هو نافعُ بن عبد الرحمن، أحد القراء العشَرة، المعروف بالإمام نافعٍ المَدَنيِّ، الأصبهانيُّ الأصل، إمام القراءة في المدينة المنورة، وُلد سنة (70هـ)، وتوفي بالمدينة سنة (169هـ).
مِن أشهر شيوخه: عبدُ الرحمن بن هُرْمُزَ الأعرج، وأبو جعفر يَزيدُ بن القعقاع، وله تلاميذُ كثر، وأبرز تلاميذه: وَرْشٌ وقالون، وهما اللذان روَيَا عنه القراءة.
أثنى كثيرٌ من العلماء على خُلُقه، وعِلْمِه، وإمامته للقراءة؛ منهم: مالك، والأعشى.
ولقراءتِه أصولٌ وقواعدُ تراعى عند التلاوة؛ منها: قراءةُ لفظ ﴿ٱلنَّبِيُّ﴾ كيف وردت بإبدال الياء الثانية همزةً.
وتشتهِرُ قراءةُ نافع اليوم في أكثرَ من بلدٍ من بلاد المغرب العربي، كما تنتشر في أغلبِ البلاد الأفريقيَّة.
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".