزيل". 10- تفسير البغوي "معالم التنزيل". 11- أحكام القرآن لابن العربي. 12- تفسير ابن عطية "المحرر الوجيز". 13- تفسير القرطبي "الجامع لأحكام القرآن". 14- "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير. انظر: "الألوسي مفسرا" لمحسن عبد الحميد (ص: 180-210).

القيمة العلمية للتفسير

لتفسير الألوسي منزلة عظيمة بين كتب التفسير التي تمثل المدارس المختلفة، ولا يمكن الاستغناء عنه عند دراسة تفسير القرآن الكريم وتطوره، سواء من حيث المادة العلمية التي يحتوي عليها، أو من حيث المرحلة التاريخية التي يمثلها في تاريخ التفسير، وتظهر قيمة هذا التفسير من خلال: 1- جمعه للمادة الأساسية المهمة من جميع التفاسير المتقدمة، ومن كتب التراث المتنوعة، فيستطيع القارئ عن طريق هذا التفسير الموسوعي أن يطَّلِع على تلك التفاسير والكتب، دون أن يرجع إليها رجوعًا قد يكون متعذرًا في الغالب. 2- أن الألوسي لا ينقل الآراء فقط، وإنما ينصب نفسه حكمًا بين الآراء مناقشًا ومفنِّدًا ومرجِّحًا. 3- أن الألوسي صاحبُ عقلٍ، متحرر يرفُض التقليد والأخبار الموضوعة والقصص الإسرائيلية، والآراء الضعيفة، مع حرصه الشديد على التمسك برأي السلف. 4- أن الألوسي وظَّف معاني القرآن في الإصلاح، فلم يكن مفسرًا فقط، وإنما فكر في الاعتماد على القرآن الكريم في معالجة تخلف العالم الإسلامي وإصلاحه عقديًا وعلميًا وسياسيًا واجتماعيًا، ورغم أن ظروف زمانه لم تسمح له بإظهار كثير من رؤاه الإصلاحية إلا أنه كانت له إشارات وتلميحات في كثير من مواطن تفسير. 5- أثَّر كثيرًا بهذا التفسير على علماء عصره، وعلى من جاء بعده، فشهدوا له بغزارة العلم، وتأثروا ببعض آرائه وأفكاره، ونقلوها في تفاسيرهم، كما فعل المراغي في "تفسيره"، ورشيد رضا في "تفسير المنار". ينظر: "الألوسي مفسرا" لمحسن عبد الحميد (ص: 337-338).

أقوال أهل العلم

وأما تفسير العلامة محمود شهاب الدين أبي الثناء الألوسي المسمَّى بروح المعاني، فليس له في الجمع والتحقيق ثانٍ، اشتمل على تسعة مجلدات ضخام، حوت من الدقائق والحقائق ما لا يسع شرحه كلام، وهو خال عن الأباطيل والإسرائليات، والروايات الواهية والخرافات، جامع للمعقول والمنقول بتفصيل وسط مقبول. الزُّرْقاني قاسم القيسي.
وهذا التفسير من أجل التفاسير وأوسعها وأجمعها، نظم فيه روايات السلف بجانب آراء الخلف المقبولة، وألَّف فيه بين ما يُفهم بطريق العبارة، وما يفهم بطريق الإشارة. رحمه الله وتجاوز عنه. "مناهل العرفان" للزرقاني (2/84).
روح المعانى للعلامة الألوسى ليس إلا موسوعة تفسيرية قيمة، جمعت جُلَّ ما قاله علماء التفسير الذين تقدموا عليه، مع النقد الحُرِّ، والترجيح الذى يعتمد على قوة الذهن وصفاء القريحة، وهو وإن كان يستطرد إلى نواح علمية مختلفة، مع توسع يكاد يخرجه عن مهمته كمفسر إلا أنه متزن فى كل ما يتكلم فيه، مما يشهد له بغزارة العلم على اختلاف نواحيه، وشمول الإحاطة بكل ما يتكلم فيه، فجزاه الله عن العلم وأهله خير الجزاء، إنه سميع مجيب. محمد السيد حسين الذهبي "التفسير والمفسرون" للذهبي (1/257).