البحث

عبارات مقترحة:

الحليم

كلمةُ (الحليم) في اللغة صفةٌ مشبَّهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)؛...

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

الحميد

(الحمد) في اللغة هو الثناء، والفرقُ بينه وبين (الشكر): أن (الحمد)...

منهج رشيد رضا

>
تفسير رشيد رضا المعروف ب: " تفسير المنار": تفسيرٌ يجمع بين صحيح المأثور وصريح المعقول، ويُبيِّن حِكم التشريع، وسنن الله في الإنسان، وكونَ القرآن هداية للبشر في كل زمان ومكان، ويوازن بين هدايته وما عليه المسلمون في هذا العصر - وقد أعرضوا عنها -، وما كان عليه سلفهم المعتصمون بحبلها. راعى رشيد رضا في تفسيره السهولة في التعبير، واجتنب مزج التفسير باصطلاحات أهل العلوم والفنون؛ ليفهمه العامة، ولا يستغني عنه الخاصة. (ينظر: "تفسير المنار" (١/١). وأصل تفسير المنار دروسٌ كان الشيخ محمد عبده يلقيها، ثم دوَّن محمد رشيد رضا فوائدها، وحرَّرها وأضاف إليها زيادات من عنده، ثم عرضها على محمد عبده، فأبدى ملاحظاته عليها و أذِن في طباعتها، فصدر الجزء الأول من هذا التفسير في حياة محمد عبده وفق منهجيته، ثم صدرت بقيته بعد وفاته بمنهجية محمد رشيد رضا التي فيها بعض الاستقلال عن منهجية شيخه، لكنَّه توفي وهو في تفسير سورة يوسف، فلم يكتمل هذا التفسير. وقد أثنى العلماء على تفسير المنار، ومدحوا ما فيه من تجديد ودعوة إلى الإصلاح، ونبذ البدع والخرافة، والتمسك بهدي القرآن وطريقة السلف، كما أنكروا بشدة ما وقع فيه من إنكار للمغيبات وشذوذ عن إجماع أهل السنة والجماعة في بعض آرائهم وقواعدهم في التلقي والاستدلال. وهو مطبوع بإشراف من مؤلفه في مطبعة المنار، ثم طُبع بعد وفاته عدة طبعات، وبدأ مؤلفه في اختصاره لكنَّه لم يكمله، ثم أتمَّه وعلّق عليه محمد كنعان، كما أُنجزت عنه دراسات كثيرة تناولت مناحي مختلفة من هذا التفسير العظيم.

بطاقة الكتاب

الاسم

طبعه مؤلفه باسم "تفسير القرآن الحكيم" المشتهر ب"تفسير المنار".

الشهرة

تفسير المنار.

العلم

تفسير القرآن العظيم.

أهم الطبعات

طبع تفسير المنار عدة طبعات أهمها: 1- طبعه مؤلفه في مطبعته المنار، وأَصدر منه جزأين قبل وفاة شيخه محمد عبده سنة: 1905م، وبعد وفاة شيخه واصل إصداره حتى أصدر منه الجزء الثاني عشر سنة: 1354ه، ثم بدأ في الجزء الثالث عشر فتوفاه الله تلك السنة 1354ه1935م قبل أن يكمله وهو في أثناء تفسير سورة يوسف، فأكمل تفسيرها تلميذه بهجت البيطار وأصدره في جزء طبع مستقلا. 2- أعادت مطبعة المنار ما أصدره المؤلف في حياته طبعة ثانية في سنة 1366ه1947م في اثني عشر مجلدا. 3- طبعته الهيئة العامة المصرية للكتاب 1990 في اثني عشر جزءا.

المختصرات

"التفسير المختصر المفيد للقرآن المجيد: مختصر تفسير المنار" ألّفه محمد رشيد رضا ولم يكمله، ثم أكمل جزءا منه زهير الشاويش، ثم أتمه وعلَّق عليه محمد كنعان، وطبعه المكتب الإسلامي 1404ه-1984م في ثلاث مجلدات.

الدراسات

1- "رشيد رضا المفسر" رسالة دكتوراه، أعدَّها حبيب السامرائي، في جامعة الأزهر، ونشرتها دار الرسالة ببغداد 1976م. 2-"منهج تفسير المنار في التفسير" رسالة دكتوراه أعدّتها هاجر محمد شبو، في جامعة الخرطوم 2004م. 3- "محمد رشيد رضا ومنهجه في التفسير" رسالة ماجستير أعدّها: عبد الرحمن حامد، في جامعة أم درمان 1425ه. 4- "الاتجاه العقدي في تفسير المنار" رسالة دكتوراه أعدَّها عبد السلام حامد في جامعة أم درمان 1428ه-2007م. 5- "التفسير الموضوعي في تفسير المنار" رسالة ماجستير أعدَّها مجاهد نوفل في الجامعة الأردنية 2008م. 6-"محمد رشيد رضا منهجه واختياراته الفقهية من خلال تفسير المنار" رسالة ماجستير أعدّها مطيع أحمد عبده شبالة في جامعة صنعاء 2007م. 7- "أثر الاتجاه العقلي السلبي في تفسير المنار" رسالة ماجستير أعدَّها ماجد صبحي الرنتسي في الجامعة الإسلامية بغزة 1422ه-2001م. 8- "توجيه القراءات القرآنية عند محمد رشيد رضا من خلال تفسير" بحث من إعداد كريب يونس، نشره في العدد الرابع والثلاثين من مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات في الاسكندرية. 9-"معالم سلفية عند محمد رشيد رضا في تفسيره المنار" بحث من إعداد: بسام العموش، نشرته جامعة آل البيت والمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ضمن بحوث ندوة: محمد رشيد رضا وجهوده الإصلاحية، 1420ه-1999م. 10- "الفكر المقاصدي في تفسير المنار" تأليف عبد الله أكرزام، ونشره معهد العالمي للفكر الإسلامي 1437ه-2017م.

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بَهاء الدين بن منلا علي خليفة القلموني، البغدادي الأصل، الحسيني النسب، على خلاف في صحة نسبته لآل البيت. انظر: "الأعلام" للزركلي(6/126)، و "منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير" للرومي (ص: 171)، و"آراء محمد رشيد رضا في قضايا السنة النبوية من خلال مجلة المنار" لمحمد رشيد رضا.

شهرته

محمد رشيد رضا.

مولده

ولد سنة 1282ه- 1865م. (انظر: "الأعلام" للرزكلي (6/126).

وفاته

توفي سنة: 1354 هـ - 1935م. (انظر: "الأعلام" للرزكلي (6/126).

شيوخه

1- الشيخ حسين الجسر. 2 -الشيخ محمود نشابة. 3- الشيخ عبد الغني الرافعي. 4- الشيخ محمد القاوقجي. 5- محمد عبده. (انظر: "المنار والأزهر" لرشيد رضا (ص: 141-142و 147)، و "الأعلام" للزركلي(6/126).

تلاميذه

كل من درس في معهد الدعوة والإرشاد الذي أسسه قد يكون من تلامذته، لكنَّ أبرز الـذين صرَّحوا بالأخذ عنه والتتلمذ عليه هم: 1- يوسف ياسين. 2- أمين الحسيني. 3- عبد الرزاق المليح آبادي الهندي. 4- محمد بسيون عمران. 5- بهجت البيطار. 6- محمد حامد الفقي. 7- عبد الظاهر أبو السمح. 8- عبد السميع البطل. 9- محمد أبو زيد. 10-محمد فؤاد عبـد البـاقي. 11- محمد عبد الرازق حمزة. 12- أحمـد محمـد شاكر. (انظر: "منهج تفسير المنار في التفسير" لهاجر شبو (ص: 45-46)، و "منهج "الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة" لتامر متولي (ص: 91-92).

مؤلفاته

أكثر محمد رشيد رضا من الكتابة والتأليف في مجالات شتى، حتى قال عنه شكيب أرسلان : "لـم أكـن أرى فـي عصرنا هذا أصبر على الكتابة، وأجلد على الشغل، وأسيل قلماً، وأسرع خاطراً من الشيخ رشيد". ومن الـصعب حـصر مقالاتـه وكتاباتـه الصحفية، ومؤلفاته العلمية، ولكن نكتفي بذكر أبرزها: 1 - تفسير القرآن الحكيم، المشتهر بتفسير المنار. 2-الحكمة الشرعية في محاكمة القادرية والرفاعية. 3 - تاريخ الأستاذ الإمام محمد عبده. 4 نداء للجنس اللطيف. 5- الوحي المحمدي. 6-المنار والأزهر. 7 - ذكرى المولد النبوي. 8- الوحدة الإسلامية. 9-يسر الإسلام. 10 - السنة والشيعة أو الوهابية والرافضة. 11-مناسك الحج. 12 -الخلافة. 13 - الوهابيون والحجاز. 14 - الربا والمعاملات في الإسلام. 15- مساواة الرجل بالمرأة. 16- شبهات النصارى وحجج الإسلام. 17- خلاصة السيرة المحمدية. 18- المسلمون والقبط. 19- فتاوى السيد رشيد رضا. (انظر: "منهج المدرسة العقلية" لفهد الرومي (ص: 181).

منهجه في التفسير

من المتعذر الجزم بأن لمحمد رشيد رضا منهجا وأسلوبا موحدا اتبعه في كامل تفسيره، ولكننا مع ذلك نستطيع الجزم بأنه سار على منهج المدرسة العقلية الاجتماعية في التفسير التي ظهرت في العصر الحديث، وكان أهم تفسير لهذه المدرسة، ينظر: "اتجاهات التفسير في الرابع عشر" لفهد الرومي (2/799). كما نستطيع أن نحدد الملامح الرئيسية العامة لمنهجه، ولكن قبل ذلك نشير إلى قضيتين مهمتين: الأولى: أعلن محمد رشيد رضا أن أصل تفسيره دروس كان شيخه محمد عبده يلقيها بعض الطلبة في الأزهر، فقام هو بتدوينها ثم حرَّر ما دونه، وأضاف إليه من التفاسير الأخرى، وعرض ذلك على شيخه، فصوَّب ما رآه منها يحتاج إلى تصويب، ثم أذن له بطباعتها، ثم بعد وفاة محمد عبده اعتمد محمد رشيد رضا على نفسه واستقل في تفسيره بمنهجيته التي تخالف منهجية شيخه. (ينظر: " تفسير المنار (14 -1/16). الثانية: هذا الإعلان من محمد رشيد رضا معناه أن تفسير المنار يمكن تقسيمه إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول: التفسير لمحمد عبده نصًّا وروحًا تقريبًا، وهذا في الجزء الأول من تفسير المنار. القسم الثاني: التفسير لرشيد رضا نصًّا، ولمحمد عبده روحًا، وهذا في الأجزاء الأربعة بعد الجزء الأول. القسم الثالث: التفسير لرشيد رضا نصًّا وروحًا وفكرًا ومنهجًا، وهذا في الأجزاء السبعة الباقية من هذا التفسير. ينظر: "مناهج المفسرين" للخالدي (ص: 587). وأما الملامح الرئيسية العامة لمنهجه فهي: 1- كان منهج محمد عبده «التوسع فيما أغفله أو قصَّر فيه المفسرون ويختصر ما برزوا فيه من مباحث الألفاظ والإعراب ونكت البلاغة، وكذلك الروايات التي لا تتوقف على فهمها الآيات، وكان يتوكأ في ذلك على عبارة تفسير الجلالين الذي هو أوجز التفاسير، فكان يقرأ عبارته فيقرّها أو ينتقد منها ما يراه منتقدا، ثم يتكلم في الآية أو الآيات المنزلة في معنى واحد بما فتح الله عليه مما فيه هداية وعبرة». 2- وكان منهج محمد رشيد رضا فيما كتبه بعد وفاة شيخه مخالفًا لمنهجه فتوسع بذكر ما يتعلق بالآيات من السنة الصحيحة، سواء كانت تفسيرا لها أو في حكمها، وفي تحقيق بعض المفردات أو الجمل اللغوية والمسائل الخلافية، وفي الإكثار من شواهد الآيات في السور المختلفة. ينظر "تفسير المنار" (1/16). 3- يعتمد في تفسيره على القرآن أولا، مؤكدا أن: «الآيات يفسرها بعضها بعضا إذا نحن أخذنا القرآن بجملته كما أُمرنا». ينظر: "تفسير المنار"(2/207). 4- ثم يلجأ بعد تفسير القرآن بالقرآن إلى سنة رسول الله ، وما جرى عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين في الصدر الأول... وأساليب لغة العرب وسنن الله في خلقه. 5- يحرص في بداية تفسير كل مجموعة من الآيات على ربطها ربطًا منطقيًّا محكمًا بالآيات التي قبلها أو بموضوع السورة الرئيسي، وبذلك بيَّن أظهر المناسبات القرآنية، وأبرز الوحدة الموضوعية للسورة القرآنية والسياق الواحد الذي يؤلف بين آياتها. 6- يحرص على سرد معظم الآيات التي تشترك في تناول قضية معينة، ويحللها بإيجاز، وبذلك كان من أوائل من تنبَّه إلى أهمية التفسير الموضوعي للقرآن الكريم في العصر الحديث. 7- يحرص على ذكر الأحاديث المتعلقة بالآيات، ويفسرها بها دون أن يغفل عن تخريجها والتعليق عليها ونقد أسانيدها وتمحيص رواتها. 8- اعتنى بذكر أسباب النزول وتمحيص روايته. 9- لم يتوسع في نقل أقوال النحاة وعلماء البلاغة في إعراب الآيات القرآنية ووجوه البلاغة فيها إلا ما كان ضروريًا لبيان معنى الآيات، وجمال الأسلوب القرآني، ودقة تعبيره. 10- كان موقف محمد رشيد رضا في بداية تفسيره للآيات المتعلقة بالله تعالى وصفاته متأرجحا بين مذهبي السلف والخلف، ثم حسم موقفه بوضوح وتبنى مذهب السلف بعد قراءته لكتب أئمته، وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية، ولكن بقيت عنده بعض آراء شيخه محمد عبده وعلماء الخلف التي تخالف مذهب السلف. 11- أنكر محمد رشيد رضا تبعا لشيخه محمد عبده كثيرا من القضايا الغيبية التي ثبتت في النصوصة الشرعية وأجمع عليها أهل السنة، واضطر بسبب ذلك الإنكار أن يرد بعض الأحاديث الصحيحة ويتأول كثيرا من الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة تأويلا بعيدا، وذلك بحجة إقناع أصحاب الثقافة والفلسة المادية الذين لا يقبلون التسليم بالأمور الغيبية الثابتة في الوحي. 12- قام بربط تفسير الآيات بواقع المسلمين ومشاكلهم السياسية والاجتماعية، واتخذ التفسير وسيلة لإصلاح المسلمين وتذكيرهم بواجبهم في خدمة الدين والتمسك به، وانتقد بشدة معظم علماء وشيوخ عصره الذين تمسكوا بالتقليد، وابتعدوا عن الاجتهاد، ولم يقوموا بدورهم في إصلاح الأمة وربط حياتها بالقرآن الكريم والسنة الصحيحة. 13- يحرص غالبا في نهاية كل سورة على كتابة خلاصة إجمالية لأحكامها وقواعدها ومقاصدها. ينظر: مقال "قراءة في منهج رشيد رضا في تفسير المنار وموقف النقاد منه" لحازم محي الدين، و "التفسير والمفسرون" للذهبي (425 - 2/432).

العلوم التي اشتمل عليها كتابه

يمكن القول بأن تفسير المنار لم يشتمل على علوم أخرى سوى التفسير وما يتعلق به، ذلك أن مؤلفه جعل من أهدافه الاقتصار على التفسير فقط، وترك الخوض في ما لا تعلق له بفهم القرآن وطرق الاهتداء به في من العلوم التي قد تحجب القارئ عن المقصد الذي من أجله أنزل القرآن، ولذا أنكر بشدة على المفسرين الذين شغلوا الناس عن القرآن بما حشروا فى تفاسيرهم من مباحث الإعراب وقواعد النحو، ونكت المعاني ومصطلحات البيان، وجدل المتكلمين، وتخريجات الأصوليين، واستنباطات الفقهاء المقلدين، وتأويلات المتصوفين.. (ينظر: "تفسير المنار" (1/8).

مصادر التفسير

من الصعب أن تحصر مصادره؛ لأن محمد عبد ورشيد رضا نظرًا لتأخرهما استفادا ممن سبقوهما كثيرًا، وتارة يصرحان بالمصدر الذي أخذا عنه؛ وتارة يسكتان عن ذلك، ، ويمكن تقسيم أهم مصادره إلى: أولًا: مصادره من كتب التفسير 1- تفسير ابن جرير الطبري "جامع البيان عن تأويل آي القرآن". 2- تفسير الزمخشري "الكشاف عن حقائق التنزيل". 3- تفسير الرازي "مفاتيح الغيب". 4- تفسير البيضاوي "أنوار التنزيل". 5- تفسير القرآن العظيم لابن كثير. 6- تفسير السيوطي "الدر المنثور". 7- تفسير الألوسي "روح المعاني". ثانيًا: مصادره من كتب الحديث وشروحه 1- الصحيحان. 2- السنن الأربعة. 3- مسند الإمام أحمد. 4- سنن الدارقطني. 5- سنن البيهقي. 6- شرح صحيح مسلم للنووي. 7- فتح الباري لابن حجر. ثالثًا: مصادره من كتب اللغة والنحو والبلاغة 1- معاني القرآن للفراء. 2- إعراب القرآن للزجاج. 3- أسرار البلاغة للجرجاني. 4- المفردات في غريب القرآن للأصفهاني. 5- لسان العرب لابن منظور. رابعًا: مصادر أخرى 1- إحياء علوم الدين للغزالي. 2- كتب ابن تيمية. 2- كتب ابن قيم الجوزية 3- كتب الشاطبي. 4- كتب ابن حجر. 5- كتب الشوكاني. (ينظر: "منهج تفسير المنار في التفسير" لهاجر شبو (ص: 50-85).

القيمة العلمية للتفسير

تفسير المنار أهم كتب التفاسير المعاصرة؛ لأنه أصدق معبر عن الأفكار والاهتمامات الإصلاحية التي قدمها رواد الإصلاح في العصر الحديث، لعلاج مشاكل الأمة في جميع القضايا: العقدية والسياسية والسلوكية والاقتصادية والاجتماعية، ولما تميز به من منهجية تدعو إلى إعمال العقل في التفسير، وتحارب التقليد والبدع والخرافات وتنكر التساهل في رواية الإسرائيليات، والإطناب في التفسير بذكر العلوم التي تشغل القارئ عن فهم كتاب الله عز وجلَّ وتدبر معانيه، وتُبرِزُ شمول القرآن لكل مناحي الحياة. ولو سلم من بعض الآراء والاختيارات الشاذة وإنكار المغيبات التي أجمع أهل السنة على الإيمان بها، وردِّ بعض الأحاديث لكانت قيمته أكبر.

أقوال أهل العلم

فكان تفسير أستاذنا الجليل خير تفسير طُبع على الإطلاق، ولا أستثني، فإنه هو التفسير الأوحد الذي يبين للناس أوجه الاهتداء بهدي القرآن على النحو الصحيح ال واضح - إذ هو كتاب هداية عامة للبشر - لا يترك شيئًا من الدقائق التي تخفى على كثير من العلماء والمفسرين... وإنه لكتاب العصر الحاضر، يفيد منه العالم والجاهل، والرجعي والمجدد بل هو الدفاع الحقيقي عن الدين، وأنا أرى من الواجب على كل مَن عرف حقائق هذا التفسير أن يحضّ إخوانه من الشبان على مطالعته والاستفادة منه، وبث ما فيه من علم نافع لعل الله أن يجعل منهم نواة صالحة لإعادة مجد الإسلام، وأن ينير به قلوبًا أظلمت من ملئها بالجهالات المتكررة. أحمد محمد شاكر "مجلة المنار" (31/193).
هذا التّفسير مبتداه دروس الشّيخ محمّد عبده، رحمه الله، استفادها الشّيخ محمّد رشيد، فبنى عليها، وزاد، وهي تستند إلى النّقل والأثر، كما تمتاز بالنّظر الجريء، بعبارة عليها طابع التّجديد، مع الرّبط بمقتضيات الواقع ومتغيّراته، واعتناء بتعليل الأحكام بما يتوافق مع العلم الحديث، وله فيه من الرّأي ما يناقش كغيره، بل فيه ما يردّ عليه، خاصّة ما تضمّنه من ردّ بعض الحديث الصّحيح بالرّأي، والّذي يعدّ من أكبر المآخذ عليه. وهو وثيقة تاريخيّة إضافة إلى كونه تفسيرا؛ لأنّه امتدّت كتابته سنين طويلة، وكان ما يكتب فيه مراعيا للحدث وقد حظي في وقته بإقبال النّاس عليه، ولم يزل له اعتباره في نظر الباحثين وأهل العلم، وفيه خير كثير، مع أنّه لم يتمّه. أحمد محمد شاكر عبد الله بن يوسف الجديع.
أحمد محمد شاكر
أحمد محمد شاكر